عملية إنفصال الشبكية

تُعرَف عمليّة علاج انفصال الشبكيّة بأنّها أحَد العمليّات الجراحيّة التي تُجرَى لتصحيح الخلَل في الشبكيّة نتيجة ثقبها أو تمزّقها ثمّ انفصالها عن الأنسجة المحيطة بالعين، ممّا يُؤدّي إلى تسرُّب السائل وتراكمُه خلف الشبكيّة من ثمّ انفصالها مع الوقت .

يُذكَر بأنّ عمليّات إصلاح انفصال الشبكيّة قد تطوّرت كثيرًا بحيث لا تشتمل في الغالب على آلام أو خياطة أو جروح نتيجة اعتمادها على الليزر، ويستطيع المريض استعادة نظره بنفس المستوى السابق، وتُعدّ عمليّة انفصال الشبكية ذات نتائج مُرضية، إذ تحتمل نِسَب نجاح عالية جدًا.

يجري علاج انفصال الشبكيّة عبر التدخُّل الجراحي بواسطة اختصاصي جراحة العيون والشبكيّة نتيجة بدء شعور المريض ببعض الأعراض التي تؤثّر على جودة وضوح الصور التي يراها، ومن أهمّ ما يستدعي مُراجعة جرّاح العيون هو رؤية ما يُعرَف بِ " الذبابة الطائرة" أو الخيوط السوداء الهائمة التي تُقلّل من وضوح الأشياء حوله بسبب اختفاء الضوء في بعض البقع التي تراها العين، إضافة إلى عدم وضوح الألوان وعدم القدرة على رؤية تفاصيل الأشياء.

قبل إجراء عمليّة إصلاح انفصال الشبكيّة يقوم اختصاصي جراحة العيون والشبكيّة بإجراء مجموعة من الفحوصات المهمّة، وهي كالتالي: 

• فحوصات الدم.
•  مخطط كهربيّة القلب ECG.
• فحوصات للعين تتضمّن أخذ قياساتها
• فحص قاع العين.

يُمكن أن تترافق عمليّة إصلاح انفصال الشبكيّة مع عدد من المُضاعفات، منها:

•   احمرار العين بعد عملية انفصال الشبكية.
• حكّة في العين.
• عدم وضوح الرؤيا.
• ازدواج الرؤيا.
• الإصابة بالزرَق أو المياه الزرقاء في العين.
• ظهور مشكلة المياه البيضاء في العين.
• نزيف داخل الشبكيّة أو خلفها.
• تدلّي الجفون.
• الإصابة بعدوى حول الصُلبة في العين أو التهاب باطن المُقلة.

تشتمل عمليّة إصلاح انفصال الشبكيّة على مراحل رئيسيّة ثلاث:

• التحضير للعملية: يتّم تخدير المريض موضعيًّا عبر استعمال قطرة مُخدّرة للعيون، وربمّا إعطاؤه مُهدّىء عبر الوريد لمزيد من الراحة أثناء العمليّة.

قبل ذلك، يُطلَب من المريض عدم استعمال أي أدوية قد تتسبّب بالنزيف مثل: ممُيّعات الدم:الأسبرين وايبوبروفين وغيرها، إضافة إلى استعمال قطرة مُضاد حيوي ليوم أو يومين قبل العملية لتجنّب أي التهاب أو عدوى. يجب على المريض الامتناع عن الطعام والشراب لمدّة 12 ساعة قبل العمليّة.

• أثناء العملية: غالبًا يلجأ اختصاصي جراحة العيون والشبكيّة إلى عدّة طُرق لإصلاح انفصال الشبكيّة، منها:

1. طريقة تثبيت الشبكيّة بالهواء المضغوط؛ وذلك عن طريق حقن فقاعة من الغاز في داخل العين، من ثمّ جعلها تطفو باتجاه مُعاكس للثقب في الشبكيّة لتدفعها للخلف، بعد ذلك يستعمل الجرّاح أشعّة الليزر لإغلاق الثقب تمامًا.
2. طريقة استئصال السائل الزجاجي؛ وذلك عن طريق إجراء شّق في الغشاء الخارجي للعين (بياض العين)، من ثمّ إزالة السائل الزجاجي لتخفيف الضغط على الشبكيّة، ثمّ استعمال الليزر أو العلاج بالتبريد لإصلاح التمزُقات أو الثقوب في الشبكيّة، ويُستبدَل السائل الزُجاجي بعد ذلك بالغاز ليساعد بإعادة توجيه الشبكيّة. في حالات أُخرى قد يُضاف زيت السيليكون بدل الغاز إلّا أنّه يجب أن يُزال بعد مدّة معيّنة ما يُقارب غالبًا 3 أشهر، بالاتفاق مع اختصاصي جراحة العيون والشبكيّة.
3. طريقة تثبيت الشبكيّة بالبَرد: تعتمد هذه الطريقة على استعمال مِسبار تجميد على المنطقة المُمزّقة في الشبكيّة، بحيث تُساعدها على العودة لمكانها.
4. التخثير الضوئي: تُستخدم هذه الطريقة في حال وجود ثقب أو تمزُّق في الشبكيّة مع عدم انفصالها بحيث يلجأ جرّاح العيون لاستخدام التخثير الضوئي للمناطق المُحيطة بالتمزُّق بواسطة أشعة الليزر ممّا يُساعد في إصلاح تلف الشبكيّة.
5. بعج الصُلبة: تشتمل هذه الطريقة على وضع دعامة حول العين لإجبار الشبكيّة للعودة لمكانها عبر إحداث ضغط على جدران العين، قد تترافق عمليّة بعج الصُلبة مع استئصال السائل الزجاجي، كما أنّها تُجرَى جنبًا إلى جنب مع كُل من تثبيت الشبكيّة بالبَرد وبالهواء المضغوط (فقاعة الغاز)، يُذكر بأنّ هذه الطريقة تُجرَى في حالات انفصال الشبكيّة الشديدة.

• بعد العملية: يستطيع المريض مغادرة عيادة الجرّاح فَور انتهاء العمليّة، يُطلَب منه إبقاء رأسه بوضعيّة معيّنة (للأسفل) لعدّة أيام؛ للحفاظ على فُقاعة الغاز في المكان الصحيح داخل العَين.

يُمكن أن يعود المريض لعمله وممارسة نشاطاته الطبيعيّة خلال يومين إلى ثلاثة، ويتحسن النظر بعد عملية انفصال الشبكية بنسبة كبيرة خلال أسبوع تقريبًا، غالبًا لا تترافق عمليّة إصلاح انفصال الشبكيّة مع أي آلام.

تجدُر الإشارة إلى أنّ على المريض البقاء على اتّصال مع اختصاصي جراحة العيون والشبكيّة المسؤول عنه؛ لتجنُب حدوث أي مضاعفات ومواصلة التحقُّق من نجاح العمليّة.