مكملات الكالسيوم: ما فوائدها للجسم؟ وما الجرعات المُوصَى بها؟ وهل لها أضرار؟

مكملات الكالسيوم هي واحدة من المكملات الغذائية الضرورية لتلبية الاحتياج اليومي من عنصر الكالسيوم، إذ تُسهم في علاج حُرقة المعدة، وعُسر الهضم، والتقليل من مخاطر هشاشة العظام، والوقاية من تسمم الحمل ومخاطر الإجهاض، وتتسمُ مكملات الكالسيوم ببُطء امتصاصها مُقارنةً بمُركبات الكالسيوم الموجودة في الطعام.

حظيت مكملات الكالسيوم بشهرةٍ واسعة خلال الآونة الأخيرة؛ لأهميتها المُتزايدة في تلبية جزءٍ من الاحتياج اليومي للكالسيوم، في الوقت الذي قد لا يصبح بالإمكان تحصيله كاملًا من خلال الغذاء، ويلعب الكالسيوم دورًا لا غنى عنه في تعزيز صحّة الأسنان والوقاية من هشاشة العظام وتدعيم بنائها، وتتسم مكملات الكالسيوم ببطء امتصاصها مُقارنًة بمُركبات الكالسيوم الموجودة في الطعام [1].

أنواع مكملات الكالسيوم

تتباين أنواعُ مكملات الكالسيوم وفقًا للصيغة الكيميائية لكُل مُركب،[1] ومن أشهر أشكال مكملات الكالسيوم:[2][3]

  • كربونات الكالسيوم (Calcium Carbonate): يتّسمُ بأنه النوع الأكثر تأثرًا بأحماض المعدة؛ مما يُوجب تناوله مع الطعام أو بعد تناول وجبة مُشبعة لتحقيق معدل امتصاصٍ أفضل له، والوقاية من الإصابة بالإمساك.
  • سترات الكالسيوم (Calcium Citrate): وهو من أفضل مكملات الكالسيوم؛ إذ يُعد الأقل اعتمادًا على أحماض المعدة مقارنةً بكربونات الكالسيوم، مما يرفع معدل امتصاصه سواءً قبل الطعام أو بعده، إلى جانب انخفاض معدل الآثار الجانبية المرافقة.
  • كبريتات الكالسيوم (Calcium sulfate).
  • أسكوربات الكالسيوم (Calcium ascorbate).
  • الأشكال الأُخرى للكالسيوم: لاكتات الكالسيوم، وفوسفات الكالسيوم.

فوائد مكملات الكالسيوم

تترك مكملات الكالسيوم أثرًا إيجابيًا فعالًا في الجسم،[1] وتشمل أبرز منافع مكملات الكالسيوم لجسم الإنسان:

  • علاج ضعف كثافة العظام وهشاشتها والوقاية من الكُسور: تلعب مكملات الكالسيوم دورًا في الوقاية من هشاشة العظام خاصةً عند تناولها جنبًا إلى جنب مع فيتامين (د) -وفقًا لبعض الدراسات-، وخاصةً النساء بعد انقطاع الطمث نتيجة غياب الإستروجين لديهُن، وكذلك لدى الرجال في مراحل عمرية متقدمة، مما يُقلل من خطر الإصابة بالكسور الناجمة عن هشاشة العظام، تحديدًا في الورك والفقرات والساعدين.[1][3]
  • التقليل من مخاطر الإصابة بالسرطان: أثبتت الأبحاث وجود علاقةٍ طردية ما بين تناول مكملات الكالسيوم وانخفاض مخاطر الإصابة بالسرطان، وخاصةً سرطان القولون والمستقيم، إذ لوحظ انخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 8٪ مع زيادة تناول الكالسيوم بمعدل 300 ملجم يوميًا.[3]
  • التقليل من مخاطر تسمُم الحمل ومخاطر الإجهاض: تشير الدراسات إلى أنّ تناول مكملات الكالسيوم يمكنها تخفيف معدل المخاطر المرافقة للحمل، مثل الولادة المبكرة، وذلك نتيجة قدرة مكملات الكالسيوم على تقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى النساء خلال الحمل وما ينجُم عنه من مشكلات صحيّة.[4]
  • تخفيف عُسر الهضم وحُرقة المعدة بالتزامن مع مضادات الحموضة.[5]
  • التغلب على مشكلة انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم.[6]

