يتسبب التهاب الجيوب الأنفية Sinusitis في سيلان الأنف وانتفاخ منطقة حول العين وغيرها من الأعراض،[1] بل وقد ينجم عن عدم تلقي العلاج المناسب لالتهاب الجيوب بعض المضاعفات النادرة، مثل إصابة العظام بالعدوى أو التهاب السحايا Meningitis أو الخراج الدماغي.[2]
ما هو التهاب الجيوب الأنفية؟
الجيوب الأنفية هي فتحات فارغة يملؤها الهواء ويُصرَّف من خلالها المُخاط (مادة تنتجها الجيوب الأنفية لتؤدي دورها في ترطيب داخل الأنف ومن ثم حمايته من المُلوِّثات والأتربة والمواد المُثيرة للحساسية[2])، تتواجد الجيوب الأنفية خلف الجبهة وعظام الأنف والوجنتين والعينين، ويتمثل التهاب الجيوب الأنفية في التهاب وتورم بطانة الجيوب نتيجةً لعدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية، إذ تمثل الجيوب الأنفية عند انسدادها أو تراكم المخاط بها بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والجراثيم الأُخرى،[3] وهناك عدة حالات قد تتسبب بالتهاب الجيوب الأنفية:[2][3]
- فشل الأهداب الموجودة في الجيوب الأنفية في طرد المخاط للخارج.
- انسداد فتحات الجيوب الأنفية أو إنتاج كميات كبيرة من المخاط نتيجة نزلات البرد أو الحساسية.
- النتوء العظمي بالأنف.
- السلائل الأنفية Nasal polyps:زوائد تنمو في بطانة الأنف.
- انحراف الحاجز الأنفي (انحراف الوتيرة) Deviated septum.
أنواع التهاب الجيوب الأنفية
ينقسم التهاب الجيوب الأنفية إلى عدّة أنواع:[2][3]
- التهاب الجيوب الأنفية الحاد Acute: يحدث التهاب الجيوب الأنفية الحاد نتيجةً لعدوى بكتيرية، ليستمر الإلتهاب لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وتتشابه أعراضه بدايةً مع أعراض نزلات البرد؛ إذ يعاني المريض من آلام الوجه وانسداد وسيلان الأنف.
- التهاب الجيوب الأنفية شبه الحاد Subacute: يستمر لمدة تتراوح بين أربعة أسابيع إلى اثني عشر أسبوع.
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن Chronic: قد يكون الالتهاب نتيجة لعدوى بكتيرية أو فطرية، ويستمر تورم الجيوب الأنفية لأكثر من ثلاثة أشهر.
- التهاب الجيوب الأنفية المتكرر Recurrent: يتعرض المريض لالتهاب الجيوب الأنفية مرات عدة في العام الواحد.
عوامل الخطر للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية
قد تزداد إحتمالية إصابة البالغين أو الأطفال بالتهاب الجيوب الأنفية في الحالات الآتية:[3]
- مرض التكيس الليفي Cystic fibrosis.
- حساسية الأنف.
- التدخين.
- ضعف المناعة.
- بعض الأمراض التي تعيق الأهداب عن طرد المخاط.
- تضخم اللوزتين.
- التحليق لارتفاعات عالية أو الغوص في الأعماق.
علاج التهاب الجيوب الأنفية
قد يتماثل التهاب الجيوب الأنفية للشفاء دون تلقي أي علاجات،[4] أو قد يلجأ الطبيب إلى وصف بعض العلاجات:[4]
- المضادات الحيوية في حال العدوى البكتيرية.
- بخاخات الأنف الملحية.
- الستيرويدات الأنفية الموضعية.
ولكن قد يلجأ طبيب الأنف والأذن والحنجرة لإجراء إحدى الجراحات مثل عملية الجيوب الانفية بالمنظار أو رأب الجيوب الأنفية بالبالون، وذلك في حال لم يتحسن المريض بعد استخدام الأدوية أو في الحالات التي يرجع فيها التهاب الجيوب الأنفية لخلل في تركيب الأنف، مثل السلائل الأنفية أو انحراف الحاجز الأنفي وغيرها.[4]
عملية الجيوب الأنفية بالمنظار (جراحة التنظير الوظيفي للجيوب الأنفية)
تُعد عملية الجيوب الأنفية بالمنظار Functional Endoscopic Sinus Surgery "FESS" من الجراحات طفيفة التوغل التي تُجرى باستخدام المنظار والتصوير المقطعي المحوسب CT scan، تحت تأثير التخدير العام أو الموضعي، بنسب نجاح تصل إلى 90%،[5] وتهدف العملية إلى فتح الممرات المسدودة بين الأنف والجيوب الأنفية عن طريق إزالة النتوءات العظمية أو الأنسجة المُصابة بالعدوى، مما يسمح بمرور المخاط المتراكم في الجيوب الأنفية.[6]
وتُعد عملية الجيوب الأنفية بالمنظار خيارًا مناسبًا للذين لم تستجِب حالتهم للعلاج بالأدوية من مرضى التهاب الجيوب الأنفية المتكرر الحاد منه أو المزمن، كما يتميز الإجراء باحتمالية أقل لحدوث المضاعفات مقارنةً بعمليات التهاب الجيوب الأنفية المُعتادة، إضافة إلى أنه بإمكان المريض العودة إلى منزله بعد إجراء العملية دون الاضطرار للمكوث في المستشفى.[5]
كيف تُجرى عملية الجيوب الأنفية بالمنظار؟
تستغرق عملية الجيوب الأنفية بالمنظار ساعة إلى ساعتين، وتُجرى من خلال فتحتي الأنف، لذا هي لا تتسبب بأيّ ندوب أو تغييرات في شكل الأنف،[7] يستخدم الجراح بدايةً مادة مُضادة للاحتقان على الأنف ثم يحقنه بعدها بمادة مخدرة ثم يبدأ بإدخال المنظار الذي يتكون من أُنبوب رفيع وطويل يحمل مصدر إضاءة في نهايته ليُمكّن الجراح من الرؤية بوضوح داخل الأنف والجيوب الأنفية، ثم يُدخل أدوات جراحية معينة إلى جانب المنظار، فيتمكن باستخدامهم من إزالة الزوائد العظمية أو السلائل الأنفية أو الأنسجة التالفة.[6]
كيفية الاستعداد لعملية الجيوب الأنفية بالمنظار
هناك عادة تعليمات يجب الإلتزام بها قبل الخضوع للجراحة:[8][9]
- الامتناع عن تناول أي أطعمة أو مشروبات بعد منتصف ليلة اليوم المُقرر لإجراء العملية، لاحتمالية إجراء العملية تحت تأثير التخدير العام.
