التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما) عند الأطفال

أسباب التهاب الجلد التأتبي في الأطفال

لم يُحَدد بعد السبب وراء ظهور التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال، ولكن يُعتقد أنه قد يكون نتيجة لعوامل جينية وبيئية، إذ تتهيج خلايا الجلد عندما يُحفَز الجهاز المناعي بواسطة العوامل الخارجية، كما قد تلعب العوامل الوراثية دورًا في رفع احتمالية إصابة الأطفال بالتهاب الجلد التأتبي، إلى جانب الربو وحمى الكلأ.^[2]

وقد يظهر التهاب الجلد التأتبي أو تتفاقم أعراضه نتيجةً لعدّة عوامل:^[2]

• جفاف الجلد.
• التعرض لدرجات حرارة مرتفعة.
• التعرق.
• الإصابة بالعدوى.
• المواد المسببة للحساسية، مثل وبر الحيوانات الأليفة والأتربة وحبوب اللقاح.
• الدُمى المَحشوة.
• المناخ الجاف في فصل الشتاء.
• اللعاب على ذقن ورقبة ووجنتي الطفل بعد الرُوَال.

أعراض التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال

قد تختلف أعراض التهاب الجلد التأتبي من طفلٍ لآخر، وقد تستمر الأعراض لفتراتٍ طويلة أو أنها قد تظهر ثم تختفي،^[3] وتشمل أعراض التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال:^[3]

• جفاف الجلد وتقشره.
• الحكة الشديدة.
• احمرار وتورم الجلد.
• شحوب جلد الوجه.
• زيادة سُمك الجلد.
• ظهور بثور صغيرة بارزة، قد يسبب خدشها تكوين قشور وخروج مادة سائلة.
• ظهور نتوءات خشنة على الوجه والذراعين والفخذين.
• حساسية الشرى (ظهور أجزاء بارزة وحمراء من الجلد).
• تغييرات في الجلد حول الفم والأُذنين والعينين.
• اسمرار جلد الجفون والمنطقة المحيطة بالعين.

وقد يختلف التهاب الجلد التأتبي من حيث شكل الجلد ومكان الإصابة حسب المرحلة العمرية للطفل،^[2] كما يلي:^[2]

• الرُضّع أقل من ٦ أشهر: في هذه المرحلة العمرية عادةً ما يتسبب التهاب الجلد التأتبي في احمرار جلد الوجه والوجنتين والذقن والجبهة وفروة الرأس، وقد يمتد ليصيب أماكن أخرى من الجسم باستثناء منطقة الحفاض، لكونها رطبة.
• الرُضع من عمر ٦ إلى ١٢ شهرًا: قد يظهر التهاب الجلد التأتبي في صورة قشور صفراء أو نتوءات صغيرة مملوءة بالصديد في حال تعرض الجلد للعدوى، وغالبًا ما تكون مناطق الركبتين والكوعين الأكثر تأثرًا باالتهاب الجلد التأتبي كَونهم أكثر عُرضة للاحتكاك أثناء زحف الرضّع قبل مرحلة المشي.
• الأطفال من عمر عامين إلى خمسة أعوام: قد يصيب التهاب الجلد التأتبي ثنايا الكوع والركبة والكاحلين والمِعصمين والكفين وجفون العين والمنطقة المحيطة بالفم، وقد يعاني الطفل من تحزز الجلد (جفاف الجلد وتقشره وزيادة سمكه مع ظهور خطوط عميقة فيه).
• الأطفال أكثر من خمسة أعوام: يظهر التهاب الجلد التأتبي في ثنايا الكوعين والركبتين أو أحدهما، وقد يصيب الكفين فقط لدى بعض الحالات، وقد يُلاحَظ في هذه المرحلة العمرية ظهور بقع حمراء مسببة للحكة في فروة الرأس أو على القدمين أو خلف الأُذنين، قد تكون هذه البقع أحد أعراض التهاب الجلد التأتبي أو مرض جلدي آخر، مثل التهاب الجلد المثّي الذي قد يصاحب التهاب الجلد التأتبي.

تشخيص التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال

يُجرى تشخيص التهاب الجلد التأتبي لدى الأطفال من خلال استفسار الطبيب عن التاريخ العائلي للإصابة بأمراض مثل إلتهاب الجلد التأتبي أو الربو أو حساسية الأنف، ثم فحص جلد الطفل بحثًا عن أعراض التهاب الجلد التأتبي، غالباً لا يؤكَد تشخيص التهاب الجلد التأتبي من خلال تحاليل معينة، لكن قد يطلب طبيب الجلدية إجراء بعض الفحوصات المخبرية،^[3] مثل:^[3]

• فحص الدم: لتحديد مستوي الغلوبولين المناعي هــ IgE في دم الطفل، والذي عادةً ما ترتفع مستوياته في حال الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي.
• اختبارات الجلد للكشف عن وجود الحساسية أو أي أمراض جلدية أخرى.

