تُعد زراعة الأسنان خيارًا يلجأ إليه المريض في حال فقَد سنًا أو أكثر نتيجةً لإصابة مباشرة أو مرضٍ ما، إذ إنّ فقدان الأسنان قد يتسبّب ببعض المضاعفات، مثل نقصان سريع في كثافة عظم الفك أو مشاكل النطق أو يمكن أن تتأثر قدرة المريض على المضغ.[1]
وتتضمن زراعة الأسنان تثبيت زرعات سنيّة (جذور صناعية) في عظام الفك، إذ تدعم الجذور المُثبتّة الأسنان الاصطناعية المُستخدمة، لاستعادة القدرة على المضغ وتحسين المظهر الخارجي للفم.[1]
كيفية إجراء زراعة الأسنان
تتضمن زراعة الأسنان عدّة مراحل على مدار عدّة شهور، ويتّم الإجراء الجراحي تحت تأثير المخدر الموضعي،[2] وتشمل مراحل زراعة الأسنان:[2]
- خلع السن المُتضرّر: يزيل طبيب الأسنان بقايا السن المُراد استبداله، وغالبًا ما يلجأ إلى التطعيم العظمي (إجراء جراحي يستخدم فيه الطبيب الطُعم العظمي بهدف تحفيز الجسم على تكوين نسيج عظمي جديد)، لضمان مُلاءمة عظام الفك وتدعيم الغرس السني.
- وضع الزرعة السنية: يُجري طبيب الأسنان فتحات حيث يضع الغرس السني أو الزرعة، ثم ينتظر ثلاثة أشهر حتى يندمج الغرس السني مع عظام الفك، أما في حالة اللجوء للتطعيم العظمي، فقد ينتظر طبيب الأسنان ما يقرب من ثلاثة أشهر حتى تلتئم اللثة قبل تثبيت الزرعات.
- تركيب سن مؤقت: قد يضع الطبيب سنًا مؤقتًا داخل الزرعات السنية فور زراعتها أو بعد اندماج الزرعة مع عظام الفك.
- تركيب السن أو طقم الأسنان الدائم: يأخذ الطبيب طبعات لأسنان للمريض أو يُجري مسحًا ضوئيًا للفم، ليعود المريض بعد عدة أسابيع لتركيب الدعامة والسن الصناعي الجديد فوق الغرس السني
مشاكل زراعة الأسنان
لا تُعد زراعة الأسنان الخيار الأفضل لجميع الأشخاص على حدٍ سواء، لذا يُتَخذ القرار بشأن إجراء زراعة الأسنان من عدمها بعد التشاور بين طبيب الأسنان والمريض،[3] وتشمل مشاكل زراعة الاسنان:[3]
- التكلفة المرتفعة لزراعة الأسنان؛ لا تتكفل شركات التأمين عادةً بالمبالغ التي تتطلبها الزراعة.
- النزيف والتورُم والشعور بالألم عقب إجراء الزراعة.
- احتمالية تآكل الزرعات السنية، إذ إن الزرعة السنية قد تتآكل أحيانًا حتى مع الحفاظ على نظافة الفم.
- المضاعفات المصاحبة للتخدير والتي تشمل الدوار والغثيان والقيء.
- تُشتَرط سلامة وكثافة عظام الفك لإجراء زراعة الأسنان، وذلك لأهمية عظم الفك في دعم الزرعات السنية.
- يتطلب إجراء زراعة الأسنان فترة طويلة تصل لشهور، ومن ثم فإنها تتطلب قدرًا أكبر من التزام المرضى، كما أنها ليست أنسب إجراء في حال كان يبحث المريض عن حلولٍ فورية.
- قد تستلزم زراعة الأسنان في بعض الحالات إجراءاتٍ إضافية، مثل التطعيم العظمي ورفع قاع الجيب الفكي Sinus Lift، الأمر الذي يتطلب تكاليف أعلى ووقت أطول للتعافي.
- لا تُعد زراعة الأسنان الخيار الأفضل لمرضى السكري غير المنضبط أو مرضى السرطان أو المرضى الذين يتلقون علاجات السرطان أو المدخنين أو المرضى الذين كانوا يعانون من أمراض اللثة.
مضاعفات ومخاطر زراعة الأسنان
تعد زراعة الأسنان آمنة؛ إذ لا تتجاوز احتمالية فشل الإجراء 5%،[2] لكنها قد تشتمل على بعض المضاعفات والمخاطر:[4]
- فشل التحام العظام Failure of Osseo integration: إذ من الممكن أن يفشل نمو العظام حول الطُعم العظمي، ومن ثم لن يكون الغرس السني مُدعمًّا كفاية لتثبيت السن الصناعي، عندئذِ قد يسقط الغرس السني تلقائيًا أو قد يحتاج المريض لإزالة الغرسة أو الزرعة من قِبل طبيب الأسنان، وفي حال فشل زراعة الأسنان قد يتقرّراستبدال الغرس السني أو الاتجاه لخيارٍ آخر.
