لطالما انصَبّت خيارات البحث لدى الكثيرين في مراحل معيّنة من العمر على التوصُّل لأفضل طُرق الحِفاظ على شباب البشرة، إذ إنّ حُلم الكثير من الرجال والنساء هو استعادة الجلد المشدود والتخلُّص من المظهر الهزيل والتمتُّع بجسمٍ رشيق ووجهٍ جميل.
في العقود الأخيرة شهِدت جراحات التجميل تطوُرًا كبيرًا بحيث قدّمت حلولًا ناجعة ومُرضية للكثيرين، واستطاعت تخطّي الكثير من العقبات التقليديّة للوصول لمستويات عالية من التغييرات الإيجابيّة بمضاعفات أقل ونتائج أفضل، ولأنّ تخوُّف الناس من الاستسلام لمباضع الجرّاحين تفوق قدرتهم على اتّخاذ قرار إجراء التغيير في الشكل أيًّا كان، فقد كان التوُّجه نحو مواصلة التنقيب عن الحلول غير الجراحيّة، وقد استطاع الطب الحديث بالاتكّاء على مجموعة من التقنيات الحديثة الوصول لمجموعة جيدة من الخيارات التي قد تستطيع تقديم حلولٍ مُرضية للأشخاص الراغبين بشد أجسامهم والتخلُّص من الترهلات بشكلٍ خاص.
إذ إنّ تقدُّم الطب في مجال تخفيف الوزن وانتشار العمليات التي تُعنَى بذلك أتاح الفرصة للكثير من البُدناء لتخفيف أوزانهم بشكلٍ ملحوظ، لكنّ هذا في المقابل أورثهم كتلة لا يُستهان بها من الجلد الزائد أو المُترهّل، ممّا سبّب مشكلةً أُخرى يستوجب حلّها، بالطبع فإنّ مجموعة من العوامل الأُخرى مثل الحمل المُتكرّر لدى النساء وغير ذلك، قد يكون سببًا أيضًا في ترهل الجلد.
الطرق غير الجراحيّة لشد ترهلات الجسم
تُعدّ كُل من الطرق الآتية هي الأكثر شُيوعًا:
- التقشير الكيميائي: تِبعًا لحالة الجلد المُترهّل وحجمه فإنّه من الممكن أن يكون شد الترهلات عبر إزالة الطبقة الخارجيّة من الجلد بالتقشير، ممّا يُظهر الطبقة أسفل منها وهي غالبًا ما تكون أنعم وتحوي معدل أقل من التجاعيد.
- شد الترهلات بواسطة الموجات الراديويّة: يقوم اختصاصي جراحة التجميل والترميم أو اختصاصي الجلديّة والتناسليّة بإدخال أنبوبٍ رفيع في المناطق المُراد شدّها، بحيث ترتكز هذه الطريقة على تسخين الأنسجة المتراكمة تحت الجلد وتحفيز إنتاج الكولاجين ما يؤدّي إلى شدّ الجلد، غالبًا ما تكون هذه الطريقة أكثر فائدة في الجلد حول الرقبة وأعلى الذراعين، وعلى الرغم من أنّ شد الجلد قد يظهر مباشرة إلّا أنّ النتائج النهائيّة المرجوّة تحتاج لستّة أشهر حتى تظهر.
- شد الترهلات بواسطة الموجات فوق الصوتيّة: عبارة عن تقنية تستند على تسخين طبقات الجلد العميقة لتحفيز إنتاج الكولاجين بالاعتماد على مراقبة المناطق المُستهدفة بواسطة الموجات فوق الصوتيّة، غالبًا تكون هذه الطريقة ناجحة في شد جلد الحاجبين، وشد الجلد في منطقة الذقن والوجه أحيانًا، يمكن ملاحظة النتائج بعد 3 إلى 4 أشهر تقريبًا.
- شد الترهلات بواسطة الليزر: تعتمد هذه التقنية على استخدام جهاز يُطلق مجموعة من أشعة الليزر نحو طبقات الجلد العميقة المُراد شدّها، يُمكن استخدام الليزر إمّا بعد عمل جَرح سطحي في الجلد بواسطة نفس الأشعة بُغية شد الجلد في مناطق محدّدة، لكنّه من الممكن استعمال أشعة الليزر أيضًا دون أي جروح تُذكَر لشد الجلد في كل أنحاء الجسم.
قد يحتاج الشخص لمجموعة من الجلسات حسب توصية الاختصاصي، وغالبًا ما تظهر النتائج المرجوّة بعد 2 إلى 6 أشهر.
مؤهلات الخضوع لشد الترهلات عبر الطرق غير الجراحيّة
يمكن تِعداد مجموعة من الشروط الواجب توافرها في الأشخاص الراغبين بإجراء شد الترهلات بواسطة التقنيات غير الجراحيّة، لا سيّما بأنّ تقيُّد كُل من الاختصاصي والمريض باستيفاء الشروط والمؤهلات يرفع من معدل نجاح الإجراء سواءً كان جراحيًا أو غير جراحيّ، من أهمّ الشروط في حالة التقنيات غير الجراحيّة لشد الترهلات:
- الحِفاظ على وزن مستقر وطبيعي.
- الابتعاد عن التدخين.
- أن تكون كميّة الجلد المترهّل قليلة.
- الحِفاظ على تناول طعام صحّي متوازن.
تجدر الإشارة إلى أنّ البعض قد يُفضّل الخيارات غير الجراحيّة نظرًا لِقصَر فترة الشفاء وسرعة التعافي، وغيرها ممّا سبق ذِكره، إلّا أنّ العمليّة الجراحيّة لشد الترهلات تُعدّ ذا نتائج أكثر استحسانًا لدى البعض الآخر نظرًا لقدرتها على تخليص الشخص من الجلد الزائد مرة واحدة وبفعاليّة أعلى دون الحاجة للإنتظار، لكن تبقى المفاضلة بين ذَينك الخِيارين محصورة بين رغبة الشخص ووضعه الصحّي ومعدل الترهلات لديه وبين الاختصاصي ونظرته للوضع بصورة أكثر دقّة.