فحص مستوى الصوديوم في الدم والبول: ما دواعي إجراؤه؟ وعلى ماذا تدُل نتائجه المرتفعة والمنخفضة؟

فحص مستوى الصوديوم في الدم والبول هو أحد الفحوصات المخبرية التي تكشف عن مستويات الصوديوم في الدم والبول، إذ إنّ الصوديوم يوجد ضمن نطاقاتٍ طبيعية مُحدّدة في كل من الدم والبول، وغالبًا ما يرتبط ارتفاع أو انخفاض الصوديوم في الدم والبول بإحدى المشاكل المرَضية مثل الجفاف، أو أمراض الكلى، أو بتناول بعض الأدوية كمدرات البول. 

يُعدّ الصوديوم (Sodium) إحدى أهم الكهارل -المعادن المشحونة- الضرورية للبقاء على قيد الحياة والتي توجد خارج الخلية، إذ يحصل عليه الجسم من خلال النظام الغذائي، وهو يوجد في الجسم ضمن نطاقاتٍ طبيعية مُحدّدة،[1] وقد يؤدي تناول بعض أنواع الأدوية، أو الإصابة بإحدى المشاكل المرَضية إلى انخفاض أو ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم، لذلك يمكن التحقق من مستويات الصوديوم من خلال إجراء فحص الصوديوم في الدم والبول،[2][3] فما هو فحص مستوى الصوديوم في الدم والبول؟ ومتى يُجرى؟

ما هو فحص مستوى الصوديوم في الدم والبول؟

يُعدّ تحليل الصوديوم في الدم (Sodium blood) أحد فحوصات الدم المخبرية التي تقيس مستويات الصوديوم في الدم، وهي التي تُعبّر عن توازن كمية الصوديوم التي يحصل عليها الجسم من الأطعمة وما تفرزه الكلى من الصوديوم خارج الجسم، إذ إنّ العديد من العوامل قد تؤثر في توازن الصوديوم في الجسم، مثل هرمون الألدوستيرون (Aldosterone) الذي يُسهم في خفض ما تطرحه الكلى من الصوديوم، والبيبتيد المُدر للصوديوم (Natriuretic hormone) الذي يزيد من فقدان الكلى للصوديوم، كذلك الهرمون المضاد لإدرار البول (Antidiuretic hormone) الذي يتحكم في إعادة امتصاص الماء في الأنابيب الكلوية.[4]

يُمثل الصوديوم أعلى تركيز من بين كهارل الجسم في الدم، ويُعدّ العامل الأساسي للحفاظ على الضغط الأسموزي في السائل خارج الخلية، لذلك غالبًا ما تُفسّر التغييرات في مستويات الصوديوم في الدم إمّا بالجفاف أو كثرة السوائل،[5] كما يُسهم في حفظ التوازن الحمضي والقاعدي في الجسم، ويُعزز وظيفة العضلات والأعصاب.[6]

يُحافظ الجسم على مستويات طبيعية محدّدة للصوديوم ضمن آلية مُعينة، فتتخلّص الكلى من كميات الصوديوم الفائضة في الجسم عن طريق طرحها مع البول، وفي حال اختلال هذه النطاقات الطبيعية سواءً بارتفاعها أو انخفاضها فذلك يدل على وجود مشكلة صحية.[6]

أمّا فحص الصوديوم في البول (Sodium Urine) فهو فحصٌ يقيس كمية الصوديوم في عينة البول،[3] ومن خلاله يتأكد الطبيب من سلامة وظيفة الأنابيب الكلوية في إعادة الامتصاص،[7] ويُجرى إمّا بإحضار عينة بول عشوائية، أو تجميع عينة البول لمدة 24 ساعة.[8]

ما هي دواعي إجراء  فحص مستوى الصوديوم في الدم والبول؟

يُجرى فحص مستوى الصوديوم في الدم ضمن فحوصات الدم الروتينية للتحقق من صحة المرضى، كما أنّه جزء من فحوصات الكهارل (Electrolyte panel)، وفحوصات التمثيل الغذائي الأساسية (BMP) والشاملة (CMP)،[6] بالإضافة إلى أنه يُجرى لعدة أسبابٍ أُخرى:

  • كشف ومراقبة المشاكل المرضية التي تؤثر في توازن السوائل، والكهارل، ودرجة حموضة الدم.[6]
  • تقييم أمراض الكلى، واضطرابات الكبد، وقصور القلب،[2] وسوء التغذية، واضطرابات الجهاز الهضمي، واضطرابات الغدد الصماء، واضطرابات الدورة الدموية.[1]
  • ظهور أحد أعراض فرط الصوديوم في الدم:[2][6]
    • فقدان الشهية لتناول الطعام.
    • الشعور بالغثيان أو التقيؤ.
    • الخمول.
    • التهيّج.
    • التشوّش الذهني.
    • وخز الأطراف.
    • ردود فعل مفرطة، مثل ارتعاش العضلات.
    • الرنح (انعدام التناسق الحركي في العضلات).
    • العطش.
    • قِلة التبوّل.
    • الإسهال.
    • النوبات، وقد تتطوّر الأعراض وتؤدي إلى الغيبوبة.
  • ظهور أحد أعراض نقص الصوديوم في الدم:[2][6]
    • الضعف الجسدي.
    • التعب العام.
    • الصداع.
    • الارتباك.
    • الانفعالات العاطفية.
    • صعوبة التركيز.
    • الغثيان والتقيؤ.
    • فقدان الشهية لتناول الطعام.
    • نوبات الصرع.
    • الغيبوبة، في بعض الحالات المتقدمة.
  • مراقبة تطور علاج المرضى الذين يخضعون لعلاج دوائي أو وريدي في المستشفى.[1]
  • تقييم فعالية مُدرّات البول والكشف عن بعض آثارها الجانبية.[1]

أما فحص مستوى الصوديوم في البول فيُجرى في حالات انخفاض مستويات الصوديوم في الدم،[4] والكشف عن السبب المؤدي لانخفاضه،[7] بالإضافة إلى:

  • تقييم المرضى الذين يُعانون من نقص حجم الدم، والفشل الكلوي الحاد، واضطرابات الغدة الكظرية.[4]
  • التحقق من كفاءة عمل الكلى والتخلّص من الصوديوم.[3]
  • مراقبة وتقييم أمراض الكلى.[3]

ما هي مخاطر فحص مستوى الصوديوم في الدم والبول؟

يُعدّ فحص مستوى الصوديوم في الدم والبول آمنًا ولا يوجد أي مخاطر تتعلّق بإجرائه، إلا أنّ المريض قد يشعر بلسعة خفيفة لحظة إدخال الإبرة عند إجراء فحص مستوى الصوديوم في الدم، كما قد تظهر كدمة خفيفة موضع سحب الدم، لكن وسرعان ما تختفي من تلقاء ذاتها.[3][6]

تحضيرات ما قبل  فحص مستوى الصوديوم في الدم والبول

لا يحتاج فحص مستوى الصوديوم في الدم إلى الصيام،[4] إلا أنّ المريض قد يحتاج إلى تخطّي أو تأخير موعد جرعات بعض الأدوية التي قد تؤثر في دقة النتائج، لذا يجدر التأكد من الطبيب وإطلاعه على جميع الأدوية المتناولة من قِبل المريض،[6] وتتضمّن:

  • أدوية ترفع مستويات الصوديوم في الدم، مثل المنشطات البنائية، والمضادات الحيوية، والكورتيزون، وهرمون الإستروجين، والملينات، وموانع الحمل الفموية، وأدوية الضغط، مثل الكلونيدين (Clonidine) وميثيلدوبا (Methyldopa)، والليثيوم (Lithium)، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NASIDA).[2][4]
  • أدوية تُخفض مستويات الصوديوم في الدم، مثل مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (ACE)، ومضادات الاختلاج، مثل كاربامازيبين (Carbamazepine)، ومُدرات البول، والهيبارين (Heparin).[4]


