عملية تفتيت الحصى بالليزر: هل هي آمنة؟ وما دواعي إجراءها؟

يلجا الأطباء لعلاج مشكلات الحصوات البولية عبر إجراءاتٍ مختلفة، ويُعد الليزر لتفتيت الحصى أحد أبرز الطرق الآمنة في التخلص منها، لكن قد يكون الحل الجراحي خيارًا مطروحًا في حال كان حجم الحصوات كبيرًا وتعذَر إخراجها من الكلية، كما يُعد الليز لتفتيت الحصى الإجراء الأكثر تفضيلًا في عددٍ من الحالات، مثل مرضى القلب والكبد والأشخاص الذين يعانون من السمنة وغير ذلك..

وضع العالم آينشتاين الأساس العلمي لآليّة عمل الليزر عام 1917، ومنذ ذلك الحين طوّر العلماء فكرة الليزر، وحاولوا استخدامه في مجالاتٍ مختلفة، وفي عام 1966 استطاع العلماء صناعة أول جهاز ليزر يمكن استخدامه في المجال الصحّي، وبعد عامين من هذا التاريخ استخدم جراحو المسالك البولية لأول مرة جهاز الليزر لتفتيت حصوات المسالك البولية. [1]

تطور الليزر كثيرًا حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، وأصبح يُستخدم في علاج الكثير من المشاكل الصحية، مثل حصوات المسالك البولية، وتضخم البروستاتا الحميد، وبعض أورام المثانة البولية، والحصوات المرارية، وأوردة الدوالي، وتحسين النظر.[1][2]

تتوافر العديد من الطرق لعلاج حصى المسالك البولية، أشهرها استئصال الحصوات عن طريق الجلد (Percutaneous nephrolithotomy) وتفتيت الحصوات عن طريق الموجات (Shock wave lithotripsy)، لكن بسبب انخفاض نسبة نجاح هذه الطرق، وزيادة المشاكل التي تحدث بعد استخدامها، أصبح استخدام المنظار (Ureteroscopy Lithotripsy) الخط الأول في علاج الحصوات البولية.[3]

ما هي حصوات المسالك البولية؟

حصوات المسالك البولية، أو التي يمكن تسميتها بالحصوات البولية أو الحصى البولية اختصارًا، هي جزيئات صلبة موجودة في المسالك البولية التي تبدأ من الكلى وصولًا إلى فتحة مجرى البول مرورًا بالحالب والمثانة البولية.[4]

لكن ينبغي الإشارة إلى أنّ غالبية الحصوات البولية تتكوّن في الكلى، فإذا بقيت الحصوة المتكونة في الكلى ولم تخرج منهما تُسمى في هذه الحالة باسم الحصوات الكلوية (Nephrolithiasis)، وفي حالة خروج تلك الحصوات من الكلى ووصولها إلى المثانة البولية أو الحالب أو الإحليل (قناة مجرى البول) فتُسمى عندئذ باسم الحصوات البولية (Urolithiasis).[5]

تتسبّب الإصابة بالحصوات البولية إلى ظهور بعض الأعراض على المريض:[6][7]

  • إذا كان حجم الحصوة كبيرًا لدرجة تُسبب انسداد مجرى البول، في هذه الحالة قد يشعر المريض بألمٍ مستمر.
  • إذا تحركت الحصوة البولية من مكانها، حتى وإن كانت صغيرة الحجم، فإنها تتسبّب بشعور المريض بالعديد من الأعراض، ولعلّ أشهر تلك الأعراض هو الإحساس بألمٍ حاد ومفاجئ في جانبي البطن (مكان وجود الكلية)، وقد يشعر المريض بهذا الألم في منطقة الفخذ، بالإضافة إلى ظهور بعض الأعراض الأُخرى، مثل الشعور بالغثيان أو التقيؤ، وفي بعض الحالات قد يخرج القليل من الدم مع البول فيتغير لونه للأحمر.
  • إذا أُصيب المريض بعدوى نتيجة وجود الحصوة، فتظهر عليه بعض الأعراض، مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم.

أنواع الحصوات البولية

تُصنّف الحصوات البولية وفقًا لسبب الإصابة بها إلى عدّة أقسام.[4]

حصوات لا تتكون بسبب العدوى أو الالتهاب:[4][8][9]

  • أوكسالات الكالسيوم (Calcium Oxalate)، إذ تُعد أشهر أنواع الحصوات البولية.
  • فوسفات الكالسيوم (Calcium Phosphate).
  • حمض اليوريك (Uric Acid).
  • بروشيت (Brushite).
  • يورات الصوديوم (Sodium Urate).


حصوات تتكون نتيجة الإصابة بالعدوى:[10][8][9]

  • مغنسيوم أمونيوم فوسفات (Magnesium Ammonium Phosphate).
  • كربونات الأباتيت (Carbonate Apatite).
  • يورات الأمونيوم (Ammonium Urate).

حصوات تتكون بسبب بعض المشاكل الجينية:[4][8][9]

  • السيستين (Cystine).
  • زانثين (Xanthine).
  • 8,2 ثنائي هيدروكسي أدينين (2,8-Dihydroxyadenine).

حصوات تتكون نتيجة تناول بعض الأدوية، مثل الأدوية المُستخدمة في علاج مرض نقص المناعة البشري، وبعض المضادات الحيوية.[11][9]

حصوات تتكون من اندماج أيّ من الحصوات السابق ذِكرها (Mixed Stones).[9]

ما هي عملية تفتيت الحصى بالليزر؟

يُشَارإلى أنّ ما يُقارب 86% من الحصوات تخرج مع البول تلقائيًا باستخدام العلاج الدوائي ودون الحاجة للتدخل الجراحي، وتعتمد الفترة الزمنية التي تستغرقها الحصوة في الخروج على حجمها،[5] فطبقًا للإحصائيات:[5][12]

  • تستطيع الحصوات التي يبلغ حجمها 2 ملليمتر أو أقل الخروج من الجسم دون تدخلٍ جراحي بمعدل يصِل حتى 87%، أمّا عن الفترة التي تستغرقها حتى تخرج فهي تُقارب 8 أيام.
  • تستغرق الحصوات التي يبلغ حجمها 3 ميلليمتر 12 يومًا للخروج، إذ تبلغ فرص نجاح خروجها التلقائي دون التدخل الجراحي 76% تقريبًا.
  • تحتاج الحصوات التي يتراوح حجمها ما بين 4 إلى 6 ميلليمتر إلى 22 يومًا لتُطرَح خارج الجسم، إذ يتراوح معدل نجاح خروجها دون التدخل الجراحي 60% تقريبًا.
  • يبلغ معدل نجاح خروج الحصوات تلقائيًا من الجسم 48%، وذلك للحصوات التي يبلغ حجمها 7 ميلليمتر.
  • ينخفض معدل نجاح خروج الحصوات التي يتراوح حجمها بين 8 إلى 9 ميلليمتر ليبلغ 25%.
  • الحصوات الأكبر حجمًا من 9 ميلليمتر غالبًا ما تحتاج إلى التدخل الجراحي للتخلص منها، لأنها قد تُسبب انسداد مجرى البول في حالة خروجها من الكلية.

تُعد عملية تفتيت الحصى بالليزر أكثر الطرق الجراحية أمانًا وفعالية في علاج الحصوات البولية مقارنةً بالطرق العلاجيّة الأُخرى، لذلك فهي الأكثر تفضيلًا في الوقت الحالي.[3][13]

خطوات إجراء عملية تفتيت الحصى بالليزر

تُجرى عملية تفتيت الحصى بالليزر من خلال عدّة خطوات:

  • يُعطى المريض جرعة مُحدّدة من مضاد حيوي مناسب كوسيلة وقائية.[14]
  • يُخدر المريض تخديرًا نصفيًا (Spinal Anaesthesia).[14]
  • يُدخل الجراح المنظار البولي عبر فتحة البول ويُمرّره لأعلى مستعينًا بكاميرا صغيرة تكون مُثبتّة في مقدمة المنظار لتمكين الطبيب من الرؤية أثناء الإجراء.[7][15] [14]
  • تخرج ألياف الليزر التي تُفتّت الحصوة إلى أجزاء صغيرة حال اقتراب المنظار من مكان تواجدها.[7][15][14]
  • جمع الأجزاء الصغيرة التي خلفتها عملية تفتيت الحصى، وذلك عبر سلة مخصّصة لذلك تنبثق من المنظار، وذلك في حال كان حجم الفًتات الناجم عن الحصى ميلليمترات، أمّا إذا كان حجمها أقل من ميلليمتر واحد، فيرتكها الجرّاح ليتخلص منها الجسم تلقائيًا مع البول.[15]
  • تركيب دعامة في الحالب بعد الانتهاء العملية، في غالبية الحالات، نظرًا لاحتماليّة تَسبُب المنظار بالالتهاب بعد الإجراء، إذ تسهم الدعامة ببقاء الحالب مفتوحًا فتخرج عبره أي أجزاء متبقية من تفتيت الحصوة.[7] [15] [14]

دواعي استعمال الليزر لتفتيت الحصوات البولية

على الرغم من توافر طرق جراحية أُخرى تُعنَى بعلاج الحصوات، لكن قد يُفضّل الجراحين استخدام الليزر في العديد من الحالات:[16][17]

  • علاج الحصوات الكلوية التي يبلغ حجمها أقل من 2 سم.
  • علاج الحصوات الكلوية التي يبلغ حجمها أكبر من 2 سم، في حالة وجود مشاكل صحية تمنع من استخدام الطرق الأُخرى.
  • تفتيت الحصوات الكلوية التي توجد في الجزء السفلي من الكلية.
  • تفتيت الحصوات البولية التي توجد في الحالب.
  • علاج الحصوات البولية لدى الحوامل والأطفال، لانخفاض معدل الآثار الجانبية المرافقة لها.
  • علاج الحصوات البولية لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل في الكلى، مثل امتلاك المريض لكلية واحدة، أو معاناته من قصور الكلى المزمن.
  • علاج الحصوات البولية لدى المرضى الذين يستخدمون الأدوية المضادة للتجلط (التخثر).
  • تفتيت الحصوات البولية لدى المرضى الذين يعانون من السمنة.
  • رغبة المريض في استخدام الليزر لعلاج الحصوات البولية.
  • علاج الحصوات البولية لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة، كأمراض القلب والكبد.

