يتسبب تناول الكربوهيدرات المُصنعة بالارتفاع الشديد لِنسب هرمون إنسولين الدم، وبالتالي الإصابة بمقاومة الإنسولين على المدى البعيد، والتي تُعد مقدمةً للعديد من الأمراض والاضطرابات الصحية، وعلى الرغم من شح المراجع التي تشير إلى الآثار الأُخرى لارتفاع هرمون الإنسولين، تلك غير المرتبطة بالأمراض، إلّا أنه من المعروف تأثيره في هرموناتٍ أخرى مهمة في الجسم، وهي الهرمونات الجنسية بالإضافة إلى عوامل النمو، التي تؤثر في ملامح الوجه الخارجية، تلك التي تميّز الإناث عن الذكور.
أجرى مجموعة من الباحثين دراسة سريرية نُشرت في مجلة (PLOS ONE) بهدف البحث في تأثير تناول الكربوهيدرات المصنعة في جمال الوجه وجاذبيته، إذ شارك في الدراسة 52 من النساء و52 من الذكور الأصحّاء تتراوح أعمارهم بين سن 20 عامًا و30 عامًا، إذ وزع الباحثون نوعين من الوجبات عشوائيًا على المشاركين خلال فترات مختلفة من النهار، تتشابهان في سعراتهما الحرارية وتختلفان في نسبة رفعهما لسكر الدم والإنسولين، فإحداهما تحتوي على كربوهيدرات مصنعة والأخرى على كربوهيدرات غير مصنعة، ثم قاس الباحثون التأثير المباشر لتناول تلك الوجبات على جمالية الوجه بالإضافة إلى تأثير تناولها على المدى البعيد، وذلك من خلال التقاط صور فوتوغرافية لوجوه المشاركين ومن ثم تقييمها.
خلُصت الدراسة إلى نتيجة مفادها انخفاض جاذبية الوجه للنساء والذكور المشاركين في الدراسة بعد تناول الوجبات المليئة بالكربوهيدرات المصنّعة مباشرةً، ولكن التأثير على المدى البعيد كان غير المتوقع لدى الرجال، إذ لوحظ ارتفاع جاذبية وجوههم بعد تناول وجبة ما بعد الظهر المليئة بالكربوهيدرات المصنعة، وفي ضوء تلك النتائج يدعو الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات والتجارب السريرية للبحث في كيفية تجاوز تأثير الغذاء في السمات الخارجية.
المرجع:
- Visine, A., Durand, V., Guillou, L., et al. (2024) Chronic and immediate refined carbohydrate consumption and facial attractiveness. PLOS ONE, 19(3), e0298984. doi:https://journals.plos.org/plosone/article?id=10.1371/journal.pone.0298984