فحص مستوى الكورتيزول: ما خطوات إجراؤه؟ وماذا يعني ارتفاع او انخفاض مستوياته؟

فحص الكورتيزول هو أحد الفحوصات المخبرية التي تقيس تركيز الكورتيزول في الجسم من خلال عينة من الدم، أو البول، أو اللّعاب، إذ يوجد الكورتيزول ضمن مستويات طبيعية مُعينة ويدلّل أيّ ارتفاعٍ أو انخفاض لها على حدوث مشكلاتٍ مَرضية.

الغدة الكظرية (Adrenal Gland) هي إحدى الغدد الصماء الموجودة في جسم الإنسان، وتقع فوق الكليتين مباشرة، يُسمّى الجزء الخارجي منها بقشرة الغدة الكظرية (Adrenal cortex) وهي مسؤولة عن إنتاج هرمون الكورتيزول (Cortisol)، والألدوستيرون (Aldosterone)، وهرمون ديهيدرو ايبي واندروستيرون (DHEA)، أمّا الجزء الداخلي من الغدة فيُسمى الُّلبّ الكظري (Adrenal medulla)، وهو مسؤول عن إنتاج الأدرينالين.[1][2]

ما هو فحص الكورتيزول؟

فحص الكورتيزول (Cortisol test) هو فحص يكشف نسبة الكورتيزول في الدم، ويُعدّ الكورتيزول هرمون ستيرويدي يُفرز استجابةً للتوتر والإجهاد وهو ضروري لصحة الإنسان،[3] يحفز الهرمون الموجّه للقشرة الكظرية (ACTH) إفراز الكورتيزول الذي يتميّز بعدّة خصائص تجعله يتحكّم بالعديد من وظائف الجسم، فيرفع من مستويات السكر في الدم من خلال زيادة تكوين الجلوكوز في الكبد، وتحليل الدهون، والبروتينات، كما أنّه يزيد من مقاومة الإنسولين في الجسم، لذلك تؤدي مستويات الكورتيزول العالية إلى الإصابة بداء السكري، بالإضافة إلى أنّه يزيد من الشهية لتناول الطعام، ويُقلل الاستجابات المناعية في الجسم، ويُثبّط نمو العظام، ويرفع ضغط الدم.[2]

تتأثر مستويات الكورتيزول بمقدار الجهد الذي يبذُله الجسم، فيُفرز الكورتيزول بكميات أكبر خلال ساعات الصباح ليصل إلى ذروته في الساعة الثامنة صباحًا، بعدها ينخفض تدريجيًا ليعود لأقل مستوياته مساءً.[4]

دواعي إجراء فحص الكورتيزول

يُجري الطبيب فحص الكورتيزول للكشف عن مستويات الكورتيزول، إذ إنّ مستوياته المرتفعة أو المنخفضة ترتبط بالعديد من الأمراض،[5] ومن أبرزها:

  • تقييم وظائف الغدة الكظرية، والغدة النخامية، والغدة تحت المهاد.[5]
  • تشخيص مرض كوشينغ.[5]
  • تشخيص مرض أديسون.[5]
  • ظهور أحد الأعراض التي ترتبط بانخفاض مستويات الكورتيزول:[4][6]
    • خسارة الوزن.
    • ضعف العضلات.
    • التعب العام والإعياء.
    • انخفاض ضغط الدم.
    • آلام في البطن وأسفل الظهر والساقين.
    • الجفاف.
    • الإسهال الشديد.
    • التقيؤ الشديد.
    • التشوّش الذهني أو الارتباك.
    • فقدان الوعي أو الإغماء.
  • ظهور أحد الأعراض التي ترتبط بارتفاع مستويات الكورتيزول:[6][7]
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • ارتفاع مستويات السكر في الدم.
    • الوزن الزائد، خصوصًا في الوجه ومنطقة البطن.
    • ترقُّق الجلد.
    • ظهور خطوط أرجوانية اللون على البطن.
    • عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء وزيادة نمو الشعر على الوجه.
    • حدبة أعلى الظهر نتيجة تراكم الدهون حول منطقة العنق وبين عظام الكتف.
    • ضعف العضلات.
  • مراقبة حالة المرضى أثناء تلقّي علاج مرض أديسون ومرض كوشينغ.[7]

طريقة إجراء فحص الكورتيزول

يمكن إجراء فحص الكورتيزول من خلال استخدام عينة الدم، أو البول، أو اللعاب:[3]

فحص الكورتيزول في الدم

يُجرى فحص الكورتيزول في الدم من خلال سحب عينة دم من الوريد في الذراع في الصباح الباكر - غالبًا الساعة الثامنة صباحًا-، يتبعها سحب عينة أُخرى الساعة الرابعة مساءً مع الحرص على تدوين الوقت الخاص بكل عينة على حِدة.[8]

والجدير بالذكر أن قيمة مستوى الكورتيزول لعينة الدم التي أُخذت مساءً تكون أقل بكثير من مستوى الكورتيزول في عينة الدم المسحوبة الساعة الثامنة صباحًا.[8]

فحص الكورتيزول في البول

يُجرى فحص الكورتيزول في البول من خلال جمع عينة البول على مدار 24 ساعة، ويمكن الحصول على العبوّة المخصصّة للفحص من المختبر، ثم اتباع مجموعة خطوات:[6]

  1. تفريغ المثانة والتخلص من البول عند الاستيقاظ في الصباح الباكر ثم تدوين الوقت على العبوة.
  2. تفريغ المثانة خلال فترة 24 الساعة القادمة داخل العبوة المخصصّة.
  3. الاحتفاظ بعينة البول مبرّدة حتى انتهاء فترة جمع البول، ثم إرسالها إلى المختبر.

فحص الكورتيزول في اللعاب

غالبًا ما يُجرى فحص الكورتيزول في اللعاب في المنزل خلال وقتٍ متأخر من الليل، تحديدًا الساعة 11 قبل منتصف الليل، حينها تكون مستويات الكورتيزول منخفضة،[7][8] إذ يتضمّن إجراؤه:[7][8]

  1. غسل اليدين جيدًا وتجفيفهما.
  2. فتح الأداة (المسحة) الخاصة بأخذ العينة ووضعها بالفم دون لمسها باليدين، ثمّ تمريرها داخل الفم ووضعها تحت اللسان لمدة دقيقتين، ثم إرجاعها داخل العبوّة المخصصة بها، أو جمع عينة من اللعاب بعبوّة مخصصة للفحص لا تقل عن 1.5 ملليلتر.
  3. تدوين وقت جمع العينة على العلبة، ثم إرسالها في اليوم التالي إلى المختبر.

تحضيرات فحص الكورتيزول

تعتمد تحضيرات الفحص على نوع العينة المُستخدمة في إجراء فحص الكورتيزول:[7]

التحضيرات قبل فحص الكورتيزول في الدم

يُفضّل الصيام قبل إجراء فحص الكورتيزول في الدم عند سحب العينة الصباحية، كذلك الصيام ثلاث ساعات قبل سحب العينة المسائية،[9] كما يُطلب من المريض أخذ قسطٍ من الراحة قبل سحب عينة الدم وتجنب أداء أي جهد بدني،[8] ويُنصح بإطلاع الطبيب على جميع العلاجات الدوائية التي يتناولها المريض حاليًا أو مؤخرًا، فقد يحتوي البعض منها على الستيرويد، مثل الهيدروكورتيزون (Hydrocortisone)، وبريدنيزون (Prednisone)، وديكساميثازون (Dexamethasone).[4]

التحضيرات قبل فحص الكورتيزول في البول

لا يوجد تحضيرات مُعينة إلا أنه من الضروري إعلام الطبيب بجميع العلاجات الدوائية التي تناولها المريض مؤخرًا أو حاليًا.[4]

