فحص مستوى الأسيتون (في الدم والبول)

فحص مستوى الأسيتون في الدم والبول هو اختبار يكشف عن كمية الكيتونات في الدم أو البول، ويشير إلى استهلاك الجسم للدهون من أجل الحصول على الطاقة، وغالبًا ما يرتبط وجود الكيتونات في الدم والبول بالحماض الكيتوني السكري، أو اتباع حمية غذائية مُعينة، وغيرها من الأسباب.

تحدث عمليات التمثيل الغذائي في الكبد، وتُسيطر عليها بعض الهرمونات الأيضية والإنسولين، كما يُحلَّل الجلوكوز وتُصنّع الأحماض الدُّهنية وتُخزّن أيضًا في الكبد، وعند الصيام يصبح الكبد هو المصدر الوحيد داخل الجسم لتصنيع الجلوكوز من خلال تحليل الأحماض الدُّهنية وتحويلها إلى أجسام كيتونية (Ketone bodies)، التي بدورها تمُد باقي أنسجة الجسم بالطاقة، وتُعدّ بذلك إحدى الآليات التي يحافظ من خلالها الجسم على الطاقة.[1][2]

سابقًا كان الطبيب يكشف عن وجود الكيتونات في الجسم المعروفة أيضًا بالأسيتون (Acetone) من خلال رائحة النَّفس المُنبعث من المريض، الذي يتميّز برائحة فوّاحة شبيهة بعض الشيء بالفواكه، أمّا في الوقت الحالي يمكن الكشف عن الكيتونات وقياس مستوى الأسيتون من خلال فحص الدم والبول،[2] فما هو فحص مستوى الأسيتون في الدم والبول؟

فحص مستوى الأسيتون (في الدم والبول)

فحص مستوى الأسيتون في الدم أو الكيتونات في الدم (Ketones in blood) هو تحليل دم يقيس مستوى الكيتونات في الدم التي يُصنّعها الجسم نتيجة تكسير الدهون للحصول على الطاقة،[3] عند فقدان الجلوكوز أو انخفاضه في الدم، تتكوّن الكيتونات من حمض أسيتو الأسيتيك (Acetoacetic acid)، والأسيتون (Acetone)، وحمض بيتا هيدروكسي بيوتيريك (Beta-hydroxybutyric acid)، وجميعها تُعدّ منتجات ثانوية حمضية قابلة للذوبان في الماء ممّا يُمكّنها من الانتقال عبر أنسجة الجسم، إلا أنّ ارتفاع هذه الكيتونات تُعزز ارتفاع الحموضة في الدم، ما يؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرة أحيانًا، مثل الحماض الكيتوني (Ketoacidosis) وهو أحد مضاعفات مرض السكري غير المُنضبط،[2][4] ونظرًا لذوبان الكيتونات في الماء وعدم ارتباطها مع البروتينات في الدم، فهي تَرشح في الكلى ويظهر جزءٌ قليلٌ جدًا منها غير قابل للقياس في البول، وعند ارتفاع مستوى الكيتونات في الدم تتسرّب بكميات أكبر إلى البول لتُصبح ضمن تراكيز ملحوظة،[5][6] وتوجد الكيتونات في الدم ضمن مستوياتٍ مُحددة إلا أنها تزداد أثناء الصيام لساعاتٍ طويلة، أو ممارسة التمارين الرياضيّة لأوقاتٍ طويلة.[5]

أمّا فحص الأسيتون في البول فهو يقيس نسبة الكيتونات في البول من خلال إجراء الفحص الروتيني للبول باستخدام شريط فحص البول، والجدير بالذكر أن الكيتونات في البول لا توجد عادةً في الحالات الطبيعية،[7] وغالبًا ما يرتبط ظهور البَيلة الكيتونية (Ketonuria) ببعض المشاكل المرضية، أو حالات الحمل، أو الجوع الشديد، كما وقد يتأثر بطبيعة النظام الغذائي للشخص.[8]

ما دواعي إجراء فحص مستوى الأسيتون (في الدم والبول)؟

توصي الجمعية الأمريكية بإجراء فحص مستوى الأسيتون لمرضى السكري الذين يفوق مستوى السكر في الدم لديهم 300 ملليغرام/ديسيلتر،[4] ويُجري الطبيب فحص مستوى الأسيتون في الدم والبول للكشف عن ارتفاع تركيز الكيتونات في الدم عن الحد الطبيعي، وعن وجود الكيتونات في البول،[9] بالإضافة إلى عدّة أسباب أُخرى:

  • مراقبة علاج مرضى السكري، وهو من أكثر الأسباب المرَضية المؤدية لارتفاع مستوى الكيتونات في الدم، وذلك استجابةً لانخفاض الإنسولين الذي يحدُث أثناء الحماض الكيتوني السكري.[5]
  • الكشف عن الحماض الكيتوني السكري (Diabetes ketoacidosis (DKA))، والحماض الكيتوني الكحولي (Alcoholic ketoacidosis). [9]
  • مراقبة الحالة الصحية للأشخاص الذين يتّبعون الحميات الغذائية المعروفة بنظام الكيتو (Ketogenic diet).[3]
  • التحقق من سبب ظهور بعض الأعراض التي قد ترتبط بالحِماض الكيتوني:[3][10]
    • العطش الشديد.
    • فقدان الوزن غير المُبرر.
    • كثرة التبوّل غير المُعتادَة.
    • الشعور بالحاجة للتقيؤ، والغثيان في المعدة.
    • انبعاث رائحة نَفس من المريض شبيهة برائحة مُزيل طلاء الأظافر، أو الفواكه.
    • ألم في البطن.
    • صعوبة التنفس.
    • الصداع.
    • ألم العضلات.
  • الإصابة باضطرابات الطعام.[3]
  • الجفاف الناتج عن القيء والإسهال الشديد.[3]

كما قد يُجري الطبيب فحص الأسيتون في الدم للحوامل اللاتي يُعانين من سكري الحمل،[3] بالإضافة إلى أنّ فحص الأسيتون في البول للحامل يُجرى خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وأثناء الولادة، وما بعد الولادة، وأثناء فترة الرضاعة، كما أنّه يُجرى لحديثي الولادة، فهم أيضًا عُرضة للإصابة بالبَيلَة الكيتونية.[6]

ما هي مخاطر فحص مستوى الأسيتون (في الدم والبول)؟

لا يوجد أي مخاطر ترتبط بإجراء فحص الأسيتون في الدم، إلا أن المريض قد يشعر بوخزٍ خفيف أثناء سحب الدم موضع إدخال الإبرة،[3] كذلك الأمر عند إجراء فحص الأسيتون في البول، فلا توجد أي مخاطر مرافقة للفحص.[11]

تحضيرات قبل فحص مستوى الأسيتون (في الدم والبول)

لا يوجد أيّ إجراءات تحضيريّة تتعلّق بإجراء فحص مستوى الأسيتون في الدم،[4] أمّا فحص مستوى الأسيتون في البول فقد يطلب الطبيب من المريض الامتناع عن الطعام والشراب لفترة مُعينة من الزمن قبل إجراء الفحص، لذا يُفضل سؤال الطبيب عن ذلك، كما يجدر على المرضى الذين يُعانون من البواسير إطلاع الطبيب على ذلك، كذلك النساء في حال أُجري الفحص في فترة نزول دم الحيض.[11]

طريقة إجراء فحص مستوى الأسيتون (في الدم والبول)

يمكن بيان طريقة إجراء فحص مستوى الأسيتون في الدم والبول:

فحص الأسيتون في الدم

يُجرى فحص مستوى الأسيتون في الدم من خلال سحب عينة دم من الوريد في ذراع المريض بواسطة إبرة صغيرة، ثم تفريغ العينة داخل الأنبوب المُخصّص لها، وقد يستغرق إجراء سحب الدم ما يُقارب خمس دقائق،[3] كما قد يُجري الطبيب بعض الفحوصات المخبرية إلى جانب فحص مستوى الأسيتون في الدم للمرضى الذين تظهر عليهم أعراض الحماض الكيتوني السكري ولا يُعانون من مرض السكري، مثل فحص مستوى السكر في الدم، وفحص غازات الدم، وفحص الكهارل لتأكيد تشخيص المريض بالحماض الكيتوني.[9]

كما يمكن استخدام أجهزة الفحص المنزلي لمستوى الأسيتون في الدم لمراقبة مستوياته، وهي مفيدة جدًا خصوصًا للأطفال الذين يستخدمون مضخة الإنسولين،[4] ويُجرى من خلال وخز الإصبع وجمع بضع قطرات من الدم على الشريط الخاص بالفحص، ثم إدخال الشريط إلى جهاز الفحص المنزلي حتى يظهر مقدار تركيز الأسيتون في الدم.[3]

فحص الأسيتون في البول

يُشاع استخدام فحص مستوى الأسيتون في البول أكثر ممّا هو عليه في الدم، وقد يُجرى ضمن فحص البول الروتيني (Urinalysis)، أو إلى جانب فحص مستوى السكر في البول (Urine glucose test)،[9] ويُنصح بمراعاة بعض التعليمات أثناء جمع العينة:[8][11]

  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون.
  • الحرص على تنظيف المنطقة التناسلية (على الرغم من عدم إثبات فائدتها).
  • جمع عينة البول بعد طرح ما يُقارب نصف كميته، من خلال التبوّل لثوانِ في المرحاض ثم التوقف، وجمع ما تبقّى من البول باستكمال التبوّل داخل العبوّة المُخصصة، والتي يمكن الحصول عليها من المختبر.
  • إغلاق العبوّة بإحكام وتسليمها للمختبر.
  • تبريد عينة البول -في حال إحضارها من المنزل إلى المختبر- مع الحرص على أن لا تطول مدة حِفظها لأكثر من ساعتين.


