يشكو عديد الأشخاص من مختلف الفئات العمريّة من آلام المفاصل Joint pain في مرحلة ما من حياتهم، وعلى الرغم من أنّ آلام المفاصل تزعج الرجال والنساء على حدٍ سواء، إلّا أنّ شكوى النساء من آلام المفاصل تفوق شكوى الرجال، إذ تشير الإحصائيّات إلى أنّ 73% من النساء ممّن تجاوزنّ سنّ الخامسة والثلاثين يعانين من آلام المفاصل، بحيث تتصدّر القائمة آلام مفصل الركبة، يتبعها آلام مفاصل العمود الفقري ويتذيّل الترتيب آلام مفاصل اليدين.
تُوصَف المفاصل على أنّها أماكن التقاء العظام مع بعضها بعضًا، ما يسمح بحركة العظام ويسهّلها أثناء النشاطات اليوميّة، إلّا أنّ إصابة أيّ من هذه المفاصل بخلل إمّا مباشر أو نتيجة مشكلة ما قد يؤثّر على حركة المفصل مُسبّبًا آلامًا مزعجة قد لا تُحتمَل أحيانًا.
يُنصَح المرضى غالبًا بمراجعة اختصاصيي العظام والمفاصل للحصول على التشخيص الدقيق للحالة، يتبعه وَصف العلاج الأنسب الذي يُسهِم في تخفيف الألم وتمكين المريضة من ممارسة نشاطاتها اليوميّة المُعتادَة بأقّل منسوب من الألم.[1][2]
أسباب آلام المفاصل عند النساء
ثمّة العديد من العوامل التي قد تساهم في رفع معدّل إصابة النساء بآلام المفاصل أكثر من الرجال، منها:[3][4]
- مرونة المفاصل والأربطة لدى النساء أعلى منها لدى الرجال؛ ما قد يرفع من فرص الحركة حول المفاصل ويُعرّضها أكثر لخطر الإصابة ببعض المشاكل المصحوبة بالالآم، كآلام مفصل الركبة.
- السُمنة؛ إذ إنّ ارتفاع مؤشّر كتلة الجسم عن الطبيعي يتسبّب بزيادة مقدار الضغط الواقع على مفاصل الجسم أثناء الحركة، يُذكَر بأنّ السمنة أكثر شيوعًا بين النساء منها بين الرجال، ما يجعلهُنّ أكثر عُرضة للإصابة بمشاكل المفاصل وآلامها.
- استجابة أجساد النساء للأدوية التي تستهدف علاج آلام المفاصل تختلف عمّا هي عليه لدى الرجال؛ إذ إنّ التقلبات الهرمونيّة قد تقلّل من فعاليّة جرعات الأدوية المُعطاة نتيجة إسهامها في انخفاض كميّات الأدوية التي يتّم نقلها عبر مجرى الدم، أيضًا فإنّ الجهاز الهضمي لدى النّساء أبطأ منه لدى الرجال، أي أنّ الاستفادة الكليّة من مسكّنات الألم الموجهّة لمشاكل المفاصل تتطلّب وقتًا أطول.
- ارتفاع خطر الإصابة ببعض الأمراض والمشاكل الصحيّة لدى النساء بمراتٍ عديدة ممّا هي لدى الرجال، مثل: أمراض المناعة الذاتيّة كالتهاب المفاصل الروماتيدي (المُسبّب الأكثر شيوعًا لألم المفاصل)، الذئبة الحماميّة، تصلُّب الجلد والتصلُّب اللويحي
- انخفاض مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء في مراحل معيّنة من حياتها؛ وهو الهرمون الذي يلعب دورًا مهمًّا في تأمين الحماية للغضاريف المكوّنة للمفاصل، والتي من وظيفتها أن تقلّل احتكاك المفاصل مع بعضها وتسهّل الحركة قدر الإمكان.
علاج آلام المفاصل
علاج ألم المفاصل عند النساء يستهدف البحث عن المُسبّب أولًا ثمّ علاجه، بالتالي فإنّ اختصاصي العظام يبدأ بتشخيص الحالة من ثمّ استنباط الخطة العلاجيّة الأنسب.
تشمل الخيارات العلاجيّة كل/ أيّ من التالية:[5]
- في حال كان المُسبّب هو التهاب المفاصل الروماتيدي، فإنّ العلاج يتضمّن السيطرة على الالتهاب ومحاولة السيطرة على التلف الذي قد يصيب المفصل وتخفيف الألم والتورُّم المرافق، وغالبًا ما تُستخدَم الأدوية غير الستيرويديّة المُضادّة للالتهاب لهذا الغرَض.
- العمليّات الجراحيّة: يمكن أن يلجأ جرّاح العظام إلى إجراء جراحة لإصلاح المفصل المُصاب، أو ربمّا يكون الحل عبر استبداله ما يساعد المريضة على استعادة حريّة الحركة للمفصل والتخلُّص من الآلام المزعجة، التي كانت تؤرّقها ليلًا أو نهارًا.
الوقاية من ألم المفاصل والمضاعفات الممكنة
وفقًا للإحصائيّات ونسبة شيوع آلام المفاصل بين النساء، فإنّ أطبّاء العظام غالبًا ما يدوّنون مجموعات مختلفة من النصائح التي من شأنها أن تساهم في تخفيض خطر الإصابة بألم المفاصل عند النساء، وتُجنّبهنّ بالتالي من رحلة طويلة مصحوبة بالآلام المزعجة التي قد تجبر الواحدة منهُن على ارتياد عيادات الاختصاصيين مرارًا، بحثًا عمّا يمكن أن يشكّل خلاصًا من المنغصّات المزمنة، من النصائح التي قد تشكّل درعًا يقي من آلام المفاصل لدى النساء:[3][6]
- تجنُّب السمنة والحِفاظ على إبقاء وزن الجسم ضمن حدوده الطبيعيّة، ما يُخفّف بالتالي من الضغط الذي قد يقع على المفاصل ويحفظها أطول فترة ممكنة.
- في حالات الإصابة بأحد المشاكل المُسبّبة لآلام المفاصل، يمكن اتبّاع مجموعة من الإجراءات التي قد تحُد من تفاقم الإصابة وتسيطر على الألم، مثل: الحرص على إراحة المفصل المصاب، حماية المفصل بدعامات، الإبقاء على الطرف -العلوي أو السفلي- الذي يحمل المفصل المُصاب بمستوى أعلى من القلب لتخفيف التورُّم والألم، أيضًا يمكن استخدام كمّادات الثلج باستمرار على المنطقة المصابة.
- الحِفاظ على مستوى جيّد من اللياقة البدنيّة، وذلك بممارسة التمارين الرياضيّة المناسبة كالسباحة وغيرها.
- إجراء تمارين رياضيّة بإشراف اختصاصي العلاج الطبيعي، وذلك بهدف تقوية العضلات المحيطة بالمفصل المُتضرّر، مثل مفصل الحوض (الورك) مثلًا، ما يخفّف الضغط على المفصل بالتالي يقّل منسوب الألم شيئًا فشيئًا ويحافظ عليه لأطول فترة ممكنة.
مقالات ذات صِلة
المراجع
- O’Connell K. 2019. What to know about joint pain? Retrieved from https://www.healthline.com/health/joint-pain
- Osteoarthritis Foundation International. (n.d.). 7 out of 10 women suffer joint pain from the age of 35. Retrieved from https://www.oafifoundation.com/en/7-out-of-10-women-suffer-joint-pain-from-the-age-of-35/
- Klapach A. 2015. Why do women experience joint pain more than men? Retrieved from https://www.allinahealth.org/healthysetgo/move/why-do-women-experience-joint-pain-more-than-men
- Sheehan J. 2012. Joint pain and women. Retrieved from https://www.everydayhealth.com/womens-health/joint-pain-and-women.aspx
- Sissons C. 2018. Rheumatoid arthritis symptoms in women. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/323046
- Common causes of hip pain in women-and how to find relief. 2019. Retrieved from https://www.highgatehospital.co.uk/gp-news/common-causes-of-hip-pain-in-women-and-how-to-find-relief/