أضرار مكملات الكالسيوم

بحسب المراجع العِلمية فإن تناول (10.2 ملغم لكُل ديسيلتر) أو أكثر يوميًا من مكملات الكالسيوم يمكن أن يندرج تحت بند "فرط الكالسيوم في الدم" الأمرُ الذي قد يترتبُ عليه بعض الأعراض الجانبية،[7] أكثرها شيوعًا:

الجرعة اليومية المُوصى بها من مكملات الكالسيوم

قد يتساءل البعض عن كيفية تناول مكملات الكالسيوم، وفي هذا الإطار ينصح الباحثون بضرورة زيادة جرعة مكملات الكالسيوم تدريجيًا، يمكن البدء بجرعة (500 ملغ) يوميًا لمُدّة أسبوع، ومن ثمّ زيادتها تدريجيًا، وذلك بعد استشارة الطبيب.[8]

كما تُشير الدراسات إلى أهمية توزيع جرعات مكملات الكالسيوم على مدار اليوم، لتدعيم الامتصاص، والتقليل من الآثار الجانبية كالانتفاخ والغازات، ولا ينبغي أن يتناول الفرد أكثر من (500 ملغ) كل مرة.[8] أدناه جدولٌ يوضح حاجة الجسم اليوميّة من الكالسيوم وفقًا للعمر:[3]

العُمر

المقدار اليوميّ من الكالسيوم

19 إلى 50 عامًا

1000 ملغ يوميًا

51 إلى 70 عامًا

الرجال: 1000 ملغ يوميًا

النساء: 1200 ملغ يوميًا

71 عامًا فما فوق

1200 ملغ يوميًا

أشهر التداخلات الدوائية مع مكملات الكالسيوم

كما هو الحال مع الكثير من المكملات الغذائية، فإن التفاعلات الدوائي أمرٌ وارد الحدوث [9]، ومن أهم التفاعلات الدوائية مع مكملات الكالسيوم:

  • الكينولون (Quinolone): أثبتت الدراسات تأثيرًا سلبيًا على امتصاص الكينولونات - إحدى عائلات المُضادات الحيويّة الشهيرة- مثل سيبروفلوكسَاسين (Ciprofloxacin) عند تناوله مع مكملات الكالسيوم، لذا يُنصح بتناول الكينولونات قبل تناول مُكملات الكالسيوم بساعتين، أو بعدها بساعتين [9].
  • الليثيوم (Lithium): لُوحظ بأن تناول عقار الليثيوم -المُستخدم في علاج اضطراب ثنائي القطب- على المدى البعيد يمكن أن يزيد من مخاطر فرط الكالسيوم في الدم، ما قد يتسبّب بمضاعفة حدته في حال تناول المريض لمكملات الكالسيوم في آنٍ معًا [10].
  • ليفوثيروكسين (Levothyroxine): وُجد بأن تناول كربونات الكالسيوم من شأنه أن يتعارض مع امتصاص هرمون الغدة الدرقية (ليفوثيروكسين)، وهو الهرمون المُستخدم في علاج سرطان الغدة الدرقية وقصورها [11].

زيادة فعاليّة مكملات الكالسيوم

هناك العديد من الأغذية التي من شأنها تحسين معدل امتصاص مكملات الكالسيوم وزيادة مفعولها،[12] أبرزها:

  • البوتاسيوم: تُحفز مكملات البوتاسيوم من إعادة امتصاص الكالسيوم من العظام، وتقلل من نسبة طرحه مع البول.[13]
  • فيتامين د: يُسهم تناول فيتامين د جنبًا إلى جنب مع الكالسيوم في تحفيز امتصاصه، إذ يزداد امتصاص الكالسيوم في الأمعاء بما يُقارب 30% إلى 40% في حالة تناول فيتامين د.[12]
  • البروتينات؛ وفقًا للتجارب المخبرية يمكن أن تلعب البروتينات دورًا في زيادة امتصاص الكالسيوم عبر تحفيز إفراز حمض المعدة، مما قد يعزز فعاليّة مكملات الكالسيوم.[14]

