تتوافر العديد من الفحوصات التشخيصية السريرية التي تُسهم في الكشف عن المشكلة الصحية التي يُعاني منها المريض، من أبرزها الفحص بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) الذي يُحسّن من دقة التشخيص أثناء الفحص السريري، بالإضافة إلى التصوير المقطعي المحوسب (CT scan)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)[1][2] فما هو الفحص بالموجات فوق الصوتية (الألتراساوند)؟ وكيف يُستخدم؟
ما هو الفحص بالموجات فوق الصوتية؟
فحص الموجات فوق الصوتية المعروف بالألتراساوند أو السونار هو أحد أنواع الفحوصات الإشعاعية التشخيصية محدودة التدخل التي تُجرى باستخدام الصدى (الإيكو Echo) أو موجاتٍ صوتية ذات ترددات عالية تصل طول هذه الموجات إلى ما يزيد عن 20000 هيرتز، أي بمقدارٍ يفوق تردد السمع البشري، وتتميّز هذه الموجات العالية بطول موجي أقل يُسهم بنقل تفاصيل دقيقة في الصور، إذ ينقل التصوير بالموجات فوق الصوتية صورةً حية لأعضاء الجسم الداخلية، والمفاصل، والعضلات، والأوعية الدموية باستخدام أداة يدوية تسمى المسبار (Transductor)، تمتص أنسجة الجسم هذه الموجات بتفاوت لتنتج صورة داخلية تميّز أعضاء الجسم عن بعضها.[3][4]
استُخدمَت الموجات فوق الصوتية في مجال الطب لأول مرة في الخمسينيات من القرن العشرين لتشخيص الأمراض النسائية، ثم الأمراض الباطنية، والقلب، والعيون، وجراحة العظام، والأوعية الدموية.[4]
متى يُجرى فحص الموجات فوق الصوتية؟
يُجرى فحص التراساوند لتشخيص العديد من الأمراض والمشكلات الصحية من خلال صور واضحة لأعضاء الجسم الداخلية،[5] ويتضمن فحص الألتراساوند ثلاثة أنواع رئيسية:
التراساوند الحمل
يكشف التراساوند الحمل عن نمو وتطور الجنين،[5] ويُعد إجراء فحص الألتراساوند للحامل/سونار الحمل من الفحوصات الروتينية الضرورية في فترة الحمل، ويجرى عادةً ما بين الأسبوع 16 والأسبوع 20 من الحمل،[6] كما يُستخدم لعدة دواعي خلال الحمل:[5][6]
- تحديد عمر الحمل.
- الكشف عن وجود التوائم.
- التأكد من سلامة الجنين ونمو جميع أعضاءه وأطرافه، وعدم إصابته بتشوهات.
- تحديد حجم الجنين.
- التحقق من سلامة المشيمة لتزويد الجنين بالأكسجين والمواد المُغذية.
الألتراساوند التشخيصي
يلجأ الأطباء لاستخدام الفحص بالموجات فوق الصوتية للكشف عن الأعضاء الداخلية للجسم والأنسجة، ممّا يُسهم في تأكيد وجود المشكلة المرضية من عدمها والمساعدة في تشخيصها،[7] إذ يُستخدَم الألتراساوند التشخيصي لأغراض مختلفة:
- الكشف عن السبب الأساسي للمشكلة الصحية التي يعاني منها المريض بناءً على الأعراض الظاهرة عليه، كتورم أحد الأعضاء وتحديد مكان الألم من خلال التراساوند البطن الذي يتضمن الكشف عن الكبد، والمرارة، والبنكرياس، والطحال، والقنوات الصفراوية، والكلى، والحالب، والمثانة، بالإضافة إلى أنه يوفر صور دقيقة للشريان الأورطي البطني.[7][8]
- الكشف عن تمدد الأوعية الدموية أو تضيق صمامات القلب، ويسمى في هذه الحالة مخطط صدى القلب/الإيكو (Echocardiogram).[5]
- الكشف عن التغيرات في حجم بعض الأعضاء، مثل التراساوند الغدة الدرقية الذي يكشف عن تضخم الغدة الدرقية، والتراساوند الكلى الذي يكشف عن ضمور الكلى.[5]
- التمييز بين الأورام الممتلئة بالسوائل والأورام الصلبة في كل من الكلى والمبايض.[5][7]
- الكشف عن وجود ترسبات الكالسيوم في البنكرياس أو حصى المرارة.[5]
- التحقق من طبيعة التغييرات في الأنسجة، مثل الكبد الدهني (Fatty liver) أو تليف الكبد (Liver cirrhosis).[5]
فحص التراساوند الخزعة
يلجأ إليه الطبيب أثناء الحصول على الخزعة فهو يُسهم في توجيه الإبرة إلى الموضع الصحيح لاستئصال الخزعة سواءً أكانت من أنسجة الجسم أو سوائله، أو لتركيب أنبوب فغر الكلية (Nephrostomy tube) وهو استخدام القسطرة البولية لتفريغ الكلية من البول.[7][8]
مخاطر فحص الموجات فوق الصوتية
يُعد تصوير التراساوند من الإجراءات الآمنة والمريحة التي تتيح الحصول على نتائج فورية، فهي لا تُشكّل أي خطر على الحامل أو الجنين،[9] إذ تخترق الموجات فوق الصوتية أنسجة الجسم دون إحداث أي ضرر لها، خلافًا لفحوصات الأشعة السينية (X-Ray) مثلًا، فهي لا تستخدم أي نوعٍ من الإشعاع،[5] وعلى الرغم من فعاليتها العالية، إلا أنّه قد يتعذّر ظهور صور الألتراساوند بوضوح للأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة.[10]
كيف يعمل جهاز الموجات فوق الصوتية؟
يتصل جهاز الألتراساوند بشاشة شبيهة بشاشة جهاز الحاسوب كما أنها تتصل بالمسبار الذي يُمرّر على الجسم، إذ ترتد الموجات فوق الصوتية لدى مرورها عبر أعضاء الجسم وأنسجته بدرجات مختلفة تبعًا لكثافتها ليحولها جهاز الحاسوب إلى إشارات كهربائية تُعرض على هيئة صور على الشاشة.[5][10]
التحضيرات قبل فحص الموجات فوق الصوتية
حقيقةً لا يتطلب فحص التراساوند العديد من التحضيرات باستثناء أنواع محددة من فحوصات الألتراساوند التي قد تستدعي بعض التحضيرات:[11][12]
- عدم تفريغ المثانة، في حالات فحص التراساوند البطن.
- امتناع المريض عن تناول الطعام أو الشراب، في حالات فحص الألتراساوند الخاص بالمرارة.
- تفريغ المثانة، في حالات ألتراساوند الحوض وألتراساوند المهبل، لغايات تحسين الرؤية للأعضاء الداخلية.
