مطاعيم الأطفال ومواعيد الجرعات

تساعد مطاعيم الأطفال في تهيئة الجهاز المناعي في الجسم للتعرّف على أنواعٍ معينة من الجراثيم المُمرضة ومحاربتها، ويتضمّن جدول مطاعيم الأطفال أنواعًا مختلفة من اللقاحات التي تُعطى في عمرٍ محدّد، مثل لقاح التهاب الكبد الوبائي B، ولقاح فيروس الروتا، ولقاح شلل الأطفال، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود عددٍ من المشكلات التي قد تحُول دون تلقّي المطعوم في موعده، كالتعرّض مسبقًا لصدمة حساسية أو لآثارٍ جانبيّة خطِرة عند استخدام المطعوم.

يُعدّ تطوير المطاعيم الآمنة والفعّالة ضدّ عددٍ من الأمراض المعدية واحدًا من أهم التطورات العلميّة خلال العقود الأخيرة الماضية، وقد مهّد هذا الإنجاز توسعة الآفاق والنظر إلى مستقبلٍ واعد وأكثر إشراقًا، إذ تسهم مطاعيم الأطفال في إنقاذ حوالي 2-3 مليون من الأرواح سنويًّا في جميع أنحاء العالم، وقد ترتّب على ذلك خفض معدّل الوفيات العالمي بين الرُضّع من 65 وفاة لكل 1000 مولود حي في عام 1990 ميلادي، إلى 29 وفاة لكلّ 1000 مولود حي في عام 2018 ميلادي، وأشارت تقارير إدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية (United Nations Department of Economic and Social Affairs) التي صدرت في عام 2019 ميلادي إلى وجود توقّعات بشأن احتماليّة وصول عدد سكان الأرض إلى ما يقارب 10 مليار نسمة بحلول عام 2055 ميلادي، وأنّ جزءًا من هذا الإنجاز منوطٌ باستخدام المطاعيم الفعّالة التي تقي من الأمراض وربما تطيل العمر المتوقَّع للسكان.[1][2]

ما هي المطاعيم؟

تتوفر المطاعيم أو اللقاحات (Vaccines) كحقن، أو حبوب، أو سوائل، أو بخاخات أنف تُعطى بهدف تمكين الجهاز المناعي من التعرّف على الجراثيم المُمرضة التي تدخل الجسم ومحاربتها، كالمطاعيم التي تقي ضدّ فيروسات الإنفلونزا ومطاعيم الكزاز (Tetanus)، لذلك يساعد تطعيم الأطفال في حمايتهم من الأمراض المُعدية، وقد يطلق على التطعيم أيضًا مصطلح التمنيع أو التحصين (Immunization)‏، كونه يساعد في تطوير مناعة في الجسم ضدّ المرض.[3][4]

أنواع المطاعيم

تتوفر أنواعٌ مختلفة من المطاعيم:[3][5]

  • المطعوم الحيّ المُضعف (Live-attenuated vaccine)، إذ يساعد هذا المطعوم على تطوير استجابات خلوية ومناعية قويّة لاحتوائه على نسخة ضعيفة من العامل المُمرض، ويكون التأثير المناعي لهذا النوع من اللقاحات طويل الأمد، ويُشار إلى ضرورة تجنّب إعطاء اللقاح الحيّ المُضعف الحي للأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، ويُعزى ذلك إلى أنّ استخدامه قد يفاقم المشكلة الصحيّة لدى هذه الفئة من الأشخاص، ومن الأمثلة على المطعوم الحي المَضعّف؛ مطعوم الحصبة (Measles)، والنُّكَاف (Mumps)، وجدري الماء (Chickenpox).
  • المطعوم المُعطل (Inactivated vaccine)، وهو المطعوم الذي يَستخدم نسخة ميتة أو غير حيّة من الجرثومة المُمرضة، إذ تُستخدم الحرارة، أو المواد الكيماويّة، أو الإشعاع لتدمير العامل المُمرض وتعطيله، وهو ما يساعد في زيادة استقرار هذا النوع من المطاعيم، ويُعدّ مطعوم الإنفلونزا مثالًا على المطعوم المعطّل، وهو من المطاعيم التي تُعطي استجابة مناعيّة ضعيفة في الجسم، ممّا يستدعي إعطاء جرعات تعزيزيّة إضافيّة منه للحِفاظ على تمنيع الجسم ضدّ الفيروس.
  • مطاعيم الوحدات الفرعية (Subunit vaccines)‏، وهي اللقاحات التي تتكوّن من أجزاءٍ محدّدة من مُولدات الضدّ التي تتعرف عليها الأجسام المُضادة أو الخلايا التائية (T cell) وترتبط بها، مثل مطعوم التهاب الكبد الوبائي B، وتكون الآثار الجانبيّة لاستخدام مطاعيم الوحدات الفرعيّة أقل مقارنةً بغيرها، كونها تحتوي فقط على مولدات ضدّ محدّدة.
  • اللقاح المقترن (Conjugate vaccine)، وهو أحد أنواع لقاح الوحدات الفرعية (Subunit vaccine)‏، إذ يُستخدم فيه أجزاء محدّدة فقط من العامل المُمرض، من خلال ربط مولّدات الضدّ أو السم المعطَّل (Toxoids) بمتعددات السكاريد (Polysaccharides) الموجودة على الغلاف الخارجيّ للجرثومة بهدف تحفيز المناعة في الجسم، ومثال على اللقاح المقترن مطعوم المستدمية النزلية نوع ب (Haemophilus influenzae type B).
  • لقاحات مكوّنة من الذوفان (Toxoid vaccines)، مثل لقاح الخُنَاق (Diphtheria)، والكزاز (Tetanus)، وهي أنواع من اللقاحات التي يُستخدم فيها السموم (Toxin) غير النّشِطة التي صنعتها الجرثومة بهدف تحفيز الاستجابة المناعيّة في الجسم.
  • لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA vaccine)؛ يُستخدم في هذا اللقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال (الرنا) لتوجيه خلايا الجسم حول كيفيّة تصنيع بروتينات معينة من الجرثومة.
  • لقاح الناقلات الفيروسية (Viral vector vaccine)؛ تُستخدم فيه المادّة الوراثية التي تعطي الخلايا تعليمات لإنتاج بروتين الكائن الحي الدقيق، كما تحتوي هذه اللقاحات على فيروس مختلف غير ضار يساعد على إدخال المادّة الوراثيّة إلى داخل خلايا الجسم.

