فحص جديد يعتمد على "الذكاء الاصطناعي" يتنبأ بمرض الضمور البُقعي في العين قبل 3 سنوات من ظهور الأعراض

في حِين يُعدّ الضمور البُقعي أو التنكُّس البُقعي أحد الاختلالات التي تُصيب جُزءًا من الشبكيّة مُسبّبةً فقدان كُلّي للرؤية المركزيّة، فإنّ الكثير من الدراسات وجّهت جهودها نحو التشخيص المُبكّر للضمور البُقعي

في حِين يُعدّ الضمور البُقعي أو التنكُّس البُقعي أحد الاختلالات التي تُصيب جُزءًا من الشبكيّة مُسبّبةً فقدان كُلّي للرؤية المركزيّة، فإنّ الكثير من الدراسات وجّهت جهودها نحو التشخيص المُبكّر للضمور البُقعي الرطب؛ إذ إنّ أحَد سيئات هذا المرض هو عدم اكتشافه إلّا في مراحل مُتقدّمة تكون قد بدأت فيها أعراض فقدان البصر، وهو يحدُث بتسارعٍ كبير يحُد من فُرص حصول المريض على العلاج المُناسب وتجنُّب الفقدان الكُلّي للبصر لعدم إمكانيّة التشخيص المُبكّر.

ما هو الفحص الجديد وما آليّة عمله؟

مؤخرًا، أظهرت دراسة نُشِرت في Expert Review of Molecular Diagnostics تمكُّن فريق بحثي في كلية لندن الجامعيّة من تطوير فحصٍ قد يُتيح فرصة تشخيص الضمور البُقعي لدى المَرضى في مراحل مُبكّرة ممّا يرفع من معدّلات شِفائهم وتجنُّب الوصول لمرحلة فقدان البصر.

يُدعى الفحص الجديد Detection of Apoptosing Retinal Cells (DARC) بمعنى الكشف عن خلايا الشبكيّة المُبرمجة للموت أو المُعدَّة كي تتحلّل ذاتيًا؛ وذلك من خلال حقن المريض بصبغة فلوريّة Fluorescent dye عبر الوريد، بحيث تتمكّن هذه الصبغة من الارتباط بخلايا الشبكيّة، لتبدو مُشعّة حال اتّصالها بالخلايا المُبرمجة للموت، أمّا الخلايا الميّتة فتبدو بيضاء اللون أثناء الفحص، تكمُن مِيزة هذه الدراسة بعد ذلك باعتمادها على تشخيص مرض الضمور البُقعي والتمييز بينه وبين أمراض العين الأُخرى عن طريق إدخال تكنولوجيا الذكاء الصِناعي Artificial Intelligence بخوارزمياتها الفريدة؛ فقد تمّ تدريب الذكاء الصناعي ليتمكّن من التنبؤ بتكوُّن أي أوعية دمويّة غير طبيعيّة أو تسرُّب للدم أو السوائل في خلايا الشبكيّة عبر مُطابقتها مع البُقع التي يتّم التقاطها بواسطة فحص DARC.

وقد استطاع فحص DARC بالاستعانة بخوارزميّات الذكاء الصناعي الكشف عن إمكانيّة الإصابة بالضمور البُقعي التنكُّسي الرطب باستخدام فحص العين التقليدي: "الفحص المقطعي البصري التوافقي" OCT؛ إذ كشف عن الخلايا البِطانيّة Endothelial cells للأوعية الدمويّة المُعرّضة للتلف أو المُجهَدة في الشبكيّة بسبب وقوعها تحت ضغط مُعيّن، ويُعدُّ إظهار هذه الخلايا والكشف عنها مؤشرًا للإصابة بالضُمور البُقعي الرطب الذي يترافق مع تكوُّن أوعية دمويّة غير طبيعيّة وحدوث تسريب في ذات المنطقة قبل 3 سنوات من بدء ظهور الأعراض، إضافة إلى أنّ الاستعانة بخوارزميّات الذكاء الصِناعي المُدرَبة لتحليل النتائج التي تمّ الحصول عليها يحسم الجدل في اتّخاذ القرار بالتشخيص الأنسب للحالة، والذي كان موضع خِلاف بين اختصاصيي العيون.

يُبدي الباحثون المُشرفون على الدراسة تفاؤلًا بقدرة هذا الفحص على تشخيص الضمور البُقعي المُرتبط بالعمر من النوع الرطب في مرحلة مُبكّرة قبل ظهور الأعراض، خصوصًا لدى فئة عُمريّة معيّنة أو لدى أولئك المُعرّضين أكثر من غيرهم للإصابة بهذا المرض، بالتالي زيادة فرص الشفاء ومُساعدة المرضى على التمتُّع بحاسّة البصر أطول فترة مُمكنة.

نبذة عن الضمور البُقعي المُرتبط بالعُمر

يُعد الضمور البُقعي المرتبط بالعُمر (Age-related Macular Degeneration AMD) أحَد الأسباب الشائعة وراء فقدان البصر خصوصًا لدى الأشخاص ممّن تفوق أعمارهم 50 عامًا، ويحدُث الضمور أو التنكُّس البُقعي نتيجة تلف جزء من الشبكيّة يُسمّى "البُقعة Macula" ما يتسبّب بفقدان الشخص المُصاب لقدرته على رؤية التفاصيل سواءً كانت قريبة أو بعيدة، يُذكَر بأنّ الضُمور البُقعي يتسبّب بفقدان الرؤية المركزيّة بشكلٍ مُحدّد بينما يبقى مجال الرؤية الطّرفية طبيعيًّا.

ينقسم الضمور البُقعي المُرتبط بالعُمر إلى نوعين رئيسيّين:

  • الضمور البُقعي الجاف (Dry AMD): يحدث هذا النوع نتيجة ترقُّق البُقعة Macula الموجودة في الشبكيّة مع التقدُّم في العُمر، إضافة إلى ظهور كُتل صغيرة من بروتين يُدعَى Drusen، هذا النوع أكثر شُيوعًا ويتسبّب بفقدان الرؤية المركزيّة ببطء.
  • الضمور البُقعي الرطب (Wet AMD): أمّا هذا النوع فيحدث عندما تتكوّن مجموعة من الأوعية الدمويّة غير الطبيعيّة تحت الشبكيّة، بحيث تتسبّب بتسرُّب الدم وبعض السوائل الأُخرى ما يؤدّي إلى تندُّب البُقعة Macula وفقدان البصر، يُعدّ الضمور البُقعي الرطب أكثر خطورةً من النوع الجاف؛ إذ إنّ المريض لا يكتشف حالته إلّا بعد تدهور قدرته البصريّة بشكلٍ حاد، إضافة إلى أنّه يحدث بتسارع أكبر من سابقه.

حتى الآن لا يوجد علاج للضمور البُقعي، بينما قد يعتمد المرضى الذين يُعانون من فقدان حادّ في البصر على بعض المُكمّلات الغذائيّة من الفيتامينات والمعادن، مثل: فيتامين C، فيتامين E، النحاس، الزنك، اليصفور Lutein وزيازانثين ضمن نِسَب ومعايير يُحدّدها اختصاصي العيون.

اقرأ أيضًا

المراجع

  1. University College of London. 2020. AI-supported test predicts eye disease three years before symptoms. Retrieved from https://www.ucl.ac.uk/news/2020/dec/ai-supported-test-predicts-eye-disease-three-years-symptoms
  2. Boyd K. 2020. What is macular degeneration? Retrieved from https://www.aao.org/eye-health/diseases/amd-macular-degeneration

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية