لطالما ارتبط الحصول على بشرة صحية بالجانب الاجتماعي والنفسي للأفراد، إذ يعاني المصابون بمشكلات البشرة من الاكتئاب، أو العزلة الاجتماعية، أو الوحدة، مما يؤثر في جودة حياتهم، لكن ظهور العلاجات المشكلة المختلفة كالأدوية الموضعية، أو المقشرات الكيميائية، أو الليزر أسهم في التخلص من مشاكل البشرة سواءً المرتبطة بتقدم السن، أو حب الشباب والتصبغات.[1]
مؤخرًا، ظهرت تقنية الوخز بالإبر الدقيقة (Microneedling) كأحد أحدث الابتكارات في عالم التجميل التي تحسّن من امتصاص المواد الفعالة في البشرة وتحفز إنتاج الكولاجين، ولكن دمجها مع الترددات الراديوية (Radiofrequency) أدى إلى توسيع استخداماتها إذ يمكن من خلال تلك الترددات تحفيز تجديد الجلد وتحسين مرونته على المدى البعيد،[1][2] ولعلّ جهاز مورفيوس 8 (Morpheus8) أحد أشهر الأمثلة على الأجهزة التي تستخدم تلك التقنية، فما هو جهاز مورفيوس؟[3]
ما هي تقنية مورفيوس؟
تعتمد تقنية مورفيوس التي ظهرت عام 2020 ميلادي على الوخز بالإبر الدقيقة لاستهداف الطبقات تحت الجلد، والطبقات الدهنية، وطبقة الأدمة بالتزامن مع الترددات الراديوية التي تطلق تيارًا كهربائيًا متذبذبًا يولّد حرارة بهدف تجديد الجلد، إذ ظهرت التقنية كبديل لأشعة الليزر التي تُخلّف تلفًا في البشرة والعديد من المضاعفات الأُخرى، مثل الالتهابات، والتصبغات التي لا يمكن علاجها،[3][4] كما تتميز جلسات مورفيوس بسرعة شفاء الجلد بسبب استهداف أجزاء محددة من الجلد وترك النسيج المحيط به.[5]
طريقة عمل تقنية مورفيوس؟
يتكون جهاز مورفيوس للوجه من رؤوس تحتوي على 12 أو 24 إبرة دقيقة ذات أطراف معزولة، إذ يُمكنها من خلال إطلاق تيارات التردد الراديوي إيصال الحرارة إلى عمق البشرة والتسبب بإنتاج مناطق حرارية ضمن مكونات البشرة والغدد المحيطة بها دون الإضرار بطبقة الجلد الخارجية، إذ بمقدورها اختراق طبقات البشرة حتى 4 ملم وطبقات جلد الجسم حتى 8 ملم، وتجدر الإشارة إلى إمكانية التحكم بطول الإبر الدقيقة لاستهداف طبقات معينة من الأدمة أو الطبقات أسفلها، إذ تقل كمية الطاقة المطلوبة كلما قل العمق المُستهدَف.[2][5][6]
تُحفّز الطاقة التي يُطلقها التردد الراديوي انقباض الأنسجة بآليتين مختلفتين، تحدث الأولى على المدى القصير عن طريق كسر الروابط الهيدروجينية بين جزيئات الكولاجين وبالتالي تصبح ألياف الكولاجين أكثر سماكة، أما الثانية فتحدث على المدى البعيد، إذ تُسبب تلك الطاقة التهابًا في الأنسجة يتبعه تحفيز شفائها، ثم إنتاج الكولاجين، والأوعية الدموية، وتحسين مرونة الجلد على مدار ثلاثة إلى أربعة أشهر، وبالتالي التخلص من الندوب العميقة (Atrophic scars)، وتخفيف مظهر الخطوط الرفيعة، وذلك دون التسبب بظهور تصبغات في البشرة والتي عادةً ما ترافق الوخز بالإبر الدقيقة التقليدي والليزر.[4][6]
استخدامات تقنية مورفيوس
تتنوع استخدامات تقنية مورفيوس للجلد،[4] من أبرز استخدامات جهاز مورفيوس:
- التخلص من علامات التقدم في السن، كالتجاعيد، بالإضافة إلى تجديد خلايا البشرة بطريقة آمنة وفعالة.[3]
- شدّ جلد الوجه والجسم وتحسين مرونته.[7]
- التخلص من حب الشباب وآثاره، إذ يتميز العلاج بتقنية مورفيوس بقدرته على تقليل إنتاج الزهم وعلاج الحبوب النشطة، بالإضافة إلى سرعة التعافي.[3][7]
- علاج علامات تمدد الجلد.[3]
- علاج السيليوليت.[3]
- علاج الصلع وترقق الشعر.[3]
- التخلص من الوردية -العد الوردي- (Rosacea).[3]
- علاج فرط التعرق (Hyperhidrosis).[7]
- تقليص حجم المسام الواسعة.[7]
- التقليل من مظهر الكلف (Melasma).[5]
- شد الجلد في منطقة الحجاج -حول العينين-.[5]
- شد الذراعين (Brachioplasty).[8]
المرشحون لإجراء تقنية مورفيوس
يلعب اختيار المرضى المناسبين لإجراء جلسة باستخدام جهاز مورفيوس دورًا كبيرًا في الحصول على أفضل النتائج، إذ يُعد المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين سن 30 و 60 عامًا ممن يعانون من مشكلات طفيفة أو متوسطة في البشرة المرشحون الأفضل للخضوع للإجراء، فمثلًا يشير الخبراء إلى أنّ الندوب التي تترك انبعاجات (Depressed scarring) في الجلد هي أكثر أنواع الندوب استجابةً للعلاج، كما أنّ ترهل البشرة الطفيف إلى المتوسط في منطقة الوجه السفلية والرقبة من أكثر المواضع استجابةً لجهاز مورفيوس.[7][9]
أمّا موانع الخضوع للجلسة باستخدام الوخز بالإبر الدقيقة مع التردد الراديوي (جهاز مورفيوس أحدها) فتكون لعدّة حالات:[4]
- الحمل.
- الإصابة بعدوى نشطة.
- ضعف المناعة.
- الإصابة باضطرابات وعائية كولاجينية.
هل يوجد تحضيرات قبل إجراء تقنية مورفيوس؟
ينبغي التقاط صورٍ فوتوغرافية دقيقة من الأمام والجوانب تُبين حالة البشرة قبل العلاج، وذلك لتقييم مدى تحسّن مرونة البشرة، وخطوطها الرفيعة، ومظهرها العام، مع التشديد على أهمية إزالة مساحيق التجميل وتنظيف البشرة بكحول أو مادة الكلورهيكسيدين (Chlorhexidine) قبل الجلسة مباشرة، كما يمكن أن يُستخدم مستحضر موضعي يتكون من البيبتيدات أو مواد فعالة مقاومة لعلامات التقدم في السن على المنطقة المراد علاجها قبل أسبوعين من الجلسة لدعم فعالية النتائج التي يمكن الحصول عليها، وإضفاء النضارة لسطح الجلد، أما المرضى الذين يعانون من حبوب شباب نشطة، فيُنصح بتناول مضادات حيوية أو فيروسية قبل الجلسة.[7]
أمّا قبل الإجراء مباشرةً، فيجب تنظيف المنطقة المُراد علاجها جيدًا، يلي ذلك استخدام مخدر موضعي يتكون عادةً من بيتاكين (Betacaine)، وليدوكايين (Lidocaine)، وتتراكين (Tetracaine)، ثم يُزال بعد مرور مدّة معينة، وتُنظف البشرة من جديد استعدادًا للعلاج.[3]
الآثار الجانبية لتقنية مورفيوس ومضاعفاتها المُحتملة
جلسة مورفيوس أحد الإجراءات التجميلية الآمنة لجميع أنواع البشرة، والتي يمكن بعدها التماثل للشفاء سريعًا، ويُعد ظهور أعراض كالاحمرار، والتورم، والحكة أمرًا طبيعيًا يختفي بعد مرور عدة ساعات من الإجراء، كما يمكن علاجها عن طريق استخدام الثلج، ومضادات الحساسية، والبريدنيزون (Prednisone)،[5][7] لكن قد يصاب البعض بمضاعفات وأعراض جانبية مؤقتة قد تمتد من يومين وحتى أسبوع بعد الإجراء،[3] من أبرز الأعراض الجانبية والمضاعفات المحتملة بعد إجراء تقنية مورفيوس للبشرة:[3][6]
- تكدّم الجلد وظهور بقع حمراء صغيرة (Petechiae).
- ظهور حب الشباب، ويمكن تخفيفها باستخدام مضادات حيوية موضعة أو فموية بعد الإجراء.
- الإصابة بعدوى أو حروق سطحية.
- احمرار البشرة واحتباس السوائل.
- الإصابة بفرط تصبغ ما بعد الالتهاب.
- ظهور علامات على هيئة شبكة، تختفي بعد مرور 1 -2 أسبوع.
- ظهور نتوءات على البشرة ناجمة عن دخول الإبر الدقيقة داخل الجلد، يمكن التخلص منها باستخدام جرعة منخفضة من الستيرويد الموضعي أو التريتينوين (Tretinoin).