علاج التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال

تهدف العلاجات المستخدمة في حالات التهاب الجلد التأتبي إلى التخفيف من الأعراض، إذ لا توجد طريقة للشفاء التام من المرض، وتختلف تلك العلاجات تبعًا لعمر الطفل والأعراض ومدى تقدم المرض لديه،^[3] وتشمل طرق العلاج المستخدمة لالتهاب الجلد التأتبي عند الأطفال:^[3]

• استخدام الكورتيكوستيرويدات الموضعية الموصوفة من قِبل طبيب الجلدية للتخفيف من الحكة والتورم.
• المضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية.
• استخدام مضادات الهستامين Antihistamine قبل النوم، إذ تساعد الطفل على النوم وتخفيف الحكة.
• الكريمات أو المراهم التي تحتوي على مثبطات الكالسينورين Calcineurin inhibitors، للتخفيف من الحكة والتورم في الجلد.
• المراهم التي تحتوي على المادة الفعالة كريسابورول Crisaborole، التي تساعد في بعض التغييرات على الجهاز المناعي.
• العلاج الضوئي Phototherapy الذي يُجرى في عيادة طبيب الجلدية أو في المنزل.
• استخدام الأدوية المُعدِلة للمناعة للتحكم في استجابة الجسم المناعية، وقد يلجأ طبيب الجلدية لوصف هذا النوع من العقاقير في حال فشل العلاجات الأخرى، كما أنه قد تسبب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية، لذا يخضع الطفل باستمرار لفحوصات الدم للتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات أو مشاكل صحية أُخرى.
• العقاقير البيولوجية مثل عقار Dupilumab المُصنّع حديثًا، ويُلجأ لهذا النوع من العلاجات في الحالات الشديدة من التهاب الجلد.

نصائح للتخفيف من أعراض التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال

هناك عدة ممارسات يُنصح بها للتعايش مع المرض، والتخفيف من أعراض االتهاب الجلد التأتبي الشائعة مثل الجفاف والحكة^[4]، وتشمل بعض هذه النصائح ما يلي:^[4]

• مساعدة الطفل على الاستحمام بالماء الفاتر لمدة 5 إلى 10 دقائق كل يوم تقريبًا، مع غسل اليدين والقدمين والمناطق القابلة للتعرق مثل الإبط والرقبة والمنطقة الأربية أعلى الفخذ، وذلك باستخدام غسول لطيف على البشرة وخالٍ من الصابون والعطور، وتجنب استخدام صابون الفقاقيع أو تنظيف جلد الطفل بأي شيء خشن.
• تجفيف جلد الطفل بلطف بعد الاستحمام، ويُنصح باستخدام الكريمات المُعالِجة التي وصفها الطبيب قبل استخدام المرطبات على جلد الطفل.
• استخدام المرطبات على جسم الطفل بأكمله كل يوم بعد الاستحمام مباشرة؛ إذ يكون الجلد رطبًا، فتحافظ بذلك على رطوبة الجلد، كما يُنصح باستخدام المرطبات الخالية من العطور والتي تحتوي على الفازلين، والاستمرار في استخدام المرطبات حتى بعد اختفاء الطفح الجلدي.
• حماية الطفل من التعرض للعوامل المهيجة للبشرة الحساسة، مثل العطور والأدخنة والصوف والأتربة ووبر الحيوانات.
• الحرص على استعمال الملابس القطنية للطفل، وتجنب استخدام المنتجات المنعّمة للأقمشة أو منظفات الملابس التي تحتوي على الكحول أو العطور.
• منع الطفل من حكّ الجلد وخدشه، إذ يتسبب خدش الجلد الناجم عن الحكّة بتقرحات جلدية ترفع من احتمالية إصابة الجلد بالعدوى.
• تقليم أظافر الطفل.
• حث الطفل على ارتداء القفازات القطنية أثناء نومه.

مضاعفات التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال

قد يسبب التهاب الجلد التأتبي عدة مضاعفات، مثل:^[3]

• قلة النوم بسبب الحكة الشديدة.
• الاكتئاب.
• ترقق الجلد نتيجةً لفرط استخدام الكورتيكوستيرويدات الموضعية.
• إصابة الجلد بالعدوى البكتيرية.
• زيادة سُمك الجلد.
• الإصابة بأمراض جلدية أخرى مثل التهاب الجلد التحسسي.

طرق وقاية الأطفال من التهاب الجلد التأتبي

لا توجد طريقة لضمان عدم إصابة الأطفال بالتهاب الجلد التأتبي، ولكن أثبت الباحثون أن هناك عدة طرق يمكن اتباعها للتقليل من خطر إصابة الأطفال بالتهاب الجلد التأتبي،^[5] وتشمل بعض هذه الطرق:^[5]

• الحرص على الرضاعة الطبيعية خاصةً في الأربعة أشهر الأُولى، فقد تسهم الرضاعة الطبيعية في التقليل من خطر الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي حتى لدى الأطفال ذوي الاحتمالية العالية للإصابة باالتهاب الجلد التأتبي بسبب العوامل الوراثية.
• اتباع الأم خلال فترة الحمل لِحمية غذائية صحية غنية بالخضراوات والفواكه والأسماك وفيتامين د والبروبيوتك (البكتيريا النافعة) Probiotic، لكن يجب استشارة الطبيب قبل اتباع هذه الحِمية، للتأكد من ملاءمتها وعدم وجود حساسية تجاه أيٍ من هذه الأغذية.
• ترطيب جسم الطفل، يُفضّل استشارة طبيب الجلدية لاختيار المرطب المناسب للطفل.
• عدم استبعاد الأغذية الصحية من الحمية الغذائية أثناء فترة الحمل والرضاعة، فقد تتجنب بعض الحوامل تناول أغذية معينة أثناء فترة الحمل والرضاعة، بغرض حماية الطفل من أي حساسية محتملة وبالتالي تقليل خطر الإصابة بمرض التهاب الجلد التأتبي، ولكن أثبتت الدراسات أن استبعاد بعض الأغذية الصحية خلال فترة الحمل والرضاعة دون استشارة الطبيب قد يعرض صحة الطفل للخطر نتيجةً لنقص بعض العناصر الغذائية، كما أنه لا يؤثر على رفع أو خفض معدل الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي.