فرط نشاط الغدّة الدرقيّة

قد يُصاب البعض في مرحلة ما ولأسبابٍ مُختلفة بفرط نشاط الغدّة الدرقيّة Hyperthyroidism ؛ وهي عبارة عن حالة صحيّة تتضمّن اختلالًا في خلايا الغُدّة الدرقيّة مُسبِّبةً ارتفاع مستوى الهرمونات التي تقوم بإنتاجها،

قد يُصاب البعض في مرحلة ما ولأسبابٍ مُختلفة بفرط نشاط الغدّة الدرقيّة Hyperthyroidism ؛ وهي عبارة عن حالة صحيّة تتضمّن اختلالًا في خلايا الغُدّة الدرقيّة مُسبِّبةً ارتفاع مستوى الهرمونات التي تقوم بإنتاجها، ما يؤدّي إلى مجموعة من الأعراض المُزعجة التي تبدأ بالظهور على المريض -في الحالات الشديدة خُصوصًا- ما يدفعه إلى طلب العلاج بُغية التخفيف من هذه الأعراض التي قد تُخلخل نظامه اليومي أو التخلُّص منها كُليًا.

تقع الغدّة الدرقيّة في مُقدّمة الرقبة وتُنتِج مجموعة من الهرمونات: رباعي يودوثيرونين أو الثايروكسين (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3)، وتتركّز وظيفة هرمونات الدرقيّة في السيطرة على آليّة استخدام الطاقة من قِبَل الخلايا الموجودة في الجسم، أيضًا تتحكّم الغدّة الدرقيّة عبر هرموناتها هذه بتنظيم عمليّات الأيض في الجسم، تخضع الغدة الدرقيّة لسيطرة الغدّة النخاميّة الموجودة في الدماغ التي تُنظِّم عملها.

يُمكن علاج فرط نشاط الغدّة الدرقيّة عبر مجموعة من الحلول منها الدوائيّة ومنها الجراحية، وذلك بحسب ما تقتضيه حالة المريض بعد تشخيصه من قِبَل الاختصاصي المُشرِف على وضعه الصحّي. [1][2]

أسباب فرط نشاط الغدة الدرقيّة

يُمكن أن تؤدّي مجموعة من المُسبّبات للإصابة بفرط نشاط الغدّة الدرقيّة، أهمّها: [3][4]

  • الإصابة بمرض جريفز؛ وهو من أكثر الأسباب شُيوعًا، إذ تُعزَى إصابة 3 بين كُل 4 أشخاص بفرط نشاط الغدة الدرقيّة بسبب جريفز، وهو ينجُم عن مُهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقيّة (مرض مناعي ذاتي Autoimmune disease)) مُسبّبًا إفرازها لهرموناتها بإفراط.
  • عُقيدات Nodules الدرقيّة؛ عبارة عن كُتَل حميدة تنمو على الغُدّة الدرقيّة وتتسبّب بفرط نشاطها من خلال تحفيز إنتاج هرمونات الدرقيّة بإفراط، عُقيدات الدرقيّة أكثر شُيوعًا بين كِبار السّن ممّن تفوق أعمارهم 60 عامًا.
  • تناول أنواع مُعيّنة من الأدوية التي تحتوي على اليود وترفع مُستوياته في الدم، أو الأعشاب البحريّة أو المُكمّلات الغذائيّة التي تحتوي عليها، ما يتسبّب بزيادة إفراز هرمونات الغدّة الدرقيّة، مثل الأدوية التي تُوصَف في حالات عدم انتظام ضربات القلب، يُذكَر بأنّ اختلالات الغدّة الدرقيّة الناجمة عن تناول الأدوية يُمكن السيطرة عليها بإيقاف تناول الدواء، لكن قد يتطلّب عودة مستويات هرمونات الغدّة الدرقيّة لمُستوياتها الطبيعيّة أشهرًا.
  • التهاب الغدّة الدرقيّة؛ ما يؤدّي إلى تسريب مخزونها من الهرمونات ورفع مُستوياتها في الدم.
  • الإفراط في تناول أدوية قصور الغدّة الدرقيّة.
  • ارتفاع مُستويات مادّة تُعرَف باسم "غونادوتروفين المشيميّة"؛ غالبًا ما ترتفع مستوياتها أثناء فترات الحمل الأُولى أو في حالة الحمل المُتعدّد -بأكثر من جنين واحد- أو الحمل العُنقودي Molar pregnancy.
  • سرطان الغدّة الدرقيّة.
  • ورم غُدّي Adenoma على الغدّة النخاميّة.

أعراض نشاط الغدّة الدرقيّة

يتناسب ظهور الأعراض المُرافقة لفرط نشاط الغدة الدرقيّة مع حدّة ودرجة هذا الخلل، إذ إنّ الأعراض الطفيفة قد لا يُصاحبها ظهور أعراضٍ تُذكَر، بينما يشعر المريض بمجموعة من الدلائل الصحيّة في حال ارتفاع مستويات هرمونات الغدّة الدرقيّة بصورة مُفرطة، وتنجُم الأعراض المُصاحبة لفرط نشاط الغدّة الدرقيّة عن ارتفاع معدل عمليات الأيض في الجسم، من أكثر الأعراض شُيوعًا كُل من الآتية: [1][5]

  • عدم القدرة على تحمُّل الحرارة.
  • التعرُّق الشديد.
  • زيادة معدل الإخراج (التغوُّط).
  • الشعور برعشة طفيفة.
  • القلق والعصبيّة.
  • تسارع ضربات القلب وعدم انتظامها.
  • ضيق النَفَس بشكل عام، أو ضيف النَفَس الاضطجاعي Orthopnea (صعوبة في التنفُّس أثناء الاستلقاء).
  • انخفاض الوزن.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • انخفاض مستوى التركيز.
  • عدم انتظام الدورة الشهريّة.
  • انفكاك الأظافر أو ما يُعرَف بأظافر "بلومر Plummer".
  • اضطرابات ومشاكل في النوم مثل الأرق.
  • ترقُّق الجلد و/أو بشرة ناعمة مُخمليّة أو فرط تصبُّغ الجلد في الوجه والرقبة خصوصًا.
  • ضعف الشعر و"تقصُّفه".
  • الذُهان، في الحالات الشديدة.
  • ارتفاع معدل إفراز الدموع.
  • عدم إغلاق الجفون بشكل كُلّي أثناء النوم.
  • ارتفاع حساسيّة العين لبعض الظروف المُحيطة مثل الهواء والدخان.
  • الشعور بما يُشبه الرمل في العين وحساسيّتها غير المُعتادة.
  • حمّى في حالة تهيُّج الدرقيّة Thyroid storm.

استشارة اونلاين مع دكتور غدد صماء

علاج الغدّة الدرقيّة

يتكىء اختصاصي الغدد الصُّم والسكري على مجموعة عوامل في تحديد العلاج الأنسب لفرط نشاط الغدة الدرقيّة، إذ يعتمد في ذلك على العُمر، حدّة الأعراض المُصاحبة لاختلال الدرقيّة، الحالة الصحيّة والحَمل من عدمه لدى الإناث، تتراوح الخيارات العلاجيّة التي تستهدف علاج فرط نشاط الغدة الدرقيّة كُل من الآتية: [6][7]

