يُعدّ التهاب البلعوم المزمن مرضًا ينتج عن الالتهاب المزمن للأغشية المخاطية للبلعوم، يشعر المصاب به وكأن جسمًا غريبًا في حلقه يصاحبه إحساس بالحَرقة، ويختلف في شدة أعراضه من شخصٍ إلى آخر.[1]
تُمثّل العدوى الفيروسيّة السبب الرئيس لمرض التهاب البلعوم بنسبة 50 – 80%،[2] لكن هناك عدّة عوامل أُخرى غير فيروسية قد تكون سببًا للإصابة به، منها على سبيل المثال، العدوى البكتيرية، وانقطاع النفس الانسدادي النومي، وبعض العوامل ذات الصِلة بطبيعة المهنة.[1]
أسباب التهاب البلعوم المزمن
يُعدّ تحديد سبب الإصابة بمرض التهاب البلعوم المزمن أمرًا معقّدًا؛[3] إذ يشير الطب الحديث إلى أنّ الإصابة به ترجع إلى عدّة عوامل مختلفة، وتُمثّل الإصابة المُتكررة بالتهاب البلعوم الحاد العامل الرئيس،[4] إضافة إلى مجموعة أُخرى من المُسبّبات:
- العدوى الفيروسية، من أشهر الفيروسات المُسبّبة لالتهاب البلعوم: فيروس ابشتاين بار (Epstien Barr Virus)، وفيروس الهيربس البسيط (Herpes Simplex Virus)، وفيروس الإنفلونزا (Influenza)، والفيروس المُضخّم للخلايا (Cytomegalovirus)، وفيروس نقص المناعة المكتسبة من النوع الأول (HIV).[5]
- العدوى البكتيرية، وخاصّةً بكتيريا المكورات العقدية من المجموعة أ (Group A Streptococcus).[5]
- التدخين.[6]
- إدمان الكحوليات.[6]
- انقطاع النفس الانسدادي النومي.[1]
- الإفراط في التحدُّث نظرًا لِما تقتضيه طبيعة المهنة.[6]
- أمراض الجهاز التنفسي العلوي المُلاصقة للبلعوم.[3]
- التغيرات المناخية والبيئية.[3]
- عوامل مرتبطة بطبيعة المهنة.[3]
- مثيرات الحساسية.[3]
- الشخير.[7]
- الارتداد المريئي.[7]
أعراض التهاب البلعوم المزمن
يُعدّ اضطراب الكلام وانخفاض تردد الصوت من أكثر الأعراض الشائعة في حالة الالتهاب المزمن،[1] ويختلف الالتهاب المزمن عن الحاد في مدة المرض وتكرار الإصابة به، إذ تستمر الأعراض لأكثر من 14 يومًا وتتكرر الإصابة كثيرًا في حالة الالتهاب المزمن، بينما تستمر الأعراض قرابة 7 أيام في حالة الالتهاب الحاد وفقًا للدراسة التي نُشِرَت عام 2021 بمجلة (Deutsches Ärzteblatt International)،[7] تتباين أعراض التهاب البلعوم المزمن في حدّتها من شخصٍ إلى آخر وفقًا لسبب المرض، من أعراض التهاب البلعوم المزمن:
تشخيص التهاب البلعوم المزمن
يصعُب تشخيص مرض التهاب البلعوم المزمن بالطرق الاعتيادية نظرًا لتشابه أعراضه مع أعراض أمراضٍ أُخرى، كالتهاب اللوزتين المزمن، والتهاب الحنجرة المزمن، وأورام البلعوم والحنجرة،[1] ويُشخّص بالفحص السريري ومعاينة الحلق من قِبَل طبيب الأنف والأذن والحنجرة ومعرفة التاريخ المرضي والعوامل المُحيطة التي قد تكون ذي تأثيرٍ على البلعوم، كما قد يطلب الطبيب أخذ مسحةٍ من الحلق لفحصها مخبريًا بغية التعرُّف على سبب الالتهاب، كما قد يطلب بعض الفحوصات الأُخرى، مثل اختبارات الكشف عن المستضدات.[8]
مضاعفات التهاب البلعوم المزمن
قد يتطور التهاب البلعوم البكتيري -تحديدًا- مُسبّبًا تَكوُّن خرّاج بجانب اللوزتين، أو حمى روماتيزمية حادة، أو انتفاخ الغدد الليمفاوية في الرقبة، أو حمى قرمزية، أو التهاب كبيبات الكلى، أو متلازمة الصدمة التسممية.[5]
علاج التهاب البلعوم المزمن
يُعد الحفاظ على الترطيب الكافي للجسم أمرًا بالغ الأهمية في علاج التهاب البلعوم،[9] ويعتمد تحديد العلاج المناسب على سبب المرض، فإمّا يُكتفَى بعلاج الأعراض وتجنُب المُسبّبات، أو تُستخدم المضادات الحيوية المناسبة:[5][9]
- العلاج في حالة العدوى الفيروسية
يكتفي فيها الطبيب بعلاج الأعراض، ويمكن استخدام أقراص الاستحلاب ومحاليل الغرغرة والبخاخات التي تحتوي على مخدر موضعي لتخفيف الألم.
- العلاج في حالة العدوى البكتيرية
تُوصَف في هذه الحالة المضادات الحيوية المناسبة، مثل: البينسلين (Penicillin)، والريفامبين (Rifampin)، والأموكسيسيلين (Amoxicillin)، والسيفبودوكسيم بروكسيتيل (Cefpodoxim proxetil)، إذ تقلّل مدة الأعراض وحِدّتها، كما تقلل من خطر الإصابة بالحمى الروماتيزمية عند الالتزام بالعلاج خلال المدة الزمنية كاملة التي يحددها الطبيب.
ربما يقرر الطبيب استئصال اللوزتين إذا تكررت إصابتهما بالعدوى البكتيرية التي تُسبّبها المكورات العقدية (Streptococci) لأكثر من سبع مرات في العام الواحد، أو أكثر من خمس مرات في كل عام من العامين الماضيين، أو أكثر من ثلاث مرات في كل عام من الثلاثة أعوام الماضية،[9] وذلك وفقًا لتوصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق (AAO-HNS) لاستئصال اللوزتين في حالة التهاب البلعوم المزمن، إذ تتضمّن هذه التوصيات:[5]
- وجود تضخم باللوزتين بدرجة تؤدي لانسداد مجرى الهواء.
- التهاب اللوزتين المزمن والمتكرر (ثلاث مرات أو أكثر في العام الواحد) بسبب الإصابة ببكتيريا المكورات العقدية (Streptococci)، الذي لا يستجيب للمضادات الحيوية من النوع بيتا لاكتام (Beta-lactam antibiotics).
- خراج حول اللوزتين لا يستجيب للعلاج.
- التهاب اللوزتين الذي ينتج عنه نوبات حموية، أو رائحة كريهة للفم.
علاج التهاب البلعوم المزمن في المنزل
يمكن اتباع بعض الطرق الشائعة للتخفيف من حدّة أعراض التهاب البلعوم واستخدامها كعلاجات مُساعدة مع الأدوية:
الغرغرة
تُعدّ الغرغرة بالماء الدافئ والملح عدة مرات يوميًا إحدى الطرق الفعّالة لتهدئة الأعراض المُرافقة لالتهاب البلعوم، وذلك بإذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء.[10]
استخدام مرطب الهواء البارد
يساعد ترطيب الهواء الداخل للحلق في تهدئة الأغشية المخاطية وتخفيف الألم.[10]
السوائل الباردة والدافئة
يمكن للمشروبات الباردة والدافئة أن تُهدّئ التهاب البلعوم لِما لها من تأثيرٍ مُلطف في الأغشية الملتهبة، ويمكن تجرِبة كل منهما ومقارنة التأثير الممكن الحصول عليه.[10]
عسل النحل
يساهم عسل النحل في علاج التهاب البلعوم؛ إذ يُغلِّف جدار البلعوم ويهدِّئ الالتهاب لِما له من خصائص مُضادة للبكتيريا تُسرِّع من عملية الشفاء.[11]
استخدام مضادات الالتهاب
يشيع استخدام مضادات الالتهاب لعلاج تورُّم الحلق وتحسين الحالة المرضية.[6]
استخدام مستحلبات الحلق
تُخفّف المستحلبات من آلام الحلق وتُرطّبه.[9]