الدعامة المرنة: المزايا والعيوب، وطريقة تركيبها

تدقيق طبي: مركز الدكتور عدنان الغزو - مسالك بولية
الخميس ، 15 حزيران 2023 | (الأردن)

أصبحت تستخدَم دعامة الانتصاب المرنة على نطاق واسع لحل مشكلة ضعف الانتصاب عند الرجال بسبب تكلفتها المنخفضة مقارنةً بدعامات الانتصاب الأخرى، كما أنها لا تترافق مع إجراءات جراحية معقدة، ويتراوح معدل قبول ورضا المرضى عن الدعامة المرنة وأدائها اعتمادًا على حالتهم الصحية والخيارات المتاحة لهم، من أبرز عيوبها احتمالية تسببها بالحرج لصعوبة إخفاءها.

حدث خلال العقد الأخير تطورٌ ملموس في مجال العلاج الدوائي لحالات ضعف الانتصاب لدى الرجال، إذ يعمد الأطباء حاليًا إلى وصف الأدوية التي تنتمي لمجموعة مثبطات الإنزيم فوسفودايستريز (PDE5) كإحدى الخيارات الفعالة لعلاج ضعف الانتصاب، أو حقن القضيب بأدويةٍ موسّعة للأوعية الدموية، كما تعدّ دعامات الانتصاب واحدةً من الخيارات الفعالة التي استُخدمت منذ عام 1973 ميلادي وحتى الوقت الحالي لحل مشكلة ضعف الانتصاب، ولا يزال تطوير دعامات الانتصاب مستمرًّا بهدف تحسين جودتها وتقليل مخاطر استخدامها، خاصةً مع توقعات الباحثين بزيادة انتشار مشكلة ضعف الانتصاب بين الرجال عالميًّا خلال السنوات القادمة.[1][2]

دواعي استخدام دعامة الانتصاب

تُعرف دعامة الانتصاب (Penile prosthesis) بأنّها أحد الأدوات المُصممة خصيصًا لحل مشكلة ضعف الانتصاب لدى الرجال، إذ تُثبّت هذه الدعامة في القضيب جراحيًّا في حال فشلت الطرق الأُخرى غير الجراحية في حل المشكلة، أو إذا تعارضت مع حالة المريض، وقد تُستخدم أيضًا في حالة عدم تقبّل المريض للطرق غير الجراحية لعلاج مشكلته، وقد يكون استخدام دعامة الانتصاب خيارًا مطروحًا للمصابين بمرض بيروني (Peyronie disease)،[3][4] وهو من المشكلات غير الشائعة التي تؤثر غالبًا في الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40-60 عامًا، ويتمثل بتندب في الأنسجة العميقة المُكونة للقضيب لأسبابٍ غير معروفة تمامًا، وقد تتطور هذه الأنسجة الندبية في القضيب تلقائيًا دون تأثير من أي عوامل خارجية، أو ربما تنجم عن تعرّض القضيب لإصابةٍ ما، فيعاني المريض من مشكلاتٍ عدة أثناء الانتصاب تؤثر في القدرة على الجماع.[5]

يُشار إلى توفُّر نوعين من دعامات الانتصاب المتاحة للاستخدام في أنحاء العالم، إحداهما تُعرف بالدعامة الهيدروليكية، والأخرى هي الدعامة المرنة.[2]

دعامة الانتصاب المرنة

طوَّر جوناس وجاكوبي أول دعامة انتصاب مرِنة في عام 1980 ميلادي، وقد كانت هذه الدعامة مصنوعة من المعدن الملفوف بمادة سيليكون،(6) وعمومًا، تتكون دعامة الانتصاب المرِنة (Malleable penile prosthesis) من قضيبين يمتازان بالمرونة يمكن زراعتهما في منطقة داخل الكهف (Intracavernous) -الجسم الكهفي في القضيب- أثناء الجراحة، ويستطيع المريض بعد زراعة الدعامة المرنة ثني القضيب ورفعه في حالة الانتصاب أثناء الجماع، أو ثنيه للأسفل في حالة عدم الحاجة للانتصاب.[2][3]

مزايا وعيوب الدعامة المرنة

تُستخدم الدعامة المرِنة على نطاقٍ واسع في جميع أنحاء العالم لحل مشكلة ضعف الانتصاب بسبب كلفتها المنخفضة مقارنةً بالأنواع الأُخرى، فهي تساعد في الانتصاب وتمكين الزوج من إيلاج القضيب دون أن تتأثر القدرة على التبول، أو القذف، أو الإحساس، أو الوصول للرعشة الجنسية،[3][4] بالإضافة إلى العديد من الخصائص والمزايا الأُخرى التي تمتاز بها الدعامة المرنة:

  • إمكانية استخدامها لمن يعاني ضعف الانتصاب مع محدودية حركة اليد لديه، كحالات الإصابة بمرض باركنسون،[3] والإعياء العضلي المصاحب للأمراض العصبية، كذلك لدى الأشخاص الذين يعانون من محدودية الحركة لوجود مشكلة في العمود الفقري.[6]
  • تُعد خيارًا مناسبًا للمرضى الذين يعانون من مشكلات صحية شديدة، ويغفلون عن إخفاء الدعامة في القضيب.[3]
  • انخفاض معدل خطر الإصابة بالعدوى بعد تركيبها مقارنةً بغيرها من دعامات الانتصاب.[3]
  • سهولة الاستخدام.[1]
  • تثبيت الدعامة المرنة في القضيب بإجراء عملية جراحية بسيطة مقارنةً بعمليات تركيب دعامات الانتصاب الأخرى.[1]
  • القدرة على توجيه القضيب باتجاهات مختلفة عند الجماع أو التبول أو إخفائه تحت الملابس.[1]

على الرغم من المزايا العديدة للدعامة المرنة، فإنّها قد تترافق مع بعض العيوب:[1][7]

  • استمرار انتصاب القضيب طوال الوقت.
  • احتمالية حدوث ألم مزمن بعد تركيب الدعامة.
  • صعوبة إخفاء الدعامة في القضيب.

الفرق بين الدعامة المرنة والهيدروليكية

ثمّة مجموعة من الفروقات بين الدعامة المرنة والدعامة الهيدروليكية:

وجه المقارنة

الدعامة الهيدروليكية

الدعامة المرنة

التكلفة

مرتفعة نوعًا ما.[6]

أقل تكلفة مقارنة بتكلفة الدعامة الهيدروليكية.[6]

المظهر

إمكانية انتصاب القضيب وارتخاؤه حسب الحاجة، لذلك تُعطي الدعامة الهيدروليكية مظهرًا أفضل للقضيب مقارنةً بدعامات الانتصاب الأخرى.[1]

يكون الانتصاب بوجود الدعامة الهيدروليكية شبيهًا بالانتصاب الطبيعي للقضيب.[6]

استمرار انتصاب القضيب حتى في حالة عدم الحاجة لانتصابه.[1]

أبرز العيوب

احتماليّة تعطلها بعد تركيبها.[1]

احتمالية حدوث ألم مزمن، وصعوبة إخفاء الدعامة في القضيب بسبب استمرار انتصابه.[8]

تصميم الدعامة

أكثر تعقيدًا.[1]

غير معقد مقارنةً بالدعامة الهيدروليكية.[6]

الحاجة لاستخدام اليد

بحاجة لاستخدام مهارة اليد عند الضغط على المضخة وإفلاتها.[8]

لا تحتاج للمهارة اليدوية، فهي ملائمة في الحالات التي يفتقد فيها الرجل لمهارة استخدام اليد، ويواجه صعوبة في تحريك الأصابع.[6]

طبيعة الجراحة

تحتاج تقنيات جراحية أكثر تعقيدًا.[1]

زراعة دعامة الانتصاب المرنة أكثر سهولة مقارنةً بزراعة الدعامات الأخرى، ويُعزى ذلك إلى عدم الحاجة لتركيب المخزن أو المضخة.[6]

درجة رضا المريض

مرتفعة.[8]

مقبولة، تعادل تقريبًا 77%، وهي أقل بقليل من درجة رضا مستخدمي الدعامة الهيدروليكية.[3][8]

مضاعفات تركيب الدعامة المرنة

قد يصاحب زراعة الدعامة المرنة بعض المضاعفات:

  • تكوُّن تورم دموي (Hematoma).[7]
  • ظهور كدمة على كيس الصفن أو القضيب.[7]
  • الإصابة بالعدوى،[7] وعادةً ما يستدعي ذلك إزالة الدعامة واستبدالها جراحيًا بدعامة أُخرى مباشرةً أو بعد مضي بضعة أشهر.[1]
  • تآكل النسيج بسبب الدعامة.[7]
  • حدوث إصابات أثناء الجراحة، كتضرّر الإحليل أو المثانة أو الأمعاء.[1]
  • الإصابة بمتلازمة الحشفة المترهلة/المرنة (Floppy glans syndrome)، في حالة تركيب دعامة أقصر من الطول المناسب، وقد ينجم عن هذه المتلازمة صعوبة الإيلاج أثناء الجماع، إلى جانب عدم تقبّل مظهر القضيب، كما تزداد خطورة حدوث تآكل في الأنسجة والمعاناة من الألم المزمن في حال كانت الدعامة أطول من المطلوب.[2]

طريقة تركيب الدعامة المرنة

تتشابه معظم الإجراءات المتبعة قبل جراحة زراعة الدعامة المرنة وأثناءها وبعد الانتهاء منها مع الإجراءات المتبعة في حالة زراعة الدعامة الهيدروليكية.[2]

التحضيرات قبل زراعة الدعامة المرنة

يهتم الجرّاح بمجموعة من الجوانب الصحية قبل تحديد موعد تركيب الدعامة المرنة:[2][3]

  • معرفة التاريخ الطبي للمريض، وحالته الصحية العامة.
  • إجراء الفحص السريري الذي قد يتضمّن تفحص منطقة البطن والحوض، كما يتفحص الطبيب الأعضاء التناسلية لتقييم طول وسماكة القضيب وغير ذلك.
  • معرفة الأسباب التي دفعت المريض للتفكير بتركيب دعامة الانتصاب، كذلك معرفة توقعاته للنتائج بعد الجراحة ومدى واقعيتها.
  • التحقق من عدم معاناة المريض من التهابات المسالك البولية، أو عدوى في الجلد أو الجسم.
  • توجيه المريض بالتوقف عن استخدام معظم مضادات التخثر قبل العملية بما يقارب 3-7 أيام اعتمادًا على توصية مباشرة من الطبيب المختص.
  • السيطرة على مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري.

أثناء زراعة الدعامة المرنة

لا تستغرق عملية تركيب دعامة الانتصاب الكثير من الوقت عادةً،[1] من أبرز خطوات عملية تركيب الدعامة المرنة:[1][3]

  • إعطاء المريض بعض المضادات الحيوية وريديًا قبل العملية.
  • تزويد المريض بأنواع معينة من مسكنات الألم قبل التخدير للمساعدة على تخفيف الألم بعد الجراحة، ويُشار إلى أنّ زراعة دعامة القضيب غالبًا تُجرى تحت تأثير التخدير النصفي.
  • حلاقة الشعر موضع إجراء الجراحة أو قصّه، ولا يُنصح المريض بحلاقة موضع الجراحة بنفسه خوفًا من احتمالية خدش أو جرح الجلد، بالتالي زيادة احتمالية نمو البكتيريا، إذ يتميّز الجلد في منطقة الأعضاء التناسلية برقته، ومرونته، واحتواؤه على الكثير من الثنيات غير المنتظمة، وهو ما يزيد من احتمالية إلحاق الضرر بالجلد أثناء الحلاقة.
  • تعقيم منطقة الجراحة بمحلول الكلورهيكسيدين والكحول (Chlorhexidine-alcohol).
  • تركيب الدعامة المرنة بإجراء شق في الموضع المناسب.
  • تركيب قسطرة فولي/القسطرة البولية (Foley catheter) للمريض لتسهيل تفريغ البول من المثانة أثناء الجراحة.

ما بعد زراعة الدعامة المرنة

عادةً ما يميل فريق الرعاية الطبيّة إلى إزالة القسطرة البولية في اليوم الأول بعد الجراحة في حالة عدم ظهور أيّة مضاعفات تستدعي القلق، ويمكن للمريض مغادرة المستشفى خلال يومين،[1] لكن يوصى باتباع مجموعة توصيات بعد تركيب الدعامة:

  • الالتزام بالمواعيد المحددة لمراجعة طبيب المسالك البولية، لفحص جرح العملية والتحقق من الدعامة وإجراء اللازم في حال ظهور مشكلة ما كالعدوى وغيرها.[1]
  • السيطرة على الألم.[3]
  • تجنب الجماع لمدة تتراوح بين 4-6 أسابيع بعد العملية.[3]
  • تجنب حمل الأشياء الثقيلة طول المدة التي أوصى بها الطبيب.[2]
  • استخدام مشد خاص لدعم منطقة كيس الصفن.[2]
  • إمكانية الاستحمام بعد مضي 24 ساعة على الجراحة.[2]
كتابة: الصيدلانية بيان ربيع - الخميس ، 15 حزيران 2023
تدقيق طبي: مركز الدكتور عدنان الغزو
آخر تعديل - الثلاثاء ، 05 تشرين الثاني 2024

المراجع

1.
Bettocchi C, Palumbo F, Spilotros M, et al. Penile prostheses. Therapeutic Advances in Urology. 2010;2(1):35-40. Retrieved from https://doi.org/10.1177/1756287209359174
2.
Chase T. Cavayero; Gregory V. McIntosh. (2023). Penile Prosthesis Implantation [eBook edition]. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK563292/
3.
Wayne John G Hellstrom. (2022, June 14). Penile Prosthesis Implantation. Retrieved from https://emedicine.medscape.com/article/446761-overview#showall

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

احجز مع عدنان محمد الغزو , أخصائي مسالك بولية
احجز