يُعد النخاع الشوكي (Spinal cord) أحد أجزاء الجهاز العصبي المركزي، إذ يقع في العمود الفقري ويمتد من جذع الدماغ إلى أسفل الظهر، وتتمثل وظيفته في نقل المعلومات من الدماغ إلى سائر أنحاء الجسم،[1] وقد يتعرض النخاع الشوكي إلى بعض الاضطرابات التي قد تتطور إلى إعاقات عصبية شديدة -في حال لم تعالَج- إلا أنّ التشخيص السريع من خلال تصوير النخاع يُسهم في تقليل حدوث المضاعفات.[2]
ما هو تصوير النخاع؟
تصوير النخاع (Myelogram) هو أحد الفحوصات الإشعاعية التشخيصية الذي يتضمن تصوير العمود الفقري وتحديدًا حيز تحت العنكبوتية (Subarachnoid space)، وذلك عن طريق إجراء البزل القطني في حيز تحت العنكبوتية وحقن مادة التباين (Contrast medium) فيها، ومن ثم تصوير النخاع باستخدام الأشعة السينية (X-ray)، وغالبًا ما تكون هذه المادة المتباينة قابلة للذوبان في الماء، إلا أنّه في الآونة الأخيرة حاز تصوير النخاع بواسطة تقنية الرنين المغناطيسي (MRI) والأشعة المقطعية (CT- scan) اهتمامًا واسعًا لما يوفره من تقييم دقيق.[3][4]
الجدير بالذكر أنّ تصوير النخاع باستخدام الأشعة السينية قد يكون مفيدًا لبعض الفئات المرَضية التي لا تستطيع الخضوع للتصوير بتقنية الرنين المغناطيسي، مثل وجود جهاز منظم لضربات القلب لدى المريض.[2]
ما هي طرق تصوير النخاع؟
يُجري طبيب الأشعة تصوير النخاع عن طريق عِدة تقنيات،[5] أبرزها:
- الكشف الفلوري (Fluoroscopy) للنخاع أو التنظير التألقي،[5] وهو أحد أنواع التصوير بالأشعة السينية الذي يوفر صور حيّة مباشرة لأنسجة وتجاويف الجسم الداخلية.[6]
- الأشعة المقطعية للنخاع (CT Myelography) المعروف بالتصوير المقطعي المحوسب،[5] الذي يوفر معلومات وصورًا ذات دِقّة عالية للمرضى الذين يعانون مشاكل في العمود الفقري ولا يستطيعون الخضوع للتصوير بالرنين المغناطيسي، وتحديدًا لدى الحاجة لتقييم مشاكل الحويصلة الغمدية.[7]
- الرنين المغناطيسي للنخاع (MRI).[5]
ما دواعي إجراء تصوير النخاع؟
يُعطي تصوير النخاع صورة داخلية دقيقة مُفصّلة للنخاع الشوكي،[8] لذلك يلجأ الأطباء لإجراء فحص تصوير النخاع لعِدة أسباب:
- قبل الخضوع لجراحة العمود الفقري.[8]
- تحديد مكان الأقراص المُنفتقة (Herniated disks) أو الانزلاق الغضروفي.[9]
- تقييم مستوى نمو الأورام وتحديد مكانها في العمود الفقري.[9]
- الكشف عن تلف النهايات العصبية في العمود الفقري.[9]
- تشخيص المرضى الذين يعانون من الاضطرابات العصبية.[10]
- حدوث التباس أو تضارب بين نتائج الأشعة المقطعية للنخاع ونتائج التصوير بالرنين المغناطيسي.[11]
- الحصول على نتائج غير مُقنعة عند تصوير النخاع باستخدام الأشعة المقطعية وأشعة الرنين، إذ تكون غير متوافقة مع الأعراض الظاهرة على المريض.[11]
- الحالات التي يُمنع معها خضوع المريض للتصوير بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، كوجود أحد الأجهزة المعدنية الطبية في جسم المريض.[11]
- الكشف عن مشكلة التضيق الشوكي (Spinal stenosis).[12]
- تقييم إصابة الضفيرة العضدية (Brachial plexus).[12]
- التحقق من الإصابة بالعدوى في العمود الفقري، مثل التهاب غشاء العنكبوتية (Arachnoiditis)، والتهاب السحايا (Meningitis).[13]
- ظهور أحد أعراض الإصابة باضطرابات العمود الفقري:[13]
- آلام الظهر والرقبة والساق.
- الشعور بالتنميل والخدران.
- الضعف العام.
- صعوبة في المشي.
- صعوبة أداء بعض الحركات البسيطة التي قد تعتمد في إتمامها على تحريك مجموعات عضلية صغيرة، كإدخال أزرار القميص في فتحاتها.
ما هي مخاطر تصوير النخاع؟
حقيقةً يُعدّ تصوير النخاع آمنًا إلى حدٍ معين نظرًا لاعتماد على كمية قليلة من الإشعاع،[14] إلا أنّ هناك احتمالًا ضئيلًا لحدوث بعض المضاعفات:
التحضيرات قبل تصوير النخاع
يتعين على المريض الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب عن طريق الفم لمدة تتراوح من 4 إلى 6 ساعات قبل بدء الإجراء، لذا من الممكن تزويده ببعض السوائل الوريدية للحفاظ على رطوبة جسمه،[3] وتتضمن الإجراءات التحضيرية قبل تصوير النخاع:
طريقة إجراء تصوير النخاع
يُجرى فحص تصوير النخاع للمرضى في المستشفيات أو مراكز الأشعة،[13] وقد يستغرق ما يقارب 30 إلى 60 دقيقة،[14] وذلك باتباع مجموعة من الإجراءات:[9][13]
- خلع الملابس وارتداء المريض للمريول الخاص بالفحص.
- اتخاذ المريض الوضعية المناسبة على المنضدة المخصصة للفحص، وذلك باستلقائه على أحد الجانبين أو البطن.
- تعقيم الجلد حول منطقة الظهر المخصصة للفحص.
- حقن الجلد بمخدر موضعي موضع إجراء الفحص في الظهر.
- حقن مادة أو صبغة التباين باستخدام إبرة طويلة رفيعة مخصصة لذلك في القناة الشوكية، قد يترافق ذلك مع شعور المريض ببعض الانزعاج والضغط.
- يبدأ التقاط صور بالأشعة السينية بالتزامن مع حركة المنضدة بإمالتها لأعلى وأسفل لتتمكن مادة التباين من الانتشار عبر القناة الشوكية للمريض.
- تظهر الصور الإشعاعية التي اُلتقطت باستخدام الأشعة السينية على شاشة الجهاز، ثم يبدأ الطبيب بمعاينتها، وتقييمها، وتحديد مدى تضرر النخاع الشوكي، ووضع خطة علاج تلائم الحالة.
ما بعد تصوير النخاع
يبقى المريض تحت المراقبة لمدة تُقارب أربع ساعات بعد الخضوع لتصوير النخاع،[10] قد يشعر حينها ببعض الصداع أو الغثيان نتيجة حقن صبغة التباين،[14] ويجدر اتباع بعض التعليمات بعد إجراء تصوير النخاع:[3][14]
- استلقاء المريض على ظهره لمدة تتراوح من 6 إلى 8 ساعات بعد إزالة مادة التباين في حال كانت ذات قوام زيتي، وفي حال كانت صبغة التباين قابلة للذوبان في الماء، يجب عندها إبقاء رأس السرير مرتفعًا لمدة 8 ساعات على الأقل لمنع حدوث تهيج السحايا الدماغية الناتج عن صبغة التباين.
- الإكثار من شرب السوائل للتخلص بأسرع وقت ممكن من مادة التباين وتخفيف الصداع.
- تناول المسكنات للسيطرة على الصداع وآلام الرقبة.
- الامتناع عن ممارسة أي أنشطة بدنية شاقة لمدة تتراوح من يوم إلى يومين.
- طلب المساعدة الطبية في حال تعرّض المريض للحمى، أو الصداع الشديد، أو تصلب الرقبة، أو تنميل في الساقين، أو احتباس البول، أو مشاكل في التبرز.
- تقييم المريض حركيًا وحسيًا في الأطراف السفلية من قِبل الطبيب، للتأكد من عدم وجود أيّ مشكلة أو تلف في الأعصاب.
نتائج تصوير النخاع
يُفسر طبيب الأشعة نتائج الصور الإشعاعية للنخاع من خلال كتابة تقرير الأشعة، الذي يرفِقه إلى جانب الصور، ثم يُرسَل إلى الطبيب الاختصاصي المسؤول عن الحالة المرَضية،[14] وقد تشير النتائج الطبيعية لتصوير النخاع إلى أن شكل، وحجم، وموضع القناة الشوكية طبيعي، أمّا النتائج غير الطبيعية لتصوير النخاع فتشير إلى الإصابة بأحد المشاكل المرَضية:[2][13]
- الانزلاق أو الانقِراص الغضروفي.
- التضيق الشوكي.
- الأورام.
- نتوءات العظام (Bone spurs).
- التهاب العنكبوتية (Arachnoiditis).
- الخراج.
- الورم الدموي.