يتكوّن الجهاز البَولي لدى الإنسان من الكُلى، الحالبين، المثانة والإحليل، وتتلخّص مهمّته الرئيسيّة بتخليص الجسم من السوائل والمخلّفات عبر البَول، إذ يتكوّن البول بشكلٍ رئيسي من الأملاح والمعادن الذائبة، وفي حال ارتفاع مستوى أي من هذه الأملاح أو المعادن في الجسم فإنّها قد تتسبّب بحصى الكُلى.
تبدأ الحصى في الكُلى صغيرة الحجم بحيث لا تُثير أي مشاكل ولا تتسبّب بأي أعراض طالما بقيت صغيرة وداخل تجاويف الكُلى، لكن في حال ازدياد حجمها وتحرُكها باتجاه الحالب، قد يحدث أحَد أمرين إمّا أن تخرج مع البول أو تعلَق في الحالب -الجزء الواصل بين الكُلى والمثانة- ما يتسبّب بانسداد مجرى البول بشكل جزئي مصحوبًا بألَم شديد.
تختلف الخطوات العلاجيّة في حالات حصى الكلى حسب نوع الحصى المتكوّنة، فقد يبدأ العلاج بانتظار تخلُّص الجسم من هذه الحصى طبيعيًا، أو قد يمتّد لاستعمال أنواع معيّنة من الأدوية التي تُسهّل خروجها، وربمّا يُضطّر الطبيب للذهاب لأحَد الخيارات الجراحيّة لاستخراج الحصاة وتخليص المريض من ألمه.
أسباب حصى الكلى
يُمكن أن تتسبّب مجموعة من الأسباب والعوامل في الإصابة بحصى الكُلى، أهمّها:
- عدم شُرب كميّات كافية من الماء.
- السُمنة.
- اتبّاع حمية غذائيّة ترتكز على معدل عالي من البروتين، الصوديوم و/أو السكر.
- الإصابة بتكيُّس الكُلى.
- ارتفاع نسبة كل من حمض اليوريك، السيستين، الأُكسالات والكالسيوم في البَول بسبب الإصابة بمشكلة صحيّة ما.
- إصابة أحَد أفراد العائلة بحصى الكُلى يرفع معدل الإصابة بها لدى البقيّة.
- الخضوع لأحد العمليات التي تنطوي على إحداث تغييرات على الأمعاء، مثل عملية تغيير مسار المعدة.
- تناول أدوية معيّنة مثل: مُدرات البَول أو مُضادّات الأحماض التي تحتوي على الكالسيوم.
- انتفاخ أو تهيُج الأمعاء أو المفاصل.
- الإصابة بمرض كرون أو التهابات المسالك البوليّة أو فرط نشاط جارات الغدة الدرقيّة وغير ذلك من الأمراض التي تؤثّر بشكل مباشر على الكُلى وتتسبّب بتكوُّن الحصى.
أعراض حصى الكلى
تبدأ أعراض حصى الكُلى بإزعاج المريض عندما تتحرك باتجاه الحالب، مُسبّبةً بذلك ألمًا شديدًا لا يُحتمَل أو ما يُعرَف بالمغص الكُلوي الذي يتركّز أحيانًا بجانب واحد من الظهر أو البطن، قد يمتّد الألَم ليجتاح المنطقة الأُربيّة -أعلى الفخذ- لدى الرجال على وجه التحديد، وتضُم قائمة الأعراض الأُخرى المُرافقة لحصى الكُلى ما يلي:
- الحاجة المُتكرّرة والمُلحّة للتبوُّل.
- خروج دم مع البول.
- الغثيان و الاستفراغ.
- الحمّى أو القشعريرة.
- رائحة كريهة للبول.
- خروج كميّة قليلة أثناء التبوُّل.
- الشعور بحرقة أو لذع أثناء التبوُّل.
- وجود خلايا دم بيضاء أو قيح في البول.
