لا يعي الكثيرون الرابط بين التهاب المسالك البولية لدى الرجال واضطرابات غدة البروستات، لعلّ أهمها وأخطرها سرطان البروستات، إذ يُشار إلى أن حوالي ثلث حالات التهاب المسالك البولة ترتبط مباشرةً بسرطان البروستات،[1] وتكمن العلاقة بينهما في الاضطراب الذي يحصل لتعداد لبكتيريا النافعة -ميكروبيوم- (Microbiome) الموجودة في الجهاز البولي، فقد يحفز التهاب المسالك البولية إنتاج مواد مناعية بالإضافة إلى الشوارد، والتي بدورها تزيد من تكاثر الخلايا في غدة البروستات وتحولها لاحقًا إلى خلايا سرطانية، كما أنّ بعض الممرضات المسببة لالتهاب المسالك البولية ترتبط -تبعًا لبعض الدراسات- بتحفيز حدوث السرطان.[2]
كما نشرت دراسة سريرية نتائجها حول العلاقة بين اضطراب الميكروبيوم في المسالك البولية والإصابة بسرطان البروستات، وذلك بتحليل بيانات التاريخ الطبي لمجموعة من المرضى الذكور الذين شُخصوا حديثًا بسرطان غدة البروستات ومقارنتها مع بيانات آخرين غير مصابين بالسرطان، وخلُصت إلى نتيجة مفادها معاناة مرضى سرطان البروستات من احتمالية أكبر للإصابة بالتهاب المسالك البولية،[3] لكن، من الجدير بالذكر أنّ غياب الأعراض لا يعني دومًا عدم وجود سرطان في غدة البروستات، لذا لا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الخضوع للفحوصات التشخيصية للكشف المبكر عن وجود الورم.[4]
يشتمل علاج سرطان البروستات حاليًا إما على الخضوع للعلاج بالإشعاع أو العلاج الكيميائي، أو استصال غدة البروستات بالكامل، بالإضافة إلى بعض العلاجات الدوائية والهرمونية،[2] وعلى الرغم من فعالية هذه العلاجات، فإنها قد تتسبب بأعراض جانبية تؤثر في جودة حياة المصابين، كوظائف الجهاز البولي والقدرة الجنسية، لذا كان لا بدّ من ابتكار طرق جديدة من شأنها التخلص من السرطان دون المساس بتلك الوظائف، لذا استوحى مجموعة من الباحثين علاجًا حديثًا يستهدف الخلايا السرطانية بدقة دون المساس بالأنسجة من حولها، وذلك بتوظيف تكنولوجيا النانو لإنتاج حبيبات نانوية من الذهب بمقدورها امتصاص نوع محدد من الضوء لتكوين الحرارة، إذ استُخدمت تلك التقنية للمرة الأولى على مجموعة من المشاركين المصابين بسرطان البروستات غير المنتشر، جرى حقنهم وريديًا بسائل يحتوي حبيبات الذهب النانوية، تبعه تعريضهم لأشعة ليزر محددة وتوجيها بدقة باستعمال جهاز الرنين المغناطيسي بالتزامن مع جهاز الموجات فوق الصوتية بهدف استئصال الورم حراريًا بدقة متناهية، وأسفرت النتائج عن شفاء 73% من المشاركين بعد مرور 12 شهرًا من العلاج ودون فقدان وظائف الجهاز البولي أو التناسلي.[5]