الأطعمة الممنوعة مع مكملات الكالسيوم

يُنصح بتناول بعض الأطعمة باعتدال مع مكملات الكالسيوم، أو الحفاظ على فارق زمني بينهما، لتأثيراتها السلبية على مفعولها،[15] من أبرزها:

  1. الأطعمة الغنية بالصوديوم؛ تُشير الدراسات إلى انخفاض معدل امتصاص مكملات الكالسيوم في حال تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم.[15]
  2. الأطعمة الغنية بحمض الأوكساليك؛ تُشير الدراسات إلى أن تناول مكملات الكالسيوم جنبًا إلى جنب مع الأطعمة الغنية بحمض الأوكساليك من شأنها أن تبطئ من عملية امتصاصه، وتزيد من خطر تكون الحصوات،[16] من الأمثلة على هذه الأطعمة:[17]
  • السبانخ.
  • جذور البنجر.
  • المكسرات.
  • البقوليات.
  • الحبوب.
  • البطاطا الحلوة.
  • البطاطا.

مكملات الكالسيوم والحمل

أوصَت منظمة الصحة العالمية بتناول مكملات الكالسيوم خلال فترة الحمل للنساء ممّن يُعانين من نقص مستويات الكالسيوم، إذ يُنصَح به للحوامل -خصوصًا الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم- لقدرته على توفير الوقاية من حدوث تسمم الحمل لديهُن، كما أنّه يُقلّل من خطر التعرض لارتفاع ضغط الدم الذي يُحفّزه الحمل.[18]

كما توصي بعض المنظمات الصحيّة بضرورة تناول مكملات الكالسيوم ضمن الجرعات المسموح بها لدى النساء خلال فترة الحمل ممّن لا يحصلن على الكالسيوم من مصادره الغذائية بكميات كافية؛ تجنبًا للإصابة بتسمم الحمل، وقد أشارت دراسةٌ شمولية إلى أن تناول مكملات الكالسيوم (بجرعة 1500 إلى 2000 ملغ/يومًا) قللت من خطر الإصابة بتسمم الحمل بنسبة 38٪.[3]

أيضًا، أثبتت الأبحاث العلاقةً الوطيدةً ما بين تناول مكملات الكالسيوم خلال الحمل والتقليل من مخاطر الإصابة بالنزيف.[4]

في المقابل يمكن أن ترتفع مستويات الكالسيوم في الجسم خلال الحمل نتيجة فرط تناول مكملات الكالسيوم، وعلى الرغم من ندرة حدوث ذلك، إلّا أنّ له عددًا من العواقب الصحيّة، فقد يتسبّب بزيادة معدلات الإجهاض، وتأخُّر نمو الجنين داخل الرحم، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على صحة الأم؛ إذ يتسبب في الإصابة بحصوات الكلى وقُصور وظائفها، وعدوى المسالك البولية.[4][18]

كتابة: الصيدلانية إسراء رجب - الخميس ، 15 شباط 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan

المراجع

1.
Kelvin Li,- Xia-Fang Wang - Ding-You Li, Yuan-Cheng Chen, - Lan-Juan Zhao,- Xiao-Gang Liu,- Yan-Fang Guo,- Jie Shen, - Xu Lin, - Jeffrey Deng,- Rou Zhou,- and Hong-Wen Deng. (2018 Nov 28). The good, the bad, and the ugly of calcium supplementation: a review of calcium intake on human health . Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6276611/
2.
Jacob Berman and David C. Dugdale. (June 19, 2023). Calcium supplements. Retrieved from https://medlineplus.gov/ency/article/007477.htm
3.
National Institutes of Health: Office of dietary supplements. (October 6, 2022). Calcium - Fact Sheet for Health Professionals. Retrieved from https://ods.od.nih.gov/factsheets/Calcium-HealthProfessional/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية