قد يُصاب الجهاز التناسلي لدى الرجال بالفطريات، والتي تُسبّب أمراضًا مختلفة أشهرها التهاب الحشفة (Balanities)،[1] أو داء المبيضات (Candidiasis) الذي ينتج عن نوعٍ من الخمائر يُسمى المبيضات (Candida)،[2] وهناك أمراضٌ أُخرى أقل شيوعًا، مثل مرض النخالية المبرقشة القضيبية (Penile Pityriasis Versicolor)،[3] الذي تسببه فطريات الملاسيزية النخالية (Malassezia furfur)،[4] والسعفة الأُربية (Tinea cruris) الذي تُسبّبه الفطريات الجلدية (Dermatophytes)، أبرزها شيوعًا حول العالم (Trichophyton rubrum).[5]
فما هي الأعراض التي تظهر على الرجل عند الإصابة بالفطريات؟ وما هي العوامل التي تزيد خطورة هذه المشكلات؟ كيفية تشخيصها؟ وما هي طريقة العلاج الأمثل؟
الأعراض المصاحبة لفطريات الجهاز التناسلي عند الرجال
يُعد مرض النخالية المبرقشة من أنواع العدوى الجلدية غير المصحوبة بأعراض، ولكن قد تظهر في بعض الحالات بعض البقع المُتقشّرة ذات اللون البني أو الأبيض في المنطقة المُصابة من الجلد،[4] أمّا عن السعفة التناسلية فيتميّز ظهورها ببقعٍ حلَقية حوافّها بارزة، حمراء اللون تميل إلى البني، تظهر في المنطقة الأربية، ونادرًا ما تُصيب كيس الصفن لدى الذكور.[6]
كما تظهر مجموعة من الأعراض التي تميز الإصابة بداء المبيضات أو التهاب الحشفة لدى الذكور:[2][7]
- حكّة واحمرار في الحشفة مع ظهور تشقّقات.
- تقرحات في الحشفة.
- إفرازات بيضاء كريهة الرائحة.
- ألم أثناء التبول.
- انتفاخ الغدد بالقرب من القضيب.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بفطريات الجهاز التناسلي لدى الرجال
يمكن أن يُصاب الذكور في أيّ مرحلة عمريّة بفطريات الجهاز التناسلي، التهاب الحشفة تحديدًا، لكن أظهرت الدراسات أنَّ معدل الإصابة بالتهاب الحشفة مثلًا عند الذكور المختونين أقل بنسبة 68% من الذكور غير المختونين، وأنَّ الأشخاص المصابين بالتهاب الحشفة تزداد لديهم احتمالية الإصابة بسرطان القضيب بنسبة 3.8%،[1] وهناك بعض العوامل الأُخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الحشفة:[1][8]
- السُمنة المُفرطة.
- إهمال نظافة المنطقة التناسليّة.
- مرض السكري.
- التهاب الجلد التماسي (Contact Dermatitis).
- استخدام الواقي الذكري.
- الحساسية لبعض المواد الكيميائية الموجودة في بعض المُستحضرات، مثل الصابون أو المزلقات.
- حالات الوذمة، مثل فشل القلب الاحتقاني، مرض الكُلاء (Nephrosis).
- التهاب المفاصل التفاعلي.
- العدوى المنقولة جنسيًا.
أيضًا توجد بعض العوامل التي قد ترفع من خطر إصابة الجهاز التناسلي بكل من النخالية المبرقشة أو السعفة التناسلية:
- النخالية المبرقشة: ترتبط مع حالات نقص المناعة نتيجة سوء التغذية، أو بسبب تناول أدوية الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)، أو الإصابة بمرض السكري، أو التعرُّض لظروف جويّة حارّة ورطبة.[4][9]
- السعفة التناسلية: يُعد إهمال نظافة المنطقة التناسلية، أو ارتداء ملابس بأنسجة تُعيق التهوية، أو الإصابة بالسكري من العوامل التي قد ترفع خطر الإصابة بالسعفة التناسلية.[5]
تشخيص فطريات الجهاز التناسلي لدى الرجال
في الغالب تُشخص فطريات الجهاز التناسلي لدى الرجال بالفحص السريري وتقييم الأعراض التي يشعر بها المريض، وذلك بإشراف الطبيب المختص،[1] وفي بعض الحالات يُوصَى بإجراء بعض الفحوصات المخبرية:[1][9]
- زراعة البكتيريا مخبريًا، في حال وجود إفرازات صديدية أو تقيُّحات.
- فحص للكشف عن فيروس الهربس البسيط (Herpes simplex virus (HSV)): في حال وجود حويصلات أو تقرحات.
- فحص مرض الزهري (Syphilis): في حال وجود قرحة في المنطقة التناسلية المُصابة.
- فحص الجرب.
- فحص للكشف عن بكتيريا الميكوبلازما التناسلية (Mycoplasma Genitalium) والمُشعرات (Trichomonas): في حال وجود التهاب في الإحليل.
- فحص هيدروكسيد البوتاسيوم (KOH).
علاج فطريات الجهاز التناسلي لدى الرجال
يُعد إجراء الختان هو الإجراء الوقائي والعلاجي الأول لكثير من العدوى الجلدية الشائعة في الأعضاء التناسلية لدى الرجال،[1] ومن ثُمَّ يأتي دور العلاجات الدوائية المُتاحة:
- مضادات الفطريات الموضعية أو الفموية (Antifungals):
تعمل المضادات الفطرية على تثبيط تصنيع مادة الإرغوستيرول في الخلية الفطرية، إذ تُعد هذه المادة مكونًا أساسيًا للغشاء البلازمي للخلية في الفطريات، مما يؤدي إلى القضاء عليها حال استخدام هذه المضادات،[5] من أبرز مضادات الفطريات:
1. دواء البيتاميثازون (Betamethasone):[10]
يُوضع على رأس القضيب للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ثلاث سنوات، أو المرضى الذين يُعانون من التهاب الحشفة الجاف والطفيف، مرتين في اليوم ولمدة شهرين.
أظهرت الدراسات نتائج إيجابية لدى استخدام دواء البيتاميثازون بنسبة نجاح تتراوح بين 65% إلى 95%، إذ كانت أفضل لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عشر سنوات مقارنةً بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم من ثلاث إلى عشر سنوات.
2. كريم كلوتريمازول الموضعي (Clotrimazole):[10]
يُعطى للرجال البالغين المحتمل إصابتهم بالتهاب الحشفة الذي تُسبّبه فطريات المُبيّضات.
3. أدوية الأزولات (Azoles):[4][5]
تشمل الكيتوكونازول (Ketoconazole)، وإيكونازول (Econazole)، وأوكسيكونازول (Oxiconazole)، وسولوكونازول (Suloconazole)، وميكونازول (Miconazole)، تُوصف هذه الأدوية مرة أو مرتين غالبًا يوميًا لمدة تتراوح من أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
كما تشمل أيضًا دواء الفلوكونازول (Fluconazole) الذي يُعطى بجرعة 150 ملغ عبر الفم في الأسبوع لمدة تتراوح من أسبوعين إلى أربع أسابيع في حالات النخالية المبرقشة الشديدة، ولدى الأشخاص الذين تتكرر معهم المشكلة باستمرار.
- أدوية “أللي أمينات” الموضعية (Allylamines):[5]
تشمل دواء التيربينافين (Terbinafine)، ودواء البوتينافين (Butenafine)، ودواء النافتيفين (Naftifine)، تُوصَف هذه الأدوية غالبًا مرة أو مرتين يومياً، لمدة أسبوعين إلى أربع أسابيع لعلاج مشكلة السعفة الأربية.
- كريم نيستاتين (Nystatin):[1]
يُستخدَم لعلاج التهاب الحشفة، وهو كريم بديل للأشخاص الذين يُعانون من حساسية لبعض أنواع مضادات الفطريات الأُخرى، مثل (Imadizole).
- كريم بيميكروليموس(Pimecrolimus) بتركيز 1%:[10]
يُستخدم هذا الكريم لدى الأشخاص الذين يُعانون من الإصابات المتكررة بالتهاب الحشفة، كبديل عن الستيرويدات الموضعية، ويتميز بنسبة شفاء تُقدر بما يُقارب 64%.
- المضاد الحيوي الموضعي باسيتراسين (Bacitracin):[10]
يُستخدم للأطفال لدى الاشتباه بوجود عدوى بكتيرية في الحشفة أيضًا.
طرق الوقاية من فطريات الجهاز التناسلي لدى الرجال
للوقاية من فطريات الجهاز التناسلي لدى الذكور يمكن اتباع محموعة من النصائح:[5][10]
- الالتزام بالنظافة الشخصية.
- تجنب السمنة وخسارة الوزن الزائد.
- تجنب ارتداء الملابس الضيقة.
- تجفيف الجلد تمامًا قبل ارتداء الملابس.
- مراقبة مستوى السكر في الدم باستمرار، ومحاولة السيطرة على المرض في حالة الإصابة بداء السكري أو أي اضطرابات صحيّة أُخرى.