يقع الرحم داخل منطقة الحوض مُحاطًا بمجموعة من العضلات والأربطة الداعمة له، ولكن مع تكرار الحمل والولادة وعُسر المخاض، وتقدُم العُمر تضعُف العضلات المحيطة بالرحم، مُسببةً بذلك ارتخاء الرحم ونزوله في القناة المهبلية مُسببًا ما يسمى هبوط الرحم.[1] ما هي أسباب هبوط الرحم؟ وما هي أعراضه؟ وما هي طرق العلاج؟
ما هو هبوط الرحم؟
هبوط الرحم (بالإنجليزية: Uterine prolapse) أو ما يُعرف نزول الرحم أو تدلي الرحم هو نزول الرحم من مكانه الأصلي إلى المهبل نتيجة ضعف عضلات وأربطة قاع الحوض لأسباب عديدة منها الحمل المتكرر والمخاض العسِر أو نقص مستويات هرمون الإستروجين بسبب التقدم في العمر، كما قد يحدث هبوط الرحم في أي فترة عُمرية، وتختلف شدته من هبوط الرحم الطفيف والذي لا يحتاج للعلاج إلى هبوط الرحم الشديد الذي يسبب الشعور بعدم الراحة ويؤثر على الأنشطة المختلفة ويُفضل علاجه في هذه الحالة.[1][2]
هبوط الرحم والدورة الشهرية
تُلاحظ العديد من النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث (قبل سن اليأس) واللاتي يعانين من هبوط الرحم تغيرًا في الدورة الشهرية وتفاقم شدة الاعراض قبل الدورة الشهرية بيومين وخلال الدورة الشهرية.[3]
قد تعاني النساء الأصغر سنًا من هبوط الرحم وذلك بسبب الحمل والولادة الطبيعية، أيضًا بسبب الحمل بأطفال ذوي الأوزان الثقيلة،[4] من أسباب هبوط الرحم لدى النساء الأصغر سنًا واللاتي لم يسبق لهن الولادة:[4]
- الإصابة بأمراض الرئة المزمنة مثل التهاب القصبات والربو أو بسبب التدخين؛ وذلك بسبب السعال الدائم الذي ينجُم عنها ويُسبب ضغطًا على عضلات الحوض.
- الإصابة بمرض الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
- السُمنة المفرطة.
- إجراء عملية جراحية لإصلاح فتق البطن.
- الإمساك الشديد والمستمر.
- رفع الأحمال الثقيلة.
- استئصال الرحم.
ما هي أنواع هبوط الرحم؟
قد يؤدي ضعف عضلات قاع الحوض لهبوط الرحم لعدة مراحل كالآتي:[1]
- هبوط الرحم من الدرجة الأولى، يتضمن نزول عنق الرحم فقط إلى المهبل.
- هبوط الرحم من الدرجة الثانية، يتضمن نزول عنق الرحم ووصوله إلى القرب من فتحة المهبل.
- هبوط الرحم من الدرجة الثالثة، يتضمن خروج عنق الرحم من فتحة المهبل.
- هبوط الرحم من الدرجة الرابعة، يتضمن خروج الرحم كاملًا من المهبل وذلك بسبب ضعف جميع عضلات قاع الحوض وتسمى هذه الحالة التدلي الكامل للرحم (بالإنجليزية: Procidentia).
ما هي أسباب هبوط الرحم؟
يحدث نزول الرحم غالبًا بسبب الولادات المتكررة التي تُسبب ضعفًا في عضلات قاع الحوض،[1] ومن الأسباب الأُخرى لهبوط الرحم:[1][2][5]
- الحمل والولادة الطبيعية والولادات المتكررة أو صعوبة المخاض.
- ولادة طفل كبير الحجم.
- ضعف عضلات قاع الحوض المرافق لتقدم العمر.
- ضعف الأنسجة المحيطة بسبب نقصان الإستروجين بعد انقطاع الطمث.
- الاضطرابات التي قد تزيد الضغط على البطن مثل السُعال المستمر والمزمن خاصة مع مرضى الربو والتهاب القصبات، والإجهاد أثناء الإمساك مثلًا، وأورام الحوض أو تجمع السوائل في منطقة البطن.
- السُمنه.
- التدخين.
- خلل في الأربطة الخارجية الداعمة للرحم بسبب إجراء عملية جراحية كُبرى في منطقة الحوض.
- رفع الأحمال الثقيلة مرارًا.
من الحالات الأخرى المرتبطة بهبوط الرحم:[1]
- فتق المثانة (بالإنجليزية: Cystocele) أو هبوط المهبل الأمامي وهو فتق أو بروز في الجدار العلوي الأمامي من المهبل بسبب اندفاع جزء من المثانة إليه، تُعرَف هذه الحالة بتدلي المثانة أيضًا ومن أعراضها الحاجة المتكررة للتبول واحتباس البول، وسلس البول.
