تحتوي قناة الأذن الخارجية على غدد خاصة (الغدد الدهنية أو الزهمية Sebaceous glands) تُنتج مادة زيتية تُسمى شمع الأذن (Ear Wax)، أو ما يُعرف بالصملاخ (Cerumen)، والذي بدوره يحمي الأذن من دخول الغبار، والبكتيريا وإلحاق الضرر بها، يستطيع الجسم التخلص من شمع الأذن وما يحمله من أغبرة وأوساخ تلقائيًا نتيجة حركة الفك المُستمرة، ولكن قد يتراكم شمع الأذن في بعض الحالات ما يستلزم التدخل الطبي لتنظيف الأذن.[1][2]
كيف يتخلص الجسم من شمع الأذن القديم؟
تستمر الغدد المسؤولة عن شمع الأذن بإنتاجه، ليخرج الشمع القديم بعد أن يتراكم ويجف فيسقط من الأذن تلقائيًا بمساعدة عملية المضغ وحركة الفك الطبيعية، لذلك لا داعي لاستخدام المسحات القطنية أو أي أداة أُخرى، كدبابيس الشعر لإزالة الشمع، لأنَّ ذلك يدفع شمع الأذن إلى داخلها بدلاً من إخراجه، ممّا يزيد من تراكمه ويُضعف وظيفة الأذن، وقد يؤدي إلى فقدان السمع أو الشعور بألم في الأذن أو الطنين.[2][3]
ما دواعي إجراء تنظيف الأذن؟
يمكن أن تفرز الغدد الدهنية كمياتٍ من شمع الأذن أكبر ممّا يستطيع الجسم التخلص منها بالطريقة التلقائية، ليؤدي إلى جفاف شمع الأذن وتصلبه في قناة الأذن، وهذا ما يُعرف بانحشار الصملاخ (Cerumen Impaction)،[1] وله العديد من الأعراض المُصاحبة:[3][4]
- الدوار أو الدوخة.
- حكة وألم في الأذن.
- طنين الأذن.
- الشعور بالامتلاء في الأذن.
- الثرّ الأُذني (سيلان من الأذن).
- ضعف السمع أو فقدانه.
كيف تُنظف الأذن من تراكم شمع الأذن وجفافه؟
يُشخّص تراكم شمع الأذن لدى المريض من قبل طبيب الأنف والأذن والحنجرة باستخدام منظار الأذن، وفي الغالب يكون استخدام المحلول الملحي إجراءً كافيًا للتخلص من شمع الأذن الزائد،[3] ولكن هناك بعض الحالات التي يتصلّب فيها شمع الأذن، فيتطلب إجراءات أُخرى:
تُفتّت هذه القطرات شمع الأذن وتُذوّبه، ليساعد الجلد الموجود في قناة الأذن في إخراج الشمع المُتراكم مع مرور الوقت، وتُعطَى للمريض بجرعة خمس قطرات مرة أو مرتين يوميًا لمدة تتراوح من ثلاثة أيام إلى سبعة أيام، وتتميز بتوافرها في الصيدليات العامة وبيعها للمرضى دون الحاجة إلى وصفة طبية.[3][5]
تحتوي القطرات المُذيبة للشمع على مركبات مائية أو مركبات زيتية:[3][5]
- المركبات المائية، مثل بيروكسيد الهيدروجين (Hydrogen Peroxide)، وحمض الخليك (Acetic Acid)، وبيكربونات الصوديوم (Sodium bicarbonate)، إلى جانب دوكوسات الصوديوم (Docusate Sodium) الذي يُعدّ الأكثر فاعلية، بالأخص عندما يُستخدَم قبل إجراء غسيل الأذن.
- المركبات الزيتية، مثل زيت الفول السوداني، وزيت الزيتون، وزيت اللوز.
- إجراء غسيل الأذن (Ear Irrigation):
تختلف قوة تحمُّل غشاء الطبلة من مريضٍ إلى آخر، لذلك يجب توخّي الحذر أثناء غسيل الأذن لِما قد يرافقه من خطر حدوث تلف في غشاء طبلة الأذن، يستعين الأطباء بأجهزة طبيّة تُمكّن من التحكم بمستويات الضغط أثناء تنفيذ الإجراء بالقرب من غشاء الطبلة.[5]
تُجرى عملية غسيل الأذن باتباع مجموعة من الخطوات، وقد تحتاج حالة المريض إلى تكرار الإجراء أكثر من مرة:[3][6]
- وضع مادة تُفتّت الشمع في الأذن وتركها لمدة تتراوح من 15 إلى 20 دقيقة، وقد يُستخدم الماء الدافئ لوحده أو يُضاف إليه مادة بيروكسيد الهيدروجين (Hydrogen Peroxide) بنسبة 50% من المحلول، يجدر الذكر بأن لا بُدّ من استخدام الماء الدافئ الذي يُشابه بحرارته درجة حرارة جسم المريض، لأنّ السوائل شديدة السخونة أو شديدة البرودة قد تُسبّب الدوار للمريض.
