تُعدّ متلازمة الإيماء بالرأس (Nodding syndrome) أحد أكثر الأمراض العصبية تعقيدًا، والتي تصيب نحو 10 آلاف طفل أفريقي، إذ تتسبب بحدوث عدّة نوبات متكررة من إيماء الرأس خصوصًا لدى تناول الطعام أو التعرض للهواء البارد، ومع مرور الوقت تُسبب تلك المتلازمة الإصابة بعدّة أنواع من النوبات التشنجية، بالإضافة إلى سوء التغذية، وتراجع القدرات الذهنية والبدنية، وعلى الرغم من عدم جزم الباحثين بالمسبب الرئيسي للمتلازمة، إلّا أنّ عدد من الدراسات السابقة أشارت إلى وجود علاقة وثيقة بين الإصابة بالمتلازمة والتعرّض لعدوى إحدى الديدان الخيطية التي تُدعى دودة كلابية الذنب الملتوية (Onchocerca volvulus) وهي ذاتها المسببة لمرض العمى النهري، إذ رُصد وجود يرقات تلك الدودة في السائل النخاعي للمصابين بمتلازمة إيماء الرأس.
افترض مجموعة من الباحثين في دراسة نُشرت سنة 2024 ميلادي في مجلة (Lancet Glob Health) أنّ الالتهاب العصبي يقف وراء الإصابة بمتلازمة إيماء الرأس، وينجم عن تحفيز الالتهاب إنتاج جسم المصاب للأجسام المضادة للدودة كلابية الذنب الملتوية، وبما أنّ دواء دوكسيسيكلين (Doxycycline) يمتلك قدرة في القضاء على اليرقات، استخدمه الباحثون لعلاج 240 طفلًا مصابًا بالمتلازمة.
أسفرت الدراسة بعد مرور 6 أسابيع من العلاج بدواء دوكسيسايكلين عن نتيجة مفادها انخفاض نسب الإصابة بالنوبات التشنجية القاتلة التي تُعدّ من أبرز مضاعفات المتلازمة، وعلى الرغم من عدم قدرة الدواء على شفاء المصابين من المتلازمة للأبد، إلّا أنه يُعد خيارًا وقائيًا فعالًا ضد النوبات التشنجية، وبالتالي تقليل أعداد الوفيات.
المرجع:
- Idro, R., et al. (2024). Doxycycline for the treatment of nodding syndrome: a randomised, placebo-controlled, phase 2 trial. The Lancet. Global Health.https://doi.org/10.1016/s2214-109x(24)00102-5