عمليه تحويل مسار المعدة التقليدي

ما هي عملية تحويل مسار المعدة؟

عملية تحويل مسار المعدة Roux-en-Y gastric bypass من أكثر إجراءات تخفيف الوزن الجراحيّة شيوعًا حول العالم، وهي تتضمّن تقليل كميّة الطعام الذي قد تحتويه المعدة بتصغير حجمها أولًا من ثمّ تغيير مسار الطعام ليتجاوز جزءًا يسيرًا من الأمعاء الدقيقة، ما يُقلّل من معدل السعرات الحراريّة التي قد يكتسبها الجسم ويتيح له شعورًا بالشَبع بعد وقتٍ قصير من تناول الطعام.

اكتسبت عملية تغيير مسار المعدة شعبيّة واسعة لِما استطاعت تحقيقه من نتائج مُرضيّة بين مَن خضعوا لها، إذ غالبًا ما يتمكّن الأشخاص من خسارة 60% إلى 70% -وربمّا أكثر- من وزنهم الزائد خلال سنتين تقريبًا بعد تحويل المسار.

تترافق عملية تحويل مسار المعدة مع تغييرات مختلفة تشمل النظام الغذائي والنشاط البدني، وعلى المريض الالتزام للحصول على أفضل النتائج وتجنُّب أيّ مشاكل صحيّة محتملة.

أسباب إجراء عمليّة تحويل مسار المعدة

يلجأ جرّاحي السمنة وتخفيف الوزن لإجراء عمليّة تغيير مسار المعدة بغرض التخلُّص من السمنة والأمراض المزمنة المرتبطة بها، إذ تُجرَى غالبًا في الحالات التالية:

  • السُمنة المفرطة بمؤشر كتلة الجسم Body Mass Index (BMI) يعادل 40 أو أكثر. 
  • المشاكل الصحيّة المزمنة المُرتبطة بالسمنة بمؤشر كتلة جسم يساوي 35 أو أكثر، مثل: مرض السُكّري النوع الثاني، انقطاع النَفَس أثناء النوم، أمراض القلب أو ضغط الدم المرتفع.

الفحوصات والتحضيرات الّلازمة قبل عمليّة تحويل مسار المعدة

قبل إقرار قابليّة جسم المريض للخضوع لعمليّة تحويل مسار المعدة، يجب أن يخضع لمجموعة من الفحوصات التي يطلبها اختصاصي جراحة السمنة وتخفيف الوزن، منها:

  • فحص سريري.
  • تحليل الدم، صور إشعاعيّة وغيرها من الفحوصات تِبعًا لحالة المريض.

 

أيضًا يتحتّم على المريض إجراء مجموعة من التغييرات على عاداته الغذائيّة، واتبّاع حفنة من النصائح والإرشادات التي تساعده في تحقيق أفضل النتائج لاحقًا، وتسهِّل الاعتياد التدريجي على الحياة الجديدة بعد عمليّة تحويل المسار، من أهّم التحضيرات السابقة لعمليّة تحويل مسار المعدة:

  • الاعتماد على السوائل منخفضة السعرات الحراريّة لفترة 1 إلى 4 أسابيع تقريبًا قبل موعد العمليّة، والانتقال للسوائل المُصفّاة قبل تحويل مسار المعدة بيومين، يتبع ذلك الامتناع عن الطعام والشراب كليًّا ابتداءً من منتصف الليلة السابقة للعمليّة.
  • الامتناع عن التدخين.
  • تجنُّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين قدر المُستطاع.
  • التوقُّف عن تناول معظم أنواع الأدوية -حسب تعليمات الطبيب- قبل العمليّة بفترة يُحدّدها الاختصاصي.

مخاطر عمليّة تحويل مسار المعدة

أمّا عن تحويل مسار المعدة وأضراره، فإنّ المرضى الخاضعين لعملية تحويل المسار مُعرّضون لبعض المخاطر المُرافقة التي يمكن السيطرة عليها وتجنُّبها بمزيدٍ من العناية والمتابعة، منها ما يرتبط مع الإجراء الجراحيّ بشكلٍ عام، ومنها ما هو ناجم عن تحويل مسار المعدة نفسه، وعلى الرغم من أمان عملية تغيير مسار المعدة، إلّا أنّها قد تترافق مع بعض المخاطر والمضاعفات، منها:

  • تمدُّد المعدة مع الوقت وعودتها لحجمها السابق.
  • الإصابة بالتهاب أو عدوى.
  • تجلُّطات دمويّة.
  • نزيف دموي.
  • تكوُّن تضيُّق في الوصلة بين المعدة والأمعاء الدقيقة، ما قد يتسبّب بارتجاع الطعام، الغثيان والاستفراغ.
  • حدوث تسريب للعُصارة الهضميّة والطعام من المسار التحويلي الذي تمّ إنشاؤه بين المعدة والأمعاء.
  • مشاكل في التنفُّس أو الرئتين.
  • حساسيّة تِجاه المُخدّر أو بعض أنواع الأدوية المُستخدَمة.
  • مشاكل في القلب.
  • التهاب جدار المعدة.
  • انسداد في الأمعاء.
  • سُوء التغذية؛ نتيجة انخفاض معدل حصول الجسم على حاجته من الفيتامينات، المعادن والمواد الضروريّة الأُخرى.
  • الإصابة بمتلازمة الإغراق Dumping syndrome نتيجة الانتقال السريع للطعام من المعدة نحو الأمعاء الدقيقة.
  • الاستفراغ، في حال تناول أكثر ممّا تحتمله المعدة.
  • جَرح المعدة أو الأمعاء أو أعضاء أُخرى أثناء العمليّة.
  • تليُّفات داخل البطن قد تؤدّي إلى حدوث انسداد معويّ لاحقًا.
  • قُرحة في المعدة.
  • انخفاض السكر في الدم.
  • احتماليّة تكوُّن حصَى المرارة بسبب النزول السريع في الوزن.

خطوات عملية تحويل مسار المعدة

تستغرق عمليّة تحويل مسار المعدة بضع ساعات تبعًا لنوعها (2-3 ساعات تقريبًا)، وتشتمل على الخطوات التاليّة: 

  1. تخدير المريض (مخدّر عام).
  2. إجراء شّق في البَطن -في العمليّة المفتوحة أو التقليديّة- أو عدّة شقوق صغيرة (5 إلى 6 شقوق) فيما إذا كانت بالمنظار Laparoscope gastric bypass، بحيث يتّم إدخال الأدوات الجراحيّة اللازمة لإجراء العمليّة بينما أحدها يُمرّر المنظار أو الكاميرا.
  3. فصل المعدة إلى جزء صغير وآخر كبير مع تدبيسهما في ذات الخطوة، يبقى الجزء الأصغر من المعدة أو المُسمّى بالجيبة المعديّة Gastric pouch لاستقبال الطعام، وقد أصبح الآن يتسّع لِما يقارب 30 غرامًا فقط، بينما ينتهي الآن دور الجزء الأكبر من المعدة عن هضم الطعام.
  4. فصل الأمعاء الدقيقة عند اللفائفي أو المعي الصائم Jejunum تحديدًا وتدبيسها، وذلك بعد تجاوز الإثني عشَر Duodenum من الأمعاء، ووَصل الجزء السُفلي من اللفائفي مع المعدة ليعبر الطعام عبر ثقبٍ صغير بينهما ويصِل بذلك للجزء الأوسط -تقريبًا- من الأمعاء الدقيقة مباشرة.
  5. وَصل الجزء العلوي من اللفائفي -الذي تمّ فصله- مع الأمعاء الدقيقة التي تمّ توصيلها مع الجيبة المعديّة، تهدف هذه الخطوة إلى الحِفاظ على اختلاط الطعام القادم من الجَيبة المعديّة الصغيرة مع العُصارة الهضميّة القادمة من المعدة في جزئها الأكبر.
  6. إغلاق الشق الجراحي وتغطيته في حال كانت العمليّة مفتوحة، أمّا إذا ما كانت بالمنظار فيتّم إخراج الأدوات المُستخدَمة والمنظار من ثمّ إغلاق الشقوق.

فترة بقاء المريض في المستشفى بعد عملية تحويل مسار المعدة

يبقى المريض في المستشفى بين 2 إلى 5 أيام تقريبًا، يمكنه بعد ذلك الذهاب للمنزل تِبعًا لتوصيات الاختصاصي المشرف على حالته، يُذكَر بأنّ فترة بقاء المريض في المستشفى بعد عمليّة تحويل مسار المعدة بالمنظار تكون أقل غالبًا.

فترة التعافي بعد عملية تحويل مسار المعدة

تستغرق فترة التعافي بعد عمليّة تحويل مسار المعدة ما يقارب أسبوعين، إلّا أنّ فترة التعافي قد تقصُر أو تطول اعتمادًا على نوع العمليّة -العمليّة المفتوحة تتطلّب وقتًا أطول- وعلى الصحّة الجسديّة للمريض، يستطيع بعد ذلك العودة لممارسة عمله.

يشعر المريض ابتداءً بألمٍ في موضع الجرَح وآلامٍ أُخرى في الرقبة والكتفين، خصوصًا لأولئك الذين أجرَوا العملية بالمنظار، إلّا أنّ معظم الآلام يمكن السيطرة عليها عبر تناول مسكّنات وأدوية موصوفة من قِبل الاختصاصي.

أمّا موضع الجَرح فيبدو أحمر اللون بادىء الأمر، ليتحوَّل بعد ذلك إلى ندبة ورديّة أو بنفسجيّة، إلّا أنّه يستغرق قرابة السنة حتى يختفي، إذا ما تمّت العناية به جيدًا.

من الأعراض المعتادة والطبيعيّة خلال الأيام الأُولى التاليّة لعملية مسار المعدة: حكّة في الجلد حول شق العمليّة، خدَر وتنميل أيضًا في ذات الموضع، تورُّم وتكدُّم على الجلد، غثيان واستفراغ، دُوار، فقدان الشهيّة للطعام، غازات وانتفاخ، غالبًا ما تكون شدّة هذه الأعراض طفيفة إلى متوسطة، أمّا في حال كانت شديدة فيُنصَح باستشارة الطبيب حول الإجراء العلاجي الأنسب.

يُنصَح المريض أيضًا بالالتزام بنظام غذائي معيّن خلال الفترة الأُولى، وممارسة بعض التمارين الرياضيّة دون إجهاد، وتجنُّب الأعمال الشاقّة أو المُرهقة لمدّة 3 إلى 6 أسابيع بعد عمليّة تحويل مسار المعدة.

النظام الغذائي المُتبّع بعد عملية تغيير مسار المعدة

يتزوّد المريض بعد عمليّة تغيير مسار المعدة بمجموعة من التعليمات التي تحدّد له نظامه الغذائي الأفضل، خصوصًا خلال الفترة الأُولى حتى يعتاد جسمه على حجم المعدة الجديد والتغيير التشريحي الذي طرأ على الجهاز الهضمي، ويشمل النظام الغذائي بعد عمليّة تحويل مسار المعدة كل من التالية:

  • الانتقال التدريجي خلال الأسابيع الأُولى بدءًا من السوائل فقط، ثمّ الأطعمة المهروسة والطريّة، من ثمّ الأطعمة الصلبة، يلتزم المريض بهذا البرنامج ما يُقارب 6 أسابيع غالبًا، ثم ينتقل لتناول أصناف الأطعمة المُعتادَة سابقًا مع مراعاة الكميّة القليلة والقيمة الغذائيّة العاليّة.
  • المحافظة على ارتواء الجسم وأخذ حاجته من الماء بما يُعادل 2 لتر يوميًا.
  • تناول مكمّلات الفيتامينات والمعادن لتعويض نقص امتصاصها في الجسم.

الفرق بين عملية تحويل مسار المعدة التقليديّة (المفتوحة) وتحويل مسار المعدة بالمنظار

تتفوّق عملية تحويل مسار المعدة بالمنظار على تحويل مسار المعدة التقليديّة بعدّة مزايا، إلّا أنّ العمليّة المفتوحة تبقى خيارًا أنسب لدى البعض اعتمادًا على عوامل عدّة تتحدّد تِبعًا للتشخيص المُسبَق للعمليّة، تاليًا أهم ميّزات عملية تحويل مسار المعدة بالمنظار:

  • أكثر أمانًا.
  • فترة تعافي أقصر.
  • مضاعفات أقل.
  • فترة البقاء في المستشفى بعد العمليّة أقصر.

