فحص مستوى كولين إستريز بعد التعرض للفو.سفور العضوي أو غا.ز الأعصاب

فحص مستوى كولين إستريز هو أحد الفحوصات المخبرية الذي يُجرى لأسباب مُعينّة كالتعرّض لبعض المركبات السامة، مثل الف.سفور العضوي المعروف بالف.سفور الأبيض، أو في حال خضوع المريض لإحدى العمليات الجراحية وانقطاع التنفس لمدة طويلة، عامةً لا يحتاج الفحص للصيام ويُجرى من خلال سحب عينة دم من الوريد.

تُعدّ مركبات الف.سفور العضوية (Organophosphorus) من المركبات الكيميائية شديدة الخطورة التي تتكوّن من أحماض الف.وسفوريك (Phosphoric acids) ومشتقاته،[1] وتنتج عن عملية الأسترة بين الكحول مع حمض الفوسفوريك، وهو مكوّن رئيسي لغا.ز الأعصاب (Nerve gas)، الذي يُسبب مستويات سُمّية متفاوتة لكل من البشر، والنباتات، والحيوانات،[2] يُستخدم الف.سفور العضوي في صناعة المبيدات، كما أنّه اُستخدم في صناعة الأ.سلحة الكيماوية، وهو ممنوع دوليًا لِما يحمله من أضرارٍ صحيّة وخيمة نتيجة سهولة امتصاص الأنسجة الدهنية له، إذ تؤثر مركبات الف.سفور العضوي في العديد من وظائف الجسم من خلال تثبيطها لإنزيم كولين إستريز (Cholinesterase) أو أستيل كولين إستريز (Acetylcholinesterase)، وهذا الأخير هو أحد أنواع الكولين إستريز، ممّا يؤدي إلى الإصابة بالنوبة الكولينية (Cholinergic crisis).[1][3]


نظرًا لأضرار هذا النوع من الأ.سلحة الكيميائية -مركبات الف.سفور- فقد حُظر استخدامه ومُنع دوليًا عام 1997 ميلادي وفقًا للعديد من المعاهدات الدولية،[1] ومن المضاعفات الناتجة عن التعرّض لغا.ز الأعصاب أو الف.سفور الأبيض:

  • النوبات التشنجية.[2]
  • التهيّج.[2]
  • توقف التنفس.[2]
  • سيلان اللعاب.[2]
  • إدماع العين.[2]
  • ضعف الإبصار.[2]
  • تشنج القصبات الهوائية وصعوبة التنفس.[2]
  • وخز في اليدين والقدمين.[1]
  • فقدان الحواس.[1]
  • ضعف العضلات.[1]
  • الرَنَح.[1]
  • اضطرابات حادة في الجهاز التنفسي.[1]
  • التهاب رئوي.[1]
  • تضيّق حدقة العين.[4]
  • الشعور بالحاجة إلى التبوّل والتبرّز.[4]
  • التقيؤ.[4]
  • التعرّق.[4]
  • آلام البطن.[4]
  • انخفاض ضغط الدم.[4]
  • الخمول.[4]
  • فقدان الوعي.[4]
  • التهاب البنكرياس.[4]


كما قد يؤدي التأثير الكوليني المفرط إلى فقدان الحياة نتيجة التعرّض للف.سفور العضوي، أمّا الإصابة بالمتلازمة الكولينية بمعدّل متوسط قد تحدث قبل مضيّ 24 ساعة من التعرّض للف.سفور وكذلك بعد 96 ساعة،[1] أمّا الأعراض المتأخرة التي قد تظهر بعد يوم إلى ثلاثة أيام من التعرّض للف.سفور العضوي فتقتصر على ضعف العضلات بالأخص في الجمجمة والجهاز التنفسي، وقد تختفي الأعراض بعد مرور 2 إلى 3 أسابيع، كما وقد تؤدي إلى اعتلالٍ عصبي محوري، وضعف إدراكي، والرعاش (باركنسون) على المدى البعيد.[4]


اُستخدم الف.سفور العضوي لأول مرة في الح.رب العالمية الأُولى، كما قد اُستخدم أيضًا في الح.رب العالمية الثانية وح.رب الخليج، ومن وقتٍ ليس ببعيد اُستخدم غا.ز الأعصاب في الح.رب على سوريا عام 2013 ميلادي،[2] يتميّز الف.سفور العضوي برائحته الشبيهة برائحة الثوم أو البترول، ويُكشف عن التسمّم بمركب الفسفور العضوي من خلال الفحص السريري إلى جانب إجراء تحليل أسيتيل كولين (Acetylcholine)،[5] فما هو فحص مستوى كولين إستريز؟

ما هو فحص مستوى كولين إستريز؟

فحص مستوى كولين إستريز (Cholinesterase test) يتضمّن نوعين؛ إنزيم كولين إستريز المعروف أيضًا بإنزيم الكولين إستريز الحقيقي الذي يُكشف عنه في خلايا الدم الحمراء والأنسجة العصبية، وإنزيم الكولين استراز الكاذب (Pseudocholinesterase) الذي يُكشف عنه في عينة مصل الدم، ويوجد أساسيًا في الكبد،[3][6] ويُعدّ أحد فحوصات الدم المخبرية التي تقيس كمية كل من إنزيم الكولين استريز وإنزيم كولين إستريز الكاذب في عينة الدم، وهي إنزيمات ضرورية ينتج عن تحلّلها الأستيل كولين (Acetylcholine (Ach))، وهو أحد النواقل العصبية الضرورية.[7]

إنزيم الكولين إستريز (AchE) هو إنزيم كوليني يوجد في منطقة التشابك العصبي بين الأعصاب والعضلات، وتتلخص وظيفته في تحليل الأستيل كولين إلى حمض الأستيك (Acetic acid) والكولين (Choline)، بالتالي منع انتقاله بين الخلايا العصبية وتنشيط المستقبلات العصبية القريبة،[8] يتميّز أسيتيل كولين بأنه أحد النواقل العصبية التي تكثر في مناطق التشابك العصبية العضلية، وهو يؤثر في العديد من وظائف الدماغ وباقي أعضاء الجسم؛ مثل تنظيم انقباض عضلات القلب، وضغط الدم، وحركة الأمعاء الدودية، وإفرازات الغدد.[9]

تحدث المشاكل المرضية المرتبطة بإنزيم الكولين إستريز إمّا لأسبابٍ جينية وراثية، أو لأسبابٍ مكتسبة كسوء التغذية، والتقدّم في العمر، وأمراض الكلى، واضطرابات الكبد، وحالات الحمل، والحروق، والتسمم بالف..سفور الع.ضوي، بالمقابل ترتبط زيادة الأسيتيل كولين بكل من السمنة، وإدمان الكحول،[10] وعامةً من الصعب ملاحظة ظهور أعراض نقص أسيتيل كولين بوضوح إلا في حال انخفاضه في بلازما الدم بمقدار 75% عن المستوى الطبيعي له.[11]

ما هي دواعي إجراء فحص مستوى كولين إستريز؟

يُجرى فحص مستوى الكولين إستريز لتقييم الإصابة بحالات التسمم بالف.وسفات العضوي (Organophosphate poisoning) وحالات تسمّم الكربامات (Carbamate poisoning)، والكشف عن شدتها، ومراقبة فعالية العلاج المُستخدم واستجابة المريض له،[4] كما أنّه يُجرى لعدة أسباب:

  • ظهور أحد أعراض نقص أسيتيل كولين كشلل العضلات لفتراتٍ طويلة، أو انقطاع النفس بعد الخضوع للتخدير باستخدام سيكسينيل كولين (Succinylcholine) -مرخي عضلات يستخدم في حالات التخدير-، أو الميكافوريوم (Mivacurium).[11]
  • تقييم المرضى الذين لديهم تاريخ عائلي بانقطاع التنفس لفتراتٍ طويلة بعد خضوعهم للجراحة.[3]
  • التعرّض للف.وسفات الع.ضوي، أو غا.ز الأعصاب، أو أحد المبيدات الحشرية.[3]
  • مراقبة الأشخاص الذين يعملون في مجالات تشمل تعرّضهم المزمن للمواد الكيميائية.[3]
  • تقييم وظائف الكبد وتشخيص الإصابة باليرقان، مع الحرص على مراعاة العوامل المؤثرة في نشاط إنزيم كولين إستريز.[12]


يُعدّ قياس مستوى الكولين إستريز في السائل الأمنيوسي أداةً تشخيصيةً مفيدة في حالات اشتباه إصابة الجنين بتشوُّه الأنبوب العصبي (Neural tube defect)، وذلك بناءً على نتائج فحص ألفا فيتو بروتين (AFP) في دم الأم، أو نتائج الألتراساوند.[3]

ما هي مخاطر فحص مستوى كولين إستريز؟

يشعر المريض بألمٍ طفيف أو وخز لحظة إدخال الإبرة في الوريد، كما قد يشعر بألمٍ متكرر موضع السحب لفترة قصيرة،[6] وقد ترتبط عملية سحب الدم ببعض المضاعفات:[13]

  • إصابة العصب، واحتمالية ارتفاع منسوب الألم.
  • تكوُّن ورم دموي.

تحضيرات ما قبل فحص مستوى كولين إستريز

لا يحتاج فحص مستوى كولين إستريز إلى الصيام، كما قد يوصي الطبيب بالتوقف عن تناول بعض الأدوية التي قد تؤثر في نتيجة الفحص لمدة تُقدّر بـ 12 إلى 24 ساعة قبل إجراء الفحص،[3] وتتضمّن هذه الأدوية:[3][10]

  • موانع الحمل الفموية.
  • ميتوكلوبراميد (Metoclopramide).
  • الأسبرين (Aspirin).
  • مثبط الأكسيداز أُحادي الأمين (Monoamine oxidase inhibitors).
  • الكوديين (Codeine).
  • المورفين (Morphine).
  • الإستروجين.
  • أتروبين (Atropine).
  • فيتامين ك.
  • نيوستجمين (Neostigmine).
  • كوينيدين (Quinidine).
  • الكافيين.

طريقة إجراء فحص مستوى كولين إستريز

يُجرى فحص مستوى كولين إستريز من خلال سحب عينة دم من الوريد لقياس مستوى الإنزيم، إمّا باستخدام عينة الدم الكاملة أو عينة مصل الدم،[3][14] عبر سلسلة من الخطوات:[13]

  1. توجيه المريض إلى اتخاذ الوضعية المناسبة لسحب العينة، ثم تحديد الوريد المناسب ووضع العاصبة على الذراع مع الحرص على أن لا يطول استخدامها عن دقيقة واحدة.
  2. تثبيت الوريد من خلال شد الجلد أسفل موضع السحب بإصبع الإبهام، ثم وضع الإبرة وسحب كمية الدم المطلوبة، وفك العاصبة.
  3. إزالة الإبرة والضغط موضع السحب بقطعة معقمة من الشاش لمنع تكوّن الورم الدموي.

تنائج فحص مستوى كولين إستريز

تتراوح المستويات الطبيعية لفحص مستوى كولين إستريز ضمن نطاقاتٍ مُحدّدة، كما هو موّضح بالجدول:[3]

نوع العينة

المستويات الطبيعية لإنزيم كولين إستريز

عينة الدم الكاملة

(5 - 10) وحدة/ملليلتر

عينة مصل الدم

(8 - 18) وحدة/ملليلتر

ترتبط النتائج المنخفضة لفحص مستوى إنزيم كولين إستريز بعدة مشاكل مرضية،[6] لعل أبرزها:[6][14]

  • الإصابة بمرض وراثي يؤثر في إنزيم كولين إستريز.
  • التسمم بالف.سفور العضوي أو التعرّض له.
  • العدوى المزمنة.
  • سوء التغذية المزمن.
  • اضطرابات الكبد.
  • أمراض الكلى.
  • اضطراب كهارل الدم.
  • النوبة القلبية.
  • بعض أنواع السرطانات.
  • الأمراض العضلية العصبية.

كما قد يرتبط ارتفاع مستوى فحص إنزيم مستوى كولين إستريز بالإصابة ببعض المشاكل المرضية، مثل المتلازمة الكلوية (Nephrosis)، ومرض السكري، وارتفاع الدّهنيات في الدم، وفقر الدم المنجلي (Sickle cells anemia).[3]

كتابة: . خولة يونس - الثلاثاء ، 17 تشرين الأول 2023
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الأربعاء ، 18 تشرين الأول 2023

المراجع

1.
Mukherjee S, Gupta RD. Organophosphorus Nerve Agents: Types, Toxicity, and Treatments. J Toxicol. 2020 Sep 22;2020:3007984. doi: 10.1155/2020/3007984. PMID: 33029136; PMCID: PMC7527902.. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7527902/
2.
Adeyinka A, Muco E, Pierre L.. Organophosphates. [Updated 2023 May 29]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK499860/. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK499860/
3.
Kathleen Deska Pagana, PhD, RN Timothy J. Pagana, MD, FACS Theresa Noel Pagana, MD, FAAEM . 2015. MOSBY’S DIAGNOSTIC AND LABORATORY TEST REFERENCE Twelfth Edition .

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري دماغ وأعصاب أونلاين عبر طبكان
احجز