- تعبئة الحقنة بمحلول غسيل الأذن، ومن ثُمَّ إدخال أنبوبها في قناة الأذن لمسافة 0.5 سنتيميتر فقط من القناة.
- وضع وعاء مُناسب تحت الأذن الخارجية لالتقاط ماء غسيل الأذن بعد نزوله منها.
- توجيه الماء حول شمع الأذن، حتى يستطيع ضغط الماء المتوسط من دفع الصملاخ المتراكم.
- وضع بعض القطرات من كحول الأيزوبروبيل (Isopropyl) لتسريع تبخير الماء من الأذن، وذلك بعد التخلص من شمع الأذن والتأكد من سلامة غشاء طبلة الأذن.
- إزالة الشمع يدويًا/ميكانيكيًا (Manual/Mechanical Wax Removal):
يُزال شمع الأذن يدويًا باستخدام أدوات الشفط الخاصّة بذلك، أو باستخدام ملقط صغير، أو أدوات غير حادة تحتوي على أطراف قطنية، مع الاستعانة بالمجهر لتمكين الرؤية الدقيقة لقناة الأذن.[5]
تتميّز هذه الطريقة بقدرتها على تقليل فُرصة إصابة قناة الأذن بالعدوى، لأنها لا تتعرّض للماء والرطوبة كما في إجراء غسيل الأذن، لكن تكمن خطورتها في احتماليّة تمزّق غشاء الطبلة، خصوصًا لدى إزالة شمع الأذن يدويًا بإشراف طبيب قليل الخبرة، أو إذا كان المريض غير متعاونًا أثناء تنفيذ الطبيب للإجراء في الأذن.[3]
ما هي الإجراءات اللازمة بعد تنظيف الأذن؟
بعد انتهاء الطبيب من تنظيف الأذن يختبر السمع لدى المريض، ويُعاد فحص الأذن للتأكد من سلامة غشاء الطبلة، وللتحقق من عدم وجود بعض المشكلات المرَضية التي قد تُصاحب تنظيف الأذن، مثل تصلب الأذن، والخلل الوظيفي في قناة استاكيوس، والتهاب الأذن الوسطى، والتهاب الجهاز العلوي التنفسي.[3][4]
في حال شعور المريض بألم في الأذن خلال إجراء غسيل الأذن يتوقف حينها الطبيب ويُوجه له بعض التوصيات:[6]
- يُنصَح المريض بتجنب دخول الماء إلى قناة الأذن لمدة أسبوع على الأقل.
- يُعطَي المريض قطرة أذن أوفلوكساسين (Ofloxacin) أو سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin)، يستخدمها مرتين يوميًا لمدة تتراوح من 3 إلى 5 أيام، وذلك في حال تمزق غشاء طبلة الأذن أو مجرد الشك بتمزقه.
- يُنصح بتجنب قطرات الأذن التي تحتوي على نيومايسين (Neomycin)، إذ أثبتت الدراسات قدرتها على أن تتسبّب بالتهاب الجلد التماسي لدى 20% تقريبًا من المرضى.
ما هي الإجراءات المُتّبعة للوقاية من تراكم شمع الأذن وجفافه؟
يُوصَى المرضى الذين يعانون من تكرار مشكلة تراكم شمع الأذن أكثر من مرة في السنة باتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية:[1][3]
- استخدام زيت معدني (Mineral Oil) أو الجليسيرين: تُوضع قطرات منه في قناة الأُذن الخارجية لمدة تتراوح من 10 إلى 20 دقيقة أسبوعيًا.
- إزالة مُساعدات السمع لمدة ثماني ساعات يوميًا، إذ يُقلل من فرصة تراكم شمع الأذن لدى الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأجهزة السمعيّة، ويُنصّح بمراجعتهم للطبيب المختص كل 3 إلى 6 أشهر للتأكد من عدم تراكم شمع الأذن أوإزالته سريعًا حال تراكمه.