- الالتزام بالعلاجات التي قد يصفها الطبيب قبل مدة من الخضوع للعملية بغرض تهيئة الجيوب الأنفية، مثل المضادات الحيوية والستيرويدات الفموية.
- تجنب بعض الأدوية والمكملات الغذائية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDS وفيتامين هــ (Vitamin E) والجنسنغ Ginseng و"جينكو بيلوبا " Gingko biloba وأقراص الثوم، لمدة أسبوعين على الأقل من موعد العملية، لِما قد تسببه هذه المواد من تميُّع الدم ومن ثم زيادة شدّة النزيف أثناء الإجراء، بالإضافة إلى إستشارة الطبيب بشأن إيقاف أو استمرار استخدام الأدوية المضادة للتخثر، مثل مادة كومادين Coumadin.
- تجنب تناول نبتة سانت جون St. John’s Wort، وتُعرف أيضًا بنبتة القديس يوحنا أو نبتة العرن المثقوب، لمدة أسبوعين قبل موعد العملية، لأنها قد تتعارض مع التخدير المُستخدَم أثناء الجراحة.
- تجنب استخدام العلاجات التي تحتوي على الباراسيتامول في اليوم المُقرر فيه إجراء العملية.
- الإقلاع عن التدخين لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل قبل العملية وأربعة أسابيع على الأقل بعد إجرائها، فقد يتسبب التدخين في تعطيل التئام الجرح كما ينبغي وفشل العملية.
ما بعد عملية الجيوب الأنفية بالمنظار
يستعيد الأنف قدرته الوظيفية الطبيعية خلال شهر إلى شهرين بعد الخضوع لعملية الجيوب الأنفية بالمنظار، وقد يصف الطبيب المضادات الحيوية والكورتيكوستيرويدات الفموية بغرض تحفيز التعافي لدى المرضى الذين كانوا يعانون من التهابات شديدة أو من السلائل الأنفية، كما تُستخدم الستيرويدات الأنفية الموضعية للمرضى الذين خضعوا لإزالة السلائل الفموية،[5] ولكن قد يعاني المريض بعد خضوعه لعملية الجيوب الأنفية من بعض الأعراض:[7][8]
- الشعور بالإرهاق والاحتقان لمدة أسبوع إلى أسبوعين.
- نزيف طفيف لمدة يوم إلى يومين.
نصائح بعد عملية الجيوب الأنفية بالمنظار
يُوصَى بالالتزام بمجموعة من النصائح بعد الخضوع للعملية:
- غسل الأنف باستخدام المحلول الملحي.[9]
- تجنب النفث من الأنف لمدة أسبوع على الأقل من العملية.[7]
- الالتزام بالعلاجات الموصوفة من قِبل الطبيب بغرض الوقاية من العدوى وتسكين الألم.[9]
- تجنب رفع أو شد الأشياء التي يزيد وزنها عن 20 رطل (9 كيلوغرام) خلال الأسبوع الأول.[8]
- ممارسة التمارين الرياضية -في حال رغبة المريض بذلك- على أن لا يتعدى معدل الجهد المبذول نصف قدرة الشخص خلال الأسبوع الأول، ويمكنه بذل كامل جهده لاحقًا بعد ما يُقارب الأسبوعين.[8]
مضاعفات عملية الجيوب الأنفية بالمنظار
قد تتسبب عملية الجيوب الأنفية بالمنظار كغيرها من الجراحات ببعض المضاعفات العامة:[7]
- الشعور بالألم.
- النزيف.
- إصابة الجرح بالعدوى.
- تكون الجلطات الدموية في الرئة أو الساق.
- تَكوُّن رد فعل تحسسي لدى الجسم تجاه إحدى العلاجات أو المعدات الجراحية المُستخدمة.
ولكن يُحتمل أن تتسبب عملية الجيوب الأنفية بالمنظار ببعض المضاعفات الخاصة بها:[7][10]
- الفقدان الجزئي أو الكامل لحاسة الشم.
- إدماع العينين.
- النزيف الشديد، وعندئذٍ يضع الطبيب نوعًا من الحشوات الأنفية، الأمر الذي يستوجب على المريض المكوث في المستشفى لتلقي الرعاية الطبية.
- تكوُّن الأنسجة الندبية داخل الأنف.
- تلف حجاج العين (العظام المحيطة بالعين).
- تلف القناة الدمعية.
- العدوى في مجرى الدم فيما تُعرف بمتلازمة الصدمة التسمّمية.
بالإضافة إلى بعض المضاعفات النادرة:[10]
- تسرب السائل الدماغي النخاعي الذي قد يتسبب بالتهاب السحايا أو التهاب الدماغ.
- فقدان البصر في إحدى العينين أو الرؤية المزدوجة.