سرطان المبيض: القاتل الصامت

يُصيب سرطان المبيض غالبًا النساء بعد انقطاع الطمث، وتكمُن خطورته بأنّه لا يترافق مع أعراضٍ ملحوظة ما يجعل اكتشافه في مرحلة متقدمة، يمكن علاج سرطان المبيض إمّا باستئصال الخلايا السرطانية أو باستئصال كامل المبيض، أو ربما يكون استخدام العلاج الكيماوي قبل الإجراء الجراحي أحَد الحلول لقليص حجم الورم.

يفتِك سرطان المبيض بشريحة واسعة من النساء، وغالبًا ما يُشَار إليه على أنّه القاتل الصامت بسبب انتشاره دون أعراضٍ واضحة ومميّزة، ما يؤدّي إلى اكتشافه في مراحل مُتقدّمة، وهو ينشأ في أيّ من أنواع الخلايا المُكوِّنة للمبيض، إلّا أنّه أيضًا قد يبدأ في قناة فالوب وينتقل إلى المبيض بعد ذلك.

يمكن للأورام السرطانيّة أن تستعمر الخلايا الطلائيّة (Epithelial cells) التي تُغطّي المبيض في سطحه الخارجي، وإليها تُنسَب النسبة الأعلى من سرطانات المبيض بنسبة تتراوح بين 85% إلى 90% مقارنةً بأنواع الأورام السرطانيّة الأُخرى فيه، أيضًا من الممكن أن تبدأ الخلايا السرطانيّة اجتياحها للمبيض في الخلايا الجنسيّة (Germ cells) المسؤولة عن تكوين البُويضات أو من الخلايا السدويّة (Stromal cells) المسؤولة عن إنتاج هرمونيّ الإستروجين والبروجستيرون، وهي التي تساعد في تماسك تراكيب المبيض مع بعضها البعض.

على الرغم من أنّ سرطان المبيض قد يصيب النّساء في أيّ مرحلةٍ عمريّة، إلّا أنّه أكثر شيوعًا في فترة ما بعد انقطاع الطمث، أيّ بعد سّن الخمسين عامًا، لِذا يُنصَح غالبًا بإجراء التشخيص الدوري للتحقُّق من سلامة المبايض والمساعدة في الكشف المبكّر عن الأورام السرطانيّة التي قد تنشأ في أيّ منهما، ما يرفع من معدل نجاح العلاجات المُتاحة، إذ إنّ معظم حالات سرطان المبيض يُكشَف عنها في مراحل متأخرة، ما يُسهِم في صعوبة العلاج حينها والاكتفاء بتخفيف الأعراض المُصاحبة له، في حال تفشِّيه في أعضاء أُخرى من الجسم.[1][2][3]

ما هو المبيض؟

المبيض هو أحد أجزاء الجهاز التناسلي الأُنثوي، إذ تمتلك كل أُنثى مبيضين على كِلا جانبي الرحم في منطقة الحوض، يُقارب حجم كل منهما حبّة اللوز، ويتّصلان مع الرحم بواسطة قناتي فالوب.

تتلخَّص وظيفة المبيض في إنتاج البُويضات وتخزينها، إضافة إلى إنتاج هرمونات الأُنوثة المُتمثلة بالإستروجين والبروجستيرون المسؤولان عن العديد من الصفات في جسد الأُنثى، مثل شعر الجسم، تكوُّن الثديَين وتطورهما وشكل الجسم ككُل، إلى جانب دورهما المهم في الخصوبة، والحمل والدورة الشهريّة.[4][5]

أسباب سرطان المبيض

لا يُعرَف السبب الدقيق وراء الإصابة بسرطان المبيض وبدء انقسام الخلايا بطريقة غير طبيعيّة، إلّا أنّه من الممكن تِعداد مجموعة من العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بسرطان المبيض لدى بعض النّساء، أهمّها:[6][7]

  • التقدُّم في العُمر؛ إذ إنّ نسبة الإصابة بسرطان المبيض ترتفع بنسبة 50% لدى مَن تفوق أعمارهُنّ 63 عامًا.
  • التاريخ المرَضي العائلي بالإصابة إمّا بسرطان المبيض أو سرطان الثدي.
  • طفرات جينيّة مَوروثة، إذ تُشكّل نسبة الإصابة بسرطان المبيض نتيجة وراثة جينات غير طبيعيّة ما يُقارب 5% إلى 15% من الإصابات المُسجَّلة، وغالبًا ما تُعزَى الإصابة بسرطان المبيض إلى خللٍ في الجين BRCA1 و BRCA2.
  • إنجاب طفل بعد سنّ الخامسة والثلاثين أو عدم إنجاب أطفال البتّة قد يرفع خطر الإصابة أيضًا.
  • الإصابة السابقة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي أو سرطان الأمعاء.
  • العلاج الهرموني المُستخدَم لدى بعض النساء بعد انقطاع الطمث يرفع خطر الإصابة بسرطان المبيض.
  • التدخين.
  • السُمنة، خصوصًا لدى أولئك اللواتي يفوق مؤشر كتلة الجسم BMI لديهُن 30.
  • الإصابة ببعض المشاكل الصحيّة الأُخرى قد ترفع خطر الإصابة بسرطان المبيض أيضًا، مثل مرض السكري والتهاب بِطانة الرحم.
  • العلاج الإشعاعي الذي يستهدف الخلايا السرطانيّة في أماكن أُخرى من الجسم قد يرفع من خطر الإصابة بسرطان المبيض لكن بنسبة قليلة.

