فحص مستوى البوتاسيوم في الدم والبول: ما أسباب إجراؤه؟ وعلى ماذا تدل نتائجه المرتفعة والمنخفضة؟

فحص مستوى البوتاسيوم في الدم والبول هو أحد الفحوصات المخبرية التي غالبًا ما تُجرى كجزءٍ من فحص الدم الروتيني، أو ضمن فحوصات وظائف الكلى إلى جانب فحص مستوى الصوديوم، والكرياتينين، كما يُستخدم أيضًا لتقييم بعض المشاكل المرضية كارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى.

يحتوي الجسم على مجموعة من المعادن الضرورية لإتمام الوظائف الحيوية والبقاء على قيد الحياة تُعرف بالكهارل أو الشوارد (Electrolyte)، وتتضمن كلًا من الصوديوم (Na)، والبوتاسيوم (K)، والكالسيوم (Ca)، و الكلوريد (Cl)، وغيرها، يحصل الجسم عليها من خلال تناول الأطعمة الغذائية المتنوعة، وقد يؤدي اضطراب مستويات أحد الكهارل إلى حدوث مشكلة مرَضية، مثل نقص البوتاسيوم في الدم (Hypokalemia)، أو فرط البوتاسيوم في الدم (Hyperkalemia) والتي يُكشف عنها من خلال إجراء فحص مستوى البوتاسيوم في الدم،[1] فما هو فحص البوتاسيوم في الدم؟ ومتى يُجرى فحص البوتاسيوم في البول؟

ما هو فحص مستوى البوتاسيوم في الدم والبول؟

يُعدّ فحص البوتاسيوم في الدم (Potassium blood test) أحد فحوصات الدم المخبرية التي تقيس مستويات البوتاسيوم في الدم،[2] والبوتاسيوم هو أحد معادن الجسم المشحونة كهربائيًا التي توجد داخل خلاياه، وهو ضروري لأداء الوظائف الخلوية، والعصبية، والعضلية،[3] بالإضافة إلى أنه يحافظ على توازن السوائل والكهارل في الجسم، يوجد البوتاسيوم في الدم ضمن نطاقاتٍ مُحددّة، ويسعى الجسم للحفاظ على هذه النطاقات من خلال آلية مُعينة تتوافق فيها كمية البوتاسيوم المُكتسبة مع الكمية المفقودة، إذ يحصل الجسم على البوتاسيوم من خلال تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الفواكه، والخضراوات، وتتخلّص الكلى من البوتاسيوم الفائض في الجسم عن طريق البول،[3][4] ويؤدي اضطراب مستويات البوتاسيوم في الدم إلى حدوث بعض المشاكل المرَضية التي قد ينتُج عنها مضاعفات خطيرة.[1]

أما فحص البوتاسيوم في البول فهو أحد الفحوصات المخبرية التي تُجرَى باستخدام عينة البول العشوائية، أو بجمع عينة البول لمدة 24 ساعة لقياس تركيز البوتاسيوم في البول،[5] الذي قد يعتمد على نوع النظام الغذائي، وهرموني ألدوستيرون (Aldosterone) وكورتيزول (Cortisol) في الدم.[6]

والجدير بالذكر أن مستويات البوتاسيوم في الدم ترتبط بمستويات الصوديوم في الدم، إذ إنّ جُلَّ الصوديوم في الجسم يكون خارج الخلايا على عكس البوتاسيوم، ففي حال انخفاض مستويات الصوديوم في الدم ترتفع بالمقابل مستويات البوتاسيوم فيه، بالإضافة إلى أنّ البوتاسيوم في الدم يتأثّر بهرمون الألدوستيرون الذي تفرزه الغدة الكظرية،[7] والذي بدورهِ يزيد من طرح البوتاسيوم في البول، كما أنّ التوازن الحمضي القاعدي له تأثيرٌ كبيرٌ في مستويات البوتاسيوم في الدم التي تكون بتراكيز قليلة في الحالات القلوية، وعالية في الحالات الحمضية.[5]

دواعي إجراء فحص مستوى البوتاسيوم في الدم والبول

غالبًا ما يُجرى فحص البوتاسيوم في الدم كجزءٍ من الفحص الروتيني، أو ضمن فحوصات وظائف الكلى إلى جانب فحص مستوى الصوديوم، والكرياتينين، كما يُستخدم لتقييم بعض المشاكل المرَضية كارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى،[8] بالإضافة لعدة أسباب:

  • تقييم مرضى السكري، واضطرابات الغدة الكظرية.[2]
  • مراقبة الحالة الصحية للمرضى أثناء تلقّيهم بعض العلاجات، مثل مدرات البول، وأدوية القلب، ومرضى غسيل الكلى، والمرضى الذين يتلقون علاج المحاليل الوريدية.[9]
  • ظهور أعراض فرط البوتاسيوم في الدم:[2][5]
    • التهيّج.
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • المغص المعوي.
    • الإسهال.
    • ضعف العضلات.
    • خدر في الأطراف.
    • عدم انتظام ضربات القلب.
  • ظهور أعراض نقص البوتاسيوم في الدم:[2][5]
    • تشنّج العضلات.
    • ضعف العضلات.
    • الشلل.
    • ضعف الاستجابة العضلية (Hyporeflexia).
    • العلوص الشللي (Ileus).
    • عدم انتظام ضربات القلب.
    • الشعور بالغثيان.
    • الإمساك.

وغالبًا ما يُجري الطبيب فحص البوتاسيوم في البول لمدة 24 ساعة لتقييم وظائف الهرمونات المُتعلقة بترشيح البوتاسيوم في البول، وتحديد سبب انخفاض البوتاسيوم في الدم في حال كان مرتبطًا بأحد الاضطرابات الكلوية أم لا،[6] أو اضطرابات الغدة الكظرية، كما أنّه يُجرى أيضًا في حال ظهور بعض أعراض الاضطرابات التي قد تؤثر في مستويات سوائل الجسم الطبيعية، مثل التقيؤ، والجفاف، والإسهال.[9]

مخاطر إجراء فحص مستوى البوتاسيوم في الدم والبول

حقيقةً لا يوجد أيّ مخاطر تتّصل بإجراء فحص مستوى البوتاسيوم في الدم والبول، إلا أنّ المريض قد يشعر بلسعةٍ طفيفة لحظة إدخال الإبرة في الوريد عند سحب الدم أثناء إجراء فحص البوتاسيوم في الدم.[2][9]

تحضيرات ما قبل فحص مستوى البوتاسيوم في الدم والبول

لا يحتاج فحص مستوى البوتاسيوم في الدم إلى الصيام،[5] ولا أيّ تحضيرات مُسبقة إلا في حال طلب الطبيب إجراء فحوصات أُخرى تستلزم الصيام قبل إجرائها إلى جانب فحص مستوى البوتاسيوم في الدم، لذا يجدر سؤال الطبيب في حال وجود أيّ تعليمات خاصة.[2]

أمّا فحص مستوى البوتاسيوم في البول، فيتعيّن على المريض إطلاع الطبيب على جميع العلاجات الدوائية التي يتناولها، فقد يؤثر البعض منها في نتائج البوتاسيوم في البول،[9] ومن هذه الأدوية:[7][9]

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAID).
  • الستيرويدات القشرية -مُشتقات الكورتيزون- (Corticosteroids).
  • مدرات البول.
  • مكملات البوتاسيوم.
  • مُحفزات مُستقبلات بيتا، مثل إزوبريل (Isoproterenol).
  • حاصرات مُستقبلات ألفا، مثل كلونيدين (Clonidine).
  • بعض المضادات الحيوية، مثل جنتاميسين (Gentamicin)، وكاربينيسيلين (Carbenicillin).
  • بعض مضادات الفطريات، مثل أمفوتيريسين ب (Amphotericin B).

طريقة إجراء فحص مستوى البوتاسيوم في الدم والبول

يُجرى فحص مستوى البوتاسيوم في الدم من خلال سحب عينة دم من الوريد في الذراع بواسطة إبرة صغيرة، ثمّ تُفرّغ عينة الدم في الأنبوب المخصص لها، وقد يشعر المريض بلسعة خفيفة لحظة إدخال وإخراج الإبرة في الوريد، تستغرق عملية سحب الدم ما يُقارب الخمسة دقائق، كما يجدر على المريض تجنب فتح وإغلاق يده أو تحريك ساعده عند ارتداء عاصبة اليد (Tourniquet)، إذ إنّ ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات البوتاسيوم.[2][5]


أما فحص مستوى البوتاسيوم في البول، فيُجرى من خلال إحضار عينة بول عشوائية، أو تجميع المريض عينة بول لمدة 24 ساعة،[9] دون إضافة مواد حافظة إلى العبوة المُخصصة،[6] وذلك باتباع مجموعة من التعليمات:[5][6]

  1. تفريغ المثانة وطرح البول في المرحاض، مع الحرص على احتساب المدة المُحددة لتجميع البول.
  2. البدء بالتبوّل داخل العبوة المُخصصة حتى مرور 24 ساعة، مع الحرص على حفظ العينة مبرّدة داخل الثلاجة.
  3. إرسال العينة إلى المختبر في أسرع وقت.

نتائج فحص مستوى البوتاسيوم في الدم والبول

يمكن بيان مستوى البوتاسيوم الطبيعي لكل من عينة الدم والبول كما هو مُوضّح في الجدول:[5][9]

نوع العينة

الفئة العمرية

النطاقات الطبيعية


عينة الدم

البالغين

(3.5 - 5.0) ميلي مول/لتر

الأطفال

(3.4 - 4.7) ميلي مول/لتر

الرُضع

(4.1 - 5.3) ميلي مول/لتر

حديثي الولادة

(3.9 - 5.9) ميلي مول/ لتر

عينة البول لمدة 24 ساعة

البالغين

(25 - 125) ملي مكافئ/ 24 ساعة

عينة البول العشوائية

البالغين

20 ملي مكافئ/لتر

أسباب ارتفاع فحص مستوى البوتاسيوم في الدم والبول

من أسباب ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم والبول:

أسباب ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم

غالبًا ما يرتبط ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم باتباع نظام غذائي غني بالبوتاسيوم، أو استخدام أحد الأدوية التي تؤثر في وظائف الكلى وتمنعها من طرح البوتاسيوم في البول بكمياتٍ طبيعية، أو الأدوية التي تقلل من تدفق الدم إلى الكلى،[10] أو الإصابة بإحدى المشاكل المرضية:

  • الفشل الكلوي.[10]
  • داء أديسون (Addison's disease).[10]
  • مرض السكري النوع الأول.[2]
  • فقر الدم الانحلالي (Hemolytic anemia).[7]
  • نقص الألدوستيرونية (Hypoaldosteronism).[7]
  • نقص الألدوستيرونية الكاذب (Pseudohypoaldosteronism).[7]
  • اضطرابات الطعام.[7]
  • الحماض الكيتوني السكري.[7]
  • العدوى.[7]
  • الجفاف.[7]
  • إصابة الأنسجة.[6]
  • حالات نقل الدم.[7]

أسباب ارتفاع مستويات البوتاسيوم في البول

يرتبط ارتفاع تركيز البوتاسيوم في البول بتناول الأدوية المُدرّة للبول، أو الإفراط في تناول نبتة العرق سوس،[5] بالإضافة إلى الإصابة بعدة مشاكل صحيّة:[5][9]

  • الحماض الكيتوني السكري.
  • اضطراب الطعام.
  • النخر الأنبوبي الحاد (Acute tubular necrosis).
  • نقص المغنيسيوم في الدم.
  • انحلال الربيدات (Rhabdomyolysis).
  • القصور الكلوي المزمن (Chronic renal failure).
  • متلازمة كوشينغ (Cushing syndrome).

أسباب انخفاض فحص مستوى البوتاسيوم في الدم والبول

من أسباب انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم والبول:

أسباب انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم

يرتبط انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم إمّا بانخفاض كمية البوتاسيوم المُتناولة، أو بزيادة فقدان البوتاسيوم عن طريق الجهاز الهضمي بسبب التقيؤ لفتراتٍ طويلة، أو الاستخدام المُزمن للمُلينات، أو انسداد الأمعاء، أو العدوى، أو عبر البول، وهو الأكثر شيوعًا،[11] كما قد يحدث انخفاض مستوى البوتاسيوم نتيجة:[5][11]

  • تناول مُدرّات البول.
  • فرط الألدوستيرونية.
  • اضطرابات الكلى.
  • فرط تنسج الغدة الكظرية التكويني (Congenital adrenal hyperplasia).
  • نقص المغنيسيوم في الدم.
  • الحروق.
  • متلازمة كوشينغ.
  • الحماض الأنبوبي الكلوي (Renal tubular acidosis).
  • تضيّق الشريان الكلوي.
  • التليّف الكيسي.
  • التعرَض لإصابة مباشرة.

أسباب انخفاض مستويات البوتاسيوم في البول

يرتبط انخفاض مستويات البوتاسيوم في البول بإحدى المشاكل المرَضية:[5][6]

  • الفشل الكلوي.
  • داء أديسون.
  • الجفاف.
  • التقيؤ.
  • الإسهال.
  • سوء الامتصاص.

تجدر الإشارة إلى أنّ استخدام مُدرّات البول الحافظة للبوتاسيوم، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، ومضادات مستقبلات الأنجيوتنسين، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية، تُخفّض مستويات البوتاسيوم في البول.[9]

كتابة: . خولة يونس - الثلاثاء ، 05 كانون الأول 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب

المراجع

1.
Shrimanker I, Bhattarai S. (2023). Electrolytes. [Updated 2023 Apr 23]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK541123/
2.
MedlinePlus [Internet]. Bethesda (MD): National Library of Medicine (US); [updated Jun 24; cited 2020 Jul 1]. (2022-a). Potassium Blood Test. Retrieved from https://medlineplus.gov/lab-tests/potassium-blood-test/
3.
James L. Lewis III. (2022-a). Overview of Potassium's Role in the Body. Retrieved from https://www.msdmanuals.com/home/hormonal-and-metabolic-disorders/electrolyte-balance/overview-of-potassiums-role-in-the-body

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري نقص البوتاسيوم في الدم أونلاين عبر طبكان
احجز