- تدلي الأمعاء الدقيقة أو القيلة المعوية (بالإنجليزية: Enterocele) وهو فتق أو انتفاخ في جدار المهبل الخلفي العلوي بسبب انتفاخ جزء من الأمعاء الدقيقة نحو المهبل، من أهم أعراضها ألم شديد في الظهر عند الوقوف لكنه يزول عند الاستلقاء.
- القيلة المستقيمية (بالإنجليزية: Rectocele) وهو فتق أو انتفاخ في جدار المهبل الخلفي السفلي بسبب انتفاخ المستقيم نحو المهبل، إذ يُسبب ذلك صعوبة في إخراج الفضلات من الأمعاء لدرجة قد تستدعي دفعها من داخل المهبل لتسهيل الإخراج.
ما هي أعراض هبوط الرحم؟
لا يسبب هبوط الرحيم الطفيف أيّ أعراضٍ ملحوظة، ولكن يُسبب هبوط الرحم المتوسط إلى الشديد ضغطًا على الأعضاء الأخرى مثل المثانة أو الأمعاء [5] مُسببًا الأعراض الآتية:[1][2][5]
- الشعور بالامتلاء أو الضغط في منطقة الحوض؛ شعور المرأة كأنها تجلس على كُرة.
- ألم أسفل الظهر.
- ألم الحوض.
- ألم في البطن.
- ألم أثناء الجماع.
- صعوبة التبوّل أو سلس البول أو احتباس البول أو الإلحاح المتكرر للتبوّل.
- التهاب المثانة المتكرر.
- إفرازات شديدة في المهبل.
- صعوبة خروج البراز والإمساك.
- ظهور نسيج بارز خارج المهبل.
- عدم الشعور بالراحة أثناء المشي.
قد تزداد الأعراض سوءًا عند الوقوف أو المشي لفتراتٍ طويلة وذلك بسبب ضغط الجاذبية الأرضية على عضلات الحوض.[3]
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يُنصح بمراجعة طبيب النسائية عند ظهور الأعراض الآتية:[1]
- انسداد الأمعاء.
- صعوبة التبوّل.
- خروج الرحم كاملًا من المهبل.
- الشعور بقرب عنق الرحم من فتحة المهبل.
- الشعور بخروج جزء من المهبل.
- الشعور بضغط في قناة المهبل.
- ألم أسفل الظهر المستمر الذي يرافقه صعوبة المشي وصعوبة التبوّل، وصعوبة التغوط.
ما هو علاج هبوط الرحم؟
يعتمد اختصاصي النسائية والتوليد على شدة ودرجة هبوط الرحم والعمر والحالة الصحية ورغبة المريضة في الحمل من عدمها مستقبلًا في تحديد العلاج المناسب لنزول الرحم، إذ يشمل العلاج الجراحي أو غير الجراحي.[5] يتضمن علاج هبوط الرحم:[1][5]
- تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض، إذ تقوّي عضلة الحجاب الحاجز للحوض وتدعمها، يُفضل هذا العلاج في الحالات الطفيفة من هبوط الرحم، تتمثل تمارين كيجل بشد عضلات الحوض بما يشبه محاولة حبس البول لعدة ثوانِ، يُنصَح بتكرار التمرين 10 مرات في كل مرة.
- الكريم المهبلي.
- الفرزجة المهبلية أو الحلقة المهبلية، وهي عبارة عن حلقة مطاطية أو بلاستيكية بيضاوية الشكل تُركب حول أو أسفل الجزء السفلي من عنق الرحم، إذ تُساعد على تثبيت الرحم وإعادته إلى مكانه الصحيح، إذ يُركّب طبيب النسائية الحلقة ويوصي المريضة بمجموعة من الإرشادات عن كيفية تنظيفها وإزالتها قبل الجماع.
- الجراحة من خلال استئصال الرحم، إذ يُعد استئصال الرحم من العمليات الكُبرى، يُستأصل الرحم من خلال شق في البطن أو شق في المهبل.
- الجراحة دون استئصال الرحم من خلال إعادة تثبيت أسفل الرحم مع الأربطة في الحوض ليعود لمكانه الطبيعي.
هل يمنع هبوط الرحم الحمل؟
يُعد هبوط الرحم أمرًا مُقلقًا للعديد من النساء اللاتي يُخططن للحمل، إذ بالرغم من ألم الجماع بسبب تدلي الرحم فإن ذلك لا يمنع من حدوث الحمل ولا يُسبب العقم، ويجب الخضوع للرعاية الطبية الشديدة أثناء الحمل لتجنب مضاعفات الحمل، كما تُفضّل الولادة القيصرية عِوضًا عن الولادة الطبيعية في حالات هبوط الرحم والحمل.[6]