فحص مستوى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: ما علاقته بضغط الدم؟ وعلى ماذا تدل نتائجه؟

يُعدّ فحص مستوى الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (ACE) أحد الفحوصات المخبرية التي تقيس مستويات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين في الدم، الذي له دورٌ مهمٌ في الحِفاظ على ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، إذ غالبًا ما يُجرى لتأكيد الإصابة ببعض المشكلات المرضية، مثل الساركويد، وداء غوشيه، والتليّف الرئوي مجهول السبب، والجذام، وغيرها من الأمراض.

يُحافظ الجسم على ضغط الدم الطبيعي ضمن آلية مُعينة تُسمّى نظام الرنين- أنجيوتنسين- ألدوستيرون (The renin- angiotensin- aldosterone system)، فعند انخفاض ضغط الدم الانقباضي إلى أقل من 100 ملليمتر زئبقي تُفرز الكلى إنزيم الرنين في الدم الذي يقسم مُولّد الأنجيوتنسين (Angiotensinogen) إلى أجزاء، وينتج عنه الأنجيوتنسين 1 (Angiotensin 1) -غير النشط-، ثمّ يُحوّل إلى الصورة النشطة منه الأنجيوتنسين 2 (Angiotensin 2) بواسطة الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين، فيزيد من تقلّص الأوعية الدموية وبالتالي يرفع ضغط الدم، كما يُحرّر كل من هرمون الألدوستيرون (Aldosterone) من الغدة الكظرية، والهرمون المانع لإدرار البول (Antidiuretic hormone) من الغدة النخامية، الّلذان يُسهمان في زيادة مستويات الصوديوم في الدم، وبالتالي زيادة حجم السوائل وحجم الدم، ممّا يرفع ضغط الدم، كما تجدر الإشارة إلى أن لمستويات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين أهمية في تشخيص ومراقبة بعض المشاكل المرَضية،[1][2] فما هو فحص مستوى الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين؟

ما هو فحص مستوى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ؟

يُعد فحص مستوى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ((ACE) Angiotensin-converting enzyme) أحد الفحوصات المخبرية التي تقيس مستويات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين في الدم،[3] وهو أحد الإنزيمات الضرورية التي تنظّم آلية الحِفاظ على ضغط الدم الطبيعي في الجسم، من خلال تحويل الأنجيوتنسين 1 إلى الأنجيوتنسين 2 المسؤول عن تقليص الأوعية الدموية، وبالتالي رفع مستويات ضغط الدم.[4]

يوجد الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين في جميع أنحاء الجسم داخل الغشاء البلازمي للخلايا البطانية الوعائية، إلا أنّه يُصنَّع أساسيًا خلال الدورة الدموية الرئويّة،[5] وتتواجد مستوياته ضمن نطاقات طبيعية مُحدّدة وثابتة خلال جميع المراحل العمرية لدى الأشخاص الأصحاء،[6] إلا أنه عند حدوث أحد الاضطرابات الرئوية تتأثر عمليات الأيض في الخلايا البطانية الرئوية ممّا يؤثر في مستويات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين في الدم، وبذلك تُشير نسبة تحليل ACE إلى مدى تضرّر الرئة أو استجابتها للعلاج، كما قد يرتبط ارتفاع مستوياته بِعدة مشاكل مرضية، مثل داء السكري، وفرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism).[7]

لا يُعدّ تحليل الإنزيم المحول للأنجيوتنسين فحصًا تشخيصيًا مُحددًا لِمرضٍ معين، إنمّا هو بمثابةِ فحصٍ داعمٍ لتشخيص مشكلة مرضية، وذلك لتواجدهِ في العديد من أعضاء وسوائل الجسم، كالرئتين، والكلى، والسائل المنوي، كما ويُفرز عن طريق الخلايا البطانية الوعائية الشعرية الرئوية، وخلايا البلعمة السنخيّة، والخلايا الظهارية للأنابيب الكلوية، لذا قد يُلاحظ ارتفاع نتائج تحليل ACE لمرضى السرطان -سرطان الغدد الليمفاوية-، والسُّل، والجذام (Leprosy)، ومرض غوشيه (Gaucher disease)، وغيرها من المشكلات الصحيّة.[8]

بالإضافة إلى ذلك، استُخدمت مثبطات إنزيم الأنجيوتنسين على نطاقٍ واسع كأحد العلاجات الدوائية الفعّالة في علاج ارتفاع ضغط الدم.[4]

ما هي دواعي إجراء فحص مستوى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ؟

يُجرى فحص مستوى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين كَتحليل داعم لتشخيص بعض الأمراض،[8] وتقييمها، ومراقبة تطورها مثل مرض الساركويد (Sarcoidosis) -الذي هو أحد أنواع الأورام الحُبيبيّة التي تؤثر في مختلف أنحاء الجسم خصوصًا الرئتين-، وتحديد فعالية العلاج لدى المرضى المصابين،[9] خصوصًا الأطفال اليافعين،[8] إذ يكون تحليل (ACE) مرتفعًا لدى مرضى الساركويد الرئوي النشط، ويكون ضمن النطاقات الطبيعية لمرضى الساركويد الخامل،[9] بالإضافة إلى أسبابٍ أُخرى لإجراء فحص (ACE):

  • تأكيد تشخيص داء غوشيه،[3] وهو أحد الاضطرابات الوراثية النادرة، والتليّف الرئوي مجهول السبب، والانسداد الرئوي، وورم الغدد الليمفاوية الهودجكينية (Hodgkin disease)، والورم النقوي (Myeloma)، والجذام.[9]
  • تشخيص ومراقبة علاج ارتفاع ضغط الدم.[2]
  • التمييز بين مرض الساركويد وأمراض الأورام الحُبيبيّة الأُخرى.[9]
  • ظهور أعراض تُشير إلى الإصابة بالساركويد،[10] أبرزها:[10][11]
    • انتشار الأورام أو الغدد الحبيبية.
    • السعال المزمن.
    • ضيق التنفس.
    • احمرار العينين.
    • آلام المفاصل.
    • الشعور بألم في الصدر، وإصداره لأصوات كالقرقعة.
    • الإعياء والتعب العام.
    • الحمّى.
    • فقدان الشهية للطعام.
    • خسارة الوزن.

مخاطر فحص مستوى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين

ترتبط المخاطر المُحتملة عند إجراء فحص مستوى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين بعملية سحب الدم، إذ تختلف حجم الأوردة من شخصٍ لآخر،[3] وقد يُعاني البعض من أحد المضاعفات:[3][12]

  • النزيف الشديد.
  • الإغماء أو الدوار.
  • الإصابة بالعدوى؛ مثل التهاب الوريد، أو التهاب النسيج الخلوي.
  • تكوّن الورم الدموي تحت الجلد.
  • إصابة الأعصاب أو الشرايين.

تحضيرات ما قبل فحص مستوى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين

على المريض الالتزام بتعليمات الطبيب كالامتناع عن الطعام والشراب لمدة 12 ساعة قبل الخضوع للفحص، بالإضافة إلى أنّ ارتفاع مستوى الدهون في عينة الدم يؤثر في نتيجة الفحص ويُعطي نتيجة منخفضة خاطئة، كما يجب أيضًا على المريض إطلاع الطبيب على الأدوية التي يتناولها، إذ إنّ بعض الأدوية تؤثر في نتيجة الفحص بإعطائها نتيجة منخفضة خاطئة،[3][9] وتتضمن:[9]

  • أدوية الكورتيزون (Steroids).
  • الأدوية الخافضة لضغط الدم (Antihypertensive)، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitor).

تجدر الإشارة إلى ضرورة عدم توقف المريض عن تناول أي دواء دون الرجوع للطبيب.[3]

طريقة إجراء فحص مستوى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين

يُجرى فحص مستوى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين من خلال سحب عينة الدم، وقد يُعاني المريض خلالها بوخزة وظهور كدمة طفيفة، ولكن سرعان ما تختفي،[3] وتتضمن عملية سحب الدم عِدّة خطوات:[12]

  1. توجيه المريض إلى مد ذراعه وفتح وإغلاق قبضة يده لمدة (15 - 30) ثانية، وذلك لتبدو الأوردة أكثر وضوحًا، ثمّ وضع العاصبة بموضع يرتفع عن الوريد بِما يُقارب 10 سنتيمترات.
  2. تعقيم الجلد موضع السحب، والانتظار لمدة 30 ثانية حتى يجف المُعقّم، ثم إدخال الإبرة في الوريد وجمع كمية الدم المطلوبة، بعدها فكّ العاصبة ووضع قطعة شاش مُعقمة مكان السحب فوق الإبرة مع الضغط عليها برفق، ثم سحب الإبرة من الذراع.
  3. الضغط موضع السحب لمدة 5 دقائق، مع إبقاء الذراع ممدودة.