  1. استخدام الأدوية؛ تستطيع أنواع من الأدوية أن تلعب دورًا فعّالًا في تقليص معدل الأعراض المُزعجة التي يشعر بها المريض وتثبيط إنتاج الهرمونات بمستويات مرتفعة، منها: مُضادّات الدرقيّة التي تستهدف الغدّة الدرقيّة وتُقلِّص حجم إفرازها من الهرمونات، قد لا تنخفض مستويات هرمونات الدرقيّة فَور تناول الدواء إنمّا يتطلَّب الأمر عدّة أسابيع وربمّا أشهر، بينما تتراوح الفترة الإجماليّة التي يستمر فيها المريض بتناول هذا النوع من الأدوية ما يُقارب 1 إلى 2 سنة، أمّا النوع الثاني من الأدوية التي يُشاع استخدامها فهي مُثبّطات بيتا والتي يتركّز دورها في تخفيف الأعراض المُزعجة المُرافقة لفرط نشاط الغدّة الدرقيّة مثل الرعشة وتسارع ضربات القلب، ويسري مفعول هذا النوع من الأدوية بُعيد ساعات من تناولها.
  2. العلاج باليود المُشّع؛ يرتكز مبدأ العلاج باليود المُشِّع على تناوله إمّا على هيئة كبسولة أو سائل ليقوم بتدمير خلايا الغدة الدرقيّة ببطء دون المَساس بأعضاء وخلايا الجسم الأُخرى، إذ تمتّص خلايا الغدّة الدرقيّة المسؤولة عن فرط إفراز الهرمونات اليود المُشِّع، ما ينجُم عنه السيطرة على مستوى هرمونات الغدّة الدرقيّة بعد إتلاف هذه الخلايا، يُمكن أن يتناول المرضى أثناء ذلك مُثبّطات بيتا لتخفيف حدّة الأعراض والسيطرة عليها، تجدُر الإشارة إلى أنّ اليود المُشّع قد يتسبّب بقصور الغدّة الدرقيّة لدى المرضى، إلّا أنّ هذه الحالة بحسب الاختصاصيين يسهُل السيطرة عليها بتناول الأدوية الهرمونيّة مُقارنةً مع فرط نشاط الغدّة الدرقيّة المُصاحب لأعراض مُزعجة جدًا.
  3. الإجراء الجراحي للغدّة الدرقيّة؛ قد يلجأ الاختصاصيين للعمليّة الجراحيّة بغرض استئصال جُزء من الدرقيّة أو جُّلها، وعلى الرغم من أنّ مثل هذا الإجراء غير شائع ونادر، إلّا أنّه من الممكن اللجوء إليه في بعض الحالات مثل الحمل -إذ لا تستطيع المرأة الحامل تناول مُثبّطات الدرقيّة- أو في حالة تضخُّم الدرقيّة أو في حال عدم استجابة الجسم للأدوية مثل مُثبّطات الدرقيّة وغيرها، بعد الخضوع لعمليّة استئصال الدرقيّة يعتمد المريض على الأدوية الهرمونيّة الخاصّة بذلك لتعويض غيابها، بإشراف الاختصاصي وبفحوصات دوريّة للتحقُّق من مستويات هرموناتها في الدم.

مقالات ذات صِلة

المراجع

  1. Stoppler M. 2019. Hyperthyroidism. Retrieved from https://www.medicinenet.com/hyperthyroidism/article.htm
  2. Lights V. 2019. Hyperthyroidism. Retrieved from https://www.healthline.com/health/hyperthyroidism#_noHeaderPrefixedContent
  3. US National Library of Medicine. 2018. Hyperthyroidism. Retrieved from https://medlineplus.gov/hyperthyroidism.html
  4. United Kingdom National Health Services. 2019. Overactive thyroid (hyperthyroidism). Retrieved from https://www.nhs.uk/conditions/overactive-thyroid-hyperthyroidism/causes/
  5. Kravets I. 2016. Hyperthyroidism: Diagnosis and treatment. Retrieved from https://www.aafp.org/afp/2016/0301/p363.html#sec-1
  6. National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. 2016. Hyperthyroidism (Overactive thyroid). Retrieved from https://www.niddk.nih.gov/health-information/endocrine-diseases/hyperthyroidism#treatment
  7. Dansinger M. 2019. Hyperthyroidism (Overactive thyroid). Retrieved from https://www.webmd.com/a-to-z-guides/overactive-thyroid-hyperthyroidism#3

مصدر الصورة: https://selfhacked.com/blog/thyroid-hormones-t4t3/

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري غدد صماء أونلاين عبر طبكان
احجز