يمكن أن يُصاب الناس بالتهاب الحلق في جميع المراحل العمرية، ليس من السهل معرفة إذا كان سبب التهاب الحلق هو الفيروسات أم البكتيريا، ولكن يُعد التهاب الحلق الفيروسي أكثر شيوعًا من التهاب الحلق البكتيري ويختلفان في الأعراض ومراحل تطور المرض، إلا أن كلًا منهما معدٍ.[1][2]
ماذا إذا استمر ألم الحلق؟
إذا لم يستجيب التهاب الحلق والأعراض المُصاحبة له للعلاج الطبي ولم تتحسن حالة التهاب الحلق في غضون ٣-٤ أيام فقد تكون أعراض التهاب الحلق ناتجة عن أسباب أخرى، عندئذ يجب على المريض مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة، من هذه المُسبّبات:[3]
- مرض كثرة الوحيدات العدوائية وهو مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
- أورام الحلق.
- التهاب السحايا.
الفرق بين التهاب الحلق الفيروسي والتهاب اللوزتين
يمكن التفرقة بين التهاب الحلق الفيروسي والتهاب اللوزتين عن طريق الأعراض، فالتهاب الحلق الفيروسي يصحبه غالبًا أعراض مثل سيلان في الأنف واحمرار في العينين مع السعال أيضًا، أما أعراض التهاب اللوزتين:[2]
- تورم اللوزتين.
- ظهور بقع بيضاء أو صفراء على اللوزتين.
- رائحة كريهة للنفس.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- صعوبة في البلع.
- انتفاخ الغدد الليمفاوية الموجودة في الرقبة.
يُوصف المضاد الحيوي إذا كان المسبب لالتهاب اللوزتين هو العدوى البكتيرية أما في حالة العدوى الفيروسية يكون المضاد الحيوي غير فعال في علاج التهاب اللوزتين.
ويتشابه علاج التهاب اللوزتين الناتج عن العدوى الفيروسية مع التهاب الحلق الفيروسي؛ إذ يحتاج المريض في كلا الحالتين إلى قسط من الراحة مع شرب السوائل بكثرة وتناول المسكنات التي لا تحتاج لوصفة طبية مثل الإيبوبروفين والأسيتامينوفين والنابروكسين.[2]
الفرق بين التهاب الحلق الفيروسي والبكتيري
توجد بعض الاختلافات بين التهاب الحلق البكتيري والفيروسي:[1]
- يختلفان في المسبب لكل منهما إذ إن التهابات الحلق قد تسببها الفيروسات أو البكتيريا.
- يختلفان في نتيجة التشخيص فعندما يطلب الطبيب مسحة من الحلق وإجراء زراعة مخبرية تظهر البكتيريا فقط في المزرعة ولا تنمو الفيروسات حال زراعتها، وزراعة البكتيريا هو اختبار يُجرى في المختبر في وسط غذائي خاص يسمح بنمو البكتيريا.
- ظهور بقع بيضاء في الحلق هو عرض يميز التهاب الحلق البكتيري عن الفيروسي.
- يمكن علاج التهاب الحلق البكتيري بالمضادات الحيوية، بينما لا تكون المضادات الحيوية فعالة في حالة التهابات الحلق الفيروسية.
ولكن يتشابه التهاب الحلق الفيروسي والبكتيري في طرق الانتقال والعدوى؛ إذ ينتقلان عن طريق العطاس، والاختلاط مع الأشخاص المصابين والتواجد في الأماكن المزدحمة، وملامسة الأسطح التي تحمل البكتيريا المسببة لالتهاب الحلق البكتيري أو الفيروسات المسببة لالتهاب الحلق الفيروسي.
التهاب الحلق الفيروسي عند الأطفال
يشيع التهاب الحلق الفيروسي بين الأطفال ويصاحبه عدة أعراض تشبه الأعراض التي تظهر على البالغين، مثل:[4]
- سيلان الأنف.
- السعال.
- التهاب الأذن.
- فقدان في الشهية.
