فوائد القرفة للطمث وضغط الدم وعدد من الأمراض الأُخرى

تنمو القرفة في المناطق الاستوائية، وهي تُستخدم منذ آلاف السنين في عددٍ من المجالات، وقد سبق استخدام القرفة كتوابل في مختلف الثقافات حول أنحاء العالم، كما أنّها تُستعمَل على نطاقٍ واسع في مجال الطب، لهذا تناولتها العديد من الدراسات للبحث في خواصها الطبية المتنوعة ودورها في علاج الأمراض.

اُستخدمت القرفة منذ القدم لأغراضٍ مختلفة من بينها الطهي، إذ يمكن إضافتها إلى الطعام على شكل عيدانٍ كاملة أو مطحونة، أو على شكل مُستخلصات أو زيوت من أوراق أو لحاء القرفة، كما أظهرت الدراسات أنّ القرفة تمتلك خواصًا مضادة للجراثيم، ومضادة للأكسدة، ومضادة للالتهابات، ومضادة للسكري.[1]

القرفة

تمتلك القرفة تاريخًا طويلًا من الاستعمالات المتعددة، وقد ذُكرت استخداماتها الطبية منذ 4000 سنة في الأدب الصيني،[2] وهي واحدة من أقدم التوابل المُستعملة في الطهي، إذ تُستعمل أجزاء النبات المختلفة والزيت المُستخرَج منها كتوابل لإضفاء نكهة طيبة للأطباق في جميع أنحاء العالم، كما يُستعمل في عمليات التتبيل، وتحضير الصلصات، والمخبوزات، والحلويات، والمشروبات، ولحفظ المنتجات الغذائية وتعزيز فعاليّتها الدوائية، كما اُستخدمت قديمًا في عمليات تحنيط المومياوات في مصر والإمبراطوريات الرومانية.[3]

تتكون القرفة من بوليمرات البروسيانيدين من النوع أ (Procyanidin type-A polymers)، وحمض سيناميك (Cinnamic acid)، وسينامالدهايد (Cinnamaldehyde)، وكومارين (Coumarin)، وتعتمد نسب هذه المكونات على عوامل مختلفة يمكن أن تؤثر في خواص القرفة كالفصيلة التي تنتمي لها الشجرة، ومرحلة النمو، وعملية الاستخلاص،[4] بالإضافة إلى احتوائها على كحول سيناميل (Cinnamyl Alcohol)، وأوجينول (Eugenol)، وسيناميل أسيتات (Cinnamyl acetate)، والعديد من المكونات الأُخرى كمتعدد الفينول (Polyphenols)، ومضادات الأكسدة، ومضادات الالتهاب، ومضادات مرض السكري، ومضادات الميكروبات، ومضادات السرطان التي أظهرت تأثيرها الإيجابي في صحة الإنسان.[5]

ووفقًا لدراساتٍ أُخرى، تحتوي القرفة المطحونة على الكربوهيدرات، والألياف، والبروتينات، والدهون، كما أنّها تحتوي على فيتامينات عديدة كفيتامين أ، وفيتامين ب، وفيتامين ج، وفيتامين د، وفيتامين ك، وتحتوي القرفة على معادن عديدة كالمنغنيز (Manganese)، والحديد (Iron)، والكالسيوم (Calcium)، والزنك (Zinc)، والنحاس (Copper).[5][6]

شجرة القرفة

يتضمّن الجنس الذي تنتمي له القرفة 250 نوعًا من الأشجار والشجيرات،[3] أمّا شجرة القرفة (Cinnamomum verum) فتنتمي إلى العائلة الغارية (Lauraceae)، وهي تنتشر بكثرة في المناطق الآسيوية الجنوبية كسيرلانكا، والهند، والصين، وبورما، وإندونيسيا،[2] كما تنمو أيضًا في مدغشقر، ومنطقة البحر الكاريبي، وأستراليا، وأفريقيا،[3] وتتميز شجرة القرفة بعددٍ من الصفات:[7][8]

  • شجرة دائمة الخضرة.
  • يصل طولها إلى حوالي 10 أمتار.
  • فروعها قوية.
  • لحاءها ناعم وأصفر اللون.
  • أوراقها جلدية، لونها أخضر داكن من الأعلى، وأخضر باهت اللون من الأسفل، كما أنها ذات أطراف بارزة يتفاوت طولها بين 11-16 سم.
  • أزهارها صفراء اللون، ولها رائحة حادة، وهي أنبوبية الشكل، تتكون من 6 فصوص مرتبة في عناقيد على طول الأوراق.
  • ثمارها بيضاوية أو مستطيلة الشكل، وأرجوانية اللون، وذات قشرة ناعمة وجافة، ويبلغ طولها ما بين 1.5 إلى 2 سم.
  • تحتاج إلى مناخ رطب ودافئ، مع هطول مطري سنوي موزع جيدًا ويبلغ حوالي 2000-2500 ملم، مع متوسط ​​درجات حرارة تصل إلى 27 مئوية.

للقرفة أسماءٌ مختلفة، فهي تُعرف باسم القرفة الحقيقية (True cinnamon)، وقرفة سيلان (Ceylon cinnamon)، والقرفة المكسيكية (Mexican cinnamon)، ودالتشيني (Dalchini)، ودارشيني (Darchini)، وقد كانت تُعرف سابقًا باسم (Cinnamomum zeylanicum)، المشتق من سيلان (أقدم اسم لسريلانكا)، وهذا هو سبب شهرة القرفة الحقيقية.[3]

فوائد القرفة

للقرفة الكثير من الفوائد التي تناولتها الدراسات المختلفة ونُشرت في المجلات العالمية، أبرزها:

القرفة للدورة الشهرية

أثبتت الدراسات أنّ القرفة تُخفف آلام الدورة الشهرية، إذ إنّ شرب كوب من القرفة الدافئ يوميًا يمكن أن يساعد النساء بتخفيف معدل الألم أثناء الدورة الشهرية،[8] كما أنها تُخفّف الأعراض المرافقة لعُسر الطمث الأولي من خلال تقليل نزيف الدورة الشهرية، والغثيان، والتقيؤ دون حدوث آثارٍ جانبية،[9] وقد سبق أن نُشرت دراسة أُجريت على 80 امرأة يعانين من عُسر الطمث في مجلة (Complementary Therapies in Clinical Practice) عام 2018 ميلادي أنّ استهلاكهن لِما يُقارب 1000 ملغ من القرفة ثلاث مرات يوميًا في أول 72 ساعة من أيام الدورة قد خفّف من الآلام المصاحبة للدورة الشهرية.[10]

القرفة للحامل والمُرضع

لا يُعرف ما يكفي عن سلامة تناول كميات كبيرة من القرفة؛ لذلك لا يُنصح باستخدام القرفة كعلاج للنساء الحوامل أو المُرضعات،[11] كما أظهرت بعض الدراسات أنّ القرفة تُحفز نزول دم الحيض ممّا قد يُسبب الإجهاض،[12] وترفع من الخطر المُحتمل لتشوه الأجنة وزيادة انقباضات الرحم،[13] ونظرًا لاحتواء القرفة على مركب الكومارين الذي يُعد مادة مضادة لتخثر الدم، من الأفضل تجنب استهلاك القرفة خلال فترة الحمل.[14]

القرفة وضغط الدم

يُعتقد أنّ للقرفة دورٌ في خفض ضغط الدم، فقد أشارت الدراسات إلى وجود ارتباط إيجابي بين ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية، واختلال وظائف الكلى، التي تُعد الأسباب الرئيسية للوفيات في جميع أنحاء العالم،[15] وقد أشارت دراسة أُجريت على أشخاص يعانون من ارتفاع ضغط الدم نُشرت في مجلة (Avicenna Journal of Phytomedicine) عام 2021 ميلادي، أنّ استهلاكهم للقرفة بتركيز بلغ 1500ملغ يوميًا ولمدة 90 يومًا، قد قلل من متوسط ​​ضغط الدم الانقباضي المتنقل بدرجة سريرية متوسطة، كما خفض من البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، وزاد من مستوى البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL).[16]

القرفة ومستويات السكر في الدم

أشارت العديد من الدراسات إلى أنّ تناول القرفة يساعد في تقليل مستوى الجلوكوز في الدم، وقد سبق أن أشارت دراسة مخبرية أُجريت على جرذان مصابة بالسكري، وسبق نشرها في مجلة (Brazilian Journal of Pharmaceutical Sciences) عام 2018 ميلادي، أنّ استهلاكها لمسحوق القرفة ولمدة 28 يومًا قد خفض مستوى الجلوكوز في الدم، ومستوى الكوليسترول الكلي، والدهون الثلاثية.[17]

القرفة كمُضاد للبكتيريا

ذكرت العديد من الدراسات أنّ القرفة تُعدّ مضادًا جيدًا للبكتيريا، ويُعزى ذلك لاحتوائها على مركب سينمالدهيد (Cinnamaldehyde) الذي ثبُت أنه يمتلك خواصًا مضادة للبكتيريا، وخاصة بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، كما وُجد أنّ لمستخلص لحاء القرفة خواصًا مضادة لبكتييريا الكلبسية الرئوية (Klebsiella pneumoniae)، وبكتيريا العصوية الضارية (Bacillu Megaterium NRS)، وبكتيريا الزائفة الزنجارية (Pseudomonas Aeruginosa).[4]

القرفة ومرض ألزهايمر

قد يكون للقرفة دورٌ علاجي في أمراض التنكس العصبي، مثل مرض الرعاش ومرض ألزهايمر، وقد يكون مركبًا طبيعيًا واعدًا للوقاية من هذه الأمراض أو تأخير تفاقمه، وقد سبق أن أشارت دراسة أُجريت على فئران مخبرية نُشرت في مجلة (PLOS ONE) عام 2015 ميلادي، أنّ استهلاكها لمسحوق القرفة بتركيز بلغ 100 ملغ/كغ لمدة سبعة أيام قد أسهم في تحسين الذاكرة عن طريق دور القرفة كمضاد للأكسدة.[18]

مشروب القرفة

يمكن تحضير مشروب القرفة بطرق عديدة للمساعدة في تخفيف أعراض بعض الأمراض:[7]

  • الإنفلونزا: يُضاف 2 ونصف غرام من القرفة، مع 500 ملغ من القرنفل، و1 غرام من جذور الزنجبيل إلى نصف لتر من الماء، ويُترك على النار ليغلي حتى ينخفض حجم الماء إلى 200 لتر، ثم يُصفّى المحلول للحصول على المُستخلَص، ويُقدّم للمريض بما مقداره 40 مل ثلاث مرات يوميًا للمساعدة في علاج الحمى المرافقة للإنفلونزا.
  • الأرق: يُضاف ما مقداره 2 غرام من مسحوق القرفة إلى كوب من الماء، ثم يُوضَع على النار ليغلي، وعندما يصبح المشروب دافئًا، تُضاف ملعقة من العسل ومن ثم يُشرب قبل النوم.

أضرار القرفة

على الرغم من فوائد القرفة الكثيرة والتي أثبتتها العديد من الدراسات، إلّا أنّ الاستخدام الشائع للقرفة قد يؤدي إلى العديد من الآثار الجانبية الناجمة عن استخدامه على المدى القصير والطويل، إذ إنّ الإفراط في تناول القرفة يمكن أن يُسبّب ضيقًا في التنفس، وزيادة معدل نبضات القلب، وزيادة عملية التعرق،[19] كما يزيد من اضطرابات المعدة والأمعاء، ورد الفعل التحسسي، بالإضافة إلى أنّها تُجفّف الفم والحلق، مما قد يسبب السعال والتقيؤ، وكما يؤدي استنشاقها إلى تهيج الحلق وصعوبة التنفس.[5]

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أسيل أبو كايد - الأحد ، 26 تشرين الثاني 2023
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan

المراجع

1.
Ribeiro-Santos, R., Andrade, M., Madella, D., Martinazzo, A. P., de Aquino Garcia Moura, L., de Melo, N. R., & Sanches-Silva, A. (2017). Revisiting an ancient spice with medicinal purposes: Cinnamon. Trends in Food Science & Technology, 62, 154–169. Retrieved from http://dx.doi.org/10.1016/j.tifs.2017.02.011
2.
Goyal, M., Kaur, H., Bhandari, M., Rizvanov, A. A., Khaiboullina, S. F., & Baranwal, M. (2018). Antioxidant and Immune Effects of Water Soluble Polysaccharides Isolated from Cinnamomum verum Bark. BioNanoScience, 8(3), 935–940. Retrieved from https://doi.org/10.1007/s12668-018-0542-3
3.
Singh N, Rao AS, Nandal A, Kumar S, Yadav SS, Ganaie SA, Narasimhan B. (2021). Phytochemical and pharmacological review of Cinnamomum verum J. Presl-a versatile spice used in food and nutrition. Food Chem. 2021 Feb 15;338:127773. Retrieved from https://doi.org/10.1016/j.foodchem.2020.127773

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تغذية وحمية أونلاين عبر طبكان
احجز