هل عملية تفتيت الحصى بالليزر آمنة؟

عمومًا، لا توجد عملية جراحية أيًا كانت آمنة بنسبة 100%، لكن عملية تفتيت الحصى بالليزر تُعد أكثر الطرق الجراحية فعاليةً وأمانًا لدى إجرائها لمختلف الفئات العمرية؛ سواءً الشباب أو الأطفال أو كبار السن، وحتى في حالة الحوامل والمرضى الذين يعانون من إصابات خطيرة في الحبل الشوكي.[3][18]

لكن على الجانب الآخر أظهرت بعض الدراسات الحديثة احتمالية حدوث بعض المضاعفات بعد العملية، لعلّ أحد أكثر المضاعفات الشائعة المرافقة لها هو الإصابة بالحمى نتيجة الارتجاع الكلوي وغيره من الأسباب، بالإضافة إلى زيادة خطر إصابة المريض بالتهاب كلوي أو التهاب في مجرى البول بسبب تركيب الدعامة في مجرى البول بعد إجراء الليزر لتفتيت الحصى، وذلك في غالبيّة الحالات، يُذكَر بأنّ الحالة قد تسوء أحيانًا وينتقل الالتهاب لمجرى الدم مُسببًا تعفن الدم (Sepsis)، بالإضافة إلى بعض المخاطر والمضاعفات الأُخرى، مثل النزيف، وتضيق الحالب، والإضرار بأنسجة الحالب، لكن تجدر الإشارة إلى أنّ العلماء يُرجحون سبب هذه المشكلات المُصاحبة للإجراء إلى استخدام المنظار البولي، وليس الليزر! إذ إنّ ذات المشكلات الصحيّة تحدث للمريض لدى استخدام المنظار فقط.[3][18][15]

ظهرت في الآونة الأخيرة مشكلة أُخرى صاحبت إجراءات الليزر لتفتيت الحصى، إذ لوحظ ارتفاع درجة حرارة الأنسجة القريبة من أشعة الليزر، ما تَسبب بضرر لتلك الأنسجة نتيجة الحرارة الناجمة عنه، لكن أوضح الاختصاصيون بإمكانية التغلب على هذه المشكلة عن طريق وضع الليزر قريبًا جدًا من الحصوة البولية حتى تكون الأشعة مركزة فقط على الحصوة، ويقل بذلك معدل الحرارة التي تمتصها الأنسجة المحيطة.[18]

لكن على الرغم من كل المخاطر والمشكلات المُصاحبة لإجراءات الليزر أثناء التخلص من الحصوات البولية، إلا أنّ الليزر يُعد الأكثر أمانًا لغالبية المرضى، وقد يرجع ذلك لسرعة إجراء هذه العملية التي لا تستغرق وقتًا طويلًا، وعدم الحاجة لإجراء شق جراحي، إلى جانب ندرة حدوث هذه المشاكل التي قد لا يكون الليزر سببًا أساسيًا فيها.[3][18]

نصائح بعد عملية تفتيت الحصى بالليزر

على الرغم من أن عملية تفتيت الحصى بالليزر آمنة جدًا، إلا أن الطبيب يوجه بعض النصائح للمريض للحد من الآثار الجانبية للعملية، مثل تناول المضادات الحيوية لتقليل احتمالية الإصابة بالتهاب مجرى البول، وتناول الأدوية المُسكنة عند الشعور بالألم، بالإضافة إلى الإكثار من شرب المياه بعد العملية للتخلص من أي جزءٍ متبقى من الحصوة.[3][19]

كتابة: دكتور محمد نصار - الخميس ، 07 آذار 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الخميس ، 07 آذار 2024

المراجع

1.
Michael Grasso. (14 Mars, 2022). Lasers in Urology. Retrieved from https://emedicine.medscape.com/article/445722-overview
2.
MedlinePlus [Internet]. Bethesda (MD): National Library of Medicine (US). (9 September, 2023). Laser therapy. Retrieved from https://medlineplus.gov/ency/article/001913.htm#:~:text=Lasers%20are%20often%20used%20to,detached%20retina%20of%20the%20eye
3.
Petrişor A. Geavlete, Dragoş Georgescu, Răzvan Mulţescu, Bogdan Geavlete. Chapter 6 - Retrograde Ureteroscopy in the Treatment of Upper Urinary Tract Lithiasis, Editor(s): Petrişor A. Geavlete, Retrograde Ureteroscopy, Academic Press, 2016, Pages 105-216. Retrieved from https://doi.org/10.1016/B978-0-12-802403-4.00006-1

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

اطلب عرض سعر لتفتيت الحصى بالليزر من أفضل الاستشاريين
اطلب عرض سعر