- وضع الغرس السني بطريقة غير صحيحة، فقد يُخطئ الطبيب في مكان تثبيت الغرس السني، مما يتسبّب في عدم التحامه مع عظام الفك أوربما يكون قريبًا من السن المُجاور له أكثر من الحد الطبيعي أو قد يصبح مُخلخلًا مُسبِبًا للألم، وفي هذه الحالة يضطر المريض لإزالة الغرس السني أو استبداله، كما يُفضَّل استشارة أكثر من طبيب قبل البدء بإجراءٍ آخر.
- تلف الجيوب الأنفية، إذ يقع الفك العلوي أسفل الجيوب الأنفية مباشرةً، لذا قد تتسبب زراعة الأسنان في الفك العلوي في اختراق الجيوب الأنفية وإلحاق الضرر بها؛ وهو ما قد ينتج عنه الشعور بعدم الارتياح مع احتمال حدوث العدوى.
- تلف الأعصاب المجاورة، قد ينتج عن زراعة الأسنان تلف دائم للأعصاب في الفم، لذا يُجري طبيب الأسنان فحص الأشعة السينية للتأكد من سلامة الأعصاب في الفم قبل البدء بزراعة الأسنان.
- العدوى، قد تتسبب زراعة الأسنان كغيرها من الإجراءات الأُخرى في الإصابة بالعدوى، لذا ينصح الأطباء بضرورة الحفاظ على نظافة الجروح حتى الشفاء التام، كما يجب استشارة طبيب الأسنان في حال التورم أو تصريف السوائل من الشقوق أو الشعور بالألم.
- تأثُر الأسنان المجاورة، قد تزداد حالة الأسنان المجاورة للأسنان المزروعة سُوءًا في حال وجود تسوس أو تلف في جذور تلك الأسنان، لذا يُجري طبيب الأسنان فحصًا شاملًا لأسنان المريض قبل البدء بزراعة الأسنان .
مميزات زراعة الأسنان
لسنين عدة كانت جسور وأطقم الأسنان الصناعية هي العلاج الوحيد بعد فقد الأسنان الطبيعية، ولكن حاليًا أصبحت تمثل زراعة الأسنان خيارًا متاحًا لتعويض الأسنان التالفة،[5] وخاصةً مع وجود عدة ميزات زراعة الأسنان:[5]
- تحسين مظهر الفم، إذ تبدو الأسنان المزروعة وكأنها طبيعية إضافة إلى كونها دائمة نتيجة التحامها مع عظام الفك.
- زيادة ثقة المريض عند الابتسام أو الحديث، إذ تتميز الأسنان المزروعة بثباتها، على عكس أطقم الأسنان الاصطناعية التي قد تسقط معها الأسنان أثناء الحديث، مما يسبب الحرَج للمريض.
- الشعور بالراحة والأمان لكَون الأسنان المزروعة جزءًا من فم المريض؛ الأمر الذي يرفع عنه ما يعانيه من عبء أو حرج عند إزالة وتركيب أطقم الأسنان الاصطناعية.
- تسهيل عملية المضغ.
- عدم الحاجة لتقليص حجم الأسنان المجاورة، وذلك على عكس ما يتطلبه تركيب جسر الأسنان.
- متانة الأسنان المزروعة لسنوات، وقدرتها على الصمود مدى الحياة إذا ما اعتنى المريض بأسنانه جيدًا.
نصائح بعد زراعة الأسنان
هناك عدة إجراءات يمكن الالتزام بها، لتعزيز فرص الشفاء بعد زراعة الأسنان،[3] وتشمل النصائح:[3]
- الالتزام بإرشادات طبيب الأسنان وتناول مسكنات الألم والمضادات الحيوية طبقًا للجرعة الموصوفة.
- القضاء على الجراثيم من خلال المضمضة باستخدام محلول ملحي دافئ.
- الابتعاد عن تناول الأطعمة التي قد تزيد من خطر الإصابة بالعدوى، مثل المأكولات الساخنة والحارة والمقرمشة وخاصة في الأيام العشر الأولى من زراعة الأسنان.
- الحفاظ على نظافة الفم.
- استخدام الكمادات الباردة لتخفيف الألم.
- التنظيف حول الزرعات السنية بلطف لتجنب الإصابة بالعدوى.