علاج حصى الكلى
تختلف طرق العلاج حسب حجم الحصى المُتكوّنة، إذ إنّ الحصى صغيرة الحجم لا تحتاج لعمليّة جراحيّة ويستطيع المريض التخلُّص منها عبر وسائل مُساعِدة، منها: شُرب كميّة وافرة من الماء تُقارب 2 إلى 3 لتر؛ لغسل الجهاز البَولي ومُساعدته على طرح مُخلّفاته ويُدلّل على ذلك خروج البَول بلا لون تقريبًا، يُمكن أن يعتمد المريض أيضًا على أدوية مُثبّطات ألفا التي تساعد عضلات الحالب على الارتخاء بالتالي تُسهّل مرور حصى الكلى بسرعة وبمعدل ألَم أقل، لكن يجب أن يحرص المريض على تناول هذه الأدوية تحت إشراف اختصاصي الكُلى والمسالك البوليّة بعد تشخيصه لحالة المريض.
أمّا في حال كان حجم حصَى الكُلى كبيرًا فإنّ خروجها وبقاءها يكون صعبًا ويحتاج لتدخُّل جراحي لإزالتها، تشتمل الخِيارات العلاجيّة لإزالة حصى الكُلى على كُل من:
- تفتيت الحصَى بالموجات التصادميُّة: تعتمد هذه الطريقة على تسليط حزمة من الموجات الصوتيّة بحيث تكوّن ذبذبات قويّة تتصادم مع الحصى وتُفتّتها إلى أجزاء صغيرة تخرج مع البول.
- عملية استخراج حصى الكلى بالمنظار عبر الجلد: وهو إجراء جراحي يتّم من خلاله إدخال المنظار وبعض الأدوات الجراحيّة عبر الجلد من منطقة الظهر واستخراج الحصاة بعد ذلك.
- عملية تفتيت حصى الكلى بالليزر: يتّم إدخال منظار عبر الإحليل مرورًا بالمثانة ثمّ الحالب وصولًا للكُلية حيث الحصى، من ثمّ تسليط حزمة من أشعة الليزر باتجاه الحصى وتفتيتها وإخراج فُتات الحصى بعد ذلك من خلال المنظار أيضًا.
- إجراء عملية جراحيّة للغدد جارات الدرقيّة، إذ من الممكن أن يتسبّب نمو ورم ما على أي من هذه الغُدد الواقعة على الغدة الدرقيّة بفرط نشاطها، ما يرفع مستوى الكالسيوم في الجسم بشكلٍ كبير مُسبّبًا تكوُّن حصى قِوامها فوسفات الكالسيوم، بالتالي فإنّ التدخُّل الجراحي لاستئصال الورم يُوقف تكوُّن الحصى في الكُلى.
بعد الانتهاء من بعض العمليات الجراحيّة اللازمة لاستخراج الحصاة قد يلجأ الاختصاصي أحيانًا إلى وضع ما يُسمّى بدعامة الحالب والإبقاء عليها لفترة معيّنة؛ وذلك بهدف المساعدة على التبوُّل أو تسهيل انزلاق الحصى.
الوقاية من حصى الكلى
أهمّ النصائح الوقائيّة لتجنُّب حصى الكُلى هي شرب كميّات كافية من الماء كل يوم، إذ تتراوح كميّة الماء اللازمة خلال اليوم للشخص البالغ بين 8 إلى 12 كوبًا، إضافة إلى أنّ الحدّ من تناول مصادر الكالسيوم والبروتينات الحيوانيّة يُعدّ جيدًا في تجنيب الشخص من الإصابة بحصى الكُلى.
قد يساعد تناول عصائر الحمضيّات والأطعمة الغنيّة بالأُكسالات في منع تكوُّن حصى الكُلى، في بعض الحالات قد يصِف الطبيب بعض الأدوية التي تمنع تكوُّن حصى الكُلى، لِذا يُفضّل استشارة الطبيب لاعتماد التدابير الوقائيّة الأنسب للمريض.
المراجع
- Urology Care Foundation. (2020). Kidney stones. Retrieved fromhttps://www.urologyhealth.org/urologic-conditions/kidney-stones
- Peter Crosta. (2017). How do you get kidney stones? Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/154193
- American Kidney Fund. (2020). Kidney Stones. Retrieved fromhttps://www.kidneyfund.org/kidney-disease/kidney-problems/kidney-stones/
- Healthline Editorial Team. (2018). Kidney Stones. Retrieved from https://www.healthline.com/health/kidney-stones
- Mayo Clinic Staff. (2020). Kidney Stones. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/kidney-stones/diagnosis-treatment/drc-20355759
- National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. (2017). Kidney Stones. Retrieved from https://www.niddk.nih.gov/health-information/urologic-diseases/kidney-stones/treatment