يرتبط الجلوس لفتراتٍ طويلة بالعديد من الآثار والمشاكل الصحية، كالإصابة بالسمنة المرَضية، واضطراباتٍ في هرمون الإستروجين، بالإضافة إلى التعرض للالتهابات المزمنة والتي تُعدّ مجتمعةً عوامل مسببةً للإصابة بالأورام الليفية الرحمية (Uterine fibroids).
تفوق التداعيات الصحية المرتبطة بالجلوس لفترةٍ مطولة تلك المرتبطة بقلة ممارسة التمارين الرياضية فقط، إذ يؤدي هذا السلوك إلى اضطرابات في التمثيل الغذائي، بالإضافة إلى الإصابة بأمراضٍ مزمنة تؤدي إلى الوفاة، كالسكري واعتلالات الدورة الدموية، وذلك حتى لدى ممارسة التمارين الرياضية بعد الجلوس لفترةٍ مطولة.
أظهرت دراسة مقطعية جديدة لِما يُقارب 562 مشاركةً مُصابة بالألياف الرحمية نتائج مفادها أنّ الجلوس لفترةٍ متواصلة تبلغ 6 ساعات فأكثر زاد من خطر الإصابة بالأورام الليفية الرحمية بمقدار الضعف مقارنةً باللواتي يجلسن لفترة تقل عن ساعتين، وذلك لدى النساء في سن الإنجاب حصرًا.
وكانت السُمنة التي يفوق فيها مؤشر كتلة الجسم 24 كيلوجرامًا أحد الأسباب المحتملة للإصابة بالأورام، بسبب تأثيرها المباشر في مستويات الإستروجين، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى عامل النمو الشبيه بالإنسولين (Insulin-like growth factor) ومستوى عوامل نخر الأورام (Tumour necrosis factor)، كما أنّ نقص فيتامين د كان أحد عوامل الإصابة المحتملة.
يُذكر بأن الأورام الرحمية الليفية تُعدّ من أشهر أنواع الأورام الحميدة التي تصيب النساء خلال سنّ الإنجاب، إذ تتكون من عضلاتٍ ملساء مع نسيجٍ ضامّ، كما تختلف نسبة انتشارها التي تتراوح بين 4.5% إلى 68.8% لدى النساء في الفترة العمرية بين 40 إلى 50 عامًا، وترتفع فرصة الإصابة عند اكتساب الوزن الزائد بعد بلوغ سنّ الثامنة عشر، أو السمنة التي يفوق فيها مؤشر كتلة الجسم عن 24 كيلوجرامًا، وقد لا يصاحب الأورام الرحمية الليفية أي أعراضٍ لدى بعض النساء، أو قد تُسبب النزيف، وآلامًا في الحوض، بالإضافة إلى مشاكل في الخصوبة.
المرجع:
- Sun, Y., Han, X., Hou, Z., Deng, H., Cheng, N., Zhang, N., Zhang, J., Li, Y., Wang, Q., Yin, J., & Meng, Q. (2023). Association between leisure sedentary behaviour and uterine fibroids in non-menopausal women: a population-based study. BMJ Open, 13(12), e073592. https://doi.org/10.1136/bmjopen-2023-073592