نسبة خسارة الوزن المتوقعة بعد عملية تحويل مسار المعدة

يتمكّن الكثير من المرضى من خسارة 70% من وزنهم الزائد خلال سنتين من إجراء عملية تغيير مسار المعدة، قد تزيد النسبة أو تنقص اعتمادًا على مدى الالتزام بالتوجيهات من جرّاح السمنة وتخفيف الوزن؛ إذ إنّ عمليّة تحويل مسار المعدة لا تملك حلًّا سحريًا لوحدها في إنقاص الوزن، إنمّا هي أداة مساعدة تسهّل فقدان الوزن والتخلُّص من السمنة وويلاتها عبر الاستمراريّة والمواظبة.

زيادة الوزن بعد عملية تحويل المسار

من الممكن أن يزداد الوزن مجددًا بعد عمليّة تحويل مسار المعدة؛ وعلى الرغم من أنّ عوامل عدّة قد تلعب دورًا في زيادة الوزن بعد العمليّة، إلّا أنّ عدم الالتزام بالحمية الغذائيّة والتهاون في تناول كميّات أكبر من الطعام وعدم الالتزام بأداء الرياضة تُعدّ من الأسباب الأبرز وراء الزيادة الملحوظة في الوزن بعد تحقيق نتائج مُسبقة جيّدة بخسارة جزء يسير من الوزن الزائد.

مقالات ذات صِلة

 

-----------------

آخر تحديث: 17 أغسطس 2021

-----------------

المراجع

  1. Robinson J. 2020. Gastric bypass surgery. Retrieved from https://www.webmd.com/diet/obesity/gastric-bypass-operations
  2. Mayo Clinic. 2020. Gastric bypass (Roux-en-Y). Retrieved from https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/gastric-bypass-surgery/about/pac-20385189
  3. UK National Health Services. 2020. Weight loss surgery. Retrieved from https://www.nhs.uk/conditions/weight-loss-surgery/types/
  4. Wechter D. 2020. Gastric bypass surgery. Retrieved from https://medlineplus.gov/ency/article/007199.htm
  5. Gastric bypass surgery. 2021. Retrieved from https://www.healthdirect.gov.au/gastric-bypass-surgery
  6. UCSF Health. (n.d.). Recovering from bariatric surgery. Retrieved from https://www.ucsfhealth.org/education/recovering-from-bariatric-surgery
  7. Doherty C. 2020. Gastric bypass surgery: Recovery. Retrieved from https://www.verywellhealth.com/gastric-bypass-surgery-recovery-5087733
  8. Rabkin J. 2021. Recovery: Timeline, pain, diet & activity. Retrieved from https://www.bariatric-surgery-source.com/bariatric-surgery-recovery.html#procedures
  9. Morton J, et al. 2012. Laparoscopic vs open gastric bypass surgery. Arch Surg, 147(6): 550-556. Retrieved from https://jamanetwork.com/journals/jamasurgery/fullarticle/1182942
  10. Wolfe B, et al. 2000. A comparison study of laparoscopic versus open gastric bypass for morbid obesity. JACS, 191(2): 149-155. Retrieved from https://www.journalacs.org/article/S1072-7515(00)00276-3/fulltext
  11. Wolfe B, et al. 2001. Laparoscopic versus open gastric bypass: A randomized study of outcomes, quality of life, and costs. Annals of Surgery, 234(3): 279-291. Retrieved from https://journals.lww.com/annalsofsurgery/Abstract/2001/09000/Laparoscopic_Versus_Open_Gastric_Bypass__A.2.aspx
  12. Stegemann L. 2013. Dear doctor, I’ve had bariatric surgery. Will I ever get to normal weight? Retrieved from https://www.obesityaction.org/community/article-library/dear-doctor-ive-had-bariatric-surgery-will-i-ever-get-to-normal-weight/
  13. Kumar K. 2020. How long does laparoscopic gastric bypass surgery take? Retrieved from https://www.medicinenet.com/how_long_laparoscopic_gastric_bypass_surgery/article.htm

 

أهم مقدمي العلاج

اطلب استشارة