لزوجة الدم: ما هي؟ وما أسبابها وأعراضها؟ وكيف يمكن علاجها؟

تُعرَف لزوجة الدم على أنّها أحد مشكلات الدم التي تنجُم عن ارتفاع كثافته، قد تحدث لأسبابٍ مختلفة منها ما هو جينيّ ومنها ما ناتج عن خللٍ ما، من أعراضه ألم الرأس ونوبات التشنج وغيرها، يمكن علاج لزوجة الدم باتباع توصيات الطبيب بعد تشخيصه الدقيق للحالة.

اللزوجة هي خاصيّة للسوائل تُبيّن مدى مقاومة السائل للتدفُّق والانسياب، أمّا عن لزوجة الدم فهي تزداد بارتفاع مستوى البروتينات والمُكوّنات الخلوية، وتترواح نسبتها الطبيعية بين 1.4-1.8 وحدات، وتبدأ أعراض ارتفاع لزوجة الدم بالظهور عندما تتجاوز اللزوجة 5 وحدات.[1]فما هي أعراض لزوجة الدم؟ وما هي أسبابها؟ وما هي طرق التشخيص والعلاج؟

ما هي لزوجة الدم؟

لزوجة الدم، أو ارتفاع لزوجة الدم، أو متلازمة فرط اللزوجة (بالإنجليزية: Hyperviscosity Syndrome) هي مشكلة تتضمّن ارتفاع لزوجة الدم وكثافته ممّا يمنعه من التدفق بسهولة في الأوعية الدموية، وتحدث غالبًا بسبب الارتفاع الكبير في عدد من خلايا الدم البيضاء، أو خلايا الدم الحمراء، أو البروتينات في الدم، أو خلل في شكل خلايا الدم الحمراء، ويُعدّ ارتفاع لزوجة الدم حالة خطيرة إذا لم يُعالج، فقد يتسبّب بانسداد الشرايين وانخفاض تدفُّق الدم إلى أعضاء الجسم، خصوصًا المُهمة والحيوية منها، كما قد يؤثر سلبًا في نموّ الأطفال وتطورهم.[2]

ما هي أسباب لزوجة الدم؟

يحدث ارتفاع لزوجة الدم بسبب ارتفاع نسبة خلايا الدم الحمراء، أو البيضاء، أو بروتينات الدم،[2] ويُشخّص الأطفال الرُضّع بارتفاع لزوجة الدم إذا كان تعداد كريات الدم الحمراء الكُلّي لديهم أعلى من 65%، وقد يحدث لعدّة أسباب يمكن حدوثها خلال الحمل أو الولادة.[3]

قد يرتبط ارتفاع لزوجة الدم باختلالات الخلايا البلازمية وذلك لكبر حجم الغلوبيولين المناعي (IgM)، ويُعدّ الغلوبيولين الكبروي في الدم المنسوب لفالدنشتروم (بالإنجليزية: Waldenström macroglobulinemia) من أكثر أسباب ارتفاع لزوجة الدم شيوعًا؛ يُشكّل ما يقارب 85% من حالات ارتفاع لزوجة الدم، كما قد يحدث ارتفاع لزوجة الدم لدى مرضى الورم النخاعي المتعدد (بالإنجليزية: Multiple Myeloma)‏، وقد يحدث أيضًا بسبب تراكم الخلايا في نخاع العظم لفرط إنتاجها، مثل حالات سرطان الدم، وكثرة كريات الدم الحمر (بالإنجليزية: Polycythemia)، وكثرة الصفيحات الأولية (بالإنجليزية: Essential thrombocytosis)، ومتلازمة خلل التنسّج النخاعي (بالإنجليزية:Myelodysplastic disorders).[1]

من أسباب ارتفاع لزوجة الدم لدى الأطفال:[2][3]

  • الاختلالات الجينية، مثل متلازمة داون.
  • سكري الحمل لدى الأُم.
  • متلازمة نقل الدم الجنيني (بالإنجليزية: Twin-to-twin transfusion syndrome)، تحدث عندما ينتقل الدم من شقّي التوأم للآخر بطريقة غير مضبوطة عبر المشيمة المشتركة.
  • تأخُّر قص الحبل السُري.
  • الأمراض الوراثية.

