فوائد ورق الغار واستخداماته المختلفة

الغار هي شجرة دائمة الخضرة لها تاريخ يصل إلى 1000 عام، فقد استخدمت بالطبخ وعديد الاستعمالات التقليدية الأخرى، يمكن استخدام ورق الغار طازجًا أو مجففًا لإضفاء نكهة على الطعام أو كزيت عطري أساسي في صناعة العطور، وقد اُستخدم الغار منذ فترة طويلة في الطب التقليدي لخصائصه الدوائية المتنوعة، كما أثبتت العديد من الدراسات دوره في تخفيف عدد من الأمراض كمرض السكري، وتحسين مستويات الكوليسترول وتعزيز أداء الجهاز الهضمي.

ورق الغار (Laurus nobilis L) نبات عطري وطبي من العائلة الغارية (Lauraceae)، يشيع استخدام أوراقها تحديدًا، ويُستفاد من الغار في مجالاتٍ عدّة كالمستحضرات الصيدلانية، والتجميل، إلى جانب استخدامه المشهور في الطهي.[1]

تُعد منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​الموطن الأصلي لورق الغار، كما يُزرع في المناطق الدافئة، مثل جنوب الولايات المتحدة، وأمريكا الوسطى، وأوروبا، والشرق الأوسط، وآسيا،[2] يصل ارتفاع هذه الشجيرة المتساقطة إلى 6-8 أمتار ويتراوح قطرها بين 15-40 سم، ولها لحاء ناعم بني اللون ذو إكليل ظليل، أمّا الأوراق فهي رمحية تبادلية وثنائية الشكل، وتتميز بحوافها الناعمة أو الحادة، والتي يبلغ طولها ما بين 29-30 سم وتتكون من 24 من الوريقات سنانية يبلغ طولها 4.8-4.9 سم وعرضها 1.7-1.8 سم، وطول سويقاتها 0.5 سم، أمّا الزهور فبيضاوية الشكل ورباعية الفصوص، وتتميز بلونها الأبيض وحجمها الصغير ورائحتها العطرة، تحتوي من 8 إلى 12 سدية ذكر و2 إلى 4 سداة أنثى، وأمّا الثمرة فتكون بيضاوية رقيقة تتجمع على شكل عناقيد صغيرة تحتوي على بذور خضراء يتحول لونها إلى الأسود عندما تنضج.[3]

زيت ورق الغار

يحتوي الزيت العطري المقطر من الأوراق على مواد كيميائية نباتية، ويحتوي في المقام الأول على 1.8 سينول (Cineole) أو يوكاليبتول (Eucalyptol)، كما تشمل مكونات الزيوت العطرية الشائعة الأخرى أسيتات ألفا تيربينيل (α-terpinyl acetate)، وألفا بينين (α-pinene)، وسابينين (Sabinene)، ولينالول (Linalool)،[2] تجدر الإشارة إلى أنّه لا تزال الزيوت الطيارة المُستخرجة من أوراق الغار تُستخدم في الطب التقليدي لخصائصها الدوائية الفعّالة، إذ تشير الأبحاث إلى أنّ زيت ورق الغار المتطاير يحتوي على مضادات للأكسدة، ومضادات للاختلاج، ومضادات للالتهابات، إضافة إلى خصائصه المضادة للفيروسات والفطريات، وإمكانية استخدامه كمُسكّن للألم.[4]

كما يشيع استخدام الزيوت العطرية في الطب التقليدي لعلاج التهاب المفاصل، وآلام العضلات، والتهاب الشعب الهوائية وتخفيف أعراض الإنفلونزا،[5] وأمّا عن فوائد ورق الغار للشعر، فقد ورد أنّ استخدام زيت ورق الغار يعزز من نمو الشعر،[6] وبسبب خصائصه المضادة للقشرة، اُستخدم زيت ورق الغار المتطاير في تحضير وتصنيع غسول الشعر.[4]

فوائد ورق الغار

تتعدد فوائد ورق الغار في علاج مجموعة من الأمراض، والتي ثبت بعضها في دراسات وأبحاث علمية:

فوائد ورق الغار لمرض السكري

يمكن أن يُحسّن نبات الغار من معدل إفراز الإنسولين ويُسهم في علاج السكري، إلى جانب دوره في إمكانية تعزيز استقلاب الجلوكوز لدى مرضى السكري، وقد أشارت دراسة أُجريت على فئران مخبرية مصابة بداء السكري نُشرت في مجلة (Egyptian Journal of Chemistry) عام 2021 ميلادي، إلى أنه وبعد 4 أسابيع من علاج الجرذان المصابة بداء السكري بمستخلصات ورق الغار بتركيز 250 ملغم/كغم من وزن الجسم، لوحظ انخفاض كبير في نسبة الجلوكوز في الدم أثناء الصيام، والدهون الثلاثية، والكوليسترول الكلي، والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، والبروتين الدهني منخفض الكثافة جدًا، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في مستوى البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL).[7]

فوائد ورق الغار للكوليسترول

أظهرت التجارب أنّ مستخلصات أوراق الغار والمركبات المستخرجة منها قد تساعد في علاج اضطراب شحميات/دهون الدم، وقد أُجريت دراسة نُشرت في مجلة (Journal of the American College of Nutrition) عام 2020 ميلادي بهدف بحث تأثير استهلاك مغلي أوراق الغار وفوائده على 30 متطوعًا، وأظهرت النتائج أنّ تناول مغلي أوراق الغار (نقع 5 جرام من أوراق الغار المجففة في 100 مل من الماء يوميًا لمدة 10 أيام) أدى إلى زيادة كبيرة في مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، كما انخفضت مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية بدرجة طفيفة.[8]

