تحويل مجرى الشريان التاجي

تعريف بالعملية

تُعد الجراحة التحويليّة القلبيّة أحَد العمليّات المهمّة التي يلجأ لها جرّاحي القلب والصدر لتمكين عضلة القلب من الحصول على الأُكسجين اللازم من خلال عمل تحويلة من شرايين أُخرى يتّم الحصول عليها من مناطق أُخرى من الجسم لإصلاح الخلل الناجم عن الانسداد أو التضييق الشديد في الشرايين التاجيّة المُتجهّة نحو القلب.

تُعتبَر هذه الجراحة التحويليّة القلبيّة من الإجراءات المهمّة التي يلجأ لها جرّاحي القلب والصدر لتجنيب المريض الوصول لفشل في عضلة القلب وتمزُّقها، لِذا أحيانًا قد تُجرَى في ظروف طارئة وعاجلة تكون قد فشلت قبلها بعض الطُرق الأُخرى مثل الأدوية أو عمليّات قسطرة الشرايين التاجيّة في فتح الشرايين المغلقة والحِفاظ على عضلة القلب.

ما هو المتوقع بعد الجراحة

بعد الاستيقاظ من جراحة تغيير مجرى الشريان التاجي عبر عملية القلبا المفتوح ، سيكون لدى المريض أنبوب موجود في حلقه. قد يكون هناك أيضا ألم جراحي باعتبار ان هذه العملية تتطلب عمل كسر لعظمة القص في القفص الصدري من أجل الوصول الى القلب والقيام بالاجراءات اللازمة.

هناك بعض الآثار الجانبية التي تصاحب جراحة تغيير مجرى الشريان التاجي عبر عملية القلب المفتوح وتشمل صعوبة تذكر الوقت، وشعور بالارتباك، وفقدان الذاكرة على المدى القصير. هذه الآثار الجانبية عادة ما تكون مؤقتة، وسوف تختفي في الوقت الذي يغادر المريض المستشفى بعد الإجراء.

بعد الجراحة، يمكن أن يتوقع من المريض أن يكون في وحدة العناية الحثيثة  لمدة 1-2 أيام. خلال هذا الوقت، وغالبا ما يتم متابعة وقياس علامات المريض الحيوية ويتم  مراقبة القلب عن طريق تتبع تخطيط رسم القلب حتى وقت خروج المريض من غرفة العناية الحثيثة. بعد إقامة قصيرة في وحدة العناية الحثيثة، يتم إرسال المريض عادة إلى غرف المرضى في المستشفى حيث يبدا هناك الفريق الطبي بإعادة التأهيل القلبي للمريض. متوسط ​​الإقامة في المستشفى بعد جراحة تغيير مجرى الشريان التاجي حوالي 7 أيام.

قبل مغادرة المستشفى، سيقوم الجراح وبقية الفريق الجراحي بتزويد المريض بالتعليمات كاملة عن كيفية العناية بأنفسهم. وقد يتضمن ذلك تعليمات بالامتناع عن النشاط البدني ، والحصول على أكبر قدر ممكن من الراحة، وتعليمات عن كيفية العناية بجرح العملية           

ما سبب إجراء الجراحة التحويليّة للشرايين التاجيّة؟

يُمكن أن يتسّب تراكم الُلويحات أو الدهنيّات على الجدران الداخليّة للشرايين التاجيّة بانسدادها او تضييقها بشكل كبير ما يُضعف مرور الدم في مسيره نحو عضلة القلب وتوصيل الأُكسجين لها، وهي الحالة المعروفة بتصلُّب الشرايين، بالتالي التوّجه لإجراء الجراحة التحويليّة القلبيّة أو التاجيّة للشرايين التاجيّة المُغذيّة لعضلة القلب.

غالبًا ما يتخّذ جرّاحي القلب والصدر قرار إجراء الجراحة التحويليّة القلبيّة للمريض بعد فشل الأدوية في إصلاح الخلل، وربمّا فشل عمليّة قسطرة الشرايين التاجيّة في فتح الشرايين المسدودة.

وفي أحيانٍ أُخرى قد تتّم العمليّة الجراحيّة في ظروفٍ طارئة بعد تعرُّض المريض لنوبة قلبيّة.

الفحوصات والإجراءات الّلازمة قبل الجراحة التحويليّة للشرايين التاجيّة

قد تُجرَى الجراحة التحويليّة القلبيّة لشرايين القلب بصورة طارئة، عندها يتّم تحضير المريض بشكل سريع ويتّم أيضًا إعلامه بجميع التعليمات والمحاذير، أمّا في الحالات الاعتياديّة التي يكون فيها المريض على عِلمٍ مُسبَق بموعد إجراء العمليّة فإنّ مجموعة من التحضيرات والإجراءات تحت إشراف جرّاح القلب والصدر المُشرف على حالة المريض يجب أن تُتبّع للتأكّد من جاهزيّة المريض التامّة للعمليّة، وهي كالتالي:

  • مُعاينة صحّة المريض بشكل عام ومعرفة التاريخ المَرَضي العائلي فيما يتعلّق بامراض القلب خاصّة.
  • إجراء العديد من الفحوصات الجسديّة بما في ذلك إجراء تقييم شامل للقلب.
  • كهربيّة القلب EKG.
  • فحص منطقة الصدر بالأشعة السينيّة x-ray؛ للتحقُّق من حجم القلب وتقييم كفاءة الرئتين.
  • فحوصات الدم.
  • تصوير الأوعية التاجيّة.
  • إجراء اختبار إجهاد القلب.

مخاطر إجراء الجراحة التحويليّة للشرايين التاجيّة

قد تنطوي الجراحة التحويليّة القلبيّة للشرايين التاجيّة على مخاطر عدّة، منها:

  • حدوث نزيف.
  • عدم انتظام في نبضات القلب.
  • الإصابة بالتهابات أو أحَد أنواع العدوى من خلال شّق العمليّة الموجود في الصدر.
  • الإصابة بأحَد مشاكل الكُلى.
  • الإصابة بسكتة دماغيّة.
  • حدوث مشاكل في الذاكرة أو في طريقة التفكير السليم، وهو قد يستمر من ستّة أشهر إلى 12 شهرًا.
  • الإصابة بنوبة قلبيّة.

نصائح يجب اتبّاعها قبل إجراء الجراحة التحويليّة للشرايين التاجيّة

  • التوُّقف عن التدخين لِما يُقارب الأُسبوعين قبل موعد العمليّة؛ للمساعدة في سرعة التئام الجَرح.
  • التوّقُف عن استخدام أي أدوية قد تتسبّب بتجلُّط الدم مثل الأسبرين أو الوارفارين.
  • التوّقُف عن استخدام مُسكّنات الألَم؛ لأنّها من الممكن أن تتداخل مع عمليّة تجلُّط الدم في الجسم.
  • محاولة الابتعاد عن كل مُسبّبات العدوى، إذ يُمكن أن تؤدّي الإنفلونزا أو الإصابة بأعراض البَرد إلى تأجيل إجراء الجراحة التحويليّة للشرايين التاجيّة.

خطوات إجراء الجراحة التحويليّة للشرايين التاجيّة

تتضمّن هذه العمليّة مراحل ثلاث، وهي كالتالي:

  • تحضير المريض للعمليّة الجراحيّة، من خلال:

1- ضرورة غسل المريض لجسده بواسطة صابون معقّم قبل موعد العمليّة بيوم واحد؛ لتقليل فُرص الإصابة بأنواع العدوى والإبقاء على الجسم نظيفًا

2- امتناع المريض عن الطعام والشراب بدءًا من منتصف الليلة السابقة ليوم العمليّة الجراحيّة.

3- حلاقة المنطقة من الصدر المُراد إجراء الشّق بها.

4- إدخال إبرة في الوريد الموجود في الذراع؛ لإمداد المريض بالسوائل التي يحتاجها.

  • أثناء العمليّة الجراحيّة:

بعد تخدير المريض بشكل كامل، يتّم إدخال أُنبوب عبر الفَم بغرَض التنفُّس، حيث يكون مُرتبطًا بجهاز تنفُّس صناعي يضمن دخول الأُكسجين بشكل طبيعي للجسم أثناء الجراحة التحويليّة القلبيّة وبعدها مباشرة. 

يبدأ جرّاح القلب والصدر بإجراء شقّ طويل عبر الصّدر من خلال قطع عظم القصّ إلى نصفين، ويبقى المريض في هذه الحالة مُرتبطًا مع جهاز القلب الرئوي لضمان تدفُّق الدم والأُكسجين عبر أنسجة وأعضاء الجسم.

بعد إتمام الشّق، يُفتَح القفص الصدري بإبعاد الشّقين جانبًا لسهولة ووضوح الوصول للقلب، ثمّ يتّم إيقاف القلب ووَصل الجسم مُباشرة مع الجهاز القلبي الرئويّ لضمان سَير الدورة الدمويّة في الجسم، بعد ذلك يقوم جرّاح القلب والصدر بتركيب قطعة من الشرايين التي تمّ أخذها من منطقة أُخرى من الجسم (أوعية الجادر الداخلي للصدر أو من الساق)، بحيث تُوصَل هذه الوصلات الشريانيّة الجديدة فوق وتحت المنطقة المسدودة من الشريان التاجي، بالتالي تغيير مجرى الدم ليتخطّى المنطقة المسدودة ويمُر عبر الوصلة الجديدة. 

بعد ذلك، يُعيد الجرّاح القلب ليعمل من جديد بحيث يتحقٌّق من عودة ضرباته بشكل منتظم، ويقوم بفصل المريض عن الجهاز القلبي الرئوي. ويُنهي هذا الإجراء بإعادة القفص الصدري لوضعه الطبيعي وإغلاقه بواسطة استعمال سلك مُخصّص لذلك.

  • بعد العمليّة الجراحيّة:

يُنقَل المريض بعد ذلك لوحدة العناية المُشدّدة؛ لمراقبة العمليّات الحيويّة التي تجري داخل جسمه وضمان أداء كُل عضو لوظيفته، إضافة إلى حاجة الفريق الطبّي للإطمئنان على سلامة القلب والتحقُّق من قدرته على أداء وظائفه بشكل سليم من خلال ربط المريض مع جهاز مخطّط كهربيّة القلب. 

ثمّ يتّم إرسال المريض إلى وحدة الرعاية القلبيّة، حيث يتلقّى العلاج اللازم من خلال إعادة تأهيل القلب كمريض داخلي في المستشفى. 

غالبًا ما يشعر المريض بعد استيقاظه من الجراحة التحويليّة القلبيّة ببعض الألَم الناجم عن قطع عظمة القصّ، إضافة إلى أنّه سيشعر بعدم قدرته على تذكُّر أي شيء، إلى جانب الارتباك وغير ذلك ممّا سيزول خلال فترة قصيرة جدًا حال استعادة المريض عافيته وخروجه من المستشفى.

 

فترة التعافي بعد الجراحة التحويليّة للشرايين التاجيّة

نظرًا لخطورة وحساسيّة مثل هذه العمليّات فإنّ أول ما يُنصَح به المريض بعد إجراء هذه الجراحة، هو ضرورة اتبّاع تعليمات جرّاح القلب والصدر والفريق الطبّي ككُل بما يتعلّق بأُسلوب الحياة الجديد، ونوعيّة الأنشطة الرياضيّة التي يستطيع المريض ممارستها، والأدوية التي يجب أن يتناولها أو أن يبتعد عنها، ففي بعض الأحيان قد يلزَم المريض أن يتناول مُميّعات الدم لبقيّة حياته.

يُمكن أن يتعرّض المريض للتعرُّق الليلي وتجمُّع السوائل في الرئتين بالتالي الإصابة بالسُعال لفترة وجيزة. 

عادةً ما يستغرق التعافي من الجراحة التحويليّة القلبيّة ما يُقارب 6 إلى 12 أُسبوعًا يُفضّل أن يقضيها المريض مُتخذًّا أفضل أساليب الراحة؛ إذ يستطيع المريض خلال هذه الفترة ممارسة طُرق تأهيل القلب وإعطاء الفرصة للجَرح في عظمة القصّ ليلتئم.

يجب أن يبقى المريض على يقظة تامّة فيما يتعلّق بأي أعراض طارئة، فمثلًا في حال حدوث احمرار أو خروج إفرازات في منطقة الصدر عند الشّق أو تسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها وتجاوز حرارة الجسم 38 درجة يجب مُراجعة جرّاح القلب والصدر عند ذلك بأقرب وقت.

أهم مقدمي العلاج

اطلب استشارة