من أسباب ارتفاع لزوجة الدم لدى البالغين:

  • وجود الغلوبيولين الكبروي في الدم المنسوب لفالدنشتروم، وهو يُعدّ السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع لزوجة الدم، إذ إنّ حوالي 10-30٪ من المرضى الذين شُخصوا بارتفاع لزوجة الدم كانوا يعانون من وجود الغلوبيولين الكبروي في الدم المنسوب لفالدنشتروم، وهو أحد أنواع سرطان الدم الذي يُصيب نخاع العظم والأنسجة اللمفاوية مُسبِّبًا إنتاج كميات كبيرة كبيرة من خلايا الدم البيضاء، ممّا يؤدي إلى ارتفاع لزوجة الدم.[4]
  • اللوكيميا النخاعيّة الحادة (بالإنجليزية: Acute Myeloid Leukemia).[2]
  • نقص الأكسجة المزمن.[2]
  • أمراض النسيج الضام، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمراء.[2]
  • كثرة الصفيحات (بالإنجليزية: Essential Thrombocytosis)، وهو اضطراب يتمخّض عن إنتاج النخاع العظمي لكميات كبيرة من الصفائح الدموية.[3]
  • اللوكيميا أو ابيضاض الدم (بالإنجليزية: Leukemia)‏، وهو من أنواع السرطان التي يكثر فيها إنتاج خلايا الدم البيضاء.[3]
  • الورم النخاعي المتعدد (بالإنجليزية: Multiple Myeloma)‏، وهو أحد أنواع السرطان التي تُصيب بلازما الدم، مُسببةً بذلك زيادة لزوجة الدم ومهاجمة البلازما السليمة.[4]
  • كثرة الحمر الحقيقية (بالإنجليزية: Polycythemia vera)، وهو من أنواع السرطان التي يكثر بها تِعداد خلايا الدم الحمراء.[3]
  • متلازمة شوغرن (بالإنجليزية: Sjögren's syndrome)‏.[2]
  • متلازمة خلل التنسُّج النخاعي (بالإنجليزية: Myelodysplastic syndrome).[2]
  • العلاج بحمض الريتينويك (Retinoic)، وهو أحد أدوية علاج الأورام السرطانية، لكنّه قد يُسبّب إنتاج كميات كبيرة من خلايا الدم البيضاء.[4]
  • متلازمة الأباعد الورميّة (بالإنجليزية: Paraneoplastic syndrome)، وهي متلازمة نادرة تؤدي إلى مهاجمة خلايا الدم البيضاء للخلايا السليمة.[4]
  • وجود الجلوبيولينات البردية في الدم (بالإنجليزية: Cryoglobulinemia)‏، وهي من اضطرابات الدم النادرة المُسبِّبة لالتهاب الأوعية الدموية، وإنتاج نوع مُعين من البروتينات مُسببًا تكوّن تكتلات كبيرة في الدم.[4]

ما هي أعراض لزوجة الدم؟

يُسبّب ارتفاع لزوجة الدم في معظم الحالات بالصداع، ونوبات التشنُّج، واحمرار البشرة،[2] غالبًا ترتبط أعراض ارتفاع لزوجة الدم بتغييرات على مستوى الإبصار، والأعراض العصبيّة، والنزيف من الأغشية المخاطية، وقد يُلازمها بعض الأعراض التنفسية والقلبية مثل ضيق التنفس، ونقص الأكسجين في الدم، والفشل التنفسي الحاد، وانخفاض ضغط الدم،[1] ومن الأعراض الأُخرى الأقل شيوعًا:

  • مشاكل السمع.[2]
  • ألم الصدر.[2]
  • صعوبة المشي.[2]
  • نزيف اللثة، أو نزيف الأنف المزمن، أو نزيف المستقيم.[2][4]
  • ظهور الكدمات حتى بعد التعرُّض لضرباتٍ بسيطة.[4]
  • ضيق التنفس.[2]
  • تغيرات في مستوى الرؤية، قد تؤدي لفقدان البصر.[2][4]
  • الشعور بالدوار.[3]
  • الغيبوبة.[3]
  • الخمول.[4]
  • ارتفاع ضغط الدم.[4]
  • قصور القلب.[4]
  • قصور الكلى.[4]
  • تجلط الدم.[4]
  • تسمم الدم.[4]

ما هو تشخيص لزوجة الدم؟

لا يوجد اختبار تشخيصي واحد لارتفاع لزوجة الدم، إنمّا يعتمد الطبيب بدايةً على التاريخ المرَضي والأعراض الظاهرة من خلال الفحص السريري،[5] بالإضافة إلى مجموعة من الإجراءات التشخيصيّة:[2][5]

  • فحص تعداد الدم (CBC)، غالبًا ما يعاني مرضى لزوجة الدم من فقر الدم، بينما يُعاني مرضى كثرة الحمر الحقيقية من ارتفاع مستوى الهيموغلوبين في الدم (أكثر من 16 جرام/ديسيليتر)، وارتفاع مستوى الهيماتوكريت (70-80%).
  • فحص غازات الدم الشرياني لقياس مستوى الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم.
  • فحص البيليروبين، وهي المادة الصفراء التي تَنتج عند تحطم خلايا الدم الحمراء.
  • فحص كهرلية الدم، لقياس مستوى الصوديوم، والكالسيوم، وغيرها من الكهارل في الدم.
  • فحص لزوجة الدم، تبدأ الأعراض بالظهور غالبًا عندما يكون مستوى لزوجة الدم 4-5 وحدة.
  • فحوصات تخثُّر الدم، وتشمل: زمن البروثرومبين (PT)، وزمن الثرومبوبلاستين الجزئي (PTT)، وفحص النسبة المعيارية الدوليّة في حالات النزيف (INR).
  • فحص البول.
  • فحص السكر في الدم.
  • فحص مستوى الكرياتينين لتقييم وظائف الكلى.
  • فحص وظائف الكبد لتقييم بروتينات الكبد.
  • فحوصات البروتين لقياس تركيز البروتينات في الدم.

ما هو علاج لزوجة الدم؟

يختلف علاج ارتفاع لزوجة الدم باختلاف المُسّبب، إذ قد يؤدّي ارتفاع لزوجة الدم في جفاف الجسم، لذا قد يُوصي طبيب أمراض الدم المحلول الوريدي لتعويض الجفاف،[2] ومن طرق علاج لزوجة الدم:[2][5]

  • استخراج البلازما (بالإنجليزية: Plasmapheresis)‏، وهو العلاج الأول لارتفاع لزوجة الدم، ويُفضّل البدء به في أقرب وقتٍ ممكن، إذ يُستبدَل جزء من البلازما بعد إزالته من الدم.
  • عمليات النقل الجزئي لبلازما الدم (بالإنجليزية: Partial exchange transfusions)، إذ يُزال جزء من البلازما ويُستبدَل بمحلولٍ ملحي.
كتابة: الدكتورة الصيدلانية براءة الخطاطبة - الأحد ، 05 شباط 2023
آخر تعديل - الأحد ، 05 آذار 2023

المراجع

1.
Hemingway T. (2021, September). Hyperviscosity Syndrome. Retrieved from https://emedicine.medscape.com/article/780258-overview#showall
3.
Dock E. (2018, May 15). Hyperviscosity Syndrome. Retrieved from https://www.healthline.com/health/hyperviscosity-newborn#treatments

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري أمراض الدم أونلاين عبر طبكان
احجز