يُعد ثقب طبلة الأذن أكثر شيوعًا لدى الأطفال، ويحدث غالبًا بسبب التهاب الأذن، ويُسبب ثقب طبلة الأذن ألمًا حادًا في الأذن قد يتطور إلى فقدان السمع المؤقت، وقد لا يحدث أي أعراض. يُسبب ثقب طبلة الأذن مضاعفات أهمها التهاب الأذن الوسطى، عادةً ما تُشفى الأذن من تلقاء نفسها في غضون شهرين، وقد تحتاج إلى التدخل الجراحي لإصلاح التمزق في الطبلة.[1][2] ما هي أسباب ثقب طبلة الأذن؟ وما هي أعراضه؟ وما هي طرق علاجه؟
ما هو ثقب طبلة الأذن؟
ثقب طبلة الأذن (بالإنجليزية: Ruptured Eardrum) أو ما يسمى تمزق طبلة الأذن هو تمزق أو ثقب في غشاء طبلة الأذن؛ وهو الغشاء الرقيق الذي يفصل بين قناة الأذن (القناة السمعية) والأذن الوسطى، يتلقى غشاء طبلة الأذن الاهتزازات الصوتية ويحولها إلى نبضات عصبية للدماغ لتمكين حاسة السمع من أداء عملها، وهو الجزء المسؤول عن حماية الأذن الوسطى من البكتيريا والماء، لذا عند حدوث ثقب في طبلة الأذن يتسبّب ذلك بالتهاب الأذن الوسطى.[1][2]
ما هي أسباب ثقب طبلة الأذن؟
هنالك عدة أسباب لثقب طبلة الأذن، ويُعد التهاب الأذن أكثرها شيوعًا خاصة لدى الأطفال، إذ تتراكم السوائل خلف طبلة الأذن مُولدة بذلك ضغطًا يؤدي إلى ثقب طبلة الأذن إذا زادت شدته،[3] ومن أسباب تمزق طبلة الأذن:[1][2][3]
- إصابة مباشرة على الرأس خصوصًا إذا كانت قوية ومفاجئة خلال ممارسة بعض الرياضات أو بسبب حادث مروري مثلًا.
- كسر في الجمجمة.
- الضوضاء العالية مثل الانفجارات.
- ممارسة الأنشطة التي تُسبب تغيرات في الضغط ما بين المحيط الخارجي وضغط الأذن الداخلية (يُسمى يالرضح الضغطي)، مثل الغوص والطيران، والقيادة على المرتفعات العالية.
- الثقب الناتج عن إدخال أجسام غريبة للأذن مثل سقوط عود تنظيف الأذن، أو إدخال عُود أو أي من الألعاب الصغيرة داخل الأذن من قبل بعض الأطفال.
ما هي أعراض ثقب طبلة الأذن؟
يُعد الألم والشعور بعدم الراحة في الأذن من أشهر أعراض ثقب طبلة الأذن بسبب التهاب الأذن الوسطى، وقد يتسبب ذلك في خروج صديد من الأذن،[1] وقد لا يشعر البعض الآخر بأية أعراض،[2] ومن أهم أعراض ثقب طبلة الأذن: [2][3][4]
- ألم حاد ومفاجئ ومستمر في الأذن أو ربما ينخفض معدل الألم في الأذن فجأة.
- عدم الراحة والانزعاج.
- خروج الهواء من الأذن عند النفث من الأنف.
- نزف دموي من الأذن أو خروج القيح.
- طنين الأذن.
- فقدان السمع الجزئي أو الكلي المفاجئ.
- التهاب الأذن.
- الدُوار.
- حكة الأذن.
- ارتفاع درجة الحرارة (الحُمّى).
غالبًا ما تختفي الأعراض بعلاج المُسبب وتعافي طبلة الأذن.[4]
متى يجب مراجعة الطبيب؟
عادةً ما تلتئم طبلة الأذن من تلقاء نفسها دون علاج، ولكن يجب مراجعة الطبيب عند ظهور أي من أعراض ثقب طبلة الأذن.[4] يُستحسن مراجعة اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة في الحالات الآتية:[4]
- عدم تحسن الأعراض بعد عدة أسابيع من العلاج.
- ظهور أعراض جديدة مثل الحُمى وألم الأذن أو خروج السوائل من الأذن أو حكة الأذن.
- التهاب الأذن.
كيفية تشخيص ثقب طبلة الأذن
يكشف اختصاصي أنف وأذن وحنجرة عن ثقب طبلة الأذن من خلال:[1][2][3]
- منظار الأذن، وهو جهاز يتّصل به مصدر ضوئي يُدخله الطبيب داخل الأذن للكشف عن ثقب طبلة الأذن.
- اختبار السمع لتحديد مستوى تضرر ثقب طبلة الأذن
- فحص عينة من السوائل الخارجة من الأذن للكشف عن وجود التهاب الأذن، إذ يصف الطبيب قطرات الأذن للتخلص من سوائل الأذن أو الصمغ المتراكم ليتمكّن من رؤية طبلة الأذن بوضوح.
- قياس الطبل (بالإنجليزية: Tympanometry) وهو اختبار لقياس تغيرات ضغط الأذن يتضمن إدخال مقياس في الأذن للتحقق من استجابة طبلة الأذن للتغيُّر في الضغط الواقع عليها.
ما هو علاج ثقب طبلة الأذن؟
تستطيع طبلة الأذن التعافي من تلقاء نفسها خلال أسابيع عدّة دون الحاجة للعلاج في غالب الحالات،[4] من طرق علاج ثقب طبلة الأذن:[2][3][4]
- استخدام قطرات الأذن المحتوية على المضاد الحيوي أو المضادات الحيوية عبر الفم أو كليهما معًا.
- إجراء عملية ترقيع طبلة الأذن، في حال لم تلتئم طبلة الأذن من تلقاء نفسها أو إذا كان الثقب كبيرًا.
- وضع كمادات دافئة وجافة على الأذن.
- تجنب وصول الماء للأذن وتجنب السباحة.
- تجنب نفث الأنف لِئلا يزيد الضغط على الأذن.
- تناول مسكنات الألم مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين لتخفيف الألم.
عملية إصلاح طبلة الأذن
يلجأ طبيب أنف وأذن وحنجرة إلى الجراحة لعلاج ثقب طبلة الأذن في حال كان الثقب كبيرًا ولم يلتئم خلال عدة أسابيع، وتسمى هذه العملية رأب الطبلة (بالإنجليزية: Myringoplasty) وهو إجراء جراحي يستلزم الدخول للمستشفى ويُجرَى تحت تأثير المخدر العام أو التخدير الموضعي، وتستغرق العملية ما بين ساعة إلى 90 دقيقة، يتمكن المريض من الخروج من المستشفى في ذات اليوم أو اليوم التالي للعملية في معظم الحالات.[5][6] وتكون مراحل جراحة ثقب طبلة الأذن كما يأتي:[5]
- يُحدث الطبيب شقًا صغيرًا أمام أو خلف الأذن، ويُزال جزء صغير من الأنسجة تحت الجلد.
- تُستخدم الأنسجة المُزالة في ترقيع طبلة الأذن بإدخالها عبر فتحة الأذن بواسطة أداة صغيرة أو من خلال إجراء شق بجانب الأذن.
- تُوضع ضمادة داخل الأذن لتثبيت رقعة طبلة الأذن من الأنسجة ومنع دخول الماء والجراثيم إليها، وغالبًا ما تبقى هذه الضمادة مدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع داخل الأذن.
- تُوضع حشوة من الصوف القطني حول الأذن وتُثبت بضمادة.
- تُخاط الجروح المفتوحة بالخيوط الجراحية المخصّصة.
تحتاج طبلة الأذن عِدة أسابيع للشفاء، إذ يجب مراجعة الطبيب بعد أسبوعين تقريبًا من العملية للتأكد من التئام غشاء الطبلة وإزالة الغرز.[5]
نصائح ما بعد عملية ترقيع طبلة الأذن
من أهم النصائح بعد جراحة ثقب طبلة الأذن:[5]
- تجنب وصول الماء إلى الأذن.
- تغيير حشوة الصوف القطنية المُحيطة بالأذن يوميًا.
- تجنب السباحة.
- تجنب الطيران.
- تجنب التدخين.
- تجنب الاحتكاك بالمصابين بالالتهابات لتقليل معدل انتقال العدوى للأذن.
- تجنب ممارسة الرياضة.
- تجنب نفث الأنف بقوة، ويُنصح في حال العطاس بفتح الفم جيدًا لتخفيف الضغط في الأذن.
متى تجب زيارة الطبيب بعد عملية ترقيع طبلة الأذن؟
يُعد نزيف الأذن الطفيف والانزعاج والدُوار، وسماع ضوضاء خفيفة في الأذن أمرًا طبيعيًا في الأيام الأولى بعد عملية إصلاح طبلة الأذن المثقوبة،[5] لكن يجب مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:[5]
- ألم شديد لا يزول بمسكنات الألم.
- نزيف الدم من الأذن مع خروج سوائل لها رائحة كريهة.
- استمرارية الدُوار عدة أيام بعد العملية.
- احمرار الأذن وانتفاخها.
مخاطر عملية ترقيع طبلة الأذن
عادةً لا تُسبب جراحة ثقب طبلة الأذن أي مضاعفات خطيرة،[5] لكن من المخاطر المُحتَملَة لجراحة ثقب طبلة الأذن المحتملة:[5][6]
- الألم والنزف.
- تجلط الأوردة العميقة في الساق أو الرئة.
- التهاب الجرح بعد العملية والذي قد يُسبب نزيف الأذن وخروج السوائل.
- طنين الأذن والذي يتحسن غالبًا مع مرور الوقت، ولسوء الحظ قد يستمر الطنين دائمًا.
- تغير مذاق الأطعمة في الفم وقد يكون مؤقتًا أو دائمًا.
- فقدان السمع.
- عدم القدرة على تحريك جزء من عضلات الوجه.