جدول مطاعيم الأطفال

يساعد جدول المطاعيم المُوصى به للأطفال والرُضّع على معرفة أنواع المطاعيم التي يحتاجها الطفل لحمايته من بعض أنواع العدوى،[6] ويوضّح جدول مطاعيم الأطفال في الصورة المُرفقة أنواع اللقاحات المطلوبة، والفئة العمريّة المستهدفة، وعدد الجرعات المطلوبة اعتمادًا على توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (American Academy of Pediatrics)، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (Centers for Disease Control and Prevention):[6]

مطعوم الملاريا للأطفال

أوصت منظمة الصحة العالمية في شهر تشرين الأول وفق الدراسة التي نُشرت في مجلة ذا لانسيت (The Lancet) لعام 2021 ميلادي بتوسعة نطاق استخدام مطعوم الملاريا (RTS,S) في المناطق الموبوءة في جميع أنحاء العالم، وقد اقترحت اللجنة الصحيّة إضافة مطعوم الملاريا (RTS,S) لجدول مطاعيم الأطفال الذين يقطنون مناطق انتقال عدوى المتصوّرة المنجلية (Plasmodium falciparum) بمعدلات متوسطة إلى مرتفعة، وإعطاء المطعوم على أربع جرعات، وإضافة بنود هذه التوصية لبروتوكولات مكافحة الملاريا الحاليّة للسيطرة على انتشار العدوى.[7]

موانع استخدام مطاعيم الأطفال

قد تزيد بعض المشكلات التي يعانيها الطفل من احتمالية حدوث آثار جانبيّة شديدة عند تلقّيه المطعوم،[8] وعليه فإنّ موانع استخدام المطاعيم:[8][9]

  • وجود تاريخ شخصي سابق لحدوث تفاعل صدمة الحساسيّة أو التفاعل التأقِي (Anaphylactic reaction) لمكونات المطعوم أو المواد المُستخدمة في إنتاجه.
  • نقص المناعة الشديد، كما يحدث في حالات الإصابة بـ فقد غاماغلوبولين الدم (Agammaglobulinemia)، وعوز الخلية التائية المكتمل (Complete T-cell deficiency)، والإصابة بعدوى فيروس عوز المناعة البشري (HIV) مع انخفاض عدد بروتينات كتلة التمايز 4 (CD4) لأقل من 15% من مُجمل عدد الخلايا اللمفاوية، كذلك قد يحدث نقص المناعة الشديد كنتيجة لاستخدام العلاجات التي تثبّط المناعة، مثل الستيرويدات أو العلاج الكيميائي.
  • حدوث تفاعلات جانبيّة خطِرة لدى استخدام المطعوم في وقتٍ سابق، كالإصابة بمتلازمة غيلان باريه (Guillain-barré syndrome)، أو نقص الصفيحات الدموية (Thrombocytopenia)‏، أو التهاب العصب العضدي (Brachial neuritis)، وتختلف هذه التفاعلات عن صدمة الحساسية.
  • المعاناة من مرضٍ ما والإصابة بحمّى شديدة، إذ يُوصى في هذه الحالة بضرورة تأجيل إعطاء المطعوم لوقتٍ آخر، ويُشار إلى أنّ الأمراض البسيطة –كالرشح مثلًا- لا تمثّل عادةً مانعًا لتلقّي المطعوم.
كتابة: الصيدلانية بيان ربيع - الثلاثاء ، 20 شباط 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan

المراجع

1.
Rodrigues CMC, Plotkin SA. Impact of Vaccines; Health, Economic and Social Perspectives. Front Microbiol. 2020 Jul 14;11:1526. Retrieved from https://doi.org/10.3389%2Ffmicb.2020.01526
2.
Nandi A, Shet A. Why vaccines matter: understanding the broader health, economic, and child development benefits of routine vaccination. Hum Vaccin Immunother. 2020 Aug 2;16(8):1900-1904. Retrieved from https://doi.org/10.1080/21645515.2019.1708669
3.
MedlinePlus [Internet]. Bethesda (MD): National Library of Medicine (US); [updated Jun 24; cited 2020 Jul 1]. Vaccines. Retrieved from https://medlineplus.gov/vaccines.html

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري مطاعيم الأطفال أونلاين عبر طبكان
احجز