على الرغم من الفوائد الجمّة للتعرض للشمس، إلّا أنها قد تُسبب عديد المشاكل أهمّها التقران السفعي، وهي مشكلة جلدية تتسبّب بتقشُّر الجلد نتيجة التعرُّض الطويل لأشعة الشمس على مدى سنواتٍ من العُمر، وغالبًا ما يُصيب البالغين بعد سن الأربعين.[1] ما هو التقران السفعي؟ ما هي أسبابه؟ ما هي أعراضه؟ ما هي طرق علاجه؟
ما هو التقران السفعي؟
التقران السفعي (بالإنجليزية: Actinic keratosis) أو تقرن الجلد السفعي أو التقران الشمسي هو ظهور بقع جلدية جافة متقشّرة، وخشنة الملمس، قد تكون حمراء، أو وردية، أو بيضاء، تنتج عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية من الشمس لسنواتٍ طويلة، وتظهر غالبًا على الوجه أو فروة الرأس أو اليدين أو الشفتين أو الأُذنين أو الذراعين أو الرقبة أو الظهر، كما يجب مراجعة طبيب الجلدية عند ظهورها خوفًا من تطورها لخلايا سرطانية مستقبلًا، قد يتحول التقران السفعي إلى سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي (بالإنجليزية: Squamous cell carcinoma) بنسبة 5-10% في حال إهمال علاجها، وهو أحد أنواع سرطان الجلد.[1][2]
ما هي أعراض التقران السفعي؟
يظهر التقران السفعي غالبًا في المناطق الأكثر تعرضًا لأشعة الشمس خاصة، ظهر اليدين، والوجه، والأُذنين، والشفّة العُليا، والأنف، والجبين، والخدّين، وفروة الرأس في حالة الصلع.[3] تتباين أشكال التقران السفعي لدى ظهورها، إذ يمكن تمييزها بملاحظة مجموعة من المواصفات ومصاحبتها لبعض الأعراض:
- بقع جلدية خشنة وجافة لا يتجاوز قطرها 2.5 سم في غالب الحالات.[1]
- بقع جلدية مُسطّحة أو بارزة قليلًا عن سطح الجلد (الحطاطة Papule).[3]
- بقع صفراء أو بيضاء مُتقشّرة أو تُشبه الثآليل.[3]
- بقع متفاوتة في اللون ما بين الوردي أو الأحمر أو البني أو الرمادي أو بلون الجلد.[1][3]
- الحكة والحرقة مكان ظهور البقع.[1]
- نزف أو تقشر البقع.[1]
- تشقُّق الشفاه وجفافها الدائم.[4]
- بقع بيضاء على إحدى الشفتين أو كلاهما، وهنا يجب الحذر فقد تكون دلالة على احتمالية تطور الحالة لأحد أنواع سرطان الجلد.[4]
- فقدان لون الشفاه الطبيعي في إحدى الشفتين أو كليهما.[4]
- بقع جلدية بارزة للخارج على شكل قرن الحيوان، هناك احتمالية وخطر أعلى لتطوره إلى سرطان، ولا يمكن الجزم بتطوُّره إلى خلايا سرطانية إلا بعد مراجعة الطبيب، لِذا ينبغي استشارة الطبيب المُختصّ بأقرب وقت ممكن.[4]
ما هي أسباب التقران السفعي؟
يحدث التقران السفعي بسبب التعرُّض المُطَول للأشعة فوق البنفسجية من الشمس أو أسِرَّة التسمير (حمام الشمس الصناعي) (بالإنجليزية: Tanning bed).[1] من أكثر الفئات عُرضةَ للإصابة بالتقران السفعي:
- ذوو الشعر الأحمر أو الأشقر.[1][5]
- ذوو العيون الزرقاء أو العيون الفاتحة.[1][5]
- الأشخاص الأكثر عُرضة لحروق الشمس والنمش لدى تعرضهم لأشعة الشمس.[1]
- الأشخاص الذين يتعرّضون لأشعة الشمس لأوقاتٍ طويلة دون استخدام واقي الشمس.[1][5]
- الأشخاص بعُمر الأربعين.[1]
- ذوو المناعة الضعيفة.[1]
- مَن خضعوا لعمليات زراعة الأعضاء سابقًا.[5]
- مَن يعانون من البرص (المَهَق) (بالإنجليزية: Albino skin).[5]
- مَن يعانون من جفاف الجلد المُصطبغ (بالإنجليزية: Xeroderma pigmentosum)، وهم الأشخاص الذين يعانون من حساسية مفرطة لأشعة الشمس منذ الولادة.[6]
- مَن يعانون من أمراضٍ جينية نادرة مُسبِّبةً لظهور طفح جلدي باستمرار، مثل: متلازمة بلوم (بالإنجليزية: Bloom syndrome)، أو متلازمة روثموند-تومسون (بالإنجليزية: Rothmund-Thomson syndrome).[7][8]
تشخيص التقران السفعي
يُشخّص طبيب الجلدية التقران السفعي من خلال الأعراض الظاهرة أو من خلال منظار الجلد (بالإنجليزية: Dermatoscopy)، وقد يتطلّب أخذ خزعة جلدية في عيادته بعد التخدير الموضعي، وبعد تشخيص الحالة والتأكُّد من الإصابة بالتقران السفعي يُنصَح المريض بالزيارة الدورية لعيادة طبيب الجلدية مرة واحدة سنويًا للتحقُّق من عدم تطوُّر هذه البقع لخلايا سرطانية.[3][9]
ما هو علاج التقران السفعي؟
يمكن أن يختفي التقران السفعي من تلقاء نفسه دون علاج في بعض الحالات، لكنه قد يظهر مرةً أُخرى عند التعرُّض لأشعة الشمس،[9] يُحدّد الطبيب العلاج غالبًا من خلال عدد البقع الجلدية الظاهرة؛ في حال ظهور بقعة جلدية واحدة مُصابة، قد يقترح الطبيب أحيانًا عدم العلاج والانتظار، لكنّ هذا لا ينطبق على جميع الحالات، أمّا في حال وجود أكثر من بقعة جلدية مُصابة أو وجود بقعة جلدية واحدة تُسبّب الألم أو الحكّة، عندها قد بلجأ الطبيب لإزالتها باختيار طريقة العلاج الأنسب.[10] من طرق العلاج المُتّبعة لعلاج التقران السفعي:
- استخدام الأدوية الموضعية، مثل الكريم أو الجِل الذي يحتوي على فلورويوراسيل (Fluorouracil)، وايميكويمود (Imiquimod )، وديكلوفيناك (Diclofenac).[9]
- العلاج بالتبريد (بالإنجليزية: Cryotherapy) باستخدام النيتروجين السائل، يُجرى في عيادة طبيب الجلدية ويستغرق عدّة دقائق، ويُعدّ من أكثر التقنيات شيوعًا لعلاج التقران السفعي، إذ يُقشِّر العلاج بالتبريد البقعة الجلدية المُصابة لتتقرَّح، ثم يبدأ الجلد بالتعافي بانسلاخ الطبقة التالفة منه وظهور خلايا سليمة، وتختلف فترة الشفاء حسب موقع التقران السعفي؛ يحتاج الوجه من 5-10 أيام، و اليدين 3-4 أسابيع، والساقين 6 أسابيع أو أكثر، غالبًا لا يُسبِّب علاج الحالات السطحية من التقران السفعي أيّ أعراضٍ جانبية، ولكن إذا طالت مدة العلاج فقد يُسبّب نقص التصبُّغ أو ظهور بثور أو ندبات.[3][9]
- العلاج بالكي الحراري والكشط لإزالة التقران السفعي، قد يتبعها إزالة الخلايا المُصابة وتوكيد إتلافها بأداة تعتمد التيار الكهربائي، ويتطلّب هذا الإجراء التخدير الموضعي، وقد يتسبّب ببعض الآثار الجانبية مثل تغيُّر لون الجلد وظهور الندبات.[9]
- العلاج الضوئي الديناميكي (بالإنجليزية: Photodynamic therapy)، إذ يُوضَع كريم أو محلول خاص حساس للضوء على موقع التقران السفعي من الجلد، ومن ثمّ تعريضه للضوء الذي يقتل الخلايا المُصابة، وقد يتضمّن هذا العلاج بعض الآثار الجانبية مثل التورُّم، واحمرار الجلد، والشعور بالحرقان أثناء العلاج.[9][10]
- الاستئصال الجراحي للتقران السفعي كُليًا ومن ثم خياطة الجرح وإزالة الغُرز الجراحية بعد عدّة أيام من الجراحة، لكن من عيوبها أنها قد تترك ندبة دائمة.[3][10]
- العلاج بالليزر، ويُعدّ من التقنيات الشائعة مؤخرًا لعلاج التقران السفعي.[9]
طرق الوقاية من التقران السفعي
يُعدّ تقليل التعرض لأشعة الشمس من أهم الطرق الوقائية لتجنب الإصابة بالتقران السفعي، أو حتى تكرار ظهورها بعد العلاج،[1] من الطرق الوقائية الأُخرى:[1][3]
- استخدام واقي الشمس بعامل حماية 50+ قبل التعرض لأشعة الشمس بما يُقارب 15 دقيقة، وتجديده كل ساعتين أو بعد السباحة.
- تناول المُكمّلات الغذائية أو الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ب 3، أو ما يسمى النيكوتيناميد (Nicotinamide) بجرعة 500 ملغ مرتين يوميًا.
- تغطية أكبر مساحة من الجسم بارتداء القميص ذي الأكمام الطويلة وارتداء القبعة على الرأس، لتحقيق معدل حماية أعلى من أشعة الشمس.
- تجنب أسِرّة تسمير البشرة، فالأشعة فوق البنفسجية المُنبعثة بداخلها قد تتسبّب بتلف الجلد.
- الفحص الذاتي للجلد باستمرار والتأكد من عدم وجود زوائد جلدية، أو تغيُّر في لون الشامات، ويتضمّن الفحص كلًا من الوجه، والرقبة، واليدين، والذراعين، والأُذنين، وفروة الرأس.