أمّا فحص مستوى الصوديوم في البول، فيجب ملاحظة كمية الصوديوم التي يتناولها المريض عند إجراء الفحص،[5] فقد يؤدي تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالصوديوم إلى رفع مستوياته في البول، كما قد يُطلب الطبيب من المريض تخطي جرعة بعض الأدوية التي قد تؤثر في النتيجة، مثل الكورتيزون، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs)، ومُدرات البول، والبروستاغلاندينات (Prostaglandins).[3]

طريقة إجراء فحص مستوى الصوديوم في الدم والبول

يُجرى فحص مستوى الصوديوم في الدم من خلال سحب عينة الدم من الوريد في الذراع بواسطة إبرة،[8] باتباع مجموعة من الخطوات:[4][9]

  1. توجيه المريض لمدّ ذراعه باستقامه بدءًا من الكتف حتى الرسغ.
  2. تحديد الوريد المناسب للسحب، إذ يمكن تحسّسه دون وضع العاصبة (Tourniquet)، ولا ينبغي جمع عينة الدم من ذات الذراع التي تتلقّى سوائل وريدية.
  3. استخدام العاصبة بتثبيتها بموضع يرتفع عن الوريد المُراد السحب منه بما يُقارب 4 إلى 5 أصابع، مع الحرص على عدم شدّها بقوة، وأن لا يزيد الإبقاء عليها عن ما يُقارب دقيقة.
  4. يتعيّن على المريض إغلاق قبضة اليد، لكن مع تجنب فتحها وإغلاقها بقوة.
  5. تعقيم الجلد موضع السحب بواسطة الكحول المُخفّف والانتظار حتى يجف تمامًا.
  6. إزالة غطاء الإبرة والبدء بسحب الدم.
  7. تحرير العاصبة، ووضع قطعة شاش معقمة موضع السحب، ثم إخراج الإبرة من الوريد.
  8. تفريغ عينة الدم في الأنبوب المُخصص للفحص.
  9. التحقّق من سلامة المريض وتوقف النزيف.

أمّا فحص مستوى الصوديوم في البول فيُجرى من خلال إحضار عينة بول عشوائية، أو تجميع عينة البول لمدة 24 ساعة،[8] باتباع بعض التعليمات:[5]

  1. الحصول على العبوّة المُخصّصة للفحص من المختبر، والتي غالبًا لا تحتوي على أي مواد حافظة.
  2. التبوّل في المرحاض لتفريغ المثانة صباحًا، ثم تدوين الوقت على العبوة والالتزام بمدة جمع البول المحددة، بعدها بدء التبول داخل العبوة لجمع عينات البول.
  3. الحرص على حفظ العينة مُبردة في الثلاجة.
  4. محاولة التبوّل لآخر مرة عند اقتراب انتهاء الفترة المحددّة (24 ساعة) داخل العبوّة، وذلك للتأكد من جمع بول المثانة بأكمله في العبوة، وإرسالها إلى المختبر بأسرع وقت.

نتائج فحص مستوى الصوديوم في الدم والبول

توجد نسبة الصوديوم في الدم والبول ضمن نطاقات طبيعية مُحدّدة ويمكن توضيحها كما هو في الجدول:[4][5]

نوع العينة

الفئة العمرية

نطاقات الصوديوم الطبيعية




عينة الدم

حديثي الولادة

(126 - 166) ملليمول/ لتر

الرّضع

(139 - 146) ملليمول/ لتر

الأطفال

(138 - 145) ملليمول/ لتر

البالغين

(136 - 145) ملليمول/ لتر

كبار السن (فوق 90 عام)

(132 - 146) ملليمول/ لتر

عينة البول العشوائية

أقل من 20 ملليمول/ لتر

عينة بول (24 ساعة)

(40 - 220) ملليمول/ 24 ساعة

أسباب ارتفاع  فحص مستوى الصوديوم في الدم والبول

يُشار إلى ارتفاع الصوديوم في الدم بِمصطلح فرط صوديوم الدم (Hypernatremia[2] وغالبًا ما يرتبط بعدة حالات ومشاكل مرَضية:

  • الجفاف.[6]
  • فقدان سوائل الجسم نتيجة التقيؤ، أو الإسهال، أو تناول مُدرات البول، أو السكري الكاذب، أو التعرّق المفرط، أو الحروق الشديدة.[2][4]
  • اضطراب الغدة الكظرية.[6]
  • أمراض الكلى.[6]
  • تناول كميات كبيرة من الصوديوم، أو المحاليل الوريدية، أو الحقن الشرجية.[2]
  • غسيل الكلى.[2]
  • الإصابة بمتلازمة كوشينغ.[2]
  • فرط الألدوستيرونية (Hyperaldosteronism).[4]
  • نقل الدم.[5]

كما قد ترتفع مستويات الصوديوم في الدم إثر الخضوع حديثًا لإحدى العمليات الجراحية، أو تلقّي إصابة مباشرة.[4]

أمّا ارتفاع الصوديوم في البول فقد يرتبط بعدة حالات:[3][4]

  • تناول مُدرات البول.
  • ضعف وظيفي في الغدة الكظرية.
  • التهاب الكلى الذي يؤدي لفقدان الصوديوم (اعتلال الكلية).
  • الجفاف.
  • حالات الجوع الشديدة.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • الحماض الكيتوني السكري.
  • تسمّم الحمل.
  • متلازمة الإفراز غير الملائم للهرمون المضاد لإدرار البول ((SIADH)Syndrome of inappropriate ADH secretion).

أسباب انخفاض  فحص مستوى الصوديوم في الدم والبول

يُشار إلى انخفاض مستوى الصوديوم في الدم بمصطلح انخفاض صوديوم الدم (Hyponatremia)،[2] والذي قد يرتبط بعدة حالات ومشاكل مرَضية:

  • التقيؤ، أو الإسهال، أو غسيل المعدة، أو التعرّق.[5]
  • استخدام مُدرات البول.[5]
  • الحماض الكيتوني السكري.[5]
  • مرض أديسون.[5]
  • سوء التغذية.[6]
  • مشاكل مرَضية تزيد من سوائل الجسم (تخفّف تركيز الصوديوم):[6]
    • أمراض الكلى.
    • تليّف الكبد.
    • قصور القلب.
    • بعض أمراض الدماغ والرئة.
    • بعض أنواع السرطانات.
  • قصور الكلى المزمن.[4]
  • الاستسقاء البطني.[4]
  • وذمة محيطية (تجمّع السوائل في الأطراف).[4]
  • الانصباب الجنبي (Pleural effusion).[4]

أمّا انخفاض الصوديوم في البول فقد يرتبط بعدة أمور:[3][4]

  • الإسهال.
  • قصور القلب.
  • سوء الامتصاص.
  • الجفاف.
  • متلازمة كوشينغ.
  • فرط الألدوستيرونية.
  • التعرق المُفرط.
  • النفاخ الرئوي.
  • اضطرابات الكلى، مثل أمراض الكلى المزمنة، أو الفشل الكلوي.
  • تليّف الكبد.
كتابة: . خولة يونس - الثلاثاء ، 19 كانون الأول 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب

المراجع

1.
Shrimanker I, Bhattarai S. (2023). Electrolytes. [Updated 2023 Apr 23]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Retrieved from https://www.statpearls.com/articlelibrary/viewarticle/20975/
2.
Fazia Mir. (2018-a). Serum Sodium. Retrieved from https://emedicine.medscape.com/article/2099065-overview#showall
3.
MedlinePlus [Internet]. Bethesda (MD): National Library of Medicine (US); [updated Jun 24; cited 2020 Jul 1]. (2021-a). Sodium urine test. Retrieved from https://medlineplus.gov/ency/article/003599.htm#:~:text=Sodium%20urine%20test%20The%20sodium%20urine%20test%20measures,can%20also%20be%20measured%20in%20a%20blood%20sample.

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية