خلع الورك
ان #خلع_الورك عند الاطفال هي حالة نادرة و قلما تكتشف عند الولادة مباشرة ، و ذلك لقلة الاعراض الجانبية الظاهرة على المولود حديثا ، وسابقا لمعرفة تشخيص الخلع عند الطفل كانت تُعمل صورا اشعاعية في الشهور الاولى من العمر بالاضافه الى الفحص السريري ولكن تبين ان هذه الطريقه للكشف المبكر عن خلع الورك هي غير مجديه تماما ولا تلبي الغرض المطلوب للكشف المبكر عن جميع انواع الخلع لان غالبية الخلع هو ذو خاصية تطوربة بل يسمى الان خلع الورك التطوري او نقص نمو الورك التطوري ولهذا لازلنا نرى كثيرا من الاطفال لم يكتشف الخلع عندهم الاعند عمر السنه او في بدايه المشي.
مع تقدم العلم وتطور اجهزة الموجات فوق الصوتيه ووجود مراكز خاصه لعظام الاطفال يتوفر بها طبيب عظام اطفال خبير , صار بالامكان اكتشاف خلع الورك مباشرة بعد الولادة و حتى في اليوم الاول وهذه الطريقه تفوق كثيرا الصور الاشعاعيه لان هذه الصور لا تظهر موقع راس عظمة الفخذ الموجودة في الحق
(الورك) كونها مادة غظروفية غير عظمية و لكن الصور فوق الصوتية تبين كل شي و نستطيع بها تحديد موقع الرأس و تحديد الجزء المكشوف منه و كذلك نستطيع التنبأ باحتمالية ثبات او عدم ثبات المفصل بالشهور القادمة و ذلك من خلال مقدرتنا على رؤية الحركة المفصلية للورك بواسطة قياس الزوابا بدقة متناهية ومن خلال الصور فوق الصوتية المتحركة (Dynamic U.S) .
والجدير بالذكر ان الصور فوق الصوتية غير مؤذية للطفل ولا تعرضه للإشعاعات السينية على الاطلاق.
وقد اصبح بالامكان خفض عدد المعالجين بخلع الورك بنسبة كبيرة،
وفي مركزنا نحن نستخدم هذا التقنية
منذ زمن بعيد ، ولقد وجدنا ان نسبة هائله من الحالات الي تراجعنا ومشخصة من قبل زملاء اخرين في الاردن بان لديهم خلع ورك ليس لديهم خلع ورك على الاطلاق ، وسبب ذلك لعدم الدقة في التشخيص او الجهل بطريق فحص الخلع بواسطه الاتراساوند التي وضع اسسها وزواياها البروفيسور النمساوي قراف
( Graf).
ولقد لاحظنا أنه لا بد أن تجري الصور فوق الصوتية من قبل طبيب لديه المهارة الكافية ولديه الممارسة العملية المستديمة بعد حضور كورسين او ثلاثه مع البروفوسور قراف (Graf) وكذلك متابع لتطورات العلم الحديث، ولديه الخبرة الكاملة لتحديد الحالة بالضبط.
. ويفضل دائما أن الذي يقوم بإجراء الصور الصوتية هو نفس الطبيب المعالج ولقد لاحظنا أن كثيرا من الصور الصوتية من قبل بعض اطباء الاشعة الذين لم يحضروا كورسات قراف تؤدي إلى تشكيك طبيب الاطفال أو طبيب العظام في كيفية العلاج مما زاد نسبة الاطفال المعالجين للخلع في الاردن وهم لا يعنون من اي خلع.
لا بد من الاشارة إلى نقطة مهمة جدا هو الصور فوق الصوتية تراقب المفصل خلال العلاج تحديدا خلال وضع جهاز معالجة الخلع على الطفل ، و ذلك انه طبيا اذا لم يرجع الخلع خلال اسبوعين الى ثلاثة فيعني ذلك انه بات ابقاء الجهاز على الطفل في غاية الخطورة، ويؤدي إلى نخر في رأس عظمة الورك، إذا حصل هذا النخر لا سمح الله فإنه يعني العرج الابدي للمريض وحينها لا يوجد علاج لهذه الحالات .
. وأعتقد أنه لا بد من التركيز على هذه النقطة لان جميع حالات النخر لرأس عظمة الفخذ هي ناتجة عن سوء علاج الطفل الذي يعاني من خلع في الورك، فإبقاء الجهاز أو الجبس على حوض الطفل إذا كان المفصل لرأس عظم الورك محشوراً أو يوجد عوائق لارجاعه فإن ذلك يؤدي الى انقطاع الدورة الدموية عن راس عظم الفخد و يعني نخرا مزمنا له .ومن هنا يأتي دور الصور الفوق صوتية التي تظهر مدى فائدة العلاج و خطورته في آن واحد .
و باختصار ، أن كثيرا من الاطفال الذين يعالجون بأجهزة الخلع لا يعانون من الخلع وأن احصائياتنا الشخصية تظهر ان 90% من الحالات المشخصة ليس بحاجة لأي علاج سوى المتابعة .و للعلم ان نسبة الخلع في الأردن قليلة جدا ، و لكن مع الأسف لعدم التأكد من تشخيص الحالة كثيرا ما يلجىء الأطباء لوضع الأجهزه لتجنب أي مسوؤلية في حال تطورت حالة الطفل الى خلع ، او لعدم التأكد من التشخيص . لذلك ننصح بمراجعة اسلوب الطرق المخصصة للكشف عن خلع الورك و علاجه في الأردن.