رهاب المرتفعات: الخوف من الأماكن العالية

يعرّف رهاب المرتفعات على أنه الخوف الغير العقلاني من الأماكن العالية، على عكس رهابات أخرى كرهاب الهواء، وهو الخوف من الطيران، فيمكن أن يسبب الخوف من الأماكن المرتفعة مجموعة متنوعة من المخاوف ذات الصلة. اعتمادا على شدة الرهاب، قد تخشى أن تكون على أرضية مرتفعة من المبنى بقدر طابق واحد.

تشمل العوارض المتعلقة برهاب المرتفعات التالي:

الدوار: الدوار الحقيقي هو حالة طبية تسبب الشعور بالغزل والدوار، و يؤدي فيه الخوف من الإصابة بالدوار إلى أعراض تشبه الدوار ذاته، و رهاب المرتفعات يمكن أن يحفز مشاعر مماثلة.

راجع الطبيب لإجراء الفحوصات إذا كنت تعاني من أعراض الدوار، وتشمل الفحوصات الطبية الدم، ومسح التصوير الطبقي، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والذي يمكنه استبعاد مجموعة متنوعة من الحالات العصبية.

رهاب الاستحمام: الخوف من المنحدرات والسلالم، التي يطلق عليها "رهاب الحمام"، يرتبط أحيانًا برهاب المرتفعات! في حوض الحمام، قد تشعر بالذعر عند مشاهدة منحدر حاد، حتى لو لم تكن بحاجة إلى تسلقه. على الرغم من أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من رهاب الحمام يعانون من رهاب المرتفعات، إلا أن معظم المصابين برهاب المرتفعات لا يعانون أيضًا من رهاب الحمام.

رهاب الهواء: هذا هو الخوف من الطيران بالتحديد، اعتمادا على شدة خوفك، قد تكون خائفا من المطارات والطائرات، أو قد تشعر فقط بالخوف عندما تكون في الهواء، قد يحدث رهاب الهواء من حين لآخر بجانب رهاب المرتفعات.

الأعراض

عاطفيا وجسديا، فإن استجابة رهاب المرتفعات تشبه الاستجابة لأي فوبيا أخرى، قد لا تعاني أبدًا من أعراض الدوار، ولكن قد يواجهك مع رهاب المرتفعات ما يلي:

اﻷﻋراض اﻟظﺎھرﯾﺔ: ﻗد ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟذﻋر ﻋﻧدﻣﺎ ﺗرى أﻧك عالٍ ﻋن اﻷرض، قد تبدأ بشكل غريزي تحاول التشبث، وتجد أنك غير قادر على الاعتماد على اتزانك. وتكون ردة الفعل الشائعة الهبوط على الفور، أوالزحف على أربع، أو خفض جسمك بطريقة أخرى.

الأعراض الجسدية: قد تبدأ بالارتجاف والتعرق، ويتزايد خفقان القلب لدرجة البكاء أو الصراخ، قد تشعر بالرعب والشلل، و يصبح التفكير صعباً.

القلق والانعزال: إذا كان لديك رهاب ظاهر، فمن المحتمل أنك ستخاف أيضاً من المواقف التي قد تسبب لك قضاء بعض الوقت في الأماكن المرتفعة، على سبيل المثال، قد تقلق من أن إجازتك القادمة قد تكون غرفة فندقك في طابق مرتفع، ويمكنك تأجيل الإصلاحات المنزلية خوفا من استخدام سلم،و يمكنك تجنب زيارات الأصدقاء إذا كان لديهم شرفات أو نوافذ في عالية.

المخاطر

إن الخطر الأكبر الذي يشكله معظم حالات الرهاب هو خطر الحد من حياتك وأنشطتك لتجنب وضع مخيف، ومع ذلك، فإن نوبة الهلع أثناء ارتفاع فوق مستوى الأرض يمكن أن يؤدي في الواقع إلى خطر السقوط فعليًا.

قد يكون الوضع آمنًا طالما تتخذ الاحتياطات العادية، ولكن قد يؤدي الذعر إلى اتخاذ خطوات غير متوقعة. لذلك، من المهم للغاية أن يتم التعامل مع رهاب المرتفعات بشكل مهني بأسرع وقت ممكن، خاصة إذا كانت الارتفاعات جزءًا من حياتك.

أسباب رهاب المرتفعات

تشير الأبحاث إلى أن بعض الخوف والتردد حول الارتفاعات أمر طبيعي، ليس فقط بالنسبة للبشر ولكن لجميع الحيوانات البصرية.

يبدو أن رهاب المرتفعات متأصل جزئيا في النفس البشرية على الأقل، ربما كآلية بقاء للتطور والحياة. ومع ذلك، فإن معظم الأطفال والبالغين يحتاطون ولكنهم لا يخافون بشكل غير عقلاني من المرتفعات.

فرهاب المرتفعات، كالكثير من أنواع الرهاب، يبدو أنه تفاعل مفرط من استجابة الخوف الطبيعية، ويعتقد العديد من الخبراء أن هذا قد يكون استجابة مكتسبة إما لسقوط سابق أو رد فعل عصبي للآباء من المرتفعات.

العلاج

يمكن أن يتشارك رهاب المرتفعات أعراضًا مشتركة مع الدوار، وهو اضطراب طبي مع مجموعة متنوعة من الأسباب المحتملة، وكذلك مع أنواع أخرى من الرهاب. لهذه الأسباب، إذا واجهت علامات رهاب المرتفعات، فمن المهم للغاية أن تطلب المساعدة المختصة في أقرب وقت.

تشمل سبل معالجة رهاب المرتفعات ما يلي:

العلاج النفسي: العلاج السلوكي المعرفي هو العلاج الأشمل مع عدة أنواع من الرهاب، حيث يتم استخدام الأساليب السلوكية التي تعرضك للوضع المخيف إما تدريجياً أو فجأة. بالإضافة إلى ذلك، عليك دراسة طرق لوقف ردة الفعل واستعادة السيطرة على نفسك.

التعرّض: عادةً ما يكون التعرض الفعلي للارتفاعات هو الحل الأكثر شيوعًا، ومع ذلك، فقد أظهرت العديد من الدراسات البحثية أن الواقع الافتراضي قد يكون بنفس الفعالية، ومن المزايا الرئيسية للمعالجة بالواقع الافتراضي هو توفير كل من التكلفة والوقت، حيث لا توجد حاجة لمرافقة المعالج "في الموقع". ولكن هذه الطريقة غير متوفرة في كل مكان، ولكن مع انخفاض تكاليف معدات الواقع الافتراضي، سيكون من الأسهل استعمالها مع مرور الوقت.

الدواء: في بعض الأحيان، يمكن استخدام المهدئات لتخفيف وطأة الأعراض على المدى القصير، و في حالات محددة لتخفيف حالة الذعر والقلق التي يشعر بها المريض.

وقد أظهرت بعض الدراسات أن استخدام الدواء تزامناً مع العلاج السلوكي المعرفي قد يحسن النتائج. ومع ذلك، فإن أحد التحليلات التجميعية، التي تجمع بين نتائج دراسات عدّة، شكك في فائدة الأدوية التقليدية وما إذا كانت مفيدة بقدر ما كان يعتقد في الأصل، موصية بضرورة إجراء المزيد من الأبحاث.

الاسترخاء: إن ممارسة اليوغا والتنفس العميق والتأمل والاسترخاء العضلي التدريجي يمكن أن يساعدك في التعامل مع التوتر والقلق. كما أن التمارين المنتظمة تساعد أيضا.

إذا كنت تعاني من رهاب المرتفعات، أو تظهر عليك عوارضه وتشعر بضيق غير اعتيادي عند النظر للأسفل من مكان مرتفع، فلا تتردد بحجز موعد مع أحد أخصائيينا لتقديم المشورة والدعم اللازم لتخطي هذه المشكلة، خصوصاً إن كانت المرتفعات جزءاً من حياتك اليومية.