كيف تحدث المشيمة المنزاحة؟ وما هي مضاعفاتها؟

تحدث المشيمة المُنزاحة بسبب إزاحة المشيمة نحو عنق الرحم، فتغطيه كُليًا أو جزئيًا، مما يضع الأم في خطر النزيف الشديد أثناء الحمل وعند المخاض، وتُشخّص بعد الأسبوع العشرين من الحمل عبر عدّة طرق منها السونار عبر البطن، فما هي أسباب المشيمة المنزاحة؟ وما هي أعراضها؟ وما هي طرق العلاج؟

تُعدّ المشيمة الجزء الذي يتصل مع الجنين عبر الحبل السُرّي، وهي المسؤولة عن تزويد الجنين بالأُكسجين والغذاء اللازم للنموّ والتخلص من فضلاته، وقد يحدث إزاحة للمشيمة نحو عنق الرحم مُسببًا ما يُسمى بالمشيمة المُنزاحة.[1] ما هي المشيمة المُنزاحة؟ وما هي أعراضها؟ وما طرق العلاج؟

ما هي المشيمة المُنزاحة؟

المشيمة المُنزاحة (بالإنجليزية: Placenta previa) هي مشكلة تحدث عندما تُزاح المشيمة كُليًا أو جزئيًا من مكانها نحو الفتحة أسفل الرحم أو ما تُسمّى بعنق الرحم (Cervix)، مُسببةً بذلك نزيفًا حادًا أثناء أو قبل أو بعد عملية المخاض والولادة،[1] لا يُسبّب انزياح المشيمة في الأشهر الأُولى من الحمل مشكلة، إذ إنّ المشيمة تنمو نحو الأعلى باتجاه الرحم، أمّا انزياح المشيمة في الأشهر الأخيرة قد يُعسّر الولادة الطبيعية، ما يضطر الطبيب لإجراء عملية قيصرية لاستخراج الجنين، كما ينصح الأطباء بتجنب الجماع لدى الحوامل في هذه الحالة، والتوقف عن ممارسة التمارين الرياضية، أو الوقوف مطولًا.[1][2]
تنمو المشيمة في الرحم عند الحمل لإمداد الجنين بالأُكسجين والغذاء اللازم للنموّ، كما وتُخلصه من الفضلات عبر ارتباطها بالحبل السُري، تخرج المشيمة وتنفصل عن جدار الرحم إلى خارجه بعد الولادة.[3]

ما هي أسباب حدوث المشيمة المُنزاحة؟

لا يُعرف السبب الرئيس لحدوث المشيمة المُنزاحة، إلّا أنّه يُشَار إلى مجموعة عوامل على أنّها تزيد من خطر الإصابة بالمشيمة المُنزاحة:

  • وجود ندبات على الرحم من عملية سابقة.[1]
  • الحمل بتوأم أوأكثر.[3]
  • الإصابة المسبقة بالمشيمة المُنزاحة.[1]
  • وضعية الجنين غير الطبيعية، مثل وضعية الجلوس (الطفل المقعدي) أو الوضعية الأفقية.[3]
  • الإجهاض مسبقًا.[3]
  • المشيمة ذات الحجم الكبير.[3]
  • شكل الرحم غير طبيعي.[3]
  • تعاطي الكوكايين.[2]
  • التدخين.[2]
  • الحمل من خلال الإخصاب المخبري (أطفال الأنابيب) المُستخدَم لعلاج حالات العقم.[2]
  • الحمل لدى النساء اللاتي تجاوزن عمر الخامسة والثلاثين.[1]
  • إجراء عمليات جراحية سابقة في الرحم، مثل: الولادة القيصرية، أو عملية إزالة الورم الليفي الرحمي (بالإنجليزية: Uterine fibroids)، أو تنظيف الرحم (D&C).[3]
  • الحمل مسبقًا.[2]
  • انغراس البويضة المُخصّبة في الجزء السفلي من الرحم.[4]
  • تشوّه بطانة الرحم نتيجة نشوء الأورام الليفية الرحمية مثلًا.[4]
  • تشوّه في المشيمة.[4]

ما هي أعراض المشيمة المُنزاحة؟

قد لا يظهر أي أعراض للمشمية المُنزاحة، وإنما تُشخّص فقط خلال الفحص الروتينيّ بالسونار،[2] يُعدّ النزيف المهبلي بعد مرور 20 أسبوعًا من الحمل من الأعراض الرئيسية للمشيمة المُنزاحة، وغالبًا لا يتسبّب النزيف بالألم، ويظهر باللون الأحمر الفاتح،[1] من أعراض المشيمة المُنزاحة:[3][5]

  • انقباضات وألم شديد، خاصةً منطقة البطن والظهر.
  • نزيف بعد الجماع.
  • نزيف متقطع.
  • نزيف في الثلث الثاني من الحمل.

هل تسبب المشيمة المُنزاحة الإجهاض؟

عادةً لا تكون المشيمة المُنزاحة سببًا للإجهاض، إذ إنّ تشخيصها يبدأ بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وأما الإجهاض، فهو فقدان الجنين قبل إتمامه عشرين أسبوعًا.[5]

كيف تُشخّص المشيمة المُنزاحة؟

تُشخص المشيمة المُنزاحة لدى الحوامل من خلال جهاز الموجات فوق الصوتية عبر المهبل (السونار)، وخاصةً عند ظهور أعراض كالنزيف في النصف الثاني من الحمل، وقد لا يكون الأمر مُقلقًا في البداية، إذ ترتفع المشيمة من تلقاء نفسها في معظم الحالات، وقد يعاني نسبة ضئيلة تُقدر ب 0.5% من النساء من المشيمة المُنزاحة مع اقتراب نهاية الحمل،[3] من الطرق المُستخدَمَة لمراقبة المشيمة المُنزاحة خلال فترة الحمل:[3][5]

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل أو السونار المهبلي، إذ تُعدّ الطريقة الأكثر دقةً لتشخيص المشيمة المُنزاحة، تُجرَى بإدخال طبيب النسائية المسبار إلى داخل المهبل مُتيحًا رؤيةً واضحة لعنق الرحم وقناة المهبل للكشف عن وضعية الجنين.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية على البطن، إذ يضع طبيب النسائية جِل خاص على منطقة البطن، ثمّ يُحرّك الجهاز حول منطقة الحوض، ليُظهِر الجهاز الموصول بشاشة وضعية الجنين والمشيمة وعنق الرحم والأعضاء الأُخرى في الحوض.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، ويُحدّد من خلاله موقع المشيمة بوضوح.

ما علاج المشيمة المُنزاحة؟

يعتمد علاج المشيمة المُنزاحة على عدة عوامل، منها: شدّة النزيف أو كمية الدم المفقود، وعُمر وصحة الجنين، ووضعية المشيمة والرحم، وصحة الأم.[3][4] يُعدّ النزيف المعيار الأساسي لتحديد العلاج، لذا فعلاج المشيمة المُنزاحة يُحدّد وفقًا لكمية النزيف:

  • إذا كان النزيف طفيفًا أو لم يحدث كليًا:

يُوصي طبيب النسائية بالراحة في السرير مع مراقبة الأم والجنين دوريًا وإجراء الفحص عبر الموجات فوق الصوتية، كما يُوصِي بتجنب الجماع، أو ممارسة التمارين الرياضية الشاقة مثل الركض أو رفع الأثقال، وتجنب إدخال أي جسم للمهبل، مثل تلك المُستخدَمَة في الفحص المهبلي الداخلي أو إدخال السدادات القطنية.[3][2][5]

  • إذا كان النزيف شديدًا:

قد تحتاج الأم إلى نقل وحدات من الدم لها مع بقائها تحت المراقبة في المستشفى حتى يتوقف النزيف، وفي حالاتٍ أُخرى يُوصي طبيب النسائية بالولادة القيصرية بعد الأسبوع 36، وقد تُعطى الأم حُقن الكورتيكوستيرويد (Corticosteroid injections) لتسريع اكتمال رئتي الجنين، أمّا إذا كان النزيف غزيرًا في الثلث الأخير من الحمل (بين الأسبوع 34 إلى36)، فيلجأ الأطباء إلى إجراء عملية قيصرية طارئة.[3][2]

  • عند فقدان السيطرة على النزيف يجب إجراء عملية قيصرية عاجلة.[3]

هل تختفي المشيمة المُنزاحة من تلقاء نفسها؟

من الممكن أن تختفي المشيمة المُنزاحة من تلقاء نفسها إذا تشكّلت في الثلث الثاني من الحمل، وذلك لنموّ المشيمة نحو الرحم باتجاه الأعلى مُبتعدةً عن عنق الرحم، ومع توسُّع الرحم في الثلث الثالث من الحمل فقد تتحرك تمامًا نحو الأعلى، لذا تبقى الأم تحت المراقبة للتحقُّق من موقع المشيمة عند اقتراب موعد الولادة.[5]

ما هي مضاعفات المشيمة المُنزاحة؟

قد تُسبّب المشيمة المُنزاحة ضررًا لكلٍ من الأُم والجنين، من مضاعفات المشيمة المُنزاحة للأُم:[1][5]

  • النزيف أثناء الحمل أو المخاض أو لساعاتٍ قليلة بعد الولادة.
  • صعوبة الولادة الطبيعية والخضوع للعملية القيصرية.
  • الولادة المبكرة قبل الأسبوع 40، وخصوصًا عند التعرُّض للنزيف الشديد.
  • فقر الدم بسبب النزيف، قد يرافقه هبوط ضغط الدم، وشحوب الجلد، أو ضيق التنفس.
  • المشيمة المُلتصقة (بالإنجليزية Placenta accreta)، وهو نموّ المشيمة والتصاقها عميقًا في جدار الرحم، مٌسببةً نزيفًا حادًا بعد الولادة.
  • انفصال المشيمة المُبكر (بالإنجليزية: Placental abruption)، وهو انفصال المشيمة عن الرحم قبل الولادة، ممّا يؤثر في إمدادات الأُكسجين والتغذية للجنين.

من مضاعفات المشيمة المُنزاحة للجنين:[5]

  • الولادة المبكرة، وذلك في حالات النزيف الشديدة التي تتطلب الولاده القيصرية الطارئة.
  • ولادة الطفل بوزنٍ منخفض.
  • مشاكل بالتنفس، بسبب عدم اكتمال نموّ الرئة نتيجةً للولادة المبكرة ما يؤدّي إلى صعوبة في التنفس.
كتابة: الدكتورة الصيدلانية براءة الخطاطبة - الثلاثاء ، 10 كانون الثاني 2023
آخر تعديل - الأحد ، 05 آذار 2023

المراجع

2.
. Placenta Previa. (2022, January). Retrieved from https://www.marchofdimes.org/complications/placenta-previa.aspx
3.
Johnson S. (2021, September 7). Placenta Previa. Retrieved from https://www.healthline.com/health/placenta-previa

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري نسائية وتوليد أونلاين عبر طبكان
احجز