قد يُواجه العديد من الأشخاص عائق ترهُل الجلد أو تكدُّس الدهون في مناطق معيّنة من الجسم دون القدرة على إزالتها بالطرق الطبيعيّة كالرياضة أو الحميات الغذائيّة، ممّا يضطّرهم للتوُّجه لعيادات جرّاحي التجميل والترميم للخضوع لأحَد الإجراءات إمّا الجراحيّة أو غير الجراحيّة للوصول لجسم متناسق.
وغالبًا ما يُعاني البعض من مشكلة ترهُل الجلد إمّا بعد فقدان الوزن بنسبة عالية أو بعد الحمل، ويشتمل نحت الجسم على مجموعة من الإجراءات حسب ما يتطلّبه التشكيل الأنسب للجسم، إذ قد يحتاج البعض لشد البطن والذراعين ومنطقة الثدي، في حين يحتاج البعض الآخر لشد البطن فقط.
ومع التقدُّم المهول في الطب والاستحداث الهائل للتقنيات الطبيّة، فإنّ عددًا من الإجراءات ذات التدخل الجراحي المحدود خرجت للنور مُتيحةً الفرصة للبعض بالحصول على قوامٍ ممشوق ومتناسق بدون جراحة ومع فترات شفاء أسرع، من الأمثلة على هذه التقنيات: نحت الجسم بالتبريد، نحت الجسم بالليزر، نحت الجسم بالترددات الراديويّة وغيرها من التقنيات التي استطاعت إثبات قدرتها في تحقيق الأهداف المرجوّة منها، في حال توافرت مجموعة من الشروط والمؤهلات لدى الأشخاص الراغبين بذلك.
أسباب إجراء نحت الجسم
قد يُفضّل البعض اختيار عمليات نحت الجسم على الوسائل التقليديّة أو الطبيعيّة (الحميات الغذائيّة والتمارين الرياضيّة) لرغبتهم بالحصول على جسدٍ أقرب ما يكون للمثالي؛ بحيث يبدو متناسقًا قدر الإمكان، وذلك إمّا بعد خسارة كبيرة للوزن أو بعد انتهاء فترة الحمل، إذ قد تتسبّب هذه العوامل بترهُّل الجلد من المناطق التي تمّ خسارة الدهون منها، أيضًا قد يضطّر البعض الآخر للجوء لنحت الجسم لإزالة الدهون العنيدة من أماكن معيّنة في الجسم، والتي سبق واستعصى إزالتها بواسطة العديد من الطرق الطبيعيّة مثل ممارسة التمارين الرياضيّة أو اتبّاع الحميات الغذائيّة.
الفحوصات اللازمة قبل نحت الجسم
كخطوة تحضيريّة لإخضاع المريض لأي من الإجراءات الجراحيّة الخاصّة بنحت الجسم، فإنّ الاختصاصي قد يطلب إجراء مجموعة من الفحوصات لتوكيد استعداديّة المريض الصحيّة لتحمُّل العمليّة الجراحيّة المُنتقاة (شد الذراع، شد ورفع الثدي، شد البطن، استئصال السَبلة الشحميّة، ...إلخ)، من هذه الفحوصات:
- فحوصات الدم.
- تخطيط كهربائي للقلب ECG.
- فحوصات إشعاعيّة مثل (التصوير بالأشعة السينيّة X-ray، ... إلخ).
مُضاعفات وأضرار نحت الجسم
مثل باقي الإجراءات الجراحيّة فإنّ عمليات نحت الجسم بمختلف أنواعها قد تتضمّن مجموعة من المضاعفات، منها:
- الالتهابات.
- إصابة بعض الأعضاء المجاورة لمنطقة إزالة الدهون ونحت الجسم بتلف.
- خُثار الأوردة العميقة.
- تجمُّع للسوائل في موقع العمليّة.
- مشاكل في التنفُّس أو القلب.
- مشاكل مُرافقة للمخدّر.
- تكدُّمات على الجلد.
- ألم مستمر.
- النزيف.
- نخر الجلد أو الأنسجة، بمعنى موتها.
- عدم تماثل المناطق التي تمّ إخضاعها لعمليّة النحت أو الشد.
طريقة نحت الجسم
الإجراءات الجراحيّة لنحت الجسم:
قد تختلف طريقة نحت الجسم وَفق ما تتطلّبه الحالة، إذ إنّ جرّاح التجميل قد يعتمد على إجراءٍ واحد أو على عدّة إجراءات بغرض نحت الأجزاء المطلوبة من الجسم لتبدو أكثر تناسقًا، من الإجراءات الجراحيّة الشائعة في هذا الصدد:
- عملية شد البطن: تُجرَى هذه العملية تحت تأثير المخدّر العام، وقد تستغرق لوحدها من ساعة إلى 5 ساعات، يتّم من خلالها إجراء شق في منطقة البطن وإعادة تشكيل الأنسجة، الجلد والعضلات الموجودة لتبدو متناسقة مع بقيّة انحناءات الجسم.
- عملية شد الذراعين: يتضمّن هذا الإجراء إزالة الدهون الموجودة عبر شّق في الجزء الإنسي (الأقرب للجسم) من الذراع، بحيث يتم إعادة تشكيل المنطقة وشد الأنسجة وإزالة الجلد المترهّل. قد تُجرَى تحت تأثير التخدير العام أو الموضعي حسب الحالة.
- عملية شد الأرداف: يتضمّن هذا الإجراء رفع وشد الأرداف تحت تأثير التخدير العام أو ربمّا بالتخدير الموضعي مع مهدّىء حسب الحالة؛ وذلك من خلال إزالة الجلد الزائد أو المترهّل وإعادة تشكيلهم بحيث يبدو الشكل الجديد أكثر تناسقًا مع الأنسجة المُجاورة.
- عملية شد الأفخاذ: تُجرَى هذه العمليّة تحت تأثير التخدير العام بحيث يتّم إجراء شق إمّا في المنطقة الخارجيّة أو الداخليّة (الإنسيّة) من الفخذين، ليُستأصل الجلد الزائد والمترهّل مُعيدًا تشكيل مظهر الفخذين بما يبدو متناسقًا بنسبة أعلى مع الجسم ككُل.
إضافة إلى العديد من العمليات الأُخرى التي قد تترافق مع إحدى العمليات أعلاه أو معظمها، كأن يتّم أيضًا استئصال السَبلة الشحميّة (الجلد المترهّل أسفل البطن) وشد الوجه ونحت الذقن (في حالات الذقن المزدوج مثلًا)، ونظرًا لتعّدد العمليّات اللازمة للوصول للتناسق الجسدي المطلوب، فقد تُجرى عملية نحت الجسم بإشراف كادرٍ طبّي جراحي متعدّد المهام، بحيث تُجرَى جميع العمليات اللّازمة في ذات اليوم لتقليص الوقت اللازم لإتمام العمليّة وتجنيب المريض قضاء ساعات طويلة في غرفة العمليات.
الإجراءات غير الجراحيّة لنحت الجسم:
تمخّض التقدُّم المتسارع في حقول الطب المختلفة خلال العقود الأخيرة عن خروج مجموعة من العلاجات غير الجراحيّة في مجال التجميل لترى النور وتُثبت فاعليّتها، ممّا مكّن البعض ممّن تنطبق عليهم الشروط والمواصفات من الخضوع لمثل هذه الإجراءات، بالتالي مهّدت هذه الإجراءات الطريق ويسّرته أمام أعدادٍ كبيرة من الأشخاص الراغبين بإجراء بعض التغييرات على أجسامهم ونحتها لكنّهم خشيتهم من مشارط الجرّاحين كانت تقف عائقًا أمامهم، يمكن الإشارة إلى مجموعة من أكثر الإجراءات غير الجراحيّة شيوعًا، منها:
- نحت الجسم بالليزر.
- نحت الجسم بالفيزر.
- نحت الجسم بالترددات الراديويّة.
- نحت الجسم بالموجات فوق الصوتيّة.
- نحت الجسم بالتبريد.
تتضمّن الإجراءات غير الجراحيّة أعلاه استخدام تقنيات متعدّدة تختلف حسب المنطقة المُستهدفة وحسب مؤهلات الجسم، إذ يتحدّد نوع الإجراء وفق ما يُقرّره الاختصاصي بعد معاينة مريضه، وتتميّز الخيارات غير الجراحيّة بأنواعها بسرعة التعافي، إلّا أنّ النتائج تحتاج وقتًا أطول حتى تظهر.
فترة التعافي
بعد الخضوع لعمليات نحت الجسم، فإنّ غالبيّة الأشخاص يشعرون بالألم مع التورُّم موقع الإجراء من الجسم، وهو يستدعي تناول بعض المسكّنات حسب وَصف الاختصاصي لفترة معيّنة، إلّا أنّ هذا الألَم يبدأ بالتقلُّص تدريجيًا مع الوقت، أيضًا قد تظهر بعض التكدُّمات على الجلد وهي تزول بعد فترة وجيزة أيضًا.
غالبًا يُبقي الاختصاصيين مرضاهم ما يُقارب ليلة واحدة في المستشفى للاطمئنان على كافة الوظائف الحيويّة والتحقُّق من استقرار الوضع الصحّي بشكلٍ عام، يستطيع بعدها المريض التوُّجه لمنزله برفقة مجموعة من النصائح والتعليمات التي من شأنها أن تُعزّز من فرص الشفاء وتعجّل من فترة التعافي في حال الالتزام الكامل بها.
قد يُنصَح المريض مثلًا بارتداء مشد أو مشدّات لأسابيع قليلة (6 إلى 8 أسابيع) بعد الإجراء لتعزيز فرص الحصول على نتائج جيدة، ومن الممكن أن تشتمل بعض العمليّات الجراحيّة مثل شد الذراعين والبطن على وضع أنابيب لتصريف السوائل والدم اللّذان قد يتراكما في موقع إجراء العمليّة الجراحيّة، إلّا أنّه يُزال بعد فترة معيّنة.
تختلف فترة التعافي الكامل وظهور النتائج النهائيّة حسب الإجراء المُتبّع، وفيما إذا كان جراحيّا أم غير ذلك، إلّا أنّ فترة التعافي قد تتراوح بين أسابيع قليلة إلى أشهر عدّة؛ لكن تجدر الإشارة إلى أنّ النتائج الأوليّة لعمليات نحت الجسم الجراحيّة تظهر بصورة أسرع من تلك غير الجراحيّة التي تحتاج لفترة أطول قليلًا؛ وذلك لحاجة الجسم لمزيد من الوقت حتى يتخلّص من بقايا الخلايا التي تمّ تحطيمها بشكلٍ كامل.