نصائح بعد إجراء تقنية مورفيوس
يُنصح المرضى بعد إجراء جلسة مورفيوس للبشرة بتجنب التعرض لأشعة الشمس أو استخدام مساحيق التجميل حتى اليوم التالي بعد الإجراء، بالإضافة إلى الالتزام بتنظيف البشرة صباحًا وقبل النوم بغسول لطيف واستخدام المستحضرات الموضعية التي ينصح بها الاختصاصي، مثل المواد التي تُحفز الشفاء وسيرومات عوامل النمو، أمّا لدى الاستلقاء فينبغي استخدام عدة وسائد لرفع المنطقة التي جرى علاجها مدة يومين وذلك لتجنب الإصابة بوذمة -تجمع السوائل-.[3]
تجدر الإشارة إلى ضرورة استخدام مواد من شأنها تبريد البشرة مباشرةً بعد الانتهاء من الإجراء وذلك لتجنب احمرار الجلد وتورمه، بالإضافة إلى استخدام مراهم المضادات الحيوية الموضعية خلال الثلاث أيام الأولى، وهي المدة التي تكفي حتى تُغلق ثقوب الإبر المجهرية، ويمكن بعدها استخدام مستحضرات التجميل، وواقيات الشمس، أو مستحضرات الترطيب.[8]
مميزات تقنية مورفيوس
تتميز تقنية مورفيوس بأنها تعتمد على الطاقة الكهربائية الحرارية بدلًا من الضوئية، مما يجعلها مناسبة لجميع أنواع البشرة، بالإضافة إلى سرعة التعافي بعد الخضوع للجلسة وهي من أهم الميزات التي يبحث عنها الأشخاص الأكثر انشغالًا بالعمل.[3]
كما يسمح جهاز مورفيوس للاختصاصيين بتعديل طول الإبر الدقيقة خلال الجلسة، مما يُسهل استهداف مناطق وأنسجة مختلفة من الوجه.[5]
مقارنة بين مورفيوس والميكرونيدلنج (الإبر الدقيقة)
تقنية الميكرونيدلنج (الإبر الدقيقة) قد تكون على هيئة أداة يدوية تنتهي بأسطوانة دوّارة لتحريكها على البشرة للأمام والخلف لتكوين ثقوب صغيرة، أو على شكل قلم كهربائي يمكن من خلاله التحكم في سرعة وعمق اختراق الإبر داخل البشرة بهدف إيصال المواد الفعالة إلى أعماق الجلد، أمّا تقنية مورفيوس التي تستخدم الميكرونيدلنج بالتزامن مع الترددات الراديوية تهدف إلى التسبب بإصابة حرارية لتحفيز علاج مشكلات البشرة المختلفة،[10] أدى هذا إلى التوسّع في استخدامات الإبر الدقيقة دون التسبب بأعراض جانبية خطيرة.[11]
أسئلة شائعة حول تقنية مورفيوس للبشرة
- هل جهاز مورفيوس فعال؟
ذكرت العديد من الدراسات فعالية وأمان تقنية الوخز بالإبر الدقيقة بالتزامن مع الترددات الراديوية التي يرتكز عليها مبدأ عمل جهاز مورفيوس في علاج العديد من المشكلات التي تصيب الجلد والبشرة، ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة الخضوع للإجراء بإشراف أطباء الجلدية، أو جراحي التجميل لضمان الحصول على أفضل النتائج.[7]
- متى تظهر نتائج تقنية مورفيوس؟
تختلف سرعة ظهور النتائج المطلوبة باختلاف المشكلة المُراد علاجها، إذ أشارت إحدى الدراسات السريرية لنتائج استخدام جهاز مشابه لمبدأ عمل جهاز مورفيوس إلى حصول المشاركين على نتائج مبهرة بعد الخضوع لثلاث جلسات، ولوحظ تحسّن بنسبة 90% في نعومة ملمس البشرة ومظهر التجاعيد، بالإضافة إلى شد البشرة بنسبة 87% وتفتيحها بنسبة 83%.[12]
كما ذكرت دراسات أخرى تقلص حجم المسام التي تزعج الكثيرين، وذلك لدى 70% من المشاركين بعد جلسة واحدة فقط، أما للتخلص من التعرق الزائد مثلًا، فقد أشارت دراسات سريرية إلى تحسن كبير في حالة المرضى بنسبة %75 -80% بعد الخضوع لثلاث جلسات.[7]
- هل تقنية مورفيوس مؤلمة؟
نعم، قد تسبب تقنية الإبر الدقيقة والتردد الراديوي الألم خلال الجلسة كما أشارت العديد من الدراسات، لذا عادةً ما يُستخدم التخدير الموضعي قبل البدء بالعلاج.[3][13]
- كم عدد جلسات مورفيوس المطلوبة؟
يبلغ عدد جلسات مورفيوس للجسم، أو للوجه، أو منطقة حول العيون ما مقداره جلسة إلى ثلاثة جلسات بفاصل 3 – 6 أسابيع بين كل جلسة وأُخرى.[8]