على الرغم من وجود بعض الدراسات السابقة التي أظهرت نتائج مفادها غياب العلاقة بين هذين المرَضين، إلّا أنّ الحاجة المُلحّة لتشخيص التهاب المفاصل المناعي مبكرًا -نظرًا للمضاعفات المرافقة للإصابة به- حتّمت البحث عن جميع الاضطرابات أو العوامل التي قد تُسهم في ظهور هذا المرض.
قارنت الدراسة الحديثة بين مجموعتين من المشاركين، إذ تعاني إحداهما فقط من عدوى تُسبّبها الملوية البوابيّة (Helicobacter pylori) أو ما تُعرَف بجرثومة المعدة، والتي جرى مقارنتها بمجموعةٍ أُخرى من الأشخاص الأصحّاء لتقييم معدل الإصابة بالتهاب المفاصل المناعي لدى المجموعتين، وخلُصت الدراسة إلى نتيجة مفادها ارتفاع خطر الإصابة بالتهاب المفاصل المناعي لدى المصابين بجرثومة المعدة خصوصًا أُولئك الذين ينحدرون من بيئة بظروفٍ اقتصادية مُتردّية، إضافة إلى الذين يعانون من أمراض الكلى والكبد المزمنة، كما أنه يرتفع بوضوح لدى المرضى الذين لم يتجاوزوا الثلاثين من أعمارهم من كلا الجنسين.
تقدّم هذه الدراسة نتائج مهمة لا بُدّ للأطباء من أخذها بعين الاعتبار، تتلخّص في التيقظ حول وجود بعض عوامل الخطر غير المتوقعة التي قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب المفاصل المناعي، يُشَار إلى أن عدوى الملوية البوابية التي تؤدي إلى التهاب بطانة المعدة وتحفيز إفراز مواد محفزّة للالتهاب، قد توقظ ردّ فعلٍ مناعيّ ذاتيّ لدى إصابتها جسم الإنسان، مما يرفع خطر الإصابة بأمراض مناعية، وعلى رأسها التهاب المفاصل المناعي.
يُذكر بأن جرثومة المعدة ما هي إلا بكتيريا سالبة الغرام ذات شكل لولبيّ، وهي المُسببة لأحد أشهر الالتهابات البكتيرية المزمنة التي قد تصيب الإنسان.
المرجع:
Lee, TH., Wu, MC., Lee, MH. et al. Influence of Helicobacter pylori infection on risk of rheumatoid arthritis: a nationwide population-based study. Sci Rep 13, .15125 (2023).https://doi.org/10.1038/s41598-023-42207-w