والجدير بالذكر أنّ وجود الكثير من الغازات في الأمعاء قد يُعيق ارتداد الصدى والموجات أثناء الإجراء.[11]
خطوات إجراء فحص الموجات فوق الصوتية
لا يحتاج فحص الموجات فوق الصوتية إلى أي نوعٍ من التخدير، ويمكن أن تتضمّن طريقة إجراؤه مجموعة من الخطوات:
- اتخاذ المريض الوضعية المناسبة بحسب الجزء المُراد فحصه، مثل الاستلقاء على الظهر، أو الالتفاف على أحد الجانبين، أو تموضع الرقبة فوق وسادة صغيرة لِإمالة الرأس إلى الخلف في حال فحص الرقبة، أو ثني الركبتين وإبعادهما عن بعضهما في حال إجراء السونار المهبلي.[5][13]
- خلع الملابس من الجزء السفلي أو منطقة البطن، ووضع بطانية على الجزء المكشوف ليشعر المريض بالراحة أكثر، ويجب أن يبقى المريض في وضعية ساكنة دون حركة حتى لا تتأثر جودة الصور.[8][13]
- وضع طبقة رقيقة من الجل المزلق (جل مائي) على الجلد فوق العضو المُراد فحصه (مع الحرص على عدم تكوّن الفقاعات الهوائية التي قد تُعيق انتقال الموجات فوق الصوتية) وذلك لتسهيل انتقال الموجات عبر الجل إلى الجسم.[8]
- وضع المسبار على طبقة الجل فوق الجلد ثم البدء بتحريكه مع الضغط الطفيف واستكمال الفحص لرؤية العضو المُراد الكشف عنه، قد يستغرق الفحص عدّة دقائق إلى نصف ساعة وذلك بحسب الأعضاء التي يتفحصها الطبيب.[5][8]
لا بأس من تكرار فحص التراساوند عدة مرات في حال الضرورة فهو لا يُشكّل أيّ ضرر على المريض.[8]
نتائج فحص الموجات فوق الصوتية
يحوّل جهاز الألتراساوند الموجات الصوتية المُرتدة إلى صورٍ تُعرض على الشاشة أو على شكل رسوماتٍ بيانية، يرفق طبيب الأشعة إلى جانبها تقريرًا يُفسّر فيها النتائج الظاهرة بعد استكمال الفحص.[8][11]
تعتمد نتيجة فحص الموجات فوق الصوتية على نوع فحص الألتراساوند،[7] يعرض الجدول الظاهر أنواع فحوصات الألتراساوند مع النتائج الطبيعية وغير الطبيعية المحتملة:[8][11]
نوع الألتراساوند | النتائج الطبيعية | النتائج غير الطبيعية |
فحص التراساوند الثدي (Ultrasound mammography) |
عدم وجود أي أكياس أو أورام. |
|
فحص تخطيط صدى القلب (Echocardiography) |
حجم، وحركة، وحالة صمامات وجدار عضلة القلب طبيعية، والتدفق الدموي طبيعي. |
|
فحص الالتراساوند داخل الأوعية الدموية (Intravascular ultrasound) |
الشرايين التاجية طبيعية. |
|
فحص التراساوند الحوض (Pelvic ultrasound) |
المشيمة طبيعية، وحالة الجنين وحجمه ضمن المعدل الطبيعي وفقًا لعمر الحمل. |
|
فحص التراساوند البروستات (Prostate ultrasound) |
أنسجة غدة البروستات طبيعية، والأوعية المنوية طبيعية، وحجم ونمط الحدود الخارجية لغدة البروستات طبيعي.
|
|
فحص التراساوند الخصيتين (Testes ultrasound) |
شكل وحجم الخصيتين طبيعي. |
|
فحص التراساوند الغدة الدرقية (Thyroid ultrasound) |
موقع، وشكل، وحجم الغدة الدرقية طبيعي. |
|
هل فحص الموجات فوق الصوتية مؤلم؟
لا يسبب التصوير باستخدام الموجات فوق صوتية/السونار الشعور بالألم فهو من أكثر الطرق التشخيصية الطبية الآمنة.[14]
طرق إجراء فحص الموجات فوق الصوتية
يُجرى فحص التراساوند من خلال ثلاث طرق،[8] وفقًا للتصنيف أدناه،
- فحص الألتراساوند الخارجي، مثل التراساوند البطن الذي يُستخدم خلاله المسبار على السطح الخارجي للجلد.[8]
- فحص الألتراساوند الداخلي، مثل التراساوند المهبل يُستخدَم المسبار داخل كيس من مادة مطاطية (اللاتكس) ويُمرّر عبر فتحة المهبل.[8]
- فحص الألتراساوند بالمنظار ((EUS) Endoscopic Ultrasound)، وهو أحد الفحوصات التشخيصية المهمة والأكثر وضوحًا لتشخيص وتقييم مراحل السرطان في الجهاز الهضمي للمساعدة في تحديد العلاج الأنسب، إذ يوضع المسبار على طرف المنظار الذي سيُمرّر عبر الجسم.[11][15]