فحص مستويات الأمونيا: أسباب إجراؤه، مستوياته الطبيعية، ودلائل نتائجه

فحص مستويات الأمونيا هو أحد فحوصات الدم المخبرية الذي يكشف عن مستويات الأمونيا في الدم، إذ إنها تكون ضمن نطاقاتٍ طبيعية مُحدّدة، ويشير ارتفاع الأمونيا في الدم عند الأطفال وحديثي الولادة إلى الإصابة بانحلال الدم الوريدي، أو الخلل الوراثي في دورة اليوريا، أو متلازمة راي.

الأمونيا ((NH3) Ammonia) هي أحد المُخلفات الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي في الخلايا، و تُصبح الأمونيا أكثر ضررًا وسُميّة في حال تراكمها في الدم، لذا يسعى الجسم إلى التخلّص من فائض الأمونيا ضمن آليّة مُعينة عن طريق الكبد، وتحويلها إلى يوريا، وقد يؤدي الإصابة بإحدى المشاكل المرَضية في الكبد -كفشل الكبد الحاد- إلى تراكم الأمونيا في الدم، ويستدل الأطباء على تركيزها من خلال إجراء فحص مستويات الأمونيا،[1][2] فما هو؟

ما هو فحص مستويات الأمونيا؟

فحص مستويات الأمونيا (Ammonia plasma) هو أحد فحوصات الدم المخبرية الذي يقيس تركيز الأمونيا في الدم، وتُعدّ الأمونيا من المخلفات الكيميائية السامّة التي تنتجها بكتيريا الأمعاء خلال عملية هضم البروتينات، إذ يُحوّل الكبد الأمونيا إلى جلوتامين (Glutamine) يُستقلب في الكلى إلى يوريا (Urea)، ثمّ يرشح من خلال الكلى ويُطرح مع البول، وقد تؤثر بعض المشاكل الصحية في سير هذه الآلية، ممّا يؤدي إلى تراكم الأمونيا في الدم وتسمّى هذه الحالة عندئذٍ بفرط الأمونيا في الدم (Hyperammonemia)، التي تؤدي إلى حدوث مضاعفات وأمراض خطيرة، مثل الاعتلال الدماغي الكبدي (Hepatic encephalopathy)، ممّا قد يتسبّب لاحقًا بغيبوبة وربمّا الموت.[3][4]

ما هي دواعي إجراء فحص مستويات الأمونيا؟

يُجرى فحص مستويات الأمونيا لتشخيص الأمراض المسؤولة عن زيادة مستويات الأمونيا ومراقبتها،[5] كما يُجرى تحليل الأمونيا للأطفال الذين يُعانون من اضطرابات أيضية وراثية تتعلّق بنقص أحد الإنزيمات اللازمة لإتمام دورة اليوريا،[6] بالإضافة إلى أسبابٍ أُخرى:

  • الكشف عن الاعتلال الدماغي الكبدي،[7] ويحدث نتيجة تعرّض الكبد لضررٍ شديد يؤدي إلى تراكم الأمونيا في الدم، ثم انتقالها إلى الدماغ.[5]
  • تقييم أمراض الكبد والتنبؤ بما إذا كان المريض بحاجة إجراء عمليات زراعة الكبد الطارئة من عدمها.[7]
  • تشخيص متلازمة راي (Reye Syndrome)،[7] وهو اضطراب يتطوّر عند الأطفال أو المراهقين إثر الإصابة بعدوى فيروسية، مثل الإنفلونزا أو الجدري وتناول أقراص الأسبرين خلالها.[5]
  • الكشف عن الأمراض الكلوية.[7]
  • مراقبة فعالية علاج أمراض الكبد أو الفشل الكلوي.[5]
  • الكشف عن سبب دخول المريض في غيبوبة مجهولة السبب.[4]
  • الاعتماد على التغذية الوريدية.[4]
  • ظهور أعراض تُدلّل على اضطرابٍ في الدماغ مع الإصابة بمشكلة في الكبد، وتشمل هذه الأعراض:[4][5]
    • التغيرات العقلية، وعدم القدرة على تمييز المكان وزمان.
    • الإفراط في النوم.
    • الغيبوبة.
    • رعشة في اليدين.
    • تقلّب المزاج.
    • صعوبة في التنفّس.
    • الغيبوبة.
  • أعراض تستدعي إجراء فحص الأمونيا في الدم عند الصغار وحديثي الولادة:[4]
    • التهيّج.
    • التقيؤ.
    • الخمول.
    • نوبات التشنّج.

ما هي مخاطر إجراء فحص مستويات الأمونيا؟

لا يوجد أيّ مخاطر تتعلّق بإجراء فحص مستويات الأمونيا، إلا أنّ المريض قد يشعر بوخزٍ خفيف أثناء عملية سحب الدم، وظهور كدمة خفيفة موضع السحب سرعان ما تختفي.[5]

التحضيرات ما قبل إجراء فحص مستويات الأمونيا

لا يحتاج فحص مستويات الأمونيا إلى الصيام،[6] إلا أنّ هناك بعض التعليمات التي يجب مراعاتها:

  • الامتناع عن التدخين لمدة 8 ساعات قبل إجراء الفحص،[5] إذ إنّه يرفع من مستويات الأمونيا لتظهر نتائج خاطئة.[6]
  • عدم ممارسة التمارين الرياضية قبل الفحص بثمانِ ساعات،[5] إذ قد يتسبّب بارتفاعٍ غير دقيق لمستويات الأمونيا في الدم.[6]
  • تجنب شد عاصبة اليد (Tourniquet) لفتراتٍ طويلة،[6] أو إغلاق قبضة اليد أثناء السحب، ممّا يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأمونيا خطأً، نتيجة إطلاق الأمونيا الموجودة في العضلات الهيكليّة إلى الدم.[8]

يجدر إخبار الطبيب في حال كان يتناول المريض أحد المُضادات الحيوية، مثل نيوميسين (Neomycin).[2]

طريقة إجراء فحص مستويات الأمونيا

تتضمّن طريقة عمل تحليل الأمونيا سحب عينة الدم للكبار من الوريد، أما الصغار وحديثي الولادة فتُسحب العينة من كعب القدم،[5] باتباع عدّة خطوات :

  1. تحديد الوريد المُناسب لسحب عينة الدم، من خلال تحسّسه بإصبع السبابة.[9]
  2. تعقيم الجلد بالمكان المراد السحب منه باستخدام الكحول، والانتظار حتى يجف.[9]
  3. تثبيت العاصبة (Tourniquet) أعلى الذراع، والحرص على عدم شدّها لفترة طويلة.[9][6]
  4. إدخال الإبرة في الوريد لجمع كمية الدم المطلوبة.[5]
  5. إزالة العاصبة عن اليد لحظة تدفق الدم.[9]
  6. وضع قطعة شاش معقمة موضع السحب ثم إخراج الإبرة من الوريد، ومواصلة الضغط عليها، ثم وضع ضمادة طبية.[9]
  7. تفريغ عينة الدم في الأنبوب المُخصص للفحص، والحرص على عدم رجّها،[9] حتى لا تتكسر كريات الدم الحمراء -ممّا يرفع من مستويات الأمونيا في الدم ثلاثة أضعاف- وتؤثر بذلك في دقة النتائج.[6]
  8. تَفقّد مكان السحب مرةً أُخرى للتحقق من عدم وجود أي نزيف أو تكوّن ورمٍ دموي.[9]
  9. نقل العينة في صندوق نقل العينات الذي يحتوي على الثلج في أسرع وقتٍ مُمكن إلى المختبر، وخلال مدة لا تتجاوز 20 دقيقة.[8]

أمّا حديثي الولادة والرُضّع فتؤخذ عينة الدم بوخز كعب القدم بواسطة إبرة صغيرة مُخصّصة لذلك، ثمّ تُجمع بضع قطرات من الدم، وتُوضَع ضمادة موضع الوخز.[5]

كم نسبة الأمونيا الطبيعية في الدم؟

تختلف نسبة الأمونيا الطبيعية في الدم بحسب الفئات العمرية، كما أنّ هذه النطاقات الطبيعية قد تختلف من مختبرٍ لآخر،[2] كما هو موضّح في الجدول:[6]

الفئات العمرية

النطاقات الطبيعية

البالغين

(10 - 80) ميكروغرام/ديسيلتر

الأطفال

(40 - 80) ميكروغرام/ديسيلتر

حديثي الولادة

(90 - 150) ميكروغرام/ديسيلتر

أسباب ارتفاع فحص مستويات الأمونيا

تُشير المستويات المُرتفعة للأمونيا في الدم إلى أنّ الجسم لا يستطيع التخلّص منها ضمن الآلية الطبيعية له، إلا أنّه لا يُحدّد السبب الأساسي المؤدي لهذه الحالة، كما قد يشيع ارتفاع وانخفاض مستويات الأمونيا لفتراتٍ قصيرة لدى حديثي الولادة، ويُعدّ حالةً طبيعية في أغلب الأحيان كما لا يترافق مع أعراضٍ ظاهرة،[3] بالإضافة إلى بعض المشاكل المرضية:

  • فشل الكبد.[2]
  • إجراء التحويلة البابية الأجوفية (Portacaval shunt) لمرضى تليّف الكبد (إحدى طرق تخفيض ارتفاع ضغط الدم البابي).[2]
  • متلازمة راي.[2]
  • اعتلال الدماغ الكبدي.[5]
  • انحلال الدم الوليدي (Hemolytic disease of newborn).[5]
  • خلل وراثي في دورة اليوريا.[4]
  • نزيف في الجهاز الهضمي.[4]
  • التغذية الوريدية.[4]
  • أمراض الكلى.[4]
  • قصور القلب الحاد مع تضخّم الكبد الاحتقاني.[6]
  • انسداد الأمعاء المصاحب لمرض الكبد.[6]
  • سرطان الخلية الكبدية.[6]

أسباب انخفاض فحص مستويات الأمونيا

يرتبط انخفاض مستويات فحص الأمونيا في الدم بإحدى المشاكل المرضية:[4][6]

أدوية تؤثر في فحص مستويات الأمونيا

يؤدي تناول بعض الأدوية إلى رفع أو خفض مستويات الأمونيا:[4][6]

  • أدوية ترفع مستويات الأمونيا، مثل أسيتازولومايد (Acetazolamide)، والباربيتورات (Barbiturate)، ومدرات البول، والمخدرات الأفيونية، وحمض الفالبوريك (Valproate).
  • أدوية تُخفض مستويات الأمونيا، مثل المضادات الحيوية كالنيوميسين (Neomycin)، البكتيريا الملبنة الحمضية (Lactobacillus)، واللاكتلوز (Lactulose)، والليفودوبا (Levodopa).
كتابة: . خولة يونس - الإثنين ، 21 آب 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الإثنين ، 21 آب 2023

المراجع

1.
Dasarathy S, Mookerjee RP, Rackayova V, Rangroo Thrane V, Vairappan B, Ott P, Rose CF. (2016). Ammonia toxicity: from head to toe? Metab Brain Dis. 2017 Apr;32(2):529-538. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC8839071/
2.
Jane Vincent Corbett, Angela Denise Banks. (2013). LABORATORY TESTS AND DIAGNOSTIC PROCEDURES with NURSING DIAGNOSES - Eight Edition .
3.
. Ammonia. (2020). Retrieved from https://labtestsonline.org.uk/tests/ammonia

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري كبد اطفال أونلاين عبر طبكان
احجز