ما هي أعراض سرطان المبيض؟

تشعر بعض النّساء بمجموعة من الأعراض المُبكِّرة المُصاحبة لسرطان المبيض، إلّا أنّها لا تكفي لأن تدُق ناقوس الخطر لديهُن بضرورة التشخيص والكشف عن الحالة؛ إذ إنّ أعراض سرطان المبيض تتشابه مع الكثير من الأعراض الاعتياديّة المُرافقة لبعض المشاكل الصحيّة الشائعة، من الأعراض المُبكّرة لسرطان المبيض:[8][9]

  • انتفاخ البطن (النُفاخ) مصحوبًا بألم وضغط في ذات المنطقة.
  • الشعور بضرورة التبوُّل بصورة متكرّرة أو الحاجة المُلحّة والعاجلة للتبوُّل.
  • الشعور بالامتلاء سريعًا بعد تناول الطعام.

كما أنّه من الممكن أن يترافق سرطان المبيض مع مجموعة أُخرى من الأعراض الأقل شيوعًا:

  • الشعور بالتعب العام والإرهاق الجسدي.
  • حرَقة في المعدة.
  • ألم في أسفل الظهر.
  • ألم عند الجِماع.
  • التهاب الجلد والعضلات (Dermatomyositis).
  • عُسر الهضم.
  • تغيُّرات في الدورة الشهريّة.
  • الإصابة بالإمساك.

ما هي طرق علاج سرطان المبيض؟

يتضمّن علاج سرطان المبيض خطواتٍ مختلفة باستخدام تقنيات جراحيّة أو دوائيّة يتحدّد ترتيب إجرائها للمريضة بعد التشخيص والاستشارة مع الاختصاصي، ويمكن أن تشمل:[10][11]

  • العلاج الجراحي: يلجأ الاختصاصي للعمليّة الجراحيّة في حال الإصابة بسرطان المبيض لغرضين رئيسييّن، أُولاهما تحديد مدى انتشار الخلايا السرطانيّة من ثمّ الاستئصال الجراحي لهذه الخلايا والحدّ من انتشارها، قد يشمل الاستئصال كُل من المبيض المُصاب أو كليهما، قناتي فالوب، الرحم، الثّرب المُحيط بالقولون وأيّ أنسجة أُخرى وصل لها الامتداد السرطاني في المنطقة المُصابة.
  • العلاج الكيميائي: تتلقَّى المريضات بسرطان المبيض جرعات من العلاج الكيماوي إمّا عبر الوريد أو الفم أو عبر الصِفاق في البطن مباشرة نحو الورم، غالبًا ما يتبع العلاج الكيميائي العملية الجراحيّة التي استهدفت استئصال الخلايا السرطانيّة؛ وذلك للتحقُّق من القضاء الكامل على ما تبقَّى من خلايا خبيثة.

يُذكَر بأنّ الآثار الجانبيّة للعلاج الكيماوي لسرطان المبيض ذات حدّة أقل ممّا هي عليه لبقيّة أنواع العلاجات الكيماويّة لأنواع السرطان المختلفة.

المراجع

  1. UK National Health Services. 2020. Ovarian cancer: Overview. Retrieved from https://www.nhs.uk/conditions/ovarian-cancer/
  2. American Cancer Society. 2018. About ovarian cancer. Retrieved from https://www.cancer.org/cancer/ovarian-cancer/about/what-is-ovarian-cancer.html
  3. Rudderow L. 2019. Ovarian cancer… A silent killer. Retrieved from https://www.nursingcenter.com/ncblog/september-2019/ovarian-cancer
  4. National Cancer Institute. 2016-a. Ovarian cancer. Retrieved from https://medlineplus.gov/ovariancancer.html
  5. National Cancer Institute. (n.d.)-b. Ovary. Retrieved from https://www.cancer.gov/publications/dictionaries/cancer-terms/def/ovary
  6. Cancer Research UK. 2018. Ovarian cancer: Risks and causes. Retrieved from https://www.cancerresearchuk.org/about-cancer/ovarian-cancer/risks-causes
  7. Brazier Y. 2019. What is ovarian cancer? Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/159675
  8. National Ovarian Cancer Coalition. (n.d.). Signs & symptoms. Retrieved from https://www.ovarian.org/
  9. Pietrangelo A. 2020. What are the early signs of ovarian cancer and how do you detect them? Retrieved from https://www.healthline.com/health/cancer/ovarian-cancer-early-signs
  10. Stoppler MC. 2021. Ovarian cancer (Cancer of the ovaries). Retrieved from https://www.medicinenet.com/ovarian_cancer/article.htm#what_are_ovarian_cancer_treatment_options
  11. Ratini M. 2020. Ovarian cancer. Retrieved from https://www.webmd.com/ovarian-cancer/ss/slideshow-ovarian-cancer-overview

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري جراحة اورام نسائية أونلاين عبر طبكان
احجز