لقاح mRNA لمواجهة سرطان البنكرياس: هل يكون هو الحل للتخلص من هذا المرض القاتل؟ دراسة جديدة

يواجه الأطباء سرطان البنكرياس بالاستئصال الجراحي بغية تخليص المريض منه واجتثاثه نهائيًا، لكن فرص عودته مرة أُخرى مرتفعة لتصل حتى 90% تقريبًا، مؤخرًا أجرى مجموعة من الباحثين تجربة سريرية للتحقق من فعالية لقاح يعتمد تقنية mRNA التي سبق استخدامها في مواجهة فيروس كورونا، وكانت النتائج المبدئية إيجابية مُحفزةً الانتقال لمرحلة جديدة من التجارب.

في ظل انخفاض فعاليّة الأدوية المُعتمدَة لعلاج سرطان البنكرياس في رفع فرص تعافي المرضى من هذا المرض القاتل، توجّهت أنظار العلماء صَوب البحث في لقاحٍ فعّال قد يُفيد في رفع مستوى المناعة ضد سرطان البنكرياس وزيادة مناعة الجسم بمواجهته.

أجرى الباحثون دراستهم في مرحلتها السريرية الأُولى على ما يُقارب 19 مريضًا سبقت إصابتهم بسرطان البنكرياس، وذلك باستخدام البروتينات الموجودة في الخلايا السرطانية في أقنية البنكرياس لتصنيع لقاحٍ يعتمد تقنية mRNA-التي سبق اعتمادها لتصنيع لقاح كوفيد-19 الذي طرحته شركة BioNtech في عام 2020-، تكمُن وظيفة اللقاح المُضاد لسرطان البنكرياس في تحفيز الجهاز المناعي للتعامل مع الخلايا السرطانية على أنّها أجسام غريبة ينبغي مهاجمتها والتخلص منها، ليتمكّن بذلك الجسم من توفير الحماية ضد الخلايا السرطانية.

التجربة التي بدأت عام 2019 واستمرت حتى 2021، ضمّت في البداية 19 مريضًا سبقت إصابتهم بسرطان البنكرياس (تحديدًا السرطان الغُدّي في أقنية البنكرياس) وخضعوا لعملية جراحية لاستئصال الخلايا السرطانية، جاءت نتائجها مُبشّرة لتشير إلى أنّ اللقاح استطاع تنشيط الخلايا المناعية التائية (T-Cells) لدى ما يقرُب من نصف المرضى الذين تلقَوه، كما أنّه قد مكّن من توفير الحماية المناعية لديهم ضد عودة سرطان البنكرياس لمدة وصلت العام والنصف نتيجة تحفيزه لرد فعل مناعي قوي في جسم المرضى.

بعد النتائج التي أعقبت المرحلة السريرية الأُولى، يعكف الباحثون على الانتقال للمرحلة الثانية من التجارب السريرية للتحقق من مدى فعاليّة اللقاح بواسطة تقنية mRNA مقارنةً بما يستطيعه العلاج المُعتمد بأنواعه لدحر سرطان البنكرياس، ومن المُنتظر أن تضُم المرحلة الجديدة عددًا أكبر من مرضى سرطان البنكرياس.

يُذكَر بأنّ العلاج الوحيد المُعتمَد حاليًا للتخلص من السرطان الغُدي في أقنية البنكرياس هو الاستئصال الجراحي على أنّ هذا العلاج لا يعني كبحه قطعيًا، إذ يعود من جديد لدى 90% من المرضى بعد ما يُقارب 7 إلى 9 أشهر من العلاج، يُشَار إلى أنّ سرطان البنكرياس من هذا النوع يقبع في المركز السابع عالميًا كأحد مُسبّبات الوفاة لدى مرضى السرطان، وبمعدل نجاة يصِل حتى 12%، وفقًا لذلك تُشير التقديرات إلى أنّ معدل الوفيات الناجم عنه سيواصل ارتفاعه ليضرب أرقامًا أعلى بحلول عام 2025، ما يدفع العلماء والباحثين لمواصلة العمل حتى الوصول للحل الأكثر فعاليّة بمواجهة السرطان عمومًا وهذا النوع تحديدًا لعلّ العلاج يكون قريبًا.

المراجع:

كتابة: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan - الأحد ، 19 تشرين الثاني 2023
آخر تعديل - الأحد ، 19 تشرين الثاني 2023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

اطلب عرض سعر لعلاج سرطان البنكرياس من أفضل الاستشاريين
اطلب عرض سعر