ولكن إذا ظهرت بعض الأعراض الأخرى على الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم ٣ أعوام مثل انتفاخ الغدد الليمفاوية في الرقبة أو انتفاخ اللوزتين أوظهور بقع بيضاء عليها أو طفح جلدي أو قيء، عندئذ يكون التهاب الحلق بكتيريًا وليس فيروسيًا.[4]
أدوية علاج التهاب الحلق الفيروسي
لا تُستخدم المضادات الحيوية في علاج التهابات الحلق الفيروسية نظرًا لعدم فاعليتها في مقاومة الفيروسات، ولكن هناك بعض الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية ويمكن أن يستخدمها المريض لتخفيف أعراض التهاب الحلق الفيروسي، مثل:[2]
- المسكنات لتسكين الأوجاع وتخفيف الزكام والتهابات الحلق وخفض درجة الحرارة، مثل الأسيتامينوفين (Acetaminophen) والإيبوبروفين (Ibuprofen) والنابروكسين (Naproxen)، ولكن يُمنع إعطاء الأسبرين للأطفال لأنه قد يسبب متلازمة راي التي تتلف الدماغ وتؤدي للموت.
- بخاخات وأقراص الاستحلاب لتخفيف وتهدئة آلام الحلق، ولكن لا ينبغي إعطاءها للأطفال أيضًا.
- بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان لمدة ٣ أيام فقط ثم يُوقف استخدامها؛ إذ إن فرط استخدام بخاخات الأنف قد يزيد شدة الاحتقان.
علاج التهاب الحلق الفيروسي
لا يصف الأطباء علاج فعلي لالتهاب الحلق الناتج عن الفيروسات خاصةً المضادات الحيوية؛ إذ إن المضادات الحيوية فعالة في التهاب الحلق البكتيري فقط وليس لها أي تأثير على التهاب الحلق الناتج عن العدوى الفيروسية، ويُفضل أن ينتظر مريض التهاب الحلق الفيروسي حتى تختفي الأعراض من تلقاء نفسها.[1]
ولكن هناك بعض العلاجات المساعدة والخطوات التي يمكن اتباعها لتخفيف أعراض وآلام التهابات الحلق الفيروسي خلال مدة الإصابة:[1][5]
- شرب السوائل الدافئة مثل الشاي والحساء.
- الإكثار من شرب الماء والسوائل لمنع جفاف الحلق.
- النوم في وضعية مرتفعة قليلًا للمساعدة على تصريف المخاط.
- الغرغرة بالماء المالح؛ إذ توضع ربع ملعقة من الملح في كوب من الماء ويتغرغر بها المريض.
- الحصول على قسط كافي من الراحة والنوم لمدة ٨ ساعات.
متى تجب زيارة الطبيب؟
يجب زيارة الطبيب في حالة عدم تحسن التهاب الحلق والأعراض المصاحبة له في غضون أيام وظهور بعض المضاعفات، مثل:[5]
- صعوبة في التنفس والبلع.
- انتفاخ مرئي في مؤخرة الحلق.
- سيلان اللعاب خاصةً عند الأطفال.
- وجود بلغم أو دم في اللعاب.
- ألم شديد في الحلق.
- تعب شديد وإرهاق.
- ارتفاع درجة الحرارة المريض عن ٣٨ درجة مئوية.
- الصداع الشديد.
- آلام في المعدة مع الغثيان والاستفراغ.
- صعوبة في النوم.
- طفح جلدي.
- آلام في الأذن.
ما أسباب التهاب الحلق الفيروسي؟
الأسباب الأكثر شيوعًا لالتهاب الحلق هي:[4][5]
- العدوى الفيروسية مثل الإنفلونزا ونزلات البرد.
- الفيروس المسبب لكوفيد-١٩.
- يظهر التهاب الحلق كعرض من أعراض أمراض اليد والقدم التي يسببها فيروس كوكساكي.
- الحمى الغدية أو داء كثرة الوحيدات الذي يسببه فيروس إبشتاين بار يُصاحبه أيضًا التهاب في الحلق.
قد تزيد بعض العوامل من فرص الإصابة بالتهاب الحلق الناتج عن الفيروسات، مثل:[3]
- الإصابة بالحساسية.
- كثرة التعرض للملوثات الخارجية مثل التعرض للتدخين السلبي.
- استنشاق الهواء الجاف.
- التدخين.
أعراض التهاب الحلق الفيروسي
غالبًا تترافق نزلات البرد مع أعراض التهاب الحلق الناتج عن الفيروسات، ومن هذه الأعراض:[1][2][4]
- سعال قد يستمر لمدة أسبوعين لطرد الأجسام الغريبة من الرئة.
- انتفاخ الحلق وتورمه واحمراره.
- تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
- سيلان الأنف.
- العُطاس.
- الصداع.
- آلام في الجسم.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- التقيؤ وآلام في البطن.