يجدر توخّي الحذر عند تفريغ العينات داخل الأنابيب المُخصّصة للفحص، وعدم رجّها بقوة لتجنب تكسّر الدم، إذ إنّ عينة الدم المُنحلّة -المتكسّرة- تؤثر في دقة نتائج الفحص وتعطي نتيجة منخفضة خاطئة في مستويات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.[9][12]

نتائج فحص مستوى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين

يتراوح المعدل الطبيعي لتحليل (ACE) من (8 - 53) وحدة/لتر، إلا أنّ المستويات المرتفعة لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن عشرين عامًا قد لا تشير إلى وجود أي مشكلة مرَضية،[9] ويمكن تفصيل دلالات ارتفاع وانخفاض فحص مستوى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين كما هو مُوضَّح أدناه:

تفسير نتائج تحليل ACE لمرضى الساركويد

تُفسّر النتائج التي تشير لارتفاع تحليل (ACE) لدى مرضى الساركويد:[3][10]

  • تفاقم المرض، والإصابة بمرض الساركويد النشط.
  • عدم الاستجابة إلى العلاج.

تُفسّر نتائج انخفاض تحليل (ACE) لدى مرضى الساركويد:[3][10]

  • تحسّن الوضع الصحي للمريض، أو انخفاض نشاط المرض.
  • علاج مرض الساركويد.

يجدر الذكر أنه لا يمكن استبعاد الإصابة بالساركويد في حال كانت النتيجة ضمن النطاقات الطبيعية المحددة، إذ لا ترتفع مستويات تحليل (ACE) لدى نسبة تُقدّر بـ (20 - 50)% من مرضى الساركويد وذلك بسبب الإصابة بالمرض حديثًا، إذ يكون ما زال في مرحلة الخمول.[10]

تفسير نتائج تحليل ACE لغير مرضى الساركويد

يمكن تفسير نتائج مستويات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين:

  • ترتفع نتائج مستويات تحليل (ACE) في مصل الدم لأسبابٍ غير مُحدّدة، وترتبط بعدّة مشاكل مرضية،[11] أبرزها:[11][13]
    • مرض السكري.
    • فرط نشاط الغدة الدرقية.
    • داء غوشيه.
    • السحار السيليكي (Silicosis).
    • عدوى المتفطرات.
    • العدوى التي تُسبّبها الفطريات.
    • الالتهاب الرئوي نتيجة فرط التحسس.
    • سرطان الغدد الليمفاوية (لمفومة).
    • التهاب الأقنية الصفراوية الأولي (Primary biliary cholangitis).
    • مرض الكبد الكحولي.
    • أمراض الرئة.
    • فرط نشاط الغدد جارات الدرقية (Hyperparathyroidism).
    • الداء النشواني (Amyloidosis).
  • تنخفض نتائج تحليل (ACE) في الدم نتيجة الإصابة بعدة مشاكل مرضية،[6] أبرزها:[6][3]
    • سرطان الرئة (Lung cancer).
    • متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (Acute respiratory distress syndrome).
    • الالتهاب الرئوي (Pneumonia).
    • الأمراض الخثارية الانصمامية (Thromboembolic pathology).
    • أمراض الكبد المزمنة.
    • أمراض الكلى المزمنة.
    • فقدان الشهية العصبي -القهم- (Anorexia nervosa).
    • قصور الدرقية.
    • العلاج بالستيرويدات، مثل بريدنيزون (Prednisone).
كتابة: . خولة يونس - الثلاثاء ، 14 تشرين الثاني 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الثلاثاء ، 14 تشرين الثاني 2023

المراجع

1.
2.
Ngcobo GD. (2021). Measurement of serum ACE status may potentially improve the diagnosis of SARS-CoV-2 infection. Scientific African 14: e01039. Retrieved from https://doi.org/10.1016/j.sciaf.2021.e01039
3.
MedlinePlus [Internet]. Bethesda (MD): National Library of Medicine (US); [updated Jun 24; cited 2020 Jul 1]. (2021). ACE blood test. Retrieved from https://medlineplus.gov/ency/article/003567.htm

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري مراقبه ضغط الدم أونلاين عبر طبكان
احجز