وفقًا للإحصائيات، فإنّ أعداد الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي باتت في تزايد ملحوظ، ليُصنّف على أنّه المُسبب الأول للوفيات بين النساء حول العالم، وتشير الأبحاث والدراسات إلى أنّ أحد أبرز الأسباب وراء ذلك هو ما تُبديه الخلايا السرطانية من مقاومة تجاه الأدوية الهرمونية، خصوصًا لدى المريضات ممّن انتشر سرطان الثدي لديهُن في الجسم، وبما أنّ العلاج الكيميائي هو تقريبًا العلاج الوحيد المُتاح في هذه الحالات، عكف مجموعة من الباحثين على دراسة الخواص المُضادة لعسل المانوكا كخيار طبيعي يمكن أن يكون فعالًا بمواجهة الخلايا السرطانية التي قد تنشأ في الثدي.
استخدم الباحثون عسل المانوكا بتراكيز مختلفة لتتبع تأثيره في خلايا سرطان الثدي البشرية في مجموعات من الفئران المخبرية، أظهرت النتائج قدرة عسل المانوكا في تثبيط نمو وتكاثر هذه الخلايا السرطانية بنسبة 84% لدى تناولها فمويًا، مع عدم تأثيرها في الخلايا السليمة، ما يضفي ميزة أُخرى لعسل المانوكا متفوقًا على العلاج الكيميائي بانخفاض الآثار السُميّة المُحتملَة، كما استطاع عسل المانوكا تثبيط نمو الخلايا السرطانية لدى إعطاؤه وريديًا للفئران المخبرية بنسبة بلغت 33%، وعلى الرغم من أنّ هذه التجربة بحاجة لتوكيدها سريريًا، فإنّها واعدة وتنبىء بإمكانية تجنب الآثار الجانبية التي ترافق استخدام عديد الأدوية الكيميائية المعتمدة لأنواع من سرطان الثدي إيجابي مُستقبلات الهرمون تحديدًا.
عسل المانوكا الذي بات متاحًا في كل أصقاع العالم، بدأ إنتاجه من نيوزيلندا وأجزاء من أستراليا فقط، يتميّز بمجموعة خواص فريدة أكسبته مزيا وفوائد صحية متنوعة، فهو مضاد للأكسدة، ومضاد للجراثيم، وفعّال في التئام الجروح ووقاية الأنسجة من التلف، لذلك استُخدم قديمًا في تخفيف الأعراض البولية والمُصاحبة لمشكلات المعدة، وللسيطرة على الحمى والتئام الجروح، يُستخلص من الرحيق الذي يجمعه نحل العسل (Apis Mellifera) أثناء تلقيح شجر المانوكا (Leptospermum scoparium)، ويتكون من الفلافونويدات (Flavonoids)، والكيميائيات النباتية (Phytochemicals)، إلى جانب مجموعة من الكربوهيدرات المعقدة، والفيتامينات، والمعادن، والأحماض الأمينية.
رابط الدراسة:
- Márquez-Garbán DC, Yanes CD, Llarena G, Elashoff D, Hamilton N, Hardy M, Wadehra M, McCloskey SA, Pietras RJ. Manuka Honey Inhibits Human Breast Cancer Progression in Preclinical Models. Nutrients. 2024; 16(14):2369. https://doi.org/10.3390/nu16142369