يُستدل على ارتفاع تركيز الأسيتون في البول من خلال شريط فحص البول، إذ يظهر لون الأسيتون في البول على شريط مقياس العُمق باللون الأرجواني الغامق.[4]

نتائج فحص مستوى الأسيتون (في الدم والبول)

تُشير نتائج فحص مستوى الأسيتون في الدم إلى تركيز الكيتونات الحالي في الدم، أمّا فحص الأسيتون في البول فيُشير إلى تركيز الكيتونات خلال الفترة السابقة، وتعني نتائج مستوى الأسيتون في الدم المُنخفضة أو الطبيعية أن المريض لا يُعاني من مشكلة تُسبّب ارتفاع الكيتونات في الدم،[9] والجدير بالذكر هُنا أنّ فحص الأسيتون في الدم لا يستطيع دائمًا الكشف عن جميع أنواع الكيتونات في الدم، إذ إنّها تتكون من ثلاثة أنواع، ففي حال كان المريض يشكو حديثًا من الحماض الكيتوني السكري فعندها يرتفع نوعُ واحد من الكيتونات، ممّا يصعُب الكشف عنه من خلال الفحص.[3]

تتراوح المستويات الطبيعية لكل من الأسيتون في الدم والبول:[4]

  • المستويات الطبيعية لتركيز الأسيتون في الدم (0.3 - 2.0) ملليغرام/ديسيلتر.
  • لا يوجد الأسيتون في البول في الحالة الطبيعية، وفي حال وجوده يُصنّف لعدة نسب:
    • مُنخفضة، وتُقدّر بـ 20 ملليغرام/ديسيلتر.
    • متوسطة، وتتراوح بين (30 - 40) ملليغرام/ديسيلتر.
    • مُرتفعة، تزيد عن 80 ملليغرام/ديسيلتر.

أسباب ارتفاع الأسيتون في الدم

غالبًا ما يرتبط ارتفاع الأسيتون في الدم عن الحد الطبيعي له بالحماض الكيتوني، إلا أنّ الطبيب يُكرر إجراء فحص الأسيتون من خلال عينة البول عدّة مرات لتأكيد التشخيص، إذ إنّ الكلى تُرشح الكيتونات الفائضة في الدم قبل تراكمها وارتفاعها فيه لتظهر حينها في البول قبل الدم،[4] ويرتبط ارتفاع الأسيتون في الدم بعدة حالات ومشاكل مرَضية:[3][9]

  • الحماض الكيتوني السكري، لمرضى السكري من النوع الأول وأحيانًا النوع الثاني.
  • الحماض الكيتوني الكحولي، الناتج عن تعاطي الكحول.
  • حالات سوء التغذية.
  • الصيام لفتراتٍ طويلة.
  • العدوى الشديدة.
  • حالات الحمل.
  • الحميات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات وعالية الدهون.

أسباب ارتفاع الأسيتون في البول

يُشير وجود الأسيتون في البول إلى استهلاك الجسم للدهون كمصدر أساسي للطاقة، وغالبًا ما يحدث ذلك عند عدم توفر الجلوكوز في خلايا الجسم،[4] وهو ناتج عن عدّة أسباب:[4][9]

  • الجوع الشديد.
  • التقيؤ.
  • الصيام لساعات طويلة.
  • الحميات الغذائية الغنية بالبروتين.
  • داء السكري غير المنضبط.
  • فترة ما بعد التخدير.
  • تناول أقراص الأسبرين بإفراط.
  • فقدان الشهية العصبي.
  • الحماض الكيتوني الكحولي.
  • الحمّى، خاصة لدى حديثي الولادة والرضّع.
  • الجفاف.
  • تناول بعض الأدوية التي قد تؤدي إلى الحصول على نتائج إيجابية خاطئة:
    • أيزوبروبانول (Isopropanol).
    • ايزونيازيد (Isoniazid).
    • ليفودوبا (Levodopa).
    • بارالدهيد (Paraldehyde).
    • فينازوبيريدين (Phenazopyridine).
    • فينول فثالين (Phenolphthalein).
كتابة: . خولة يونس - الإثنين ، 08 كانون الثاني 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan

المراجع

1.
Rui L. (2014). Energy metabolism in the liver. Compr Physiol. 2014 Jan;4(1):177-97. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/24692138/
2.
Cantrell CB, Mohiuddin SS. (2023). Biochemistry, Ketone Metabolism. [Updated 2023 Apr 24]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK554523/
3.
MedlinePlus [Internet]. Bethesda (MD): National Library of Medicine (US); [updated Jun 24; cited 2020 Jul 1]. (2022-a). Ketones in Blood. Retrieved from https://medlineplus.gov/lab-tests/ketones-in-blood/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري مرض السكري أونلاين عبر طبكان
احجز