التحضيرات قبل فحص الكورتيزول في اللعاب

الحرص على عدم تناول الأطعمة، أو شرب الماء، أو غسل الأسنان قبل أخذ العينة بـ 30 دقيقة، كما يُنصح بإطلاع الطبيب على العلاجات الدوائية التي يتناولها المريض.[7]

مستويات نتائج فحص الكورتيزول الطبيعية

تتراوح المستويات الطبيعية للكورتيزول كما هو موضّح:[8]

نوع الفحص

الفئة العمرية

المستويات الطبيعية




فحص الكورتيزول

في الدم

البالغين وكبار السن

(5 - 23) ميكروغرام/ديسيلتر الساعة (8:00) صباحًا.

(3 - 13) ميكروغرام/ديسيلتر الساعة (4:00) مساءً.

الأطفال من (1 - 16) سنة

(3 - 21) ميكروغرام/ديسيلتر الساعة صباحًا. (8:00)

(3 - 10) ميكروغرام/ديسيلتر الساعة 4:00 مساءً.

فحص الكورتيزول في عينة البول 24

البالغين

أقل من 100 ميكروغرام/ 24 ساعة

المراهقين

(5 - 55) ميكروغرام/ 24 ساعة

الأطفال

(2 - 27) ميكروغرام/ 24 ساعة

فحص الكورتيزول في اللعاب

أقل من 100 نانو غرام/ديسيلتر (11:00-12:00) مساءً

تفسير نتائج فحص الكورتيزول

تُشير المستويات المرتفعة من الكورتيزول إلى الإصابة بعددٍ من المشكلات الصحيّة:

  • ورم الغدة النخامية المعروف بمرض كوشينغ.[9]
  • ورم الغدة الكظرية.[9]
  • الأورام السرطانية.[9]
  • الحمل خارج الرحم.[8]
  • فرط نشاط الغدة الدرقية.[8]
  • تناول جرعات عالية من أدوية الستيرويد لفتراتٍ طويلة.[7]

تُشير المستويات المنخفضة من الكورتيزول:[8][9]

  • مرض أديسون.
  • قصور الغدة الكظرية الثانوي.
  • قصور الغدة النخامية.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • تضخم الغدة الكظرية الخلقي.
  • أمراض الكبد.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (AIDS).

عوامل تؤثر في فحص الكورتيزول

يتأثر فحص الكورتيزول ببعض العوامل التي قد تزيد أو تُخفّض من مستوياته في الجسم:

  • عوامل ترفع مستوى الكورتيزول، إذ تتضمن الإجهاد البدني، والتوتر، وبعض الأدوية، مثل الإستروجين وموانع الحمل الفموية، والوزن الزائد، وحالات الحمل.[4][8]
  • عوامل تخفّض مستويات الكورتيزول، وتتضمن تناول بعض الأدوية، مثل ليفودوبا (Levodopa)، والليثيوم (Lithium)، وفنيتوين (Phenytoin)، وميتيرابون (Metyrapone)، ودانازول (Danazol).[8]
كتابة: . خولة يونس - الإثنين ، 17 تموز 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الإثنين ، 17 تموز 2023

المراجع

1.
Auchus RJ. 2014. Encyclopedia of the Neurological Sciences (Second Edition), Academic Press, 2014, Pages 61-64 [eBook edition]. Retrieved from https://doi.org/10.1016/B978-0-12-385157-4.01205-7
2.
Campbell M, Jialal I. Physiology, Endocrine Hormones. [Updated 2022 Sep 26]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK538498/
3.
El-Farhan N, Rees DA, Evans C. Measuring cortisol in serum, urine and saliva - are our assays good enough? Ann Clin Biochem. 2017 May;54(3):308-322. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/28068807/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري غدد صماء أونلاين عبر طبكان
احجز