تعتمد زراعة الشعر بالخلايا الجذعيّة على استخلاص هذا النوع من الخلايا من الشخص نفسه وإخضاعها لخطوات مخبريّة متتالية من ثمّ إعادة حقنها في الأماكن المُتضرّرة من فروة الرأس، وذلك بغية تحفيز تكوين بصيلات جديدة للشعر في الأماكن التي بدأ ينحسر فيها الشعر ويتساقط.
اكتسبت الخلايا الجذعيّة هذه الشُهرة نتيجة ما تمتلكه من ميّزات تؤهّلها لأن تكون الحل الأمثل لعديد المشاكل الصحيّة في الجسم، وبأقّل الأضرار الممكنة.
الخلايا الجذعيّة عبارة عن خلايا غير متمايزة تستطيع أن تنمو لتقوم بأيّ من المهام التي تُوجَّه لها لاحقًا، لِذا فقد أصبحت المَلاذ المنشود الذي يطلبه المرضى للخلاص من أوجاعهم المختلفة، لتقفز مؤخرًا وتغدو وجهةً للباحثين عن الحلول التجميليّة التي تعوّضهم عن الأضرار النفسيّة التي لحقت بهم جرّاء مشاكل تساقط الشعر أو غيرها من الاختلالات الأُخرى.
على الرغم من النتائج الواعدة التي حقّقتها زراعة الشعر بالخلايا الجذعيّة، إلّا أنّها لا زالت بحاجة لمزيدٍ من البراهين البحثيّة للفهم الكامل والواضح الذي يدعم مدى نجاعة الخلايا الجذعيّة للتخلص الدائم من مشاكل تساقط الشعر، ويكشف بدوره جوانب القصور التي لم تطَلها يدُ الباحثين بعد ويحاول حلّها.
اعتمد مجموعة من الباحثين في دراسة نوعيّة ناجحة أُجريَت في ايطاليا عام 2017 على استخلاص الخلايا الجذعية التي تحويها جريبات الشعر Hair follicles في منطقة الانتفاخ أو ما يُعرَف بــِ Bulge area ؛ إذ إنّ التشريح التركيبي للشعر يُظهِر احتواء بصيلاتها على الخلايا الجذعيّة الظِهاريّة والميلانينيّة في المنطقة المنتفخة من الجزء السُفلي لجُريب الشعر، وهي التي تتولّد منها كل من: خلايا الجلد (البشرة) بين البصيلات، أجزاء بصيلة الشعر نفسها والغدد الزهميّة أو الدهنيّة، وقد أشار الباحثون بحسب النتائج المُستخلَصة إلى أنّ المنطقة المنتفخة من بصيلة الشعر تُعدّ حيّزًا تختزن بها الخلايا الجذعيّة ذات القدرات المتعدّدة خلافًا للخلايا الظهاريّة والصباغيّة.
مؤخرًا، وبعد انتشار التقنيّة في الأوساط البحثيّة، استطاع الباحثون استخلاص الخلايا الجذعيّة التي تملك القدرة على تجديد بصيلات الشعر وتحفيز نموّها من مصادر مختلفة من الجسم، منها:
تستطيع زراعة الشعر بالخلايا الجذعية حلّ مشاكل الشعر لأولئك الذين يعانون من أيّ من التالية:
أمّا مميّزات وفوائد زراعة الشعر بالخلايا الجذعيّة التي أقحمتها في المراتب الأُولى عند البحث والطلب، فهي كثيرة ومتعدّدة، أبرزها:
على الرغم من حداثة طريقة زراعة الشعر بالخلايا الجذعيّة وعدم وضوح كافّة الآثار الجانبيّة الممكنة لها حتى الآن، إلّا أنّ عددًا من المضاعفات ظهرت بالفعل على المرضى وتمّ تسجيلها كالتالي:
تُجرَى زراعة الشعر بالخلايا الجذعيّة عبر الخطوات التالية:
غالبًا ما يستطيع المريض العودة لممارسة أنشطته المُعتادة بعد الإجراء بــــ 24 إلى 48 ساعة تقريبًا، وذلك حال التحقُّق من زوال مفعول المخدّر الموضعي، ربمّا يشعر ببعض الألم عندئذٍ إلّا أنّه ينقشع تدريجيًّا ليختفي تمامًا في غضون أسبوع تقريبًا.
ينصح اختصاصيي زراعة الشعر مرضاهم بتجنُّب الأنشطة المُرهقة التي تتطلّب نشاطًا بدنيًّا عاليًا بعد الإجراء مباشرة.
لا زالت زراعة الشعر بالخلايا الجذعيّة وليدة جديدة بين نظرائها من تقنيات زراعة الشعر الأُخرى، إلّا أنّها أظهرَت نتائجًا واعدة ومبشّرة سواءً في المراحل التجريبيّة أو عند تطبيقها في العيادات ومراكز زراعة الشعر المختلفة حول العالم.
أظهرت الدراسة المَنشورة من قِبَل رواد هذه التقنية بأنّ معدل نجاح زراعة الشعر بالخلايا الجذعيّة لزيادة كثافة الشعر في المناطق المتضرّرة بلَغ ما يقارب 29% بعد 23 أسبوعًا من إتمام زراعة الشعر.
قد يخلط البعض بين زراعة الشعر بالخلايا الجذعيّة وتقنية العلاج بالبلازما الغنيّة بالصفائح الدمويّة Platelet-Rich Plasma، إلّا أنهما تختلفان عن بعضهما البعض، ففي حين تتمثّل زراعة الشعر بالخلايا الجذعيّة باستخلاص هذه الخلايا من بصيلات الشعر ومعالجتها من ثمّ إعادة حقنها لتحفيز تكوين بصيلات شعر جديدة، تشير الــ PRP إلى حقن فروة الرأس -بصيلات الشعر تحديدًا- بالبلازما الغنيّة بالصفائح بعد فصلها من عيّنة دم مأخوذة من الشخص نفسه، وهي بدورها تعمل على حثّ بصيلات الشعر التي بدأت تدخل في مرحلةٍ من السكون لتنشَط ويبدأ نمو الشعر مجدّدًا، وذلك لِما تحويه من بروتينات وعوامل نموّ أُخرى.
ما زالت تقنية PRP قيد التجارب أيضًا لتوكيد مدى فعاليّتها إلّا أنّها أوسع انتشارًا، وتحتاج لعدّة جلسات حتى تبدأ النتائج بالظهور، كما أنّ استجابة الخلايا تختلف من شخصٍ لآخر.
--------------------
آخر تحديث: 10 أكتوبر 2021
--------------------
© 2024 - جميع الحقوق محفوظة طبكان ذ م م