تُعرَف عمليّة الباسور باستعمال الموجات فوق الصوتيّة (الالتراساوند) بأنّها إحدى التقنيات الأحدث في علاج البواسير والتي قد يلجأ لها العديد من الجرّاحين بعد فشل الأدوية والأساليب الاعتياديّة من تغيير نوعيّة الطعام المُتناول وغيرها في تخليص المريض من الباسور المُتكوّن لديه. يُعرَف الباسور بأنّه مجموعة من الأوعية الدمويّة (كالأوردة) المُنتفخة أو المُتوّرمة التي تظهر حول فتحة الشّرج (خارجيّة) أو في التجويف الداخلي لها أو في أسفل المُستقيم (داخليّة) وتشبه الوِسادة في شكلها، وتكون البواسير على أربعة درجات تختلف حسب شدّتها، ففي حين تتضمّن الدرجة الأُولى والثانية أعراضًا طفيفة من عدم الراحة وبعض الألَم عند الإخراج، فإنّ الباسور ذو الدرجة الثالثة والرابعة غالبًا ما يكون أشّد وقد يترافق مع نزيف دموي ويستدعي التدخُّل الطبّي.
يعتمد الجرّاح على الموجات فوق الصوتيّة لتحديد موقع الأوعية الدمويّة المسؤولة عن تغذية الباسور وربطها، بالتالي منع تدفّق الدم نحو الباسور ما يؤدّي إلى ضموره بعد فترة واختفاؤه، ويتّم ذلك خلال وقت قصير وبنسبة آلام قليلة جدًا مقارنةً مع غيرها من التقنيات.
تتميّز هذه التقنية بإمكانيّة عودة المريض لممارسة عمله الاعتيادي بعد يومين من العمليّة.
يُمكن أن يُقرّر الجرّاح عمليّة البواسير بالألتراساوند للمريض بسبب مُعاناته من مجموعة من الأعراض المُزعجة التي تجعل من ممارسة نشاطاته اليوميّة شيئًا صعبًا، فمثلًا في حالات البواسير الخارجيّة تُعدّ الكُتلة المُنتفخة من الأوردة المصحوبة بحكّة وألَم أحيانًا خصوصًا عند التغوُّط شيئًا مُزعجًا يستدعي مُراجعة الجرّاح لإزالته.
أمّا في البواسير الداخليّة فإنّ خروج الباسور للخارج وتدلّيه من فتحة الشّرج إضافة إلى النّزيف المُرافق لكل عمليّة إخراج للبُراز تكون مؤلمة ولا تُحتمَل.
يُعتبَر الإمساك من أكثر مُسبّبات البواسير نتيجة مشاكل في الهضم لسوء النظام الغذائي المُتبّع والذي غالبًا ما يفتقر إلى الألياف وغيرها من المكوّنات المفيدة للجسم. يُمكن أن تكون السُمنة عاملًا آخر يرفع من نسبة الإصابة بالبواسير. تُعدّ النّساء الحوامل أكثر عُرضةً من غيرهم أيضًا للإصابة بالبواسير بسبب ارتفاع الضغط في منطقة الحَوض لديهُن.
قد يخضع المريض لمجموعة من الفحوصات قبل عمليّة البواسير بالألتراساوند ، مثل:
تجدُر الإشارة إلى أنّ بعض الحالات التي يكون فيها المريض كبيرًا في السّن ويُصاحب ألَمه في الشّرج نزيف، يُجرَى قبل إقرار العمليّة تنظير للتجويف الهضمي لاستبعاد أي حالات مَرَضيّة أُخرى.
على الرغم من نُدرة المُضاعفات المُصاحبة لعمليّة البواسير بالألتراساوند إلّا أنّها قد تحدُث، منها:
يمكن تقسيم خطوات عمليّة البواسير بالألتراساوند إلى مراحل ثلاث:
يستطيع المريض مغادرة المستشفى في نفس اليوم حال الاطمئنان على صحّته وربمّا قد يضطّر أحيانًا للبقاء ليلة واحدة في المستشفى، غالبًا لا يترافق مع آلام تُذكَر، في بعض الحالات قد تكون المُسكّنات الخفيفة مثل البنادول كافية للحدّ من الألَم.
يُمكن للمريض العودة لممارسة حياته الطبيعيّة بعد يومين إلى ثلاثة أيام غالبًا، مقارنةً مع جراحة البواسير التقليديّة فهي تُعتبَر فترة قصيرة جدًا يحتاج خلالها المريض فقد للراحة وربمّا عَمل مغاطس للمساعدة في تخفيف الألَم والانتفاخ الناجم عن العمليّة.
يترتّب على المريض بعد ذلك أن يلتزم بنظام صحّي جديد يشتمل على تحسين نوعيّة الطعام وجعل الأنشطة الرياضيّة جزءًا من حياته اليوميّة لتجنُّب عودة البواسير مرّة أخرى.
يُنصَح المريض بشكل رئيسي بالاعتماد على الألياف الموجودة في الأغذية، إذ تُعتبَر الحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه غنيّة بمثل هذه الألياف، إضافة إلى أنّ الماء يُعدّ مهمًّا جدًا في تجنيب المريض الإصابة بالإمساك بالتالي الإصابة بالبواسير مرّة أُخرى.
© 2024 - جميع الحقوق محفوظة طبكان ذ م م