هل ارتخاء الصمام الميترالي خطير؟

ارتخاء الصمام الميترالي هو مشكلة صحية تحدث عندما يصبح صمام القلب الميترالي أقل تماسكًا، وأقل قدرة على الإغلاق التام، وقد ينجم عنه في بعض الحالات تدفق الدم في الاتجاه الخاطئ داخل القلب، ويمكن أن يكون هذا الارتخاء نتيجةً لعوامل وراثية، يُعد هذا المرض مشكلة قلبية شائعة الحدوث تتطلب مراقبة دورية في أغلب الحالات، أو العلاج إذا كانت الحالة خطيرة.

ارتخاء الصمام الميترالي (Mitral Valve Prolapse) هو أحد أنواع اضطرابات صمامات القلب، ويُعد شائع الحدوث إذ يُشخّص به سنويًا 2-3 بالمئة من المرضى، وتبلغ أعداد المُصابين به ما يزيد عن 176 مليون حالة حول العالم، يُشخص هذا الاضطراب باستخدام تخطيط صدى القلب (Echocardiography). في بعض الحالات قد يتطور المرض مُسببًا ارتجاع الصمام الميترالي (Mitral valve regurgitation)، أو فشل عضلة القلب، أو الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب، أو موت القلب المُفاجئ.[1]

ما هو الصمام الميترالي؟

تتضمّن عضلة القلب أربعة صمامات رئيسية، أحدها يسمى الصمام الميترالي – ويسمى أيضًا الصمام التاجي أو الصمام ثُنائي الشُرفات (Bicuspid valve) - ويقع الصمام الميترالي بين الأذين الأيسر (Left atrium) والبُطين الأيسر (Left Ventricle)،[2] يتكون الصمام التاجي من مجموعة من التراكيب:[2][3]

  • الجدار الأُذيني الأيسر.
  • الجدار البُطيني الأيسر.
  • الحلقات الميترالية (The mitral annulus).
  • الوريقات الأمامية والخلفية (Anterior and posterior leaflets).
  • الحبال الوترية القلبية (Chordae tendineae)‏.
  • العضلة الحليمية (Papillary muscle)‏.

يُفتح الصمام الميترالي أثناء انبساط عضلة القلب سامحًا للدم بالمرور من الأُذين الأيسر إلى البطين الأيسر، بينما تُغلق أبوابه أثناء انقباض عضلة القلب مانعةً الدم من العودة إلى الأُذين الأيسر.[3]

ارتخاء الصمام الميترالي

يُعرّف ارتخاء الصمام الميترالي على أنّه حركة إحدى وُريقات الصمام الميترالي -غالبًا ما تكون الوُريقة الأمامية- أو كلتيهما إلى الخلف نحو الأُذين الأيسر أثناء انقباض عضلة القلب،[4] مما يؤدي في بعض الحالات إلى تسرب الدم أو ارتجاعه إلى الأُذين الأيسر.[5]

من ناحية أكثر دقّة يوُصف انسدال الصمام التاجي على أنّه انزياح الوُريقات التاجية نحو الأُذين الأيسر بمقدار 2 مليميتر أو أكثر أثناء انقباض عضلة القلب، يُرافقه زيادة سُمك الوريقة التاجية عن 5 مليليتر كما يظهر في تخطيط صدى القلب.[3]

أسباب ارتخاء الصمام الميترالي

عادةً ما يكون السبب في ارتخاء الصمام الميترالي هو استطالة أنسجة الصمام المُفرطة نتيجةً لضعف أنسجته، وهذا اضطراب وراثي يُعرف باسم تَنكُّس الصمام المخاطي (Myxomatous degeneration)،[5] ولكن قد يكون ترهل الصمام التاجي مُرتبطًا باضطراباتٍ أُخرى، أبرزها:[5][6]

  • متلازمةُ مارفان (Marfan syndrome).
  • مرض روماتيزم القلب (Rheumatic heart disease).
  • متلازمة إهلرس-دانلوس (Ehlers-Danlos syndrome).
  • مرض العظم الزجاجي (Osteogenesis imperfecta).
  • الورم الأصفر الكاذب المرن (Pseudoxanthoma elasticum).
  • عيب الحاجز الأذيني (Secundum atrial septal defect).
  • اعتلال عضلة القلب الضخامي (Hypertrophic cardiomyopathy).

أعراض ارتخاء الصمام التاجي

لا يُعاني مُعظم مرضى تدلي الصمام التاجي من أي أعراض، وفي حال ظهور الأعراض يكون ذلك نتيجة تطور المرض لديهم، كحدوث ارتجاع في الصمام التاجي،[6] أو جرّاء مضاعفات المرض، ومن أبرز هذه الأعراض:[6][7]

  • الشعور بالتعب.
  • ضيق التنفس.
  • عدم القدرة على ممارسة التمارين الرياضية.
  • ضيق النفس الاضطجاعي (Orthopnea).
  • ضيق النفس الليلي الانتيابي (Paroxysmal nocturnal dyspnea).
  • تفاقم أعراض فشل القلب المزمن.
  • الشعور بخفقان القلب نتيجةً لعدم انتظام ضربات القلب.
  • الشعور بالقلق.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • الإغماء.
  • المُعاناة من نوبات هلع (Panic attacks).
  • هبوط الضغط الانتصابي (Orthostasis).
  • تغيرات في المزاج.
  • ألم في الصدر.

تشخيص ارتخاء الصمام التاجي

يلجأ الطبيب للفحص السريري لتشخيص ارتخاء الصمام التاجي، باستخدام السماعة الطبية لسماع ضربات القلب والرئتين، فقد يسمع أصواتًا مختلفة عن تلك الأصوات لدى الأشخاص الأصحاء، ويُعرف هذا الصوت بنفخة القلب (Heart Murmur)، أو قد يظهر صوتٌ إضافي ليُشير لارتخاءٍ في صمام القلب، ويكون الصوت أعلى ومدته أطول أثناء وقوف المريض.[8]

كما يُسهم تخطيط صدى القلب (Echocardiography) في تشخيص ارتخاء الصمام التاجي، وتحديد شدة ارتجاع الصمام، إن وُجد،[5] كما تُستخدم إجراءات تشخيصية أُخرى لتشخيص هذه المشكلة الصحية وكشف مضاعفاتها:[6][8]

  • قسطرة القلب (Cardiac catheterization).
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية (Chest x-ray)
  • تصوير القلب بالفحص المقطعي المحوسب (Heart CT-scan).
  • تخطيط كهربية القلب (Electrocardiography).
  • تصوير القلب بالرنين المغناطيسي (cMRI).
  • مخطط صدى القلب عبر المريء (Transesophageal echocardiography).
  • صورة البُطينات التباينية (Contrast ventriculography).

هل يُشفى مريض ارتخاء الصمام التاجي؟

لا بُدّ من طمأنة المرضى الذين لا يُعانون من أيّ أعراضٍ نتيجة ارتخاء الصمام الميترالي، ونُصحهم باللجوء إلى نمط حياةٍ صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، كما يجب مراقبة حالتهم الصحية وإجراء فحوصات ومراجعات دورية كل 3-5 سنوات في حال عدم وجود ارتجاع في الصمام الميترالي، أما أولئك الذين لديهم ارتجاع في الصمام فيجب مراقبتهم سنويًا.[7]

قد تُستخدم بعض الأدوية لتخفيف الأعراض المرافقة لارتخاء الصمام الميترالي، فعلى سبيل المثال تُوصف حاصرات مستقبلات بيتا (B-Blockers) لتقيل معدل ضربات القلب وعلاج خفقانه،[5] كما تُوصف أدوية مضادات الصفائح (Antiplatelet drug) كالأسبيرين، وعقار الكلوبيدوغريل (Clopidogrel) لبعض المرضى بحسب تقييم الطبيب، علاوةً على ذلك تُستخدم المضادات الحيوية للوقاية من التهاب الشغاف (Endocarditis) لمرضى ارتخاء الصمام الميترالي الأكثر عُرضةً للإصابة به وبمضاعفاته.[6]

أما عملية الصمام التاجي فتُجرَى لعلاج ارتخاء الصمام التاجي لبعض المرضى في حال توافر عدة شروط، أهمها الحالات الشديدة لارتجاع الصمام الميترالي مع معاناة المريض من الأعراض المذكورة سابقًا،[9] ويُجرى فيها استبدال أو إصلاح الصمام غير الطبيعي البُنية لتخفيف الأعراض، وتخفيف احتمالية الإصابة بفشل القلب.[10]

هل ارتخاء الصمام الميترالي خطير؟

للإجابة عن هذا السؤال لا بُدّ من معرفة توقعات سير المرض ومضاعفاته، عمومًا فإن توقعات سير ارتخاء الصمام الميترالي جيدة لدى غالبية المرضى، كما أنّ غالبية المرضى قد لا يكونون على درايةٍ بارتخاء صمام القلب لديهم نظرًا لعدم وجود أعراض،[7] كما أنّ الأعراض التي يُعاني منها المرضى يمكن علاجها سواءً بالأدوية أو الجراحة،[8] وتكون معدلات بقائهم على قيد الحياة مُماثلة لأقرانهم الأصحاء،[6] ولكن قد تظهر بعض المضاعفات لارتخاء الصمام الميترالي، أبرزها:

  • قصور أو ارتجاع الصمام الميترالي (Mitral regurgitation):

يُعد قصور الصمام الميترالي من أهم مضاعفات ارتخائه، وهو السبب المباشر لإجراء عمليات الصمام التاجي،[6] وينجُم عن تمزق الحبال الوترية القلبية مُسببًا عدم كفاءة الصمام التاجي لأداء وظيفته، وبالتالي تدفق الدم عكسيًا من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر أثناء انقباض عضلة القلب.[11]

  • التهاب الشغاف القلبي العدوائي (Infective Endocarditis):

تُشير العديد من الأبحاث أنّ انسدال صمام القلب يرفع من خطر الإصابة بالتهاب الشغاف القلبي، إذ تزداد احتمالية التهاب شغاف القلب 3-8 مرات بوجود ارتخاء صمام القلب، خاصةً لمن تظهر لديهم نفخات القلب، والحالات التي تُعاني من ارتجاع الصمام المتوسطة أو الشديدة.[6][9]

  • السكتة الدماغية (Stroke):

لا تزال علاقة ارتباط السكتة الدماغية بارتخاء الصمام الميترالي محط جدل، وتُشير الدراسات إلى ارتباط ارتفاع نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية لدى مرضى ارتخاء الصمام الميترالي في بعض الحالات؛ كعُمر المريض (أكبر من 50 عامًا)، أو معاناتهم من مضاعفات ارتجاع الصمام الميترالي وبالأخص توسع الأُذين الأيسر (Left atrial dilatation)، والرجفان الأذيني (Atrial fibrillation)، وحاليًا، لا يوجد أي دليل على فعالية أي تدخل علاجي يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى مرضى انسدال صمام القلب، كما لا توجد توصيات للوقاية من السكتة الدماغية لديهم.[9]

  • الموت المُفاجئ (Sudden Death):

قد يحدث الموت المفاجئ لدى 2 بالمئة من مرضى ارتخاء الصمام الميترالي جرّاء تسارع القلب البطيني (Ventricular arrhythmia).[9]

كتابة: الصيدلانية مرام غرايبة - الأربعاء ، 27 كانون الأول 2023
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan

المراجع

1.
Trenkwalder, T., & Krane, M. (2022). Mitral valve prolapse: will genetics finally solve the puzzle? European Heart Journal, 43(17), 1681–1683. Retrieved from https://doi.org/10.1093/eurheartj/ehac048
2.
Sanchez Vaca F, Bordoni B. (2023). Anatomy, Thorax, Mitral Valve. [Updated 2023 Jul 24]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK549884/
3.
Somsupha Kanjanauthai. (2015). Mitral Valve Anatomy. Retrieved from https://emedicine.medscape.com/article/1878301-overview#a1?&icd=login_success_email_match_fpf

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري جراحة القلب أونلاين عبر طبكان
احجز