فوائد ورق الغار للأعصاب

اُستخدمت أوراق الغار لعدة قرون في تقنيات الطب التقليدي والبديل في جميع أنحاء العالم، إذ ثبت أنّ استنشاق بعض من الأدخنة المنبهثة من حرق أوراق الغار يُخفف من القلق، ويرجع ذلك على الأرجح إلى وجود مركب اللينالول (Linalool) في دخان أوراق الغار، كما وُجد أنّ لمستخلصات أوراق الغار خصائص وقائية عصبية وتأثيرات مضادة للأميلويدوجين (Anti-amyloidogenic)، وقد ثبت أنّ الكلوروفورم الموجود في أوراق الغار يحمي الخلايا العصبية من التلف الذي يسببه نقص تروية الدماغ، بالإضافة إلى ذلك، فقد كشف التركيب الكيميائي لعينات من أوراق الغار عن مواد كيميائية تُسهم في تعزيز الإدراك الذهني.[9]

فوائد ورق الغار للجهاز الهضمي

أوراق الغار لها تأثير فعال في الجهاز الهضمي، إذ تزيد من معدل إدرار البول، مما يقلل من سمية الجسم، كما تساعد على التقيؤ بعد تناول أي شيء سام، ويمكن للمكونات الكيميائية الموجودة في أوراق الغار أن تساعد في تهدئة المعدة، وتخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي، وحتى تخفيف أعراض الداء الزلاقي (Celiac disease)، كذلك يمكن أن تسهم الإنزيمات الموجودة في أوراق الغار في الهضم الفعال وامتصاص العناصر الغذائية، وذلك نظرًا لصعوبة هضم بعض البروتينات الأكثر تعقيدًا التي يعتمد عليها النظام الغذائي المعاصر.[5]

فوائد ورق الغار للتنحيف

يحتوي ورق الغار على العديد من المركبات الفينولية التي لها فوائد طبية عديدة، فقد أشارت الدراسات إلى أنّ الأحماض الهيدروكسي سيناميكية (Hydroxycinnamic Acid) الموجودة في أوراق الغار لها دورٌ في تخفيف الوزن، وقد ذكرت إحدى الدراسات أنّ العلاج بحمض الفيروليك للفئران (Ferulic Acid) البدينة أدى إلى انخفاض تراكم الدهون الحشوية، وحجم الخلايا الشحمية، والوزن الإجمالي للجسم.[10]

كما أٌجريت دراسة نُشرت في مجلة (Journal of Pharmaceutical Negative Results) عام 2022 ميلادي لمعرفة مدى فعالية خليط من الزعرور وأوراق الغار في تنظيم وزن الجسم لدى الجرذان البدينة التي تعتمد على نظام غذائي غني بالدهون والسعرات الحرارية العالية، ووُجد أنّ استهلاك مزيج الزعرور وورق الغار بنسب 2.5%، 5%، 10% قد خفض من زيادة وزن الجسم، وزيادة الوزن النسبي، ووزن الدهون الحشوية، ومؤشر السمنة، وكذلك مستويات الدم من الإنسولين وهرمون اللبتين.[11]

أضرار ورق الغار

لم تسجّل التجارب السريرية أي آثار جانبية ملحوظة لدى العلاج بأوراق الغار عن طريق الفم بالجرعات والفترات التي خضعت للدراسة، ولكن أشارت بعض الدراسات إلى حالات التهاب الجلد التحسسي الجهازي والتهاب الجلد التماسي الناجم عن تناول وجبات تحتوي على أوراق الغار.[2]

يُذكر بأنّه لا تتوافر أدلة موثوقة كافية تشير لسلامة تناول ورق الغار أثناء الحمل أو الرضاعة، كما أنّ هنالك خوف من أضرار شرب ورق الغار لِما قد يتسبب به بإبطاء عمل الجهاز العصبي المركزي بإفراط لدى تناوله مع التخدير والأدوية الأخرى المستخدمة أثناء الجراحة وبعدها، لذا يُفضل تجنب استخدام ورق الغار لمدة أسبوعين على الأقل قبل العمليات الجراحية.[3]

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أسيل أبو كايد - الخميس ، 03 تشرين الأول 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الخميس ، 03 تشرين الأول 2024

المراجع

1.
Khaled Khodja, Yazid & Bey, Mostapha & Belmouhoub, Messaoud & Ladjouzi, Rachid & Dahmoune, Farid & Khettal, Bachra. (2023). The botanical study, phytochemical composition, and biological activities of Laurus nobilis L. leaves: A review. International Journal of Secondary Metabolite. 10. 269-297. Retrieved from DOI:10.21448/ijsm.1171836
2.
Singletary, Keith. (2021). Bay Leaf: Potential Health Benefits. Nutrition Today. Publish Ahead of Print. Retrieved from DOI:10.1097/NT.0000000000000493
3.
Batool S, Khera RA, Hanif MA, Ayub MA. Bay Leaf. Medicinal Plants of South Asia. 2020:63–74. doi: 10.1016/B978-0-08-102659-5.00005-7. Epub 2019 Sep 20 . https://doi.org/10.1016%2FB978-0-08-102659-5.00005-7

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري استشارة في النظام الغذائي و